فوق سماء ميمك ـ 9

مذكرات الملازم أول طيار أحمد كروندي

إعداد: حجة شاه محمدي
ترجمة: هادي سالمي

2021-4-17


كانت المروحية في حالة جيدة باستثناء الزجاج الأمامي كان في غير مكانه. لم يكن من الممكن مواصلة العملية بهذا الوضع. لذلك انطلقنا إلى القاعدة بطائرتين أخرى بسرعة منخفضة. ومع ذلك، كان من الصعب جداً بالنسبة لي تحمل ضغط الرياح في المقدمة. عندما رأيت الطاقم الفني في القاعدة، رفعت يدي فوق رأسي كعلامة على التحية. تفاجأ «حسين» مساعد «أفشار» الموظف الفني الذي كان من ضمن الطاقم الفني برؤية يديّ خارج مقصورة المروحية قال: "أين النوافذ وعمود المقصورة؟"

التقطت متعلقاتي بسرعة ونزلت من المروحية متابعاً يحيى وقلت: سأخبرك لاحقاً. وصعدنا طائرة هليكوبتر أخرى وحلقنا دون إضاعة الوقت. كان لدي ما يكفي من الوقت للتفكير حتى وصلت إلى شياكوه. وسألت يحيى: "يحيى كيف تم إقتلاع المقصورة الأمامية؟"

فأجاب: "لا أعرف. شعرت للحظة فقط أنني كنت أختنق. لم أستطع التنفس. كان كل جلد وجهي يرتفع وينخفض ​​مثل موجة البحر ولم أستطع تحمل تلك اللحظة. أعتقد أنّ الشظية أو الرصاصة أصابتنا دون أن تنفجر".

طار صفر على مسافة قصيرة أمامنا. شعرت بالارتياح لرؤيته. ضغطت على مفتاح الراديو وقلت لصفر، يا عم صفر، ألم تر أين سقط الزجاج الأمامي؟ وأجاب سفر وهو يضحك: "لماذا، لنصل إلي هناك، وسأريك مكانه".

كنت أعرف بالفعل الموقع الدقيق للدبابتين العراقيتين على شياكوه. من خلال إزالة جزء كبير من قمة شياكوه - في الجزء الغربي منها - تمكن العراقيون من إبقاء أنفسهم بعيداً عن الأنظار من الأجسام الطائرة من خلال إنشاء جدار مرتفع، وبتوجيه من مراقبيهم، يمكنهم استهداف بالضبط ما أرادوه، دون أن يراهم أحداً. مع الخطة الجديدة، حاولنا - أولاً - ضرب الدبابات التي قدّم علي عنوانهما، ثم نتجه لإستهداف ما تبقي منها. لذلك، هذه المرة، أخذنا الارتفاع - في اللحظة الأولى من رؤية الدبابة - وضعت الصاروخ الأول على صدره ودخلنا المنطقة بهروب سريع من اتجاه آخر. من خلال تدمير الدبابة الأولى، يبدو الأمر كما لو كنت قد أغلقت مفتاحاً، تم القضاء علي معظم الأسلحة العراقية. بدأت القوات العراقية بالتحرك بسرعة في المنطقة مع رؤية مروحياتنا، لكنهم لم يتمكنوا من اتخاذ إجراءات ضدنا. قامت قوات لواء ذو ​​الفقار بمضايقتهم. تجرأنا بقصف عدة دبابات وناقلات جند عراقية خلف ارتفاع شياكوه لدرجة أننا فتحنا النار على بقية القوات العراقية  المتواجدة في شياكوه. يمكنني الآن بسهولة تتبع جميع الأهداف التي أراها - في أقل من بضع ثوان - ومشاهدتها تنفجر باستمرار.  كنا في خضم العملية عندما سمعت صوت علي قائلاً: "سيدي الكابتن، هناك مروحية عراقية خلفك".

حلّق يحيى بسرعة وبعد عبور شياكوه عاد إلى القوات العراقية مرة ثانية وقال لي: هذه المرة أريدك أن تضرب المروحية.

وضعت يدي على الزناد لاطلاق النيران عندما رأيت مروحية عراقية. اجتزنا الارتفاع باتجاه القوات العراقية. من مسافة بعيدة، كانت نقطة ما تتحرك نحونا بسرعة. ضغطت على الزناد. لكن قبل أن يتم إطلاق رصاصة من المدفع، استهدفت الدفاعات المحلية المروحية العراقية وتحولت إلى جبل من الدخان بين الأرض والسماء.

أخيراً، وبعد عدة عمليات متتالية، تمكنت قوى الإسلام الثورية مرة أخرى من رفع علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل فخر وإعتزاز في أعلى نقطة من شياكوه.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1957


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة