مقتطفات من مذكرات العقيد علي قمري
إعداد: فائزة ساساني خواه
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2021-3-8
في 22/10/1980م أُعلن عن استشهاد جميع المدافعين عن ثكنات الحصن. كان لهذا الخبر أثر سيئ للغاية على معنويات المقاتلين، لأنّ منزلنا، كان هو الحصن، حيث أصبح محتلاً بالكامل من قبل العراقيين. بكى العديد من المقاتلين عندما سمعوا الخبر. كنت منزعجاً جداً لسماع الخبر، لكن لم أصدق أنّ هذا الخبر صحيح. لهذا السبب كلفت أحد المخبرين بالحصول على معلومات دقيقة من القضية وإخباري بها علي الفور.
وبعد ساعة أكد المخبر الخبر وأعلن أنّ المدينة بأكملها، باستثناء مسجد جامع والقليل من حوله، كانت تحت السيطرة العراقية. وفي الوقت نفسه، قال إنّ الاشتباكات مستمرة على بعد 40 متراً من ساحة الشهداء والحزب الجمهوري وحول محلات الزهور وميدان كمال الملك وسنتاب وإدارة المطافئ وسوق صفا وساحة المدخل وسوق سيف، والعراقيون يتقدمون رويداً رويداً لاستكمال احتلال المدينة من جميع الجهات.
ملأ الدخان المتصاعد من احتراق الدبابات العراقية المدينة بأكملها، وأضيف إليها دخان احتراق منازلنا. في غضون ذلك، اقترب مني المزارعون والدموع في عيونهم وقالوا:
ـ لن نسمح للعراقيين بالسير في شوارع هذه المدينة بأحذية بريطانية والسماح لصدام برؤية هذه الحركة. سأكسر أرجل كل العراقيين. خرمشهر جزء من إيران ولن أسمح بفصلها عن جسد إيران... لم يعد من الممكن سماع صوت مصاريع فتح المحلات. لم يعد يُسمع ضجيج الأطفال في المدارس. لم يعد الأطفال يلعبون في الشوارع والأزقة...
كان السيد زارعيان يتحدث ويبكي. عانقته وقلت له:
ـ أخي إسماعيل، هل تسمع صوت انفجار الرصاص والمدافع؟ هذا الصوت هو بدلاً عن ضجيج الاطفال. الصوت الدبابات يتصاعد في الفضاء بدلاً من مصاريع المحلات. الحقيقة أننا في حالة حرب والعدو يحتل مدينتنا. لا تنتهي الحرب بالمجاملات. أنت رجل عسكري. أنت قائد. تحتاج إلى طمأنة رفاقك، لا تبكي. الحرب فيها انتصار وهزيمة. العدو ينتصر حالياً. علينا الذهاب واستكمال معداتنا. علينا أن نضع خطة حرب جيدة، وهو ما سنفعله بالتأكيد، ثم نستعيد المدينة من العدو المحتل.
هدأ السيد زارعيان بعد أن تحدثت معه. في غضون ذلك، أحضر أحد الشباب بعض الهدايا الشعبية. كما أعطوني علبة من الفستق. داخل الفستق كانت هناك رسالة، واتضح أنه صبي أو فتاة. قرأت اسم الكاتب قبل قراءة الرسالة. كان اسمه محمد مهرابي. بدأت في قراءة الرسالة:
أنا محمد مهرابي تلميذ في الصف الرابع في شيراز. اشتريت هذه الفستق بمصروفي عبر أسبوع وأرسلتها لك يا عزيزي المقاتل. أتمنى أن تقبل هذه الهدية المتواضعة مني. أخي المقاتل أعلم أنك تقاتل في الجو الحار في خرمشهر ونحن في شيراز لا نتحمل الحرارة لساعة واحدة إذا لم يكن لدينا مكيف. أقبّل أيدي وأرجل جميع المحاربين.
توقيع محمد مهرابي
لقد صدمت عندما قرأت الرسالة. كان بالإمكان أن أجلس وأبكي في زاوية أو الحصول على الدافع والمعنويات لمواصلة الحرب. لم تتح لنا الفرصة للندم. لهذا السبب حفزت نفسي للحصول على الدافع والطاقة من هذه الرسالة وأن أقاتل بشكل أفضل وأفضل.[1]
------------------------------------
[1] العقيد بور بزرك وافي، علي رضا، البستان المحترق (ذكريات العقيد المعوق علي قمري) طهران، دار خورشيد باران للنشر، الطبعة الأولي، شتاء 2010م، ص138.
عدد الزوار: 2286
جديد الموقع
الأكثر قراءة
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي
الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.