فدائي نقي ويحب الإسلام والإمام الخميني (رحمه الله)

دور التاريخ الشفهي في إنتاج فيلم وثائقي عن حياة الشهيد محمود كاوه قائد لواء الشهداء الخاص

جعفر كلشن روغني
ترجمة: حسن حيدري

2021-1-31


الشهيد محمود كاوه قائد لواء الشهداء الخاص، هو أحد القادة الذين كُتبت عنه مقالات عديدة حتى الآن. لكن في عالم التصوير، لم يتم إيلاء الكثير من الاهتمام للتطرق إلى حياته من الولادة إلى الاستشهاد. واهتم به السيد علي حميد ليخرج إحدى حلقات المسلسل الوثائقي "القادة" وسرد حالته في إطار 25 دقيقة. مستفيداً من الصور القليلة للشهيد كاوه وعدد من الصور الفوتوغرافية، يروي موقفه وأنشطته خلال الحرب المفروضة، لكن أكثر ما يبرز هو الحجم الكبير للصور من مقابلة مع أحد رفاقه في هذا الفيلم. في الواقع، بنى حميد، كمخرج، هذا الفيلم الوثائقي على أساس التاريخ الشفوي. بالرغم من أنّ راوي النص السيد محمد حسين محموديان يرويه وينقل الكثير من المعلومات للجمهور، لكن لا يمكن تجاهل دور السيد مجيد ايافت رفيق الشهيد كاوه في هذا الفيلم الوثائقي. لنكون أكثر دقة، ايافت هو العنصر الأساسي في هذا الفيلم الوثائقي وقد أعطته كلماته وذكرياته هوية. تم التعرف على الشهيد كاوه وهو في سوح الحرب وروايته عن طريق مجيد ايافت. طبعا للأسف لم يقدم المخرج أي معلومة عنه وعن منصبه ومكانته في لواء الشهداء الخاص ويكفي القول بأنه رفيق للشهيد. ومع ذلك، في التعبير عن ذكرياته عن الشهيد كاوه، يتحدث بطريقة تجعل الجمهور يدرك جيداً قربه من الشهيد كاوه، لدرجة أنه يذهب لزيارة العميد رحيم صفوي كقائد للحرس الثوري الإيراني مع الشهيد كاوه في عملية بدر. طبعاً، تجدر الإشارة إلى أنه في التعبير عن حالته من سنوات ما قبل الثورة، تم استخدام كلمات والده الحاج محمد كاوه أيضاً في شكل مقابلات، وفي مكان ما في وصف شجاعته وبسالته، السيد هوشنغ بزركي وقد صرح كرفيق الشهيد ذكريات عنه بإيجاز. يستند هذا الفيلم الوثائقي إلى رواية وذكريات شاهد واحد، ومكان الشهود وغيرهم من المعاصرين شاغر جداً. ومع ذلك، يمكن التخمين أنه بسبب الميزانية المحدودة والوقت المحدد للفيلم الوثائقي، من المحتمل أنّ المخرج لم يذهب إلى رفاق آخرين وحتى قادة الشهيد كاوه الكبار أو الأدني رتبة منه مثل قادة الكتائب الذين يعملون  تحت قيادته في اللواء الخاص ليتحري ذكرياتهم عن رفيقهم الشهيد كاوه.

وبحسب الفيلم الوثائقي، وُلد محمود كاه عام 1961م في مشهد. كان الابن الوحيد للأسرة، وكما يروي والده، سجله في الحوزة العلمية في مشهد في نفس الوقت الذي كان يتلقى فيه دروساً في المدرسة. وعلم من أحد أقاربه أنّ السيد خامنئي، بصفته أحد رجال الدين الذين وصلوا للتو إلى مشهد من قم، كان يحضر مسجد اباصلت لتعليم تفسير القرآن. فأخذ والد محمود البالغ من العمر 6 سنوات إليه. يروي والد محمود كاه وجود السيد خامنئي في تلك الجلسات على النحو التالي: "لقد جاء المرشد الأعلى لتوه من قم. اعتدت أن أمسك بيد كاوه ونذهب نحو المسجد خلال هذه الفترة بملابس الطلبة. كنا نجلس كل يوم عندما نذهب إلى المسجد بالقرب من المنبر. ولما لم يرَ كاوه قال: أين كاوه اليوم؟ قلت: سماحة السيد إنّ كاوه في المحل. قال: حسناً، يجب أن تكون هناك ويجب أن يأتي إلى هنا. كان سماحته يتذكره كلما غاب عن المسجد".

طريقة تربية والد محمود كاوه وطريقة تعرّفه على رجال الدين والمقاتلين الثوريين من جهة، وتعلقه بالقضايا الدينية، دفع محمود كاوه إلى توزيع المنشورات وأشرطة الإمام الخميني الراحل (رحمه الله) في مشهد من سن الثانية عشرة إلي جانب والده . بالإضافة إلى العمل في هذا المجال، فقد بدأ نشاطاً تجارياً لنفسه في زاوية متجر والده.  أحضر وباع كرات بلاستيكية وأشياء من هذا القبيل، ومن نفس المحل اشترى جهاز تسجيل واستنسخ به أشرطة الإمام الخميني الراحل. والد محمود الذي رافقه يتذكر جيداً كيف وزع وطبع المنشورات وأشرطة الخطابات قائلاً: كان لدي أيضاً 50-60 شريطاً، كانت أشرطة السيد مطهري، أشرطة السيد الخامنئي، السيد هاشمي نجاد، أشرطة السيد بهشتي. كنا نضعها في كيس ونذهب إلى الشارع كل يوم ونوزعها علي الأهالي. كنا نعيدها ونعطيها لشارع آخر  في اليوم الآخر".

مع انتصار الثورة وتشكيل الحرس الثوري الإسلامي، التحق محمود به ووصل إلى طهران لدراسة حرب الفدائيين. بعد ذلك، عاد إلى مشهد وتولى تدريب الباسيج والحرس الثوري الإيراني، حتى ذهب إلى طهران لحماية بيت الإمام وبقي هناك لمدة ستة أشهر كحارس شخصي. مع غزو جيش البعث، بدأ الجهاد والدفاع المقدس. كان مسؤولاً عن تدريب قوات الباسيج في مشهد. طريقة تدريبه،  التي درّب المقاتلين بها على المواقف الصعبة والحساسة، لا تزال تتذكرها قواته. يصف مجيد ايافت تعليمه على النحو التالي: "كان جاداً جداً في التعليم. هذا هو، من طريقة ارتداء ملابسه إلى دروس النظرية التي قدمها. من الناحية العملية، كان جاداً جداً وصارماً للغاية. بسبب جديته في التدريب والصرامة، وموهبته الغريبة في التدريب والتوجيه، استطاع أن يصبح رئيس اللجنة التكتيكية لثكنات تدريب الإمام الرضا (عليه السلام) في غضون أشهر قليلة. كان التدريب الذي قدمته بعد شهرين تقريباً من بدء الحرب المفروضة، وكان من المقرر إرسال جميع الذين تم تدريبهم إلى الجبهة الجنوبية".

أسلوبه التدريبي جعل الشهيد صياد شيرازي قائد القوات البرية وعدد من قادة الحرس الثوري يراقبونه، ليقدموا للشهيد كاوه ومقاتليه المدربين فرصة الحضور في كردستان، الأمر الذي استقبله وتطوع به الشهيد كاوه ورفاقه. وهكذا، غادر محمود كاه وعدد من قوات الباسيج والحرس الثوري في مشهد إلى كردستان وكانوا متواجدين في سقز كواحدة من أهم القواعد المضادة للثورة.

ايافت الذي كان حاضراً مع الشهيد كاوه عند دخوله كردستان ومدينة سقز عام 1980، يصف الوضع في مدينة سقز ووجود معادين للثورة من الحزب الديمقراطي وكوملة على النحو التالي: لم يجرؤ أحد على الذهاب لأنه إذا فعل، فسوف يدخل معهم في صراع. يعني أننا كنا في سقز ليل نهار. كانوا أيضاً على بعد 5 كيلومترات من قرية ما وكان لديهم مقر دائم هناك وكانت مدينة سقز لمدة ساعة بأيدينا وتحت سيطرتنا، لكن في الليلة كانت تحت سيطرتهم. إذا أردنا دخول المدينة، كان علينا القيام بذلك بطريقة قتالية مع القوات، أو القيام بدوريات أو نصب كمائن لأغراض عسكرية، وإلا لما تجرأ أحد على التجول في المدينة من الساعة 2-3 ليلاً، لأنّ أعداء الثورة - كانوا يقتلون الناس بطرق مختلفة في المدينة، إما أن يقتلوا أو يعتقلوا ويسجنوا. في بعض الأحيان كانوا يقتحمون المدينة في منتصف النهار ويبدؤون بمهاجمة جميع المقرات الرئيسية في المدينة، بما في ذلك ثكنات اللواء الأول لسقز، والحرس الثوري الإيراني، والدرك والقواعد التي كانت لدينا في المدينة، وكان الأمر يدور علي هذا المنوال. في بعض الأماكن على سبيل المثال، عندما أردنا تغيير الرفاق من مهامهم، كنا نمشي بحذر شديد، لأنّ هناك قناصة وكانوا يستهدفوننا بشكل كبير. أعني، كان الأمر كذلك خطير للغاية. واضاف: السيد كاوه وبعض المقاتلين عديمي الخبرة دخلنا سقز في هذه الحالة الأمنية".

وجدارة وطريقة قيادة محمود كاوه جعل السيد ناصر كاظمي  يعين الشهيد كاوه قائداً للواء الشهداء الخاص. كانت أنشطة هذا اللواء تحت إدارة الشهيد كاوه قد جعلت أعداء الثورة يعينون جائزة للقضاء عليه. ربما لم يصدقوا أعداء الثورة في البداية، ولم تكن تريد أن تصدق أن هزائمها كانت إلى حد كبير بسبب قائد يُدعى كاوه، لكنهم أقروا بذلك. لذلك، بالنسبة للاغتيال أو، كما يقول المثل المشهور قتله، حددوا  مكافأة قدرها 10 آلاف تومان لقتل كل من قوات الباسيج و 15 ألف تومان لقتل كل من قوات الحرس الثوري. أي إذا  قُتل فرد من الحرس الثوري ويتمّ تسليم جثمانه إلي أعداء الثورة، سيحصل على مكافأة قدرها 15000 تومان. كان السيد كاوه أولاً على نفس القائمة التي تضم 15 ألف توماناً، ولكن في غضون شهر أو شهرين، يحصل على ما يصل إلى 200000 تومان لمن يقتله. أتذكر أنه حتى عام 1981، كانت آخر جائزة قدموها لمن يقتله مليوني تومان. يعود هذا المبلغ إلى الوقت الذي كان فيه راتب مقاتلي الحرس الثوري ألفي تومان فقط، وهذا يدل على أنهم اعترفوا بأفعالهم بأن كاوه، العدو الرئيسي والخصم الجدير أمامهم". حصيلة عامين من تواجد اللواء الخاص للشهداء وقيادة الشهيد كاوه في كردستان، هو تحرير طريق صائين دج- تكاب، وتحرير المحور الاستراتيجي بيرانشهر- سردشت، وتدمير مركز راديو أعداء الثورة، والسيطرة علي مرتفعات حدودية مهمة في ألواتان وأخيراً تحرير سد بوكان وطريق بطول 47 كيلومتر بقتل حوالي 750 من معادي الثورة. تحرير سد بوكان، الذي كان بيد معادي الثورة، يعتبر من أهم عمليات الشهيد كاوه، الذي روى ايافت تفاصيله على النحو التالي: هذه الـ40-45 كيلومتراً كانت أيضا في أيدي أعداء الثورة تماماً، وقد هددوا أنه إذا وصل تدفق الجمهورية الإسلامية إلى هذا المحور وهذا الطريق، و تريد التحرك، فسنقوم بتفجير السد. كان سد زاينده رود أو سد بوكان أحد السدود الكبيرة جداً، وإذا انفجر، فستغرق مناطق كبيرة جداً من مياندوآب ومهاباد. كانت لدينا مشكلة أساسية في كيفية تحرير السد قبل ردة فعل أعداء الثورة.بقينا في حيرة من أمرنا، حتى توصل السيد كاوه إلى خطة تنقل حقاً نوع عبقريته. وقال: "الخطة هي أن نصبح كهيئة قوات أعداء الثورة وأن تقوم قوة من 15 إلى 16 فرداً بركوب جرار. لذلك ذهبنا بجرّار في قلب أعداء الثورة وقال: يجب أن نذهب بعيداً قدر الإمكان، بعيداً عن القوى الرئيسية. يمكن الوصول إلى الطريق البالغ طوله 45 كيلومتراً في نصف ساعة في وضح النهار، ولكن في الليل، إذا تقدمت بجرار، أينما واجهت القوات مشكلة مع قواتهم، فسنقوم بحمايتهم بقوات أخري. قبل ذلك، كانت جميع الكتائب خلفكم على بعد كيلومترات قليلة، ولله الحمد وصلنا إلى ارتفاع السد (مرت العديد من القصص، بالطبع كانت ليلة واحدة تقدر بألف ليلة) لكن عندما وصلنا حل النهار علينا. وقال السيد كاوه بسبب الأحداث نفسها التي وقعت هناك، يكفي، وعلى الفور أنّ القوات المتدربة والجيدة للغاية يركضون في الجبال، أي كانوا يركضون في الجبل مثل عدائي 100 متر ".لقد وصلوا حتى أنّ كل المعارضين للثورة الذين كانوا في سد بوكان وأرادوا تفجير السد، كانوا نائمين".

بعد استشهاد الشهيد ناصر كاظمي انتقلت قيادة لواء الشهداء الى محسن كنجي زاده. كما استشهد وبعد ذلك التحق الشهيد محمد بروجردي بالرفيق الأعلي. تم تسليم قيادة لواء الشهداء الخاص لمحمود كاوه. في هذا الوقت، وبأمر من قائد الحرس الثوري الإيراني في عملية والفجر 2، حولت عملية  قمة 2519 الحاج عمران للواء الشهداء الخاص بقيادة كاوه لتتم العملية بنجاح كبير. بعد ذلك، تولى كاوه ولواءه مسؤولية تطهير منطقة سردشت من الوجود المضاد للثورة.

دفعت العمليات الناجحة للشهيد كاوه ورفاقه إلى اختياره من قبل قادة الحرس الثوري الإيراني للمشاركة في الجبهة الجنوبية وفي عملية بدر. تطلب وجود لواء الشهداء الخاص في عملية بدر والمهمة التي كلفها بها قادة الحرس الثوري الإيراني إعداداً وتدريباً خاصين. فتم تدريب القوات التي كانت تحت قيادته على هذا النحو. "لمدة ستة أشهر تقريباً، تلقينا تدريبات خاصة في ظروف صعبة، ما يسمى بتدريب القوات الخاصة والقوات الكماندوز وكذلك تدريب الإنزال عن طريق طائرات الهليكوبتر، وجاءت المروحيات ودربتنا على شكل عمليات الإنزال، والتي كانت عمليات الإنزال المخصصة لعملية بدر مباغتة العراقيين. كما كان السيد كاوه سعيداً جداً بهذه العملية، رغم أنها كانت عملية انتحارية تقريباً، مما يعني أنه كان علينا الذهاب بطائرة مروحية للإنزال خلف مواقع العدو ومنع قوات العدو ودباباتهم وأرتالهم العسكرية من الوصول إلى المنطقة الواقعة أمام المنطقة التي تتموضع فيها القوات الرئيسية، كنا نقاتل، كنا نمنع تقدم قوات العدو. أي أننا كنا مجموعة من القوى خلف العدو ولن يكون لدينا أمل في العودة. لكن السيد كاوه كان سعيداً جداً وقال: هذه مهمة صحيحة ودقيقة".

وقد وصف ايافت روح الشجاعة والاستشهاد لدى الشهيد كاوه في هذه العملية على النحو التالي: "ومع ذلك، فقد صدرت أوامر من القيادة بأنّ لواء الشهداء الخاص ليس له الحق في الذهاب إلى الجانب الآخر من نهر دجلة، ليأتي لمواصلة العملية والدفاع على نفس الخط الطبيعي. لقد استاء السيد كاوه بشكل كبير. كان يقول: لم آتِ لأدافع أمام هجمات العدو فقط. أتذكر أنّ السيد كافيه كان مستاءً للغاية لدرجة أننا كنا أمام السيد رحيم صفوي قائلاً له: يا سيد كاوه، أحضر قواتك للدفاع. كان السيد كاوه يستشيط غضبا. كان يقول: لم آت إلى هنا لأذهب إلى خط الدفاع. أريد أن أسير بهذه الطريقة، في قلب العدو. كان السيد رحيم صفوي في حيرة مما قاله السيد كاوه ... على أي حال، كانت هذه ضرورة للعملية. ذهبنا إلى قناة روته وهاجمنا 2-3 دوريات للجيش العراقي الذين أرادوا خداع جميع القوات والقبض عليه.."

ودفعت سمعة كاوه بتنفيذ عمليات صعبة في مناطق يصعب عبورها، إلى جانب قواته المدربة، وطلب منه الجيش مساعدته في تنفيذ عملية قادر في شمال العراق. ويصفه الشهيد حسن أبشناسان أحد القادة البارزين في مغاوير الجيش عندما قابله على النحو التالي: "إذا يوجد في العالم كله فدائي نقي ومحب للإسلام وللإمام الراحل فهو محمود كاوه".

 

"كانت قيادة الشهيد كاوه خاصة جداً، وأسلوبه في التصرف كقائد جعله يحظى بشعبية كبيرة في قلوب القوات التي كانت تحت إمرته". عندما نحتج عليك ونقول أنك وكقائد للفيلق لماذا تتقدمنا، قال لا، ليس السؤال أن أكون الأول. يجب أن أكون في مكان ما حيث يمكنني توجيه قواتي بشكل صحيح. إذا تطلب الأمر مني الجلوس في المعسكر الخرساني المسلح تحت الأرض، فسأذهب وأجلس هناك، لكن إذا لزم الأمر، يجب أن أتقدم قوات الباسيج والحرس الثوري. بالطبع، اختار دائماً الشكل الثاني. أي أنّ السيد كاوه كان دائماً متقدماً على قوات الباسيج والحرس الثوري".

 

في عمليته الأخيرة، اضطر الشهيد كاوه والقوات التي كانت تحت إمرته إلى الاستيلاء على قمة 2519 الحاج عمران. قمة كانت قد حررت ارتفاعاتها سابقاً ولكن لم يتم الوصول إليها. يصف ايافت كيف جرت العملية: "في العملية، علمنا جميعاً أنه في تلك الليلة، ذهب جميع القادة، في الليلة السابقة، بمن فيهم نحن وخليفة السيد كاوه، السيد المنصوري، خلف العدو. لقد اتخذنا جميع المواقع خلف العدو. سيطرنا علي المقرات الرئيسية وطريق النقل. ولكن سيكون عديم الفائدة إذا لم يسقط ارتفاع 2519. كنا على يقين من أنه الليلة، في نفس الوضع الذي قاله السيد كاوه، لن يسقط. ولكن ولأنّ الأمر صدر من القيادة العليا، حاولنا عدم السماح للسيد كاوه بالذهاب إلى العملية بأي شكل من الأشكال. لقد تكاتفنا جميعاً وقلنا يجب أن نفعل شيئاً لإبقاء السيد كاوه في القاعدة التكتيكية. نحن بانفسنا نذهب إلى المحاور التي ذهبنا إليها في الليلة السابقة ونحن على دراية ببعضنا البعض وعلى أي حال نبذل قصارى جهدنا. السيد كاوه عندما أدرك أننا، مثل العديد من المشاهد الأخرى حيث كنا حريصين لمنع كاوه من المضي قدماً، خدعنا جميعاً. قال طيب. لقد ذهبتم في الليلة السابقة، فأنتم على دراية بجميع المحاور، والجميع يسير على محوره الخاص ويعمل، وسأقود العملية في القاعدة التكتيكية. ذهبنا كما لو أنهم قدموا لنا العالم، وكنا على استعداد للذهاب. لكنه استغل إهمال الشباب واختار نفس المحور مع إحدى الكتائب التي كانت الهدف الرئيسي للعملية ذاتها، ونفس المحور الذي أصيب به هناك في المرة السابقة في الهجوم، واتفق مع قائد تلك الكتيبة و تمت العملية في الليلة الأولي من سبتمبر1986، وكان هناك مع إحدى الكتائب التي كانت تحت إمرته تسمى كتيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وفي الساعة الواحدة صباحاً، بينما كان يقترب من السيطرة علي قمة الجبل. استشهد بعد ما أصيب بقاذفة هاون والتحق بالرفيق الأعلي".

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3825


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة