إنتصار الإيمان ـ 15

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: هادي سالمي

2020-12-27


اليوم هو 2/4/1986م. لقد أرسلوا حوالي عشرة تومان من النقود الموقعة من قبل رئيس الوزراء وأرسلوها إلى المقاتلين كهدية عيد، وأعطو كل شخص عشرة منها.

لم يحدث شيء خاص اليوم. في الليل، عندما ذهبت إلى الخفر، رأيت شخصاً نائماً داخل خندق الحراسة. أولا لم أعرفه. لكن بعد قليل من الدقة، أدركت أنه الأخ بوياني مسؤول الكتيبة. كنت مندهشاً جداً. كان مستلقياً على الأرض بتواضع كبير.

قلت له: "سماحة الحاج أحمد! إنهض واذهب لأخذ قسط من الراحة داخل الخندق".

قال :"لا. هنا فيها متعة أخري".

لقد بقي حوالي نصف ساعة مستقلاً وينظر إلي النجوم.

الليلة راودني حلم مهدي مرة أخرى. في الحلم تحدثنا وضحكنا. لقد كان حلماً غريباً! شعرت وكأنني كنت في مكان آخر غير هذا العالم. كنا أنا ومهدي سعيدين. استيقظت ونمت مرة أخرى. هذه المرة أيضا جاء مهدي إليّ. لكن مستاء جداً!

لم أكن أعرف حكمة هذين الحلمين.

تشرق الشمس ببطء، مع الصوت الحزين لزيارة عاشوراء من وراء التلال. كان يوم آخر قادماً.

اليوم، جاءت سيارة تويوتا من قسم دعايات الفيلق ومعها عدد من المصورين. قالوا إنّ أي شخص يريد التقاط صورة تذكارية يجب أن يأتي. وقفنا مع المقاتلين الآخرين والتقطنا بعض الصور. اليوم اجتمعنا في الخنادق. قرأنا القرآن مع الشباب وأقمنا أيضاً مراسم عزاء كانت معبرة جداً. جعلني سعيداً في الصلاة. كانت حالة غريبة. الخوف من الموت العادي وعذاب الجحيم. أردت أن أصرخ إلّا أنّ الدموع إنهمرت من عيني.

الليلة الماضية كنت أحترق من الحزن

لو لم أذرف الدموع، لكنت محترقاً

لا توجد أوراق متاحة من مذكرات الشهيد سنكتراش الأخيرة. لكن ذاكرته وذكرياته الحلوة لا تزال في قلوب أصدقاء كميل. شهادته الرقيقة - جمال آبادي - أثرت بشكل كبير على مرتضى. كان يفكر في الاستشهاد كل لحظة وفي يوم من الأيام يجب أن ينضم إلى جمال آبادي. وأخيراً حقق حلمه الذي طال انتظاره. بقي مرتضى سنكتراش في كتيبة كميل لمدة عامين واستشهد أخيراً في عملية بيت المقدس 2.

رسالة المعراج

 30/8/1985م

مرة أخرى، أشعر بالإنزعاج والقلق. مرة أخرى سيطر الجنون علي هذا القلب ... أتمنى الآن، وحدي، وحدي، في عزلة مع إلهي، أن يكون لدي سر وحاجة. صرخت: يا رب، مغفرة ... أو غير ذلك من الآلام ... أتمنى أن يكون قلبي خالياً من الطمع، خالياً من النفاق، خالياً من الرغبات الجسدية الأنانية. أتمنى أن أتمكن من الوصول إلى حيث يتواجد الله والزوايا المنعزلة. "أنا" ."أنا" مرة أخرى. أتمنى أن تتلخص هذه "الأنا" فيه. ما أجمل أن تكون العبادة بحب وإخلاص.

عبارة لا إله إلّا الله تنبض في الدم.

دزفول ـ 31/8/1985م

اليوم جاء ابن عمي لزيارتي مع قائد كتيبة قاسم. ومرت ساعات من الكلام والأكل والنوم. الآن يتحدث المقاتلون عن العملية. دقات القلوب في الصدور. اللحظات لحظات دماء والأيام أيام استشهاد. قلبي ينبض للنقاء وتزكية النفس. قلبي ينبض لأداء الوصايا الإلهية. لكن، هذه الأجواء الجسدية، هذه الأنانية، هذه الغطرسة، الكسل والضعف، تغرق الإنسان في الخطيئة. ندعو الله أن يوفقنا. وأن يعطينا القوة لننقّي أنفسنا من هذه الشوائب.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2268


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة