ليالي الذكريات الثلاث مائة وأربعة عشر- 1

مجموعة ذكريات عن الشهيد جمران


إلناز درويشي
ترجمة: هادي سالمي

2020-7-6


 

أقيمت ليالي الذكريات الثلاث مائة وأربعة عشر في يوليو 2020، جمعت ثلاث رافقوا الشهيد مصطفى جمران.

خاص موقع التاريخ الشفوي، أقيمت هذه الفعاليات مع الحفاظ على الفاصلة الاجتماعية في قاعة انديشه في الحوزة الفنية. وتحدث كل من السيد أبو الفضل كاظمي والحاج حسن شاه حسيني والسيد إسماعيل شاه حسيني حول ذكرياتهم في فترة الدفاع المقدس والحرب غير المنظمة للشهيد مصطفى جمران ودور ركاب الدراجات النارية.

وأدار الحوار مهدي صالحي طارحا الأسئلة المتعلقة بالشهيد جمران ووثيقة مذكرات ركّاب الدراجات النارية. وتحدث بداية السيد أبو الفضل كاظمي راوي كتاب "زقاق الخطط".

وبدأ حديثه بأبيات شعرية وقال حين كنت أقرأها للدكتور جمران كان يستمع بها: "لم يكن في البال احتراق العشاق..." وقال: في الإسبوع الماضي، كان اسم جمران على ألسن الجميع (في ذكرى شهادته)؛ وكنت أمزح معه بأنك لست من أبناء طهران، كان يضحك ويقول هل تظن ذلك! أنا ابن عودلاجان! ذهبت في العام الماضي لمراسم الشهيد أكبر جهرقاني من رفاق الدكتور جمران في ظهر تاسوعاء في مدينة سوسنكرد، الذي الذي رآني هناك قال: أنا ابن جمران. ضحكت وقلت: إذاً لدى الدكتور زوجة ثالثة! قال لا أقصد أني ابن مدينة جمران. وبعد انتهاء المراسم ذهبنا كلنا للقرية معه ورأينا منزل عمّ الدكتور جمران الذي مازالت فيه عجوز هي نفس زوجة الدكتور وتعيش هناك.

وقال كاظمي: أريد التطرق إلى ذكريات تصف الدكتور جمران وقليلا ما تطرق لها أحد. كلنا أبناء شارع ري ومنا شاه حسيني والدكتور جمران والشهيد أحمد توسلي... وحين كنت أجهّز كتابي للطباعة، قلت للسيد مرتضى (سرهنكي) أينما وجدت مفردة "أنا" احذفها. وقد حذف مفردة "أنا" من النص أينما وجدها. وقد سلمت الكتاب بعد طباعته إلى الدكتور حسين فلاحتي، خال الشهيد ناصر فرج اللهي وهو كان اليد اليمنى للدكتور جمران، وأوصله لرحيم الابن الثاني للدكتور ويعيش في نيوجرسي أمريكا اطفائي؛ وفي اتصال هاتفي بيننا قال أمنيتي السفر إلى إيران. اللافت رغم مرور ثمان وثلاثين سنة على شهادة الدكتور جمران، لم يقم شخص أو مؤسسة بدعوة أبناء الدكتور جمران. هذا حقهم في وطنهم دافع عنه أبوهم واستشهد من أجله. بعد أيام من رحيل عائلة الدكتور عن إيران، اتصلت السيدة بروانة (زوجة الدكتور جمران) تخبرنا بأنّ كريم الابن الأكبر للدكتور قد تمّ خنقه في حمام السباحة، كلما تذكر الدكتور هذه الذكرى يبكي. ولديه بنت وابنان يعيشان في أمريكا ولكنّ قلوبهم هنا.

وأكمل السيد أبو الفضل كاظمي حديثه قائلا: من الجمل التي كان الدكتور يرددها دائما هي سيأتي يوم علينا فيه أن نكون كلنا حذرين. نسأله مازحين أيّ يوم تقصد يا دكتور؟ يقول: "اليوم الذي يتبادل فيه الكسب والحب مكانهما". كانت أعمارنا صغيرة حينها ولا نفهم ما يقوله؛ ولكن اليوم اتضح ما كان يرمي إليه. وأقولها اليوم أنّ سبب ذهابي إلى الجبهة كان الحصول على مرتبة والتفكير في مصلحتي.

وأضاف: كان يكرر دائما إنّ الكسب والحب متضادان. في الفيلم الذي أخرجه أمير حسن نوروزي (مذكرات دراجة نارية) والذي حصل على المركز الأول في مهرجان الحقيقة أرى أنّ جليل نقاد حقيقي عاشق وواقعي وأثبت أنّ الأيام وضع الجميع كمامة الدين ويقولون يوميا يجب ألا نترك الولاية وحدها، يجب أن يتذكروا كلام الدكتور إذ كان يحذرنا دائما، إذا تناولتوا لقمة حرام سيخرج من أفواهكم كلام حرام. كما رأينا في الفيلم وكما أثبت جليل أنه عاشق ولكنه ليس متكسب.

وقال كاظمي: استشهد جليل؛ اتصل بعد يومين من المعراج وقال وقالوا نعرف أنه على قيد الحياة من البخار المتصاعد من فمه ونقلوه إلى الاهواز وفقد الوعي لستة أشهر ثم عاد وعيه له. والآن نصف جسده مشلول ولا يمكنه الكلام. ليس سحرا ولكنه يستيطع تغيير اطار السيارة بيد واحدة، يغيّر زيت السيارة، ولم يخبر أحدا بأنه كان في الجبهة وكان من الدفعة الأولى من ذوي الاحتياجات الخاصة إذا يجب أن أحصل على حقي.

وأضاف كاظمي: كانت عائلة جليل من العوائل الثرية في الحارة. ولأنّ في بيتهم حمام كانوا يطلقون عليهم الحماميون، ورغم ذلك اعتمد جليل على نفسه ولم يعتمد على عائلته. يقول السيد مسعود (ابن آية الله الخامنئي): ما جليل إلا كتاب. يجب في هذه الفترة حيث يهجم الكثير على النظام أن نريهم مثل هذه الشخصيات وللناس؛ يجب ألا نري الناس الناس الوجه السيئ فقط.

وطرح المقدم سؤلا: متى أخرج الفيلم؟ وحدثنا عن السيد جليل نقاد.

وأجاب كاظمي: اخرج العام الماضي وأقيم المهرجان في نفس العام. كنت مع جليل نعيش في زقاق واحد. وفي الفترة التي كان فيها السيد نوروزي يعمل على الفيلم بشجاعة وعُرض عدذة مرات في هذه الأيام، قد لا تصدقون أنّ أهل حارة خراسان لم يعلموا بأنّ جليل معوق حرب: وحسب ما قاله السيد رجائي "من تخلو يده ليس الفقير، بل من لا يستطيع أن يقول ليس لديّ شيء". وقد كشف الفيلم أن جليل نقاد كان من رفاق الدكتور جمران وقائد الثورة.

وسأل صالحي: وكأنّ السيد جليل غير مستعد للحديث وذهب المخرج نوروزي له بحجة تغيير زيت الدراجة النارية إلى دكانه حتى يحث السيد جليل على الكلام؟

بعد أن تحدث الحاج شاه حسيني وأنا قبل جليل بالحديث. حين عاد جليل من غيبوبته وتحسنت حالته، ولأنه كان يحب الدراجات النارية فتح له أبوه دكانا. ومن الأشخاص  الذين أنا مطمئن أنه يرفض الحديث ولكني أذكر اسمه هنا هو السيد محمود خسروي وفا. إذ حين كان القائد يأتي إلى الجبهة، كان هو من الأشخاص الثلاث الذي يقفون إلى جانبه. لقد استشهد الاثنان. وبعد أن قطعت رجل السيد محمود، عاد وكان قائد فريق حماية القائد ثم أصبح رئيس اتحاد المعوقين. ذهبنا إليه عن طريق الأصدقاء كانت مسابقة دراجات نارية مقامة والكاس باسم جليل نقاد، ولكنهم دعوا جليل بدل الفائز إلى المنصة. كان جليل سعيدا جدا. لم يكن جليل فقط صديق جمران، بل كان يرافق آية الله الخامنئي حين كان يزور الجبهات بصورة غير منظمة؛ ولكن لم يجعله ذلك يستغل مكانته.

وسأل المقدم: هل طلب منك الشهيد جمران أن تحضر مجموعة ركاب دراجان نارية إلى الجبهة؟

وأجاب كاظمي: قمنا بهذا العمل على مرحلتين. في المرحلة الأولى جاء من حركة أمل اللبنانية بالتعاون مع علي عباس الذي كان مثل رستم لتفجير الدبابات؛ ولكن ولأنّ لبنان كانت منطقة جبلية وأرض إيران منبسطة، لم يكن الأمر عمليا. في المرحلة الثانية طلب مني الدكتور أن آخذ الدّراجون. أتيتُ إلى طهران واخترتُ من ميدان غزوين وغار وحارتنا مجموعة متكونة من 20 شخصا. من الأمور اللافتة حينها أنّ شحصا في مكتب رئيس الوزراء قال ماذا يفعل هؤلاء هنا؟ في نفس اللحظة اتصلت على الدكتور وقد غضب من سوء تعاملهم. يشهد الله أنّ الدكتور أخذهم الواحد تلو الآخر بالأحضان؛ الكثير منهم كان يصلي بحذائه، ولكن الدكتور وبأخلاقه المعروفة، نظّمهم.

وأكمل قائلا: كان فريق الحرب غير المنظمة يختلف مع كل الفرق الأخرى. كانت 25 مدرسة في الاهواز مخصصة لأبناء مناقطة الخراسانيين وناز آباد ونظام آباد إلخ... كان عليهم التنسيق مع قواتهم في طهران؛ حين يحضرون من المساجد، ويصلون بعد أربعين إلى المنطقة الحربية. يدخلون في دروة تدريبية ليومين. هم نفسهم القوات الشعبية. مما يتميز به الدكتور أنه كان في المقدمة دائما ويقول للبقية تقدموا؛ لم تمر عمليات لم يكن في المقدمة.

وقال كاظمي: استشهد كلّ الفريق القادم من لبنان والمتشكل من 21 شخصا ودفنوا بجانب الشهيد جمران، ولكن لا تعرفهم أية مؤسسة ولا شخص. كانوا مخلصين وحاربوا من أجل الله؛ هكذا كان يربي مصطفى جمران.

كان من المقرر أن يقوم المخرج علي روئين تن فيلما عن إبراهيم هادي. قلت له في الجلسة الاولى التي جمعتنا، لنرى مشهد من الفيلم حتى نتصل بأمير منجر. يشهد الله بنفس اللحظة رنّ هاتفي وكان الاتصال من أمير وقال لقد اتصلت بي مرتين، ووضحت له الأمر. وليت فريق الفيلم يصنع فيلما عن فريق 21 وعن علي عباس. والرحمة على كلّ شهدائنا.

وفي نهاية الجلسة قام فريق "ليالي الذكريات" احتراما لكملة السيد أبو الفضل كاظمي بالتطوع لتحقيق كلامه.

له تكملة

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2519


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة