الإمام الخميني (ره) يرويها السيد رحيم ميريان

ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-6-6


حين حدثت مشاكل للمرحوم آية الله بهشتي، في زمن بني صدر ويقولون ما لا يحتمل، جاء للإمام وطلب منه أن يذهب إلى قم وينشغل بالتدريس. وحين قال المرحوم بهشتي يريد الناس رؤيتك، قال الإمام، أقسم بالله إذا قالوا بدلها إنّ الموت... فلن يؤثر عليّ. لقد تحملت كل شيء. فالامام حين كان يقول كلمة، يعمل بها. إذا كنا نستطيع العمل بالأمور الصغيرة، فيمكننا فعل ذلك مع الأمور الكبيرة. كان يعمل بما يقوله وإذا وجدنا لا نعمل، يوبخنا. وحين كانوا يضعون لرجليه المرهم، كان يستخدم نصف محرمة ورقية لتنظيف رجليه ويحتفظون بالنصف الثاني. يشرب نصف كوب ماء ويبقي النصف الثاني لما بعد. كان حساس على قضية الاسراف. في أحد الأيام كانت حنفية الماء تسرّب قطرات ووصلت متأخرا. قال هل ترى هذه القماشة كم جمت من الماء! لو سرّبت كل حنفية هذا المقدار، فكم سيسرف من المياع. أتذكر كان في بيت الإمام مصباح في الممر أضيئه أحيانا في بعض الليالي، وأنساه. رنّ جرس الآيفون وذهبت إليه. قال هذا المصباح إذا أضيأ صباحا فهذا حرام. طلبت من الشباب أن يطفؤه صباحا. وفي مرة طلبني الإمام ضعوا زرّ المصباح في غرفتي لأطفئه بنفسي. حتى أنه في إحدى المرات كان مصباح غرفة السيد صانعي مضائا، قال أليس هو من مجموعتنا. عليك الانتباه. والآن كم نسرف في حياتنا؟

أتذكر في يوم دخلت أمٌّ (شخص) إلى بيت الإمام، اتصلوا بي وقالوا إنّ الإمام يطلبك. ذهبت إليه ووجدته جالسا على الكرسي. سلّمت عليه. قال أشعر بألم في قلبي؛ أخبرت الطبيب. جاء الطبيب وقاس ضغط الإمام. كان منخفضا. أنهضتُ الإمام واخذته إلى غرفته. كنت أربفع كمّ الإمام، حين قال: "لكل عمل نهاية. وها هو نهاية عمري". لم نره يتحدث بمثل هذه الصراحة. قلت طال عمرك. قال الإمام: "لقد أديت مهمتي. وهي الآن مهمتكم لتكملوها". أيها الأعزاء! مهمتنا بعد الإمام أكثر صعوبة.

كنتُ في ليلة عند الإمام. حسنا من الممكن أنكم رأيتم قسما من عبادات الإمام. ولكن حين كنت بجانب الإمام، يختلف الأمر. كان يقول: "... ما دمت شاب، انشغل بالعبادة. إذا أصبح كبيرا في السن حينها تريد العبادة، لن تستطيع". قال الدكتور عارفي أعدّوا التحاليل. أخذوا منه دم. وحين وصل جواب التحليل، كانت فيه شكوك. أخبر الدكتور عارفي زملاء له ليستشيرهم. كانوا يأخذون من الإمام كلّ ثلاث أشهر تحاليل ولكن بعد القرار حين قال سأشرب السمّ من أجل الإسلام، الحقيقة كانت كأس سم. لم يخطب الإمام من بعدها. قال بعض الأطباء إنّ معدة الإمام أصيبت بجرح. وحين كنا نذهب إلى المشفى من أجل الاندوسكوبي، كان من الاطباء الدكتور عبد الحسين طباطبائي والدكتور هارفي وأنا والحاج أحمد. قال الإمام في السيارة جملة. قال: "لستم أنتم السبب ولا أنا. حين يُراد الكتابة بالجنسية بالخطّ الاحمر، تأتي مثل هذه المشكال". حسنا كان الأمر محزنا جدا. جئنا للمشفى وكان تحمل دخول أنبوب بهذا الحجم في المعدة صعبا على الإمام. طلب البعض القيام بعملية، ورفض آخرون. وكانت النتيجة القيام بعملية جراحية. وجاء الدكتور فاضل لأخذ ترخيص من الإمام للقيام بالعملية. وقدّم الدكتور فاضل تقريرا وقال الإمام قمْ لما هو لازم أنا مستسلم. ولكنّ الإمام وضع حملا ثقيلا على أكتافنا. حين أعلنا في الساعة العاشرو وعشرين دقيقة عن رحيل الإمام، جاء السيد هاشمي رفسنجاني ونادى على الجميع وقال سمع المنافقون بأنّ الإمام مريض، وهم ينتظرون خلف الحدود لوصول خبر وفاته ويقومون بالهجوم. أرجوكم لا تبكوا ولنذهب إلى الحدود لنقويها، ثم أعلنوا عن الخبر، وهكذا جاء الصباح وأعلنا عن الخبر. 1

1- المرحوم السيد رحيم ميريان، عضو مكتب الإمام الخميني (ره)، ذكر هذه الذكرى في سبتمبر 2006 في برامج ليالي الذكريات.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2326


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة