مذكرات عن الرضاعة؛ هل ذلك ممكن؟

نقطة من كتاب "ثمانون عام من البحث"

جعفر كشن روغني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-5-30


 

ولد الدكتور أحمد عظيمي العام 1935 في مدينة مشهد، وقد صدر كتابه في العام 2016 مذكراته تحت عنوان "ثمانون عاما من البحث: خطوة بخطوة مع التغيرات الإجتماعية والسياسية الإيرانية من 1920 حتى الآن" عن مؤسسة رسا للخدمات الثقافية. وقد حصل الكاتب على شهادة الدكتوراة في الهندسة العمرانية من جامعة واشنطن، وقد درّس لأعوام في جامعات أمريكا وإيران وترجم العديد من الكتب في مجال اختصاصه. وتقع مذكراته في عشر فصول و300 صفحة إذ تبدأ بجده وجدته وأبيه ويروي حياته منذ ولادته حتى الوقت الراهن. ويكتب في المقدمة: "حاول الكاتب رسم وجه تغير المجتمع الإيراني بأبسط صورة وأسلوب ممكن منذ الطفولة حتى الوسول لمشهد وهو في سن ال80. ليس هذا الكتاب تاريخا، بل نظرة حقيقية بلغة ساخرة على بعض الحقائق لمسها في حياته المتقلبة".

ولكن النقطة المهمة في مذكرات الدكتور عظيمي هي أنه يشر الكثير من الأحداث والوقائع بتفاصيلها بنثري بسيط. منها ما جاء في الفصل الثاني يتطرق إلى أحداث عن طفولته، وذكريات عجيبة من فترة رضاعته  وأخيه الأكبر  وهي عجيبة ومفاجئة. يكتب: "أتذكر فترة رضاعتي. نعيش في بيت زوجة جدي الثانية الواقع في زقاق نادري شمال غربي مقبرة فردوسي الحالية. كنت الطفل الثالث للعائلة ويطلق على الرضيع في اللغة الخراسانية "شيرزد" وهو الطفل الذي لديه أخ أو اخت رضيع. لم أنس النظرة الغاضبة من أخي حين أرضع. تقوم أمي أحيانا بوضع القليل من حليبها، قبل ارضاعي، في كوب صغير وقطعة سكر وتقدمه لأخي حتى لا يبكي من رؤيتي أرضع. أتذكر أنّ أمي جلست في غروب يوم في الساحة على كرسي وأنا في حضنها أرضع. أعطت أخي كوب الحليب ولكنه لم تعطه قطعة سكر. بدأ أخي بالصراخ من أجل قطعة السكر. قالت أمي: "أخذ القطة قطعة السكر" صرخ أخي: "لتحضر القطة قطعة السكر". (ص 26 و27)

كيف يمكن لشخص تذكر فترة رضاعته. ولو كانت هذه الذكرى تتعلق بآخر فترة الرضاعة لكان عمره سنتين. لا يمكن لهذا الأمر بقاء في الذاكرة إلا في سن الثالثة.

قد لا نصدق مثل هذه الذكرى وقد يكون الدكتور عظيمي مستثنى. ولكن هو موضوع على كتاب السير الانتباه له. بالطبع يتحدث الراوي عن سفره إلى مدينة كربلاء  وهو في سن الخامسة.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2206


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة