قراءة في كتاب "لن تصبح شهيدا"

نوى، وصل لما طلمح إليه واستشهد!

سبيده بكاه رضا زادة
ترجمة: حسن حيدري

2020-3-13


"البقاء في طهران كان يعني البقاء بعيدا عن الميدان، والعودة إلى تبريز، تعني الجلوس خلف الطاولة وتضييع فرصة كانت سبب انخراطه ضمن قوات فيلق القدس... وبعد أن تزوج في طهران، وإجابة على مقترح قدمه رفيق له، أحضر عائلتك لتبريز لتعيش فيها، قال: لن تستشهد". وهذا من أبرز نصوص الكتاب. يروي الكتاب سيرة حياة مدافع الحرم، الشهيد محمود رضا بيضائي ودوّن الكتاب أخوه أحمد رضا بيضائي. وصدر الكتاب تحت موضوع "تاريخ جبهة المقاومة الإسلامية الشفوي" في 152 صفحة العام الماضي.

وقد وصلت الطبعة الجديدة للكتاب إلى الطبعة الثامنة عشر، وقد صدرت عن دار "راه يار" في 150 صفحة. ويغطي الكتاب حياة الشهيد من تبريز وطهران حتى الشام.

ولد محمود رضا بيضائي في 9 ديسمبر 1981 في تبريز، في عائلة متدينة. وحسب أخيه، حين كان تلميذا يدخل عضوا في مركز الشهيد بابائي للتعبئة. ويقول أحمد رضا في الصفحة 11: "كان يؤمن الشهيد محمود رضا بيضائي بأهمّ قيم وأفكار الإمام الراحل (ره)، أي الحكومة الإسلامية العالمية. لم يوقف قراءته الدينية والسياسية ويعرف اللغة العربية واللهجة العراقية والسورية. مع بداية الحرب في سورية منذ العام 2011 يذهب إلى سورية لدعم جبهة المقاومة والدفاع عن حريم أل الله (ع). وفي آخر سفرة له قال لصديق له: هذه الرحلة دون عودة! وفي الواقع قبل سفره بشهرين إلى سورية، وكأنّ ألهم، كان ينسق لمكان دفنه. وبعد مشاركة دامت سنتين في الجبهة السورية، وفي 19/1/2014، بالتزامن مع ذكرى ولادة الرسول الأعظم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع) وبينما كانت قيادة محور منطقة "قاسمية" على عاتقه في جنوب شرق دمشق، وإثر اصابة شضايا في الرأس والصدر وصل للشهادة".

الفصل الأول تحت عنوان "من تبريز إلى دمشق" وهو شرح مختصر عن زواجه "لن تستشهد" وكيف نال الشهادة. ونقرأ عن طريق الأخ أيمانه الراسخ بالحرس الثوري: "كانت أهمّ نجاحاته في انضمامه إلى جبهة الاسلام".  ويتحدث أحمد رضا عن مساعدة أخيه لمتضرري زلزال رودبار ومنجيل. في الفصل الثالث المعنون ب"يجب فهم كميل" ينقل فيه حبه لدعاء كميل وتنقل عنه هذه الجملة: "من المؤسف، أن يقرأ الانسان هذا الدعاء، دون أن يفهمه". والعنوان الرابع، "زاهد الليل الشاب" يتحدث عن صلاة الليل عند شهيد كدافع الحرم. وفي الفصل السادس "من مايكب جوردن حتى شكيل أونيل" حيث يظهر اهتمام محمود رضا باللاعب الأسود المسلم لاعب كرة السلة وأسباب اهتمامه به. ويقول من خطاب له وجهه لجمهور: "إذا قام أبطال المقاومة بعمليات استشهادية ضدّ السهيونية، فقد أخذوا هذا النموذج من عمليات شهادة الشهيد حسين فهميدة في إيران". وفي الفصل المعنون ب "لن تستشهد" يقول أخو الشهيد: لم يود محمد رضا العودة إلى تبريز لأنه يجد العودة، تتساوى مع تلاشي مهمته.

وكان الشهيد قارئ صحف محترف. ومن شدة اهتمامه بقراءة الصحف كان يشارك في الجلسات الأسبوعية التي تقام في منزل حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان ويدعوني للمشاركة فيها. وفي الصفحة 91 نجد ذكرى عن سورية يقول فيها: "كنا على الجسر واقتربت منا سيارة مجهولة وانفجرت ثم عرفنا أنها كانت تقصد قتلنا".

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 2632


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة