التاريخ الحي: دراسة أربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس 6

اللغة والتعبير في التاريخ الشفوي

مريم رجبي
ترجمة: هادي سالمي

2019-4-27


خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، عُقدت الجلسة الثالثة لاجتماع "دراسة أربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس"وذلك بحضور غلام رضا عزيزي وفائزة توكلي، مساء يوم الثلاء الموافق 19 فبراير لعام 2019م في صالة قصر شيرين لمتحف الثورة الإسلامية والدفاع المقدس.

نصّ أقرب إلى اللغة العلمية

كان السيد مصطفي نيك نام، مقدم الإجتماع حيث بدأ الجلسة بطرح أسئلة حول نثر التاريخ الشفوي. أجاب علي الأسئلة السيد غلام رضا عزيزي، رئيس مركز البحوث للوثائق والمكتبة الوطنية الإيرانية قائلاً:"أعتقد أنّ هناك قضية أو قضيتين في خضم أسئلتك. سواء هل أنّ التاريخ الشفوي هو تاريخ أو يعتبر أدباً؟ المناقشة الثانية التي طرحتها هي ليست نقاشاً حول النص، إنها تتحدث عن اللغة وكيفية التعبير عنها. في الجزء الأول، يجب أن أقول إنّ التاريخ الشفوي ليس أدباً بل أنّ الأدب له طابعه وشكله الخاص. يمكنك استخدام الأساليب الخاصة بك في الأدب اعتماداً على النص الذي تقوم بإنتاجه. مع اقتراب حدود الأدب والتاريخ، على سبيل المثال، هناك روايات تاريخية نتعامل معها. في الرواية التاريخية، فإنّ المناقشة واستخدام تلك المناقشة تعتبر أدباً، لكنها وضعت موضوعاً في التاريخ كمصدر لكتابة الرواية. في الرواية التاريخية ، يخلق الأفراد والشخصيات من خلال عقل المؤلف أو تلك الأشياء التي لم يتم رؤيتها وملهمتها في الحياة اليومية، ولكن إتخاذ الحقيقة التي حدثت في جزء من التاريخ، وجعلتها بمصفوفات أدبية وتقنيات الخيال. لقد اتخذ في روايته البطل ومن كان مناوئاً للبطل وأيضاً صعود وهبوط ما تمر بها الأحداث، وحتى في مرحلة ما يمر علي الحدث التاريخي مرور الكرام ويذهب بعيدا لأنّ نية الشخص الذي يكتب الرواية التاريخية لا يكتب التاريخ، ويكتب رواية ما، وإذا كانت الرواية ستكون قصة مملة من المؤكد أنّ وصف الحرب بلغة جافة ليس له معجبيه في هذا المجال بالذات. لذلك نقاشنا الأول هو الحديث اللغوي ومناقشتنا هي الحديث عن التعبير.

في المناقشة التي تحدثت عنها، إنها مثل رواية تاريخية، ويبدو أنه ليس لدينا فرق في الحديث باللغة. إذا أردنا أن نكتب عملاً أدبياً، على الرغم من أنه نصّ حول فضيلة العلم علي الثروة، فربما نستخدم كل لغة وشخصاً له لسان الفكاهة والمطايبة، وأخري بشكل أكثر جدية. أو الشخص الأقوى منّا أدبياً في استخدام الكلمات القديمة والناضجة والمكتوبة جيداً وإنتاج نص فاخر. لديك حتى كتاب تاريخ هائل مكتوب بالنثر. نثر لكنه كتب بتناسق كبير، حيث تصعب قرائته. يتم استخدام النثر، ولكن تم استخدامه من قبل جميع المصفوفات الأدبية التي يمكن أن تأخذ النص في فترة من الزمن. على الرغم من ذلك، في فترة أخرى، لديك نصوص تاريخية بلغة واضحة وبسيطة، ولا تستخدم الأفعال الصعبة والمنسية والمفردات الغامضة، ويفهما الجميع، لكن كلاهما كتب عن التاريخ، على سبيل المثال، يريد المرء إنتاج نص تاريخ شفهي أقرب إلى اللغة العلمية. عندما نقول أنها أقرب إلى اللغة العلمية، أي عدم البحث عن المصفوفات الأدبية، والسعي إلى الرفض وعدم زيادة الوزن، فلا ينبغي لنا السعي للحصول على كل الكلمات تحمل حرفي (السين والشين) ولديها نغمات خاصة. في الوقت الراهن، قراءة درة نادري ومجمل التواريخ والقصص للشخص الذي لديه شهادة إعدادية صعب جداً ويجب أن يتم توجيهه. في مثل هذه النصوص التاريخية ليست قليلة في كتبنا. في رأيي، بغض النظر عن اللغة التي أتحدثها، بلغة مريحة ومفهومة، ولغة أقل من النثر الفني والموسيقي، لا يختلف ذلك علي الإطلاق، إذا قمت بإجراء مقابلة شفهية للتاريخ، على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث إلى السيد كزازي، فإنّ لغته هي لغة أخرى، وإذا كنت ترغب في إنتاج نصه، فسيكون نصه مختلفاً تماماً. لديه لغة ومفردات وتعابير خاصة. لكن هذا أيضاً ما أريد الاقتراض من طريقة الكتابة والأدب، وخلط تاريخي مع الأدب وعلي عكس ذلك. قلت إنّ هذا يحدث في الروايات التاريخية. تريد أن تستخدم بعضها البعض في الآخر، فهي حتماً ستعاني من أضرار وتدخل علي النص بعض الإشكاليات كذلك.

عادةً ما تضحّي بالتاريخ في الروايات التاريخية لأنك يجب ادخال أحدث في القصة وتخرج من نص التاريخ. عليك أن تضخّم، عليك أن تقول شيئاً مبالغاً فيه. كل مسلسل تلفزيوني تاريخي عندما يتم بثه بواسطة التلفزيون، منذ اليوم التالي، يحتج بعض المؤرخين، من كتبها ولماذا تم ذكرها هنا؟ في رأيي، لأنه يتم إنتاج نص فني، يتعين عليهم التضحية بأجزاء من التاريخ من أجل فنهم وعرض ما يطمحون إليه ولغتهم وتعبيراتهم وجذب الجمهور وما إلى ذلك. في النصوص الأدبية، رأيت في بعض الحالات أننا إذا استخدمنا اللغة الأدبية واستخدمنا الصفائف الفارسية الجميلة لغرس كلماتنا، فسنخلّ بالنص في بعض الحالات وننقل المفهوم. من أجل جمال بيان الجملات ذو الحدين، يتم ترك التعبير عن الجمل المزدوجة الغامضة والمتعددة في مكانها. إنهم يخلّون بالتاريخ لأنهم يريدون أن يكون نصهم جميلاً، تقرأ شيئاً ما تفهمه، وأنا أقرأ شيئًا آخر أفهمه، وبنفس الانطباع الذي نتلقاه من هذا الحدث نترك الموضوع ونمرّ عليه مرور الكرام".

التحدّي في هذه السنوات

في ما يلي، قالت السيدة فايزة توكلي، سكرتيرة لجنة التاريخ بالجمعية الإيرانية للتاريخ ومؤلفة كتاب: "التاريخ الشفوي، المواضيع النظرية" (المنهجية): "إنّ تجربتي العملية يجب أن أفهم أنه يجب علينا أن نفهم بشكل صحيح القضايا النظرية والمنهجية للتاريخ الشفهي، حتى تصبح بحوثنا ودراستنا موثقة وصحيحة، إنّ رأي أساتذتي في الجامعات، مثل الدكتور نوراريي والدكتور عزيزي وأساتذة آخرون، هو أنّ التاريخ نصوص التاريخ الشفوي جافة ورسمية ويجب أن تطرح بشكل سؤال وجواب حيث هذا الموضوع تم تحديده من خلال الكتاب الذي صدر مؤخراً. فاز هذا الكتاب بجائزة نوبل للآداب لعام 2015 لمؤلفة روسية، وهي سفيتلانا أليكسييفيتش. لقد تم تصوير حادث تشيرنوبيل، وهو نفس انفجار محطة الطاقة النووية في منطقة أوكرانيا، بلغة أولئك الذين بقوا. فوز هذا الكتاب بجائزة نوبل، خلق تحدياً في مجال التاريخ الشفوي، أي ما واجهناه نحن كنص رسمي وفي سياق سؤال وجواب. جلبت الكاتبة ذكريات الناس في شكل حوار، وفي بداية كل الفصول، تعتبر المونولوجات المكتوبة والسرد المقتبسة مؤثرة للغاية. أولئك الذين نجوا من الحادث، لكنهم عانوا من العديد من المشاكل الجسدية، تحدثوا بعد عدة سنوات وشرحوا الكثير من الأمور. حتى الحيوانات والتربة والمياه والبيئة كانت مصابة. وتسمى هذه "أصوات تشيرنوبيل" .  قد نظرت حتى إلى النص الإنجليزي للكتاب  oral history، ورأيت مصطلح التاريخ الشفوي، ولم يكن مجرد ذكر "أصوات من تشيرنوبيل".

لهذا فإنّ مجال التاريخ الشفوي ليس من إبداعاتنا. الطريقة التي استخدم بها الشهيد أفيني في فيلمه الوثائقي هي التاريخ الشفوي.عندما نتحدث عن الصوت، نجد أمامه الكتابة. على سبيل المثال، في مشروع هارفارد، قال السيد لاجوردي"الأشياء" وكتبوا الكلمة نفسها، إذا كان الخطاب في شكل نص، فيجب أن يستخدم قواعد مكتوبة. هذا غير موثوق به. نحن نواجه جمهوراً لاحقًا سيقوم بقراءة هذه النصوص. إذا رأيت هذا الكتاب، فستجد أنّ شيئاً ما من موضعه الموثوق به في مجال السجل الشفوي لم يتناقص. العبارات الأدبية هي عبارة عن مونولوج، وهذا موثق بالكامل ويمكنك أن ترى كيف هي الفضاءات الموجودة فيها.

 طريقة التاريخ الشفوي هي البحث النوعي تماما. لدينا نوعان من البحث، بحث كمي نواجه فيه شخصيات وأرقام، والآخر هو نوعياً نواجه البشر. علينا أن نخترق التجارب العقلية للمشاركين في الحادث ونتصرف وفقط من خلال مسألة مجال البحث هو نوع من النوعية التي يمكننا الدخول في المجال الداخلي للشخص وتصوير مشاعره. علي سبيل المثال، لقد بكيت مع السيدة جزائري التي أفرج عنها حين كانت سجينة سجن قصر برفقة ثلاثة آخرين، أو مع السيدة دباغ التي تم تعذيبها لسنوات في غياهب السجون وأبتليت بأمراض عديدة، أو مع والدتها الكريمة، السيدة دباغ  والتي تُلقب بأم الثورة. بعد مرور سنوات مديدة، لازالت السيدة رضوانه دباغ غير قادرة علي التكلم. لم تسمح لأي شخص بمقابلتها من قبلي ولا أدري لماذا وافقت على مقابلتي. يعبر الراوي عن مشاعره في بعض الأماكن، ويجب على المحاور التحلي بالصبر. أنا حقا بكيت من الأعماق، وليس للتظاهر لاسامح الله. أحضرت بالضبط نفس الروايات وحذفت أيضاً الأسئلة، لأنّ كتاب ذكريات السيد عزت شاهي، للمؤلف السيد محسن كاظمي، كان من بين الأنماط الأولى بالنسبة لي. بعد الفترة التي ظهرت فيها كتب التاريخ الشفهي، قال أساتذة قسم التاريخ الشفهي إنّ نصّ الأسئلة والإجابات فقط، حيث قلت لكم بشكل مؤثق أنه يتم احتساب المونولوجات وتكريمها بالصوت والتاريخ".

وتابع السيد توكلي قائلاً: "إنّ كتاب "أطلس المعارك الخالدة" هو الكتاب الوثائقي والعلمي الأكثر اكتمالا الذي رأيته في مجال الحرب. يقدم هذا الكتاب التفاصيل الكاملة لجميع المعارك إضافة للخرائط والصور والدفاعات والجرائم، وبما أنّ العمليات كانت مشتركة بين الجيش والحرس الثوري، أقترح هذا الكتاب من الحيث الأطلسي وكتابته بالنثر والنظم في مجال التاريخ الشفوي. لكن السياق الذي نريد إنتاج نص الكتاب مهم للغاية. يمكننا الآن استخدام الكتب الموجهة نحو الموضوع لجائزة نوبل في الأدب. التاريخ الشفوي هو موضوعي المنحي. والموضوعات التي تشمل معارك أرضية وجوية مختلفة، إنّ تسجل التاريخ الشفوي بالكامل لأولئك الناجين من الحرب وأولئك الذين لايزالون علي قيد الحياة. كما نطلب من الأشخاص الذين لديهم أدب قوي ويمكنهم التقدم بطلب للحصول على موضوعات نطمح إليها وأن يكتبوا وما هي المشكلة إذا أرسلوا الكتب إلى جائزة نوبل للآداب. انعكاس كتبنا في الخارج صغير جدًا. سيتم إرسال الكتب الداخلية إلى المنتديات الدولية ذات الأدب الإنجليزي والفارسي القوي. هذا هو اقتراحي في مجال أعمال ومنتجات التاريخ الشفهي. يمكننا أيضا أن نكون مؤثرين في شكل وإطار الأدب. ما زلنا نرى أنهم ينتجون أفلاماً جديدة عن الحرب العالمية أو كتاباً جديداً، يعالجون ذاكرة صغيرة وينتجون إنتاجات سينمائية. علينا أن نرسل كتابة التاريخ الشفهي وإنتاجه إلى المجتمع الدولي، كل من الموضوعات والأشياء التي عملنا عليها لتكون من بين هذه القضايا التي يتم التأكيد عليها. إذا ما أردنا أن نعمل بشكل موضوعي المنحي، مثالي المطروح هنا، كتاب ذكريات السجن، للسيدسعيد غياثيان. وقد كتب مذكرات أشخاص من ثلاثين إلى أربعين سجيناً. له سحره الخاص في مجال الكتابة، لكنني تساءلت عن السبب في أنه لم يصف كفاح هؤلاء الناس. هذا الكتاب مقتطف من ذكريات السجناء السياسيين والعقوبات التي فرضوها على مجموعة من السجناء في الوقت الذي دخلوا فيه إلى سجون اللجنة المشتركة. نحتاج إلى طباعته بشكل أكثر اكتمالاً، لكننا لا نرى الإصدار القادم من الكتاب. التصنيف في الكتب مهم جداً. يجب أن يقدم المؤلف سيرة لهؤلاء الأشخاص في دفتر ملاحظات حول المكان الذي وُلد فيه الشخص وأين تم إحضاره إلى الساحة، ثم سُجن وتعرض للتعذيب، لكن الآن يبقي كإنسان أمسكت يده وتركت رأسه وقدميه".

التاريخ الشفوي والبطولية

قال السيد غلام رضا عزيزي متحدثا " التاريخ الحي: دراسة لأربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس": " لدينا تاريخان شفويان، إحداهما فردي والآخر موجه نحو الموضوع. تقرأ في سجل شفهي شخصي كتاباً عن وجودي منذ الولادة وحتى اليوم، وبالتأكيد يتبادر هذا الشخص إلى ذهنك لأنني متحدث. حيث أنّ الأحداث تُرى من نافذة عقلي، لكن هذا ما حدث ودون مبالغة وغلو. في عملنا البطولي، تأتي وتعطي حجماً أكبراً لذلك الشخص. نحن لا نفعل هذا في عملنا التاريخ الشفوي. لا يمكننا القول أنّ الشهيد همداني كان له هذه الخصائص الأربع، ولأنني أكتب تاريخه الشفهي، اسمحوا لي أن أضيف ست سمات أخرى: لا، لن نفعل ذلك، ولن تحدث البطولة، لأنّ موضوعنا هو الشخص. ومن البداية إلى النهاية، نحن نعمل على هذا الشخص فقط. إذا كنت تفكر في مشاريع التاريخ الشفوي الموجهة نحو الموضوع، على سبيل المثال، فإنّ "التاريخ الشفوي لمسجد أبو ذر في طهران" أو مثل هذه الكتب الأخري، وبسبب الكم الهائل من عدد الأشخاص الذين يعملون عليهم، لا يمكن أنتُظار بطلاً لهذه الموضوعات ولاينتابك ذلك الشعور علي الإطلاق في الكتب الشخصية، هذا ليس متعمداً، ولم تتأتَ البطولة، حيث يتم التركيز على النقاش والأحداث من قبل منظار شخص ما. هذه هي الأشياء التي رأيتها وربما رأيتم أنتم نقيضها".

وأردف السيد عزيزي حول موضوع البطولية عن الشهيدان قائلاً: " طريقة التعبير عنها مختلفة. عندما نتحدث عن البطولة، يأتي دور قصة الشخصية أو بطلك في التاريخ. حول دور الشخصية أو البطل في تاريخنا، فإننا نربط جميع الأحداث في البلد وجميع الأسباب والعوامل المرتبطة بوصول الأحداث وحدوثها إلى دور الشخصية. نحن الإيرانيين ما زلنا نفعل هذا، وعندما نتحدث عن موضوع نادر، نصنع آلاف الأساطير حوله. لا أعتقد أنّ هذا قد حدث في التاريخ الشفوي للشهيد عباس، ولم نربط  كل الحرب بمصيره. إذا حدث هذا، فنحن نقول إننا دافعنا عنه، على سبيل المثال، لم نقل أنه عندما أصبح عباس شهيداً، قُصم ظهر النظام. من خلال كتابة مثل هذا البيان، يمكننا القول أنه تم المبالغة فيه. وننسي موضوع الشهداء أيضاً. نحن نري ذلك فيما يتعلق بأقاربنا وأهلنا حيث بعد أن يموت يصبح عزيزاً. أي نحن نمتلك غلواً داخلياً فيما يتعلق بفقدان الأقارب ولم ننظر في مشاكلهم وإشكلياتهم وحتي إذا كانوا يعانون من بعض الإشكاليات، الله عز وجل وهبنا هذه النفسيات لتفادي تلك السلبيات والنظر في إيجابياتهم فقط. أحياناً نغلو ونضيف كلما يتبادر إلي أذهاننا من قضايا إيجابية.

لدينا تأريخ حكومي ورسمي في كل فترة من التاريخ، وهي القراءة الرسمية للتاريخ. في كل الحروب، كانت البطولة وطول الحرب في المقام الأول وقبل كل شيء، لماذا؟ لأنّ الجميع يجب أن يحضر. في الفترة الدستورية، على سبيل المثال، تكتب السيدات إلى الرجال أنه إذا لم يكن لديكم الشجاعة بالحضور في الساحة، فسنكون نحن الوسط. الآن لا نعرف ما إذا كانت تلك الرسائل مكتوبة بالفعل من قبل السيدات أم لا؟ في جميع أحداث الحرب والثورات، كنت بحاجة إلى بطل لم أخلقه أنا المؤرخ الشفوي للتأريخ، والذي يختلف عن القراءة الرسمية. علمي هو أنه عندما تصف بطلا، فأنت لم تجعله كذلك، وعندما تصنع منه بطلاً، فأنت تأخذ شخصاً مثل السيد عزيزي وتظهره أكبر مما هو عليه".

وقالت السيدة فائزة توكلي: " لدينا مناقشة تسمى "النموذج"، وهو معنى آخر للنمط . في اجتماع عُقد في مؤسسة الشهيد حول التاريخ الشفهي، قدمت مناقشة للنماذج التي عملت بها فيما يتعلق بوصايا الشهداء. من خلال تحليل نص الوصايا، أدركت أنّ مثلهم الأعلي هو الإمام الحسين (عليه السلام). الآن نعيش في زمن يتهموننا أنكم لاتختلفون عن داعش! في مثل هذه الظروف التي يقطعون رأس الشهيد حججي، نحن نقوم بتعظيمه وتجلي بطوليته حتي نثبت أنه كان إيرانياً ونحن لا نمت بصلة للدواعش وهم من قام بهذه الفعلة الشنيعة بحق الشهيد. منذ سبعينيات القرن العشرين، تم دفع الاستعمار باعتباره هيمنة مباشرة، وتجري مناقشة الاستعمار الثقافي. في سبعينيات قرن العشرين، كان كل دولار يتم إنفاقه في مجال الثقافة والإعلام يعادل مائة دولار في المجال العسكري. أقول لك هذا وفقاً لإحصائيات سأقدمها لحضراتكم. لقد أنفقت مراكز التجسس في البلدان المستفيدة مليارات الدولارات على تدمير الشيعة في المنطقة وإحراق الشرق الأوسط، وهذه حقيقة، والآن نرى مدى الزوبعة التي تدور في المنطقة. يجب أن يكون التاريخ الشفوي وسيلة لنا للدفاع عن الأشخاص الذين هم نشطاء معينين في المنطقة السورية، والذين يراقبون عن كثب ما يفعله الدواعش هناك ويرون أنهم يريدون الاقتراب من حدودنا أو مناطق أخرى. أعتقد أنه يمكننا استخدام التاريخ الشفهي كأداة ثقافية في هذا الموقف".

التاريخ الحي 1: ازدهار وقمة التاريخ الشفوي في إيران

التاريخ الحي -2: التاريخ الشفوي هو نفس التاريخ

التاريخ الحي -3: لماذا طُرح التاريخ الشفوي؟

التاريخ الحي -4: الخطوة التالية في التاريخ الشفوي

التاريخ الحي -5: يجب أن يكون القائم بإجراء المقابلة الشفوية محترفاً

النصّ الفارسي 

 



 
عدد الزوار: 3007


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة