في حوار مع السيد فاطمة تركجي تم تقديم

مشاريع التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط

التاريخ الشفهي لوزارة النفط برواية الوزراء

مريم أسدي جعفري
ترجمة: هادي سالمي

2018-12-8


قال الخبير في قسم التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط الإيرانية، حيث وصف الأنشطة المنفذة في هذا القسم:« تم تنظيم وتجهيز وزارة النفط خلال الفترة التي تلت انتصار الثورة الإسلامية، ووفقاً للدراسات الاستقصائية، عمل 11 وزيراً وقائماً بالرعاية في وزارة النفط منذ عام 1979م. لهذا سوف نجمع كل ذكريات هذه الشخصيات حول الأحداث إلى جانب ذكريات كبار المديرين والعاملين في صناعة النفط».

وفقاً لموقع «تاريخ الشفوي» الإيراني، كان لصناعة النفط تأثير واضح في سياق التطورات السياسية الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة في إيران.  إنّ اكتشاف واستخراج النفط في إيران، وتأميم النفط، وصعود وهبوط هذه الصناعة خلال فترة الثورة والحرب العراقية المفروضة على إيران، وحتى الآن، يعكسان أهمية النفط في إيران. تحولت شركة النفط الإيرانية والبريطانية بعد تأميم صناعة النفط، وشركة النفط الوطنية الإيرانية وهذه الشركة  تحت مسمّي وزارة النفط بعد الثورة الإسلامية.

ولذلك، بدأت إدارة التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط الإيراني عملها عام 2015م بهدف جمع الوثائق وتسجيل التاريخ الشفهي لصناعة النفط. قبل نشاط هذا القسم ، كانت هناك محادثات متقطعة مع رواد هذا المجال، والتي تم تسريعها من خلال مقابلات التاريخ الشفهي الأكثر احترافاً لصناعة النفط.

وقالت الدكتورة فاطمة تركجي، الخبيرة في قسم التاريخ الشفهي في مركز وثائق صناعة النفط الإيراني حول أهمية جمع المقابلات في هذا المجال :« في المقابلات السابقة ، بسبب الشكل الصناعي للنفط في إيران ، تم إيلاء اهتمام أقل لجوانبها التاريخية وتم التركيز أكثر على القطاع الفني في صناعة النفط.  في حين أن العديد من الأحداث التاريخية في إيران حدثت بسبب وجود النفط في البلاد».

وأضافت قائلة:« يعتبر النفط عنصر مهم جدا في الاقتصاد والسياسة وحتى للمجتمع والثقافة الإيرانية . كما أن العديد من مظاهر الحضارة الإيرانية، مثل القطار والهاتف والأسفلت والسينما وحتى كرة القدم وتنس الريشة وكرة السلة وكرة الطائرة، دخلت إيران من خلال النفط وأصبحت تدريجياً شعبية في البلاد. في بداية التنقيب عن النفط في إيران، الذي أجرته شركات النفط الإيرانية والبريطانية، كان المدراء الإنجليز و من أجل تحمل متاعب العمل في خوزستان وحقول النفط الجنوبية ،قاموا بإنشاء نوادي رياضية مختلفة، ومراكز ثقافية ترفيهية، بما في ذلك دور السينما والمرافق الحضرية مثل الطرق  والحافلات، المطار، والإطفائيات ... في المنطقة . هذه الأحداث مهمة جداً في عملية التحضّر».

وأكّدت السيدة تركجي على أهمية تسجيل التاريخ الشفهي لعمال شركة النفط قائلة:« في بداية العمل، كان العمال أفراد غير متخصصين الذين تعلموا واتقنوا العمل في الأقسام  ذات الصلة.  حتى بعض هؤلاء العمال أرسلوا إلى إنجلترا ليكتشفوا بشكل أكثر دقة تدفق وعملية ما يقومون به في مجال صناعة النفط . في شهر سبتمبر من هذا العام، أجريت مقابلة مع السيد فريدون الله بناه، أحد هؤلاء العمال. على الرغم من أنه كان يبلغ من العمر 93 سنة، لكنّه قدم معلومات مثيرة للاهتمام. لذلك، الانتباه إلى التاريخ الشفهي لصناعة النفط من حيث الجوانب الصناعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يعتبر مهم للغاية»

وتابعت الخبيرة في قسم التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط الإيراني قائلة: « قامت مختلف الشركات والفروع التابعة لوزارة النفط، ووفقا لمطالبها، بإجراء مقابلات مع رواد الشركات ذات الصلة. في بداية نشاطنا، وجدنا من خلال مراجعة كتابة هذه المقابلات، أن هذه المقابلات لم تتماش تماماً مع الأهداف والمنظور ووجهة نظر تاريخية لقسم التاريخ الشفهي لمركز التوثيق. لذلك، ووفقا للدراسات الأولية، نخلص إلى أن هذه المقابلات ليست شاملة بما فيه الكفاية وتوجه فقط إلى جزء من كبار المديرين التنفيذيين. وفي هذا الصدد، فإن قسم التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط، مع الأخذ في الاعتبار متطلبات تاريخ أبحاثه، قد تجنَّب أيضاً التوازي مع تخزين نسخة من تلك المقابلات كمصادر للتاريخ الشفهي في مركز الوثائق، وتسجيلها  كتاريخ شفهي في القطاعات المهملة».

وأشارت السيدة فاطمة تركجي إلى بداية سجل التاريخ الشفهي لوزراء النفط وكبار التنفيذيين والعمال المخضرمين في صناعة النفط منذ سبتمبر عام 2016م قائلة: « إنّ أهم وظيفة في التاريخ الشفهي هو أنّ الفجوات في التاريخ الوثائقي للتاريخ المعاصر يقابلها جزئياً إجراء مقابلات مع الشهود والمراقبين وتسجيلها في محفوظات الوثائق. في الواقع، ووفقاً للوثائق والمستندات، فإن بيانات الشهود والنقاد للأحداث الصناعية التاريخية الهامة تعتبر من بين المصادر والوثائق الأرشيفية الأخرى. في بعض الحالات، قد يكون الأمر كذلك في حالة أن كلمات العمال أعلى من تلك الخاصة بالمدير التنفيذي وكوثيقة بحث تاريخي أيضاً. لأن العمال، وبسبب نوع النشاط والتواجد في ساحة العمل، شهدوا أحداثاً لم يرها المديرون عن كثب بسبب استحالة التواجد في جميع مجالات الصناعة. على سبيل المثال،  تعرضت منشأة (نفت شهر) للهجوم من قبل القوات العراقية في أبريل 1978 و في أوائل إنتصار الثورة.  كما تتوفر وثائق من هذه الأحداث في محفوظات مركز توثيق النفط، وهو تقرير رسمي و إداري وما زال غير متوفر. لكن لحسن الحظ، وإلى جانب المقابلات التي أجريناها في كرمانشاه مع عمال ذلك اليوم في (نفت شهر)، حيث تم العثور على أجزاء غير منشورة من هذه الأحداث وتسجيلها كمكملة لهذه الوثائق. مع هذا الوصف، وفي ظل هذه الظروف، لم يكن هناك مدير كبير أو مدير رفيع المستوى في المناطق الغازية التي يمكن مناقشتها معهم، ولهذا دور المقابلة مع رواد قطاعات العمل يعتبر أمر مهم».

فاطمة تركجي في حوار مع رائد صناعة النفط الإيرانية

وأجابت عندما سئلت عن وضع سجل التاريخ الشفهي لمديري شركة النفط الوطنية الإيرانية خلال فترة ما قبل الثورة، قائلة:« لقد مات معظم المديرين التنفيذيين قبل الثورة. حتى الآن، لم نتمكن من الوصول إلى أحد مديري تلك الفترة.  بالطبع، قمنا بإجراء مقابلات مع كبار المسؤولين التنفيذيين في الخارج . لكن أتيحت لنا الفرصة لمقابلة الدكتور سيد أميربدخشان، عضو مجلس إدارة شركة النفط الوطنية الإيرانية - برئاسة منوشهر إقبال - ومؤسس معهد أبحاث صناعة النفط في مصفاة طهران (في مدينة ري). ويبلغ من العمر 96 عاماً وهو أستاذ في الجامعة، روى ذكريات مهمة ورائعة عن تلك الحقبة، فإننا في صدد إجراء مقابلات مع مسؤولين تنفيذيين سابقين في الخارج على الرغم من وجود مناقشات خارج البلاد».

وقالت:« تم تنظيم وزارة النفط وتشكيلها خلال فترة ما بعد الثورة الإسلامية ، ووفقا للدراسات الاستقصائية ، يعمل 11 وزيرا وقائم في وزارة النفط منذ عام 1979م. سنجمع كل ذكريات هذه الشخصيات إلى جانب ذكريات كبار المسؤولين التنفيذيين والعاملين في صناعة النفط. تم إصدار المجلد الأول من مجموعة التاريخ الشفهي لوزارة النفط الإيرانية، والذي تمحور حول المقابلة مع المهندس علي أكبر معين فر، أول وزير إيراني للنفط، في شتاء عام 2017م. كان المهندس معين فر مسؤولاً عن وزارة النفط في عامي 1979م و 1980م ونوقشت معه عدداً من التقلبات والتاريخ الإيراني المعاصر، بما في ذلك أحداث وفعاليات النفط الإيراني في السنوات الأولى بعد انتصار الثورة والذي أشير إليه في هذا الكتاب. وأيضاً جزء من مقابلة مع المهندس معين فير، وتأميم صناعة النفط والشؤون السياسية والاقتصادية في العقود الماضية، و أيضاً التطورات في صناعة النفط عشية انتصار الثورة وما بعدها، بما في ذلك كيفية اعتقال و زير النفط الشهيد محمد جواد تندكويان. هذه هي الخطوة الأولى في إعداد مجموعة من التاريخ الشفهي للنفط الإيراني بعد الثورة الإسلامية، والتي تم تحريرها وتوثيقها من قبل وزارة النفط وإدارة متحاف النفط». و أضافت السيدة فاطمة تركجي قائلة :« تم الانتهاء من مقابلة مع المهندس حسن السادات كمساعد لوزارة النفط أثناء أسر الشهيد تندكويان، ويجري الآن الانتهاء من إعداد نصه. هذه الرسالة تسلط الضوء أيضاً على التطورات الهامة من تاريخ إيران في بداية الحرب المفروضة والظروف الصعبة للبلاد في مجال السياسة والاقتصاد، والتي سيتم نشرها قريباً».

وقالت الناشطة في مجال التاريخ الشفهي :« كما أنّ شقيق الشهيد تندكويان، مهتم جداً بجمع المصادر والروايات المتعلقة بها. أيضا، تم نشر أول كتاب من «رفقاء العنقاء» مع التركيز على ذكريات 15 شخص من قادة صناعة النفط  أثناء الحرب المفروضة. في هذا الكتاب، وفيه ذكريات من المهندس بهروز بوشهري، المهندس بهمن سروشي و ...إلخ».

كما شرحت الخبيرة في قسم التاريخ الشفهي لمركز توثيق صناعة النفط الإيراني مسار مقابلات التاريخ الشفوي مع وزراء النفط قائلة:« تتم دراسة الوثائق المتعلقة بمسار مدة كل وزير. ثم يتم تعيين الأسئلة على أساس الأحداث التي تحدث في أي وقت  تاريخي معين. بما في ذلك شروط أوبك، كيفية تسعير النفط، الهيكل الإداري والمالي لصناعة النفط ، وهلم جرا. و بما أنه سيتم تسجيل هذه المقابلات في التاريخ، نحاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات من وقت مسؤولية كل وزير».

وأنهت كلمتها:« لقد أجريت مقابلة مع المهندس سيد محمد غرضي ويجري حاليا تحرير نصها. كذلك، تم إعداد أسئلة لمقابلة مع المهندس غلام رضا آقازادة والمهندس كاظم وزيري هامانه والمهندس غلام حسين نوذري وسيتم إجراء المقابلات معهم قريباً».

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3028


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة