ما شاء الله آخوندي ومرتضى سرهنكي ومسعود نمكي يسردون ذكرياتهم

دائما ما يُرى خندق النمور والاستثنائيين

مريم رجبي
ترجمة: أحمد حيدري

2017-11-30


 

خاص موقع التاريخ الشفوي الإيراني، صادف برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس المئتين والسادس والثمانين مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين على مرور هذه الفعالية، وذلك عصر يوم الخميس 23 نومفبر 2017 في قاعة سورة المركز الفني. وشارك في هذه الفعالية كل من الحاج ما شاء الله آخوندي ومرتضى سرهنكي ومسعود نمكي.

خندقنا وأخطر الأعمال

وبدأ الحديث أحد مؤسسي قسم عمليات التخريب في وحدات حرس خراسان وكان زميلا لعدة قادة عسكريين في جيش الإمام الرضا (ع) وأيضا جيش 5 نصر، مثل بابا نظر، شوشتري، برونسي، جراغ جي، خادم الشريعة، أبو الفضل رفيعي و... وكذلك كع قادة مثل القائد مرتضى قرباني، القائد قا آني والقائد قاليباف. مما يتميز به هذا الرجل ذاكرة قوية، لأنه يعيش معها وحسب قوله "كل من ينال الشهادة في الحرب، أحصل على اعلان وفاته وأحتفظ بها في البيت، بعد الحرب وصل أعدادها لعشرات الآلاف. وفي أيام يصل الأمر إلى عدم وجود مكان للاحتفاظ بها، ولكني لم استغني عن ورقة منها أبدا". واليوم ألصقت هذه الاعلانات على جدران خيمة ويزورها آلاف الأشخاص سنوياُ. وكان الحاج ما شاء الله آخوندي وحاليا خادم علي بن موسى الرضا (ع)، الراوي الاول. قال: "خندقنا، أطلق عليه خندق النمور، لأنّ ظاهره يتشكل من شباب شررين ولا أوبالية. كنتُ قبل الحرب متورطاً في أعمال فنية. كنا اعضاء تعبية سوقيين ولم نتلقّ تدريباً عسكرياً. كنّا في يوم داخل الخندق وكانت درجة الحرارة 50 درجة. حفرنا الأرض وخرج ماء مالح، لكن بارد. ندخل متناوبين للخندق لنبرد. سأل الشهيد محمد حسن نظر نجاد (بابا نظر) لماذا نزعتوا ثيابكم؟ سألنا بالتفصيل ليعلم مَن أعطى الامر وكنا نحاول أن نخبره بأننا من فعل ذلك. وقبل ذلك بيوم وضعنا مسابقة في تفكيك الاسحلة وارجاعها، وصلنا للحظة جمع قطع السلاح، قام الشهيد مهدي ميرزائي (قائد لواء الإمام موسى بن جعفر (ع)) بوضع مخزن رصاص مملؤ بدل الخالي، وقمتُ باطلاق النار وفي نفس اللحظة دخل السيد نظر نجاد للخندق. ومرت الطلقة من فوق رأسه وقال غاضبا: لعنكم الله، وصل بكم الامر أن تطلقوا علينا النار؟ قلتُ: سيدي، أين كنتَ حتى الآن؟ متى جئت؟ نحن في مسابقة ومن سوء حظك حصل ما حصل!

أرسلنا ولي الله جراغ جي (قائم مقام جيش 5 نصر ومن أوائل قادة حرس خراسان) مع الشهيد ميرزائي لميدان الألغام العراقي. ذهبنا وأحضرنا معنا لغم كبسولي. لم نرَ من قبلها لغماً، فقط أوضحوا لنا شكله الظاهري. وتقرر أخذه للمراكز الاخرى لمعرفة ما يضعه ويقوم به العدو. باحضار اللغم كنا نتلاعب بأرواحنا، لأنّ العراقيين دخلوا أرضنا مترين. وأردنا قبل تسليم اللغم للقائد، أن نفتحه. حين أدخلته للخندق، سألوني: ما هذا؟ قلتُ: قذيفة 60! لأني لو أخبرتهم أنه لغم، سيهرب الجميع. سألوني متعجبين: هذه قذيفة 60؟ قلتُ: هذه جديدة، على الظاهر اشتروه حديثاً من إيطاليا ولم يره أحد! ولأننا قمنا بعمل فني، وبنفس الفكرة، ويشملنا جميعا نحن الثمان، من الساعة  9 صباحا وحتى الساعة 11 وقعنا على روح اللغم ضربا بالمطرقة وحاولنا تفكيكها! بعض الشباب الأكبر سنا منا، مثل علي عامل، خرجوا من الخندق يقرؤون الدعاء وكانوا مطمئنين من اننا الثمان سوف ننتقل لرحمة الله! لو طلبوا مني الآن أن أوقف عمل لغم، على الأقل تاخذ مني 20 دقيقة  ولكن ماذا أفعل مع هذا اللغم المعدّ للانفجار؟ ولكن لو أراد الله أن يحفظ عدة، لن تأثر أخطر الاعمال. حاولنا في ذلك اليوم كثيرا ولكن لم نصل للقسمة الأساسية من اللغم. تعب الشباب وطلبوا مني أن أعدّ لهم الشاي. في المنطقة التي كنا فيها، كانت رملية وليس فيها حجر. أخذ احد الشباب قرميدة من خندقنا وفكّرتُ مع نفسي، وبما أنّ اللغم لم ينفتح، لنستخدمه كوعاء أسفل دورق الماء للتسخين! كنا نكسر صندوق العدة ونشعل النار. ولأنّ الشباب منذ فترة طويلة لم يحتسوا الشاي وكنتُ انا مسؤل اعداده، أخبرتهم بعد خمس دقائق سأقدم لكم الشاي. أشعلتُ النار تحت الدورق. عدتُ لداخل الخندق وما ان جلستُ، سمعنا صوت انفجار في الخارج وطار كل شيء في الهواء! قلت لهم: لعنكم الله، أشعلت النار، ورأى العراقيون الدخان وصوبوا ناحيتنا! نهضنا واخلينا الخندق لأنهم سوف يصوبون عليه. المكان الذي أشعلنا فيه النار يبعد عن الخندق أربع أمتار. أصرّ الشباب لو اطبقت السماء على الأرض، نحن نريد الشاي منكَ. خرجتُ من الخندق ولم أجد الدور! عدتُ للخندق واخبرت الشباب أنّ العراقيين أطلقوا النار على دورق الشاي! فقالوا: لا يمكن للعراقيين استهداف دبابة، عندها يستهدفون ابريقاً؟ كان أحمد ملك نجاد يأمنا في الصلاة وكلما اشتعل شجار، كان يحكم فيما بيننا. جاء هو أيضا، ألقى نظرة وقال: بالتحديد وقعت الاصابة على الدروق.  الخلاصة دمر كل شيء والوقت ظهيرة وأرسل السيد ولي شخصاً لناخذ له اللغم. سلمته قطع اللغم وأخبرته بأننا دخلنا الحدود العراقية لثلاث كيلو مترات ووضعنا اللغم على النار ورأى العراقيون الدخان واطلقوا النار على دورق الشاي. سأل السيد ولي عن الحكاية من مهدي ميرزائي وأخبروه بالحكاية من البداية فسألهم ولي متعجباً: هل وضعت اللغم تحت الدورق؟ قلتُ: يا سيد ولي، نحن منذ التاسعة وحتى الحادية عشر نزلنا عليه بالمطارق، ولكنه لم يهتز. وسأل السيد ولي: بعد الانفجار، هل أطلق العراقيون النار مرة أخرى؟ قلتً: لا، في السابق كان صوت صفير الرصاص العراقي يتناهى إلنا، ولكن اليوم لم نسمع صوت الصفير! قال السيد ولي: أشعلتم النار فأصابت النار اللغم وانفجر ولو كان أحد على شعاع 50 أو 70 مترا، لمات ولو من موجة الانفجار. هو الإيمان بالله من أنجانا، وهو من جعلنا نقاوم القوى الكبرى".

وحده مَن يعلم ما الذي نقوم به

الراوي الثاني شخص دخل المركز الفني في العام 1988 وهو مَن أسس مكتب أدب وفنّ المقاومة. مرتضى سرهنكي بدأ حديثه قائلا: "حين جئتُ للمركز الفني قبل 29 سنة، كان لدينا ملف واحد فقط وكتبنا فيه ما الذي يجب القايم به. وكنتُ قبل هذا مراسل حربي في صحيفة جمهوري اسلامي ولنّ الحرب انتهت، أردنا جمع ذكريات الحرب. عملنا على بعض مذكرات الأسرى العراقيين ومازلنا نعمل عليها ولدينا علاقات معهم.

كان لدينا عدة اعمال، الأول قبل أن يكبر الأطفال واليافعون، أن نأخذ ذكرياتهم وفعلنا ذلك. قام بجمع الرسائل داود غفار زادكان ومحمد رضا بايرامي. كانت الرسائل في أكياس كبيرة. أصدرنا سبعة عشر جزءا من مجموعة "ليالي القصف".

كانت مشكلتنا في بداية العمل هي لا يكتب المقاتلون مذكراتهم ويتعللون بانه عمل قاموا به وانتهى. ثم اتجهنا لقادتهم. قد تكون حربنا هي الحرب الوحيدة التي يحبّ فيها القائد العسكري. لو قرأتهم نتاجات الحروب الاخرى، لوجدتم أنّ الجندي يكره قائده، لأنه يقول هذا القائد سيرسلني للموت في النهاية. وضعنا مسبقة تحت عنوان "قائدي العسكري" وعلى اثر اصدرنا جزئين أو ثلاث. الأطروحة الثانية هي أسئلة "والآن بعد نهاية الحرب، لو ذهبت للجبهة، فماذا ستفعل؟" وأصدرناه في ثلاث اجزاء صغيرة. آخر برنامج لنا كان جمع المقاتلين لسرد مذكراتهم. كنا مترددين في نجاح العمل ومن جانب آخر كنا قليلي التجربة. الوحيد الذي كان على معرفة بما نعمل، هو مرتضى آويني. لم نكن نعلم هل ستنجح ليالي الذكريات أم لا؟ قال هدايت الله بهبودي وعلى رضا كمري هي مثل الأمسيات الشعرية، فيها أيضا جانب أدبي، صممنا على العمل. في الليلة الثالثة جاء مرتضى آويني وتحدث. قال الشهيد آويني: لديّ صديق باسم محمد حسين قدمي وكان مراسلا ويمكنه مساعدتكم. حضر السيد قدمي وتحدثنا. وتمرّ الآن 25 عاما والسيد قدمي يعمل باخلاص. دعيت مرة إلى البوسنة وحين أخبرتهم أننا في كل خميس في أول كل شهر نجمع الجنود المشاركين في الحرب ويتحدثون عن ذكرياتهم، لم يصدقوا. لو كتب في البوسنة عن الحرب، لطلبتهم محكمة لاهاي كمجرمين حرب. ليس لديك هناك حقّ الكتابة. أحضرت كتاب بلغتين من البوسنة ليترجم، المصائب التي تحدثت عنها النساء في الكتاب، لا يمكن نشرها هنا. في رحلة إلى روسية، ذهبنا إلى اتحاد أدباء الحرب. كان هناك حديقة وجلسوا فيها كلهم، كانوا بعمر أجدادنا. حضر رئيس الاتحاد بعد ساعة. حين أخذوا منه قبعته ووشاحه، نصف صدره ميداليات ونياشين. قال لنا لديه أزمة في قلبه وكان في المشفى وخرج قبل ساعتين منه ليرانا. قال كانوا يتابعون حربنا وذكر اسم مدن مهران وآبادان. في نهاية الحديث قال رئيس الاتحاد إن روسية دون أدب حربها مجرد مساحة ترابية واسعة ولا تفيد في شيء. يرون كل هويتهم في ادب الحرب".

حين تذهب لعمق الخندق وجمع قوات الحرب...

بينما كان الراوي الثالث الكاتب والمخرج مسعود ده نمكي. قال: "أصدرتُ مؤخراُ كتاي "لتكنْ انساناً"، وكما هو ظاهر من عنوانه هو كتاب ساخر وفيه نظرة مغايرة. قد تكون قضيتنا هي في اننا في الكثير من مذكرات الحرب، ننظر من زاوية كلية، للمحاور للقادة ولمسيرات الحرب، ولكن حين ننحدر للخنادق ومجاميع القوات الانزل رتبة، نرى يختلف الامر عما كان في بالنا. حين أخرجتُ الجزء الأول من فيلم "المبعدون"، سمعتُ أنّ هناك من يهاجم الفيلم لكي لا يعرض، في حال أنّ هناك عدة كتب وفهمت للتو كم لدينا من المبعدين. اللافت هو الكثير من المذكرات حين تكون محصورة في كتاب، هي جيدة، ولكن حين تتبدل لفيلم، تواجه بموجة احتجاجات".

وأضاف: "كان أبي في زمن الشاه دركيا. كان وفيا للجانب العسكري لدرجة لو ظهرت صورة الشاه في التلفاز، يجب علينا النهوض والقاء التحية العسكرية ويعطي لكل منا تومانا. كان جدي أحد عرفاء تبريز، بصورة لو طلب الناس الشفاء، يحضرون له، يدعو لهم فيشفون. من العجيل أنه زوج ابنته لدركي. كان أبي فارسيا ولا يعرف كلمة تركية ومَن تزوجها تركية الأصول ولا تعرف كلمة فارسية! يُمنع في بيتنا الحديث بالتركية. سمّاني جدي علي رضا وكان أبي من متجددي عصر الشاه، غير راضٍ وقال يجب أن نسميه مسعود. في تلك الفترة أصبتُ بمرض مسامر القدم بيدي وهناك جهاز يعالجها بالحرق. طلبت أمي أن تاخذني للطبيب، ولكن أبي لا يقبل مثل هذه الأمور. كانت عقيدته الدينية وحسب أمي كلما صلى بصوت عالي، فهي نهاية الشهر وليس لديه مال، وإذا صلى بصوت متوسط، فهو وسط الشهر وإذا انخفض صوته أو لم يصلِ، فهذا أولالشهر ولديه مال! من مميزاته أنه ليس كبقية الدركيين يأخذون رشوة. كنا مستأجرين وحين جئنا من تبريز لطهران، كان بيتنا طابق واحد. وليصبح طابقين، طال الأمر عشرين عاما! كلما قبض أبي الراتب، يضع صفا من الطوب وعماله نحن. كنا نتنقل من قرية إلى قرية في آذربايجان، ومن اللافت أنه كان رئيس مخفر شرطة وهو من أقصى نفسه لكي لا يطلع على ما يحدث في الثورة ولا يواجه الناس. من حظنا استأجرنا منزل إمام الجماعة القرية. وكان ثوريا! وحين كادت الثورة تنتصر، كان الناس يكتبون شعارات على باب منزلنا ويقول إمام الجماعة بمسحها صباحاً. وحين يريدون القبض على الثوريين، يخبرهم أبي ليخفوا انفسهم عند الإمام. حين حدثت الثورة، قبضوا على بعض الدرك،يركبنا الحاج الجيب ويوصلنا للمدرسة ويأخذ أبي للمخفر لكي لا يعتدوا على الناس، لديّ مثل هذه المتناقضات، ويقول البعض إنّ ده نمكي ظلم الدفاع المقدس وأحضر بعض الاستثناءات.  لم أقل إنّ كل الحرب بهذه الصورة،  قلت هناك شخص في اللواء، من جهة ثانية الاستثناءات دائماً ما تُرى.

انتصرت الثورةُ وعدنا لطهران. قال لي أبي في اليوم الأول: حدد موقفك، إما المسجد أو البيت. قلتُ: المسجد ومنذ العام 1978 أو 79 لم يتحدث معي ولم يعطني المال. قال: إذهب واحصلك لك على عمل. في تلك السن كنتُ أقلّد صوت فخر الدين حجازي. يأخذوني هنا وهناك لكي أخطب. كنتُ مرتاح البال لأنّ أبي لا يعلم ولا يرى ما أفعله. أخذوني لكي أخطب في مكان ما، أضعيتُ نصّ الخطاب وأجبرت على الارتجال. صباحاً أذهب للمدرسة وعصرا اعمل في الخباز لكي أحصل على مال لأكمل دراستي. وبينما كنتُ أعدّ العجين، رأيتُ رجلا يشاهد التلفاز. ألقيتُ نظرة ورأيتُ من سوؤ حظي، بث لتلك المراسم. من شدتي خوفي لم اعد للبيت وكنتُ أسير في الشوراع. من حسن حظي شاهد عمي البرنامج وكلم أبي ومرت الليلة بخير.

حين كنا نذهب للمدرسة، بين الشباب كانوا من كل الفرق. حين بدأت مجموعة مجاهدين خلق العمل المسلح، كان هناك أشخاص في المدرسة، يجلسون أمام بعضهم البعض. ولكي أفتح نقاش معهم، قرأتُ كتب الشهيد مطهري وشريعتي، حتى أني أذكر من البيت للمدرسة، ومثل قراءة دعاء، أكرر مفردة الوجودية "اگزيستانسياليسم" حتى أدخل مثل هذه المصطلحات في النقاش. كان المسؤل الايدلوجوي والعقائدي للمنافقين في شرق طهران، شاب في الصفّ الثالث المتوسط في مدرستنا وكان مثقفا بصورة بات فيها مسؤلاً. حين بدأت الحرب المسلحة، حدث قتل أما المدرسة، الجميع يقتل. في مرة بعد نهاية الدراسة، خرجتُ متأخراً وسمعتُ صوت اطلاق النار. ظننتُ أنهم قتلوا إمام جماعة المدرسة. من شدة خوفي رميت نفسي في قناة المياه، حين رفعتُ رأسي شاهدتُ غبارا والجدار خلفي فيه ثقوب. أرادوا قتل طفل في الحادية عشر أو الثانبة عشر. ركضتُ للمسجد. حين وصلتُ وجدتُ شباب اللجنة متجمهرين. أخبرتهم بما حدث بلكنة، لم يصدقوا وضحكوا. في اليوم الثاني حين ذهبتُ للمدرسة، وجدتُ رئيس المنافقين العقائدي في المدرسة، ولكن عدد كبير من فريقهم لم يأتي وكانوا في الشوراع منشغلين في الاغتيالات. مرت عدة اعوام على هذا الحدث. ذهبتُ للجبهة ولم أرَ المسؤل العقائدي حتى العام 1986 قبل عمليات كربلاء 5. الأفواج ليس لديها قوات،اعطانا القائد العسكري اجازة لنعود إلى مساجدنا لنخبر البقية للقدوم للجبهة. وهذه من غربة الحرب أقلية تقاتل لتعيش الأكثرية. عدنا للمسجد ونقلنا الخبر للبقية. قال لي الجميع أني ذهبتُ للجبهة ليومين وعدتُ أفاخر. خرجتُ من المسجد باكياً وعدتُ للمسجد الذي هربت له في يوم اطلاق النار عليّ. حين دخلته، رأيتُ المسجد مظلماً وهناك شخص يناجي ربه. حين نظرت له ليس إلا نفس الشخص المسؤل العقائدي لمنافقين شرق طهران. سألت عنه فأخبروني أنه يترأس المركز وغدا سيقصد الجبهة! فكّرتُ أنّ هناك عمليات سربها المافقون وهذا الرجل كمنافق أي مسؤلية يمكنه تسلمها هناك؟ كنتُ مترددا في تقديم تقرير أو أصدق هذا الوجه النوراني والحالة العرفانية؟ في النهاية قبلتُ حديث قلبي وآمنتُ بتغيره. في عمليات كربلاء 5 مات الكثيرون وأصبت انا. رموني في سيارة مع العتاد لترجعني للخلف. تعطلت السيارة في مفترق الموت. أصابت قذيفة مؤخرة السيارة ورُفعت للاعلى وسقطت واشتغل المحرك وسارت. وصلنا لبحرية وأخذنا قاربا. كانت الطائرات تقصف، ولكننا وصلنا وركبنا باصا واوصلنا لطهران. في الباص رأيت عدة من الشباب في نهاية الباص يغنون أغنية لكوكوش، وشباب ينشدون بكائيات آهنكراني. ذهبتُ لمقدمة الباص وكان شخص يتحدث عبر اللاسلكي ويقول إنهم جميعهم مصابين نفسيا. قال لي أحدهم وهو يمسك يدي لنذهب إلى الخندق! قطع الباص طريقا يتطلب أربعة عشر ساعة بثماني ساعات، أي أنني خفت أكثر من بقائي في مفترق الموت! حين وصلن لزقاقنا، وجدتُ اعلان شهادة صديقي الذي كان المسؤل العقائدي للمنافقين في شرق طهران".

وعرض في نفس المراسم فيلما وثائقيا عن الشهيد مرتضى آويني وقدم مخرج الفيلم محمد علي شعباني كلمة.

يُذكر أنّ برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس المئتين والسادس والثمانين مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين أقيمت بدعم مركز الدراسات والبحوث الملتزمة الثقافية والأدبية ومكتب أدب وفن المقاومة. 

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3369


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة