شهر رمضان في ستينات وسبعينيات القرن الماضي

لا أحد يعترض على المسحراتي

حاوره: إحسان منصوري
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-7-9


إشارة: يعمل علي أصغر لعلي في أحد شوارع مدينة أراك الأكثر إزدحاما كصانع أقفال. عمره 62 عاما ويتعامل مع الناس بروحية مرحة. إلتقيناه صدفة وفي عصر أحد أيام شهر رمضان المبارك تحدثنا معه عن رمضان في الستينيات والسبيعنيات. وإن كان الموضوع عن شهر رمضان ولكنه أخذنا الى موضوعات أخرى.

 

  • كم يبلغ عمرك؟

عمري 62 عاما، ولدت في العام 1954. كنتُ في طهران حتى العام 1963 ثم عدنا الى أراك.

  • كيف كانت أراك سابقا؟

حين يحلّ الغروب يأتي عمال البلدية حاملين أسطل مياه ويرشون الأرض به لكي يمنعوا صعود الغبار. كانا شخصين يركب أحدهما جيبا والثاني شفرليت.  ثم دخلت علينا الباصات ذات الكراسي الخشبية وأجرتها شاهيين يقفان أمام ميدان الشهداء الحالي. لم يكن هناك ركاب كثر إلا حين يصل القطار من أهواز وينزل منه الناس. فيما بعد حين وصلت سيارات الأجرة، كانت السيارات تبقى في مخفر الشرطة ليلا وإذا حدثت مشكلة تتجه السيارة لها. كان جو وماء أراك بارداً، لم تكن الأجواء مثل الآن حارة. كان لجدي بستان عنب بجانب المخزن الكبير للقمح. كانت أجود عنب في المدينة كلها.

  • كيف تصف لنا وجبات الإفطار؟

كانت أفضل، لأن الطعام كان أفضل، ومستواه أفضل.

  • ما هي الموائد التي تعد؟

كانت بسيطة. نفطر بطعام بسيط جدا.

  • هل كانت لديكم حلويات مثل الزلابيا والبامية؟

كانت نادرة جدا. لو كان الفصل فصل الفواكه ستجدها على مائدة الإفطار.

  • أي فاكهة؟

العنب، كانت فاكهة كثيرة.

  • ما هي الفواكه التي لم تكن موجودة، والآن هي في الأسواق؟

حسب الفصول. مثلا الآن الفصل صيفاً وهو فصل الفاكهة في أراك. من مشفى ولي العصر (عج) وما بعده كانت بساتين. من المخزن الكبير وحتى شارع خرم كانت أيضا بساتين. الكثير من الأماكن كانت بساتين. كانت الفاكهة المشمش والخوخ والكرز والعنب الياقوتي كلها في فصل الصيف. كان المشمش يتصاقط تحت الأشجار بصورة لا أحد يفكر في لمسه.

  • هل كانت هناك مراسم خاصة في ساعة الإفطار؟

لا، لم تكن مثل الآن مساجد كثيرة لتكون هناك مراسم.

  • الآن يوزع الهريس، هل كان يقدم في السابق مثل الآن؟

لا، كل عائلة تطبخ في بيتها. لم يكن هناك أيّ مطعم. لا محلات لبيع الكباب. مثلا في شارع الإمام الخميني (ره) الحالي، كان فيه ثلاث محلات لبيع الكباب. مالك أحدها الأستاذ عبدالحسين وقد مات. هناك دكان واحد فقط لبيع الهريس في الشتاء وفي الصيف لا أحد يبيعه.

  • ماذا عن السحور؟

كان بسيطا.

  • من يوقظكم للسحور؟

عادة نستيقظ مع الإذاعة والأكثر مع صوت المسحراتي. يقفون على الأسطح لإيقاظ الناس.

  • أين كان منزلك؟

في زقاق بارو (1)

  • من كان يوقظ الناس للسحور؟

عادة رجل دين الحارة.

  • هل كان منهم نهرمياني (2)؟

لا جاء فيما بعد. كانوا أشخاص مثل الشيخ علي والحاج زهرايي.

  • ألم يعترض الناس على المسحراتي؟

لا والسبب لأنهم يحبون عقائدهم. كنتُ أذهب للصلاة الى مسجد أكبر (3). كان الإمام فيه السيد إمامي (4). كان يفسر القرآن في شهر رمضان. سجلتُ هذه الجلسات قبل الثورة ولدي ثلاثين شريط من تفسيره.

  • ماذا عن المراسم في طهران؟

كانت المراسم في طهران جيدة. كان العرف هو أن يتناولوا الفطور ثم تقام صلاة الجماعة.

  • في أيّ مسجد؟

مسجد سبحاني (5) في ميدان ثريا (في الوقت الحالي ميدان الشهيد نامجو) وهو الأن في نهاية شارع نظام آباد (حاليا شارع آية الله مدني).

  • كيف كان الوضع هناك؟

وعلى خلاف أماكن أخرى في أراك كان الهريس يقدم فيه.

  • حين جئت الى أراك ماذا كنتَ تعمل؟

كنت مزارعا وصاحب ماشية.

  • أين كان دكان أبيك؟

مقابلك حيث كان في السابق بنك ملي، في بداية زقاق بارو. كان صانع أقفال. في أراك كلها هناك ثلاث صناع أقفال. أحدهم أبي علي أكبر لعلي، والثاني السيد مخلص والثالث السيد نراقي. كان أبي في الواقع يعمل لاحم للاواني المكسورة.

  • كيف كانت الأقفال؟

كانت أكثر الأقفال على شكل أنبوب.

  • هل مازال والدك على قيد الحياة؟

نعم، بالطبع لم يعد يعمل ولكنه قادر على القيام بأموره دون مساعدة.

  • من كان زبائنكم؟

أكثرهم من الناس العاديين.في ذلك الزمن كان سعر القفل ريالين أو ثلاث يشترى ويابع. هذا في الستينات. أصل أبي من أراك وبسبب قلة العمل في طهران عاد الى أراك.

  • في الصيف حين كنتوا تصومون كيف تبردون الأجواء؟

كانت عادة الجدران ضخمة ويبرد البيت بنفسه. ومن جانب آخر كان في البيت قبو ويساعد البيوت على تبريدها.

  • كيف تحفظون الطعام؟

لم تكن هناك حاجة للحفاظ عليها يأخذ كل شخص حسب حاجته من اللحم. مثلا كانت أمي تدق اللحم بالساطور ثم تخلطه بالبهارات وتضعه في قعر القدر ويطلق عليه الأراكيون (تال) وهو لذيذ جدا.

  • هل كانت هناك فاصلة بين الإفطار والعشاء؟

نعم.

  • كيف كان الوضع في طهران؟

لا، كان الطهرانيون يخلطون الإفطار مع العشاء.

  • كيف تبردون الماء؟

كنا نستخدم الدورق. وكان في بداية شارع محسني مكان تجري منه قناة ماء، نأخذ الماء من هناك. وكان في بعض المنازل أحواض.

  • كيف كان وضع الناس؟

كانوا مؤنين جدا. مهما كانت الحرارة أو البرودة يصومون. أتذكر في نفس هذا الزقاق بارو ينزل ثلج ويجبر الناس على حفر ليفتحوا طريقاً لهم.

  • هل يشجع الأطفال ليصوموا؟

لا، كانت العقيدة قوية الى حدّ لا حاجة للتشجيع.

  • هل أعطوك حين كنت طفلا شيئا كتشيجع؟
  • لا...

 

 

  1. زقاق بين شارع الحاج باشي (إرشاد) وزقاق راستين في شارع الإمام الخميني (ره) في مدينة أراك.
  2. كان حافظا للقرآن الكريم في أراك ويصل عمره الى 90 سنة وعمل معلم للقرآن فيها.
  3. من المساجد القديمة يقع بقرب السوق القديم.
  4. على الظاهر هو الشيخ محمد إمامي وكان إمام جماعة مسجد أكبر.
  5. على الظاهر نفس مسجد سبحان في شارع الشهيد آية الله مدني.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4421


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة