التاريخ الشفوي النسوي، الحاجة و الضرورة

الدكتور أبو الفضل حسن آبادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-2-25


خندق عائلي-إيلام 1980- صورة: علي فريدوني

يعتبر التاريخ الشفهي آلية مناسبة لانتقال كل التجارب و الهوامش من جيل، منذ بداية نشاطات النسوية في ستينيات القرن الماضي و ما بعده، حيث حصل على اهتمام النشطاء في تدوين التاريخ النسوي. و من نتائج التاريخ الشفهي هو فتح تواصل مع المجموعات المهمشة و الأقليات القومية و الدينية مما يؤدي الى ايضاح و شرح عبر توثيق طيف واسع من حياة المرأة في مجالات عدة السياسية و الإجتماعية و الثقافية و التقليدية.

توسع في النتيجة تدوين التاريخ النسوي متأثرا بمكتب آنال و توسع الحركة النسوية في شكل موجات ثالثة، في ذيل تاريخ الطبقات الأدنى و الدراسات النسوية في الدول الأوربية و الغرب النامي. خرج جذر تدوين تاريخ النساء من قلب الموجة الثانية لحركات النساء في أوربا و أمريكا. الكتابة الحاكمة على تدوين التاريخ الحداثي بالنسبة الى مكانة و دور المرأة في التاريخ و كانه استمرار وضع النساء طبقا لتدوين التاريخ التراثي.

و كما قلنا في الستينيات بدأ النشاطات النسوية، و هو يتشكل عمدة من توثيق نشاطات النساء في الستينات و السبعينات. و من أهم المشاريع للتاريخ النسوية الشفهي يمكن الاشارة الى دور النساء الأفريقيات الأمريكيات و نساء ذات البشرة السمراء. و يعتقد البعض أن توثيق التاريخ الشفهي النسوي لا يمكن الوصول الى أساسياته. لأننا حين نكتب عن الرجال، فأغلبها نشاطات اجتماعية و أعمال كبيرة و نجاحات، و لكن حين نصل للنساء ما الذي يمكننا الحديث عنه؟ ما هي النجاحات النسوية؟ المرأة التي جلست في البيت تعتني بعائلتها و بيتها، ما المنتظر منها انجازيا؟ و إذا دققنا النظر في كتابة التاريخ التراثي و صادفنا مقولات النساء فهي تأتي في دور أم و زوجة و أخت أو حبيبة رجال السياسة أو بعبارة أخرى أكثر واقعية، هذه النساء قامت بأعمال رجالية.

التاريه الشفهي و مع إمكانية الخروج من فضاء البنية الرجولية المتشددة، موضحة الحركات التاريخية المسيئة للنساء التي قلما سجلت أو منعت من التاريخ، هي فضاء مناسب لطرح النساء في التاريخ المعاصر. التاريخ الشفهي إضافة الى بناء الشخصية الراوية النسوية يمكنه أن يكون آلية جيدة لقياس المكانة الإجتماعية و حضور النساء في المجتمع. و يمكن للتاريخ الشفهي طرح المظلومية التي امتدت للنساء عبر عصور.

دراسة النشاطات التي أجريت حول النساء في إيران تدل على  تقديم مشاريع في مجال التاريخ الشفهي النسوي في حوزات الثورة و الحرب، و يمكن الإشارة الى مشروع التاريخ الشفهي للنساء المسلمات و الذي صدر تحت هذا العنوان، و يمكن الإشارة أيضا الى مشروع النساء في الثورة الإسلامية الذي اعتنت به مؤسسة تنظيم و نشر نتاجات الإمام الخميني (ره) و الذي قامت به السيدة توكلي و مجمع راويات الدفاع المقدس حيث تعملن كمؤسسة NGO توثق تاريخ الحرب. و قد كان أبطحي مؤسس هذه المجموعة هادفا منها الى شرح عدة نقاط مفتاحية منها عدم الأخذ لدور المرأة في الحرب بصورة جادة، نظرة الرجل للمرأة في الحرب و عدم التوثيق الدقيق لحضورها في مختلف المجالات في فترة الحرب المفروضة.

و الحقيقة هي ليس هناك غير ما ذكر أعلاه بصورة مختصرة عمل يتعلق بتسجيل التاريخ الشفهي النسوي. بينما هناك الكثير من الموضوعات التي يمكن توثيقها. دور المرأة في السياسة و الأحداث السياسية، مجال الأعمال، المؤسسات الاقتصادية، الأسواق و الصناعات اليدوية ، النساء و الأوقاف، المرأة في الفرق و المذاهب.

إذن عن طريق التاريخ الشفهي إضافة الى توثيق نشاطان المرأة يمكننا الدخول في قضايا أعمق مثل تغير المطالبات و الفكر. و هي خطوة سوف تبقي أرشيفا قيما لمن يطلب البحث في هذا المجال.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4399


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة