التاريخ الشفهي للثورة الاسلامية في بوشهر (٢)

انسجام المجموعات و الثوريين

محمد جميري
ترجمة: هادي سالمي

2016-1-3


من ناحية تعد اهمية المحتوى النضالي لارشاد المجموعاﺕ الثوﺭﻳﺔ  كأهمية الغذاء للجسم، ومن ناحية اخرى يصعب العثور على هذه المحتويات فى بوشهر آنذاك. لهذا الغرض كان من الضروري الحصول على هذه المصادر المباشرة و من ضمنها الاشرطة الصوتية وكتب الامام الخميني رحمة الله عليه ورسالته وكتبٍ لأشخاص آخرين،  كانوا يقاتلون ضد النظام البهلوي من طهران وقم ونقلها الى بوشهر، وفي هذا الصدد قامت شخصيات معروفة بهذه المهمة، و كانوا اعضاء في المراكز المذكورة اعلاه ، وفي بعض الحالات كانوا يعملون على انفراد ضمن ارتباطهم مع هذه المراكز، وعلى سبيل المثال .الشيخ سلمان البحراني وهو رجل دينٍ شاب وقد كان طالباً في مدينة قم وهو احد اقارب الشهيد عاشوري، يقول "ذهبت الى قم لإكمال دراستي وكنت أتواصل مع المناضلين في بوشهر وحسينية الارشاد والمرحوم محمد علي كامكاري والحاج رضا محمدي باغملايي ، فارسلت الى بوشهر كتب واشرطة صوتية تحتوي على محاضرات لمحمدرضا حكيمي ، بازركان، طالقاني ،شريعتي والامام الخميني  ،وبعد وفات السيد مصطفي الخميني رحمة الله عليهما،جئت بأشرطة صوتية لحجة الاسلام معاديخواه و صور الامام ورجال دين ثوريين آخرين وكنت اقود سيارة بيكان من قم الى بوشهر ،ولصعوبة التنقل في مثل هذه الحالات قمت بفتح  مصد السيارة و وضع الكتب والاشرطة داخل المصد ، وهكذا جلبتها و وصلت بأمان الى بوشهر ."

ويقول رضا قادريان احد اعضاء حسينية الارشاد وهو احد المناضلين البوشهريين " ان الشهيد الحاج قاسم هندي زاده كان موظفاً لدى ادارة الضمان الاجتماعي وكان يُرسَل لنقاطٍ مختلفة لشراء احتياجات الادارة بما في ذلك عام ١٣٥٦ عندما ذهب الى طهران لاستلام سيارة للادارة. حين عاد ومعه مجموعه كبيرة من اعلانات ومنشورات الامام الخميني (ره) عاد الى بوشهر ماراً بالاهواز"

ومن الناشطين في هذا المجال عبدالله فاتحي وهو طالب في طهران ولكنه على صلة بالثوريين البوشهريين  "في أيام الدراسة في طهران مابين سنة ١٣٥٣ الى١٣٥٦وقبل أن أسجن في سنة٥٣ كنت عائدا الى بوشهر في ايام العطل ،اجلب معي اشرطة صوتية للامام (ره) والدكتور شريعتي وشخصياتٍ اخرى واوصلها لاصدقائي النشطين" . بالنسبة لتوزيع المنشورات والاشرطة والكتب هنالك اشخاص كثيرين يقومون بهذه العملية . فيقول رضا قادريان في هذا الصدد "كان هناك جهازٍ للتسجيل ، يسجل ثلاثة اشرطة في وقت واحد وقد اشتراه السيد باقر ميكلي نجاد ، وجهاز لنسخ الاوراق نقوم من خلاله بنسخ المنشورات  اشتراه المرحوم محمد علي كامكاري ويعد كامكاري من ابرز المناضلين والناشطين ،وتربطه علاقات بين بوشهر وقم وطهران ، ففي يوم من الأيام عند ما كان عائداً لمدينة قم اوقفته الشرطة وضبطت في سيارته كمية كبيرة من المنشورات ، وبعدها مات بشكلٍ سري في نقطة أمنية بين برازجان وبوشهر.  الشرطة أعلنت بأنه مات بسبب حادث سير ولكن أسرته واصدقائه أعلنو بكل ثقة بأنه قد استشهد على يد الساواك"

يقول ماشاالله مظفري، عن وفاة كامكاري ،كان الشهيد كامكاري من الاعضاء الناشطين في حسينية الارشاد ومجموعة معراج وشهادته كانت ضربة قاصمة بالنسبة لهذه المجموعة .على أي حال استطاع الساواك ان يقضي على حلقة هامة والتخلص من شخصية فذة ونافذة في ساحات النضال" (٣)

 يقول مظفري زاده "في البداية عندما كنا بحاجة ماسة لجهاز طباعة المنشورات كنا نستخدم ورق النسخ اليدوي او مطبعة محمد قنبر بور التي كانت في بيته .وكنا حذرين جداً لكي لا نقع في ورطة فنرسل منشوراتنا الى كازرون و نجلب المنشورات التي تطبع في كازرون الى بوشهر، كنا نكتب في الصفحة الاولى كتاب رسالة الامام (باسم مرجع آخر)" (٤)

فتوزع اشرطة وبيانات الامام الخميني (ره) على هذا النحو .في تلك  الفترة كان بعض اعضاء فدائين الاسلام ومن ضمنهم احمد وردياني وخسرويان وسيد حسن صفوي كان لهم حضور ونشاط في ساحة النضال. المسألة المهمة التي حدثت و بينت مدى قوة العلاقه والروابط بين الشهيد عاشوري ورجال الدين الكبار الذين يسكنون قم، قصة جمع الاموال لبناء مركز ثقافي في قم يرويها حجة الاسلام سلمان البحراني حيث يقول : "ذهبت في عام ١٣٥١ الى قم لتكملة دراستي وفي ذلك الوقت اجتمع الطلبة ورجال الدين في مدرسة الفيضية وقدمو اعتراضاتهم فواجهتهم القوات الحكومية ، واغلقت المدرسة لفترة . كنت حاضراً ضمن المحتجين وكنت على علاقة بالشهيد عاشوري. في تلك الفترة احرقت على يد الثوار احدى دور السينما في قم، فأمر آيت الله المرعشي النجفي (ره) بأن يؤسس المركز الثقافي على مبنى السينما .فاخبرت الشهيد عاشوري بذلك ، ومن خلال معرفته بكبار رجال الدين ،كالسيد مشكيني، راستي كاشاني،آذري قمي وآخرين،ارسل لهم الاموال التي اعدت من قبل اهالي بوشهر لبناء المركز الديني.

 وتزامناً مع نشاط القوى الثورية في جميع انحاء وتصعيد الحراك الجماهيري ضد الحكومة البهلوية ،نشطت قوى اخرى بآيدولوجيات مختلفة عن الدينيين ، فمنهم القوميون والعلمانيون واليساريون وبطبيعة الحال لم تستثنى بوشهر من هذا الحراك المتنوع ، مع ان المجموعات غير الدينية كانت معدودة وافرادها قلة ولكنها مع مجموعة من قوى فدائيو خلق وكتل ومجموعات سياسية كاليسارية والماركسيسة ،التي تنشط في بوشهر. بحيث استمر بعض القوميين بشكلٍ ملفت للنظر الى ما بعد الثورة وكان مكتبهم في المكان الذي تحول الان الى البنك التجاري ، جنب مدرسة نواب صفوي الحالية الواقعة بقرب المجمعات التجارية وكانت بحوزتهم معدات واسلحة. فبعد التحذير والاشتباكات مع القوه الثورية ،اخلو المكان و اختفوا في ما بعد من بوشهر.يذكر رضا قادريان بأن غالبية معلمينا لم يكونوا ثوريين والبعض منهم كانو يميل الى الفكر اليساري فعلى سبيل المثال غلامرضا حق شناس و ماشاءالله بجنك كانت لهم رؤية شيوعية حيث بدأو نشاطهم من سنة ١٣٥٤".

في دراسة احداث الثورة الاسلامية في بوشهر و المحافظات الاخرى ومعرفة الناس بنظام البهلوي وادراكهم بعدم كفائته نصل الى ملاحظاتٍ مثيرة للاهتمام. بعض الثوريين في بوشهر يروون لنا الاحداث ،كان رضا قادريان ورفاقه الشهيدان ميگلي نجاد وهندي زاده مصرين على العمل الثوري والنضال ضد الحكومة البهلوية . فقامو بعدة رحلات بين المدن والمحافظات البعيدة لمشاهدة الفقر و الظلم ، يقول قادريان: " ما غيرنظرتنا الثورية هي الرحلة التي قمنا بها خلال عشرين يوماً مع الاصدقاء الثوريين ، فتأثرنا عندما رأينا مناطق مختلفة من بوشهر وفي طريقنا الى شيراز واصفهان وقم وصولا الى طهران وذهبنا بعدها الى الشمال وكانت عودتنا من الجهة الغربية وعدنا الى بوشهر ثانيةً حيث كانت هذه الرحلة قد اثرت على روح النضال فينا. ففي طريق الشمال التحق بنا احد رجال الدين. فبشرنا بأن الثورة الاسلامية سوف تنتصر بقيادة الامام الخميني (ره) وعندما انتصرت الثورة علمنا بأن ذلك الرجل كان الشهيد محمد منتظري."

يقول مظفري زاده: " سافرت مع جمشيدي(راستي) وعبدالله فاتحي لمدة عشرين يوماً الى كازرون، لزيارة أحد الاصدقاء ومن هناك ذهبت الى اصفهان ومن ثم الى قم و حين وصلت ذهبت الى آيت الله مكارم الشيرازي فسألته اسألة دينية والتي فُقدت مع شريط حطمه الساواك عند ما فتشوا بيتي. وبعدها ذهبت الى طهران وشاركت في اجتماع للشهيدان السيد عبدالكريم هاشمي نجاد ومطهري.ثم ذهبت الى مشهد و إلتقيت بآية الله ميلاني، وبعد عودتي الى بوشهر قمنا بنشاط جماعي منسجم وجرئ ،حيث لم يتجرأ احد في تلك الفترة للحديث عن القضاياالسياسية. بينما كنا نصرح برأينا السياسي و الوضع الذي تمر بها البلاد " .

ومن الملاحظات المهمة التي سرعت الحراك الثوري في بوشهر ، حضورمقاتلين وثوريين من مناطق اخرى، حيث كانو يلقون الخطابات والمحاضرات الحماسية و يدفعون الناس الى الانخراط في صفوف الثورة و القتال. على سبيل المثال، ما قاله الشيخ محمد صداقت و رضا قادريان"من الامور الملفتة للنظر .هي وفود خطباء ومتكلمين غير محلين قدموا من خارج محافظة بوشهر والقوا محاضرات نارية كسروا بذلك الاختناق المسيطر على الاجواء الذي فرضته السلطات. و هو أمر دعى الناس للتحلق حول الخطباء."

حجة الاسلام علي اكبر رضوان كان أحد هذه الشخصيات ذات كاريزيما. كان يكنى بكنية مكارم وكان مستمراً بالاعلان و يسافر لكل انحاء ايران ويتنقل من مدينة لأخرى من أهواز الى آبادان ملقيا خطاباته واحدث ضجة هناك ثم الى خرمشهر ولكن لم يستطع ان يلقي خطاب فذهب الى بوشهر.

وكان يرافقانه زوجته وسائق السيارة. فحاول ان يخطب في بوشهر ولكن لم ينجح ، فسمعت بذلك الامر فاغتنمتُ الفرصة حيث كان آية الله حسيني في مكة وكان قد سلمني مسجد عطار قبل أن يسافر. فقلت للشيخ رضوان، تعال والقي خطاباً بعد صلاة الظهر ونسقت مع الشهيد عاشوري ،ولكن بعد الصلاة رأيت رجال الشرطة حاضرين في المسجد فأنصرفنا عن الامر وقلت للشيخ ستلقي المحاضرة بعد صلاة العشاء واخبرت الاصدقاء بأنه سيكون لدينا حفلٌ بعد الصلاة وعلى هذا الاساس نفذنا خطتنا والقى مكارم محاضرته ونجت نجاحاً باهر.و لكن حين نزل من المنبر احتضنوه الشباب الثوريون وغير ملابسه الحوزوية وخرج من المسجد بملابس عادية ، و أخذه الشهيدانِ عباس وحسين كامكاري الى خارج المدينة."

ويحكي غلامعلي قادريان  ذكرى اخرى عن رجال الدين غير المحليين: "قال لنا الشيخ ابوتراب جئت برجلِ دين اسمه حجة الاسلام رضواني، فمنعه الساواك من القاءِ محاضرة ولكن نحن نحب أن نستفيد من حضوره، فأخذناه لبرازجان برفقة مجموعة من الاصدقاء وكنا نحمل تحت ملابسنا منشورات وعندما بدأت المحاضرة صاح رضواني والناس معه الموت للشاه، فرمينا المنشورات الى الاعلى. بعد المحاضرة حصلت اشتباكاتٍ بين الناس و الشرطة فأخذوا  رضواني على دراجةٍ نارية وهربوه وكان هذا اول اشتباكٍ حصل في برازجان". (٥)

وهناك ملاحظة مثيرة اخرى وهي اقامة صفوف واجتماعات لدروس الاخلاق و العقيدة و التي كان تقوم بها القوى الثورية في بوشهر فتحدثنا مسبقا عن تشكيل جمعية محاربة البهائية في بوشهر . و من الصفوف التي قام بها علماء الدين ، صفوف التفسير وكان يُدرس فيها حجة الاسلام والمسلمين نبوي في مسجد الامام الحسن(ع)، كان يقدم  فيها كتاب محاضرة عن تفسير آية الله الطالقاني.

و كانت حسينية الارشاد ايضاً و بمساعدة الاستاذ حق شناس ، تقيم صفوفا اخلاقية ولكن بعد مرور فترة الغيت الصفوف وعطلت من قبل الساواك. فاستمرت مرة اخرى ولكن في بيت رضا قادريان. انسجام المجموعات والشخصيات الثورية كانت أفضل حصيلة انتجتها الاجتماعات.

 

يتبع... 

  1. تاريخ المقابلة  ١٣٩٠/٧/٢٠ 
  2. تاريخ المقابلة ١٣٩٠/٦/٢٥
  3. عالي حسيني، ماشاءالله، طريق الهداية، نشر شروع،بوشهر ١٣٨٨، ص٢٧
  4. مظفري زاده، عليرضا،ذكرى الامام، موسسة بوشهر شناسي، بوشهر.
  5. يبدو هذا الشخص هو عالم الدين الذي اشار له صداقت.

 

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4709


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة