موتُ عتمةِ "ضياء"

آمنة شيرافكن
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-11-12


باحة المنزل واسعة و بين العمارات العالية تقع هناك أعالي المدينة المغرورة بعتاقتها. عمارة البناء من الأساليب التي لم تدخل في المعركة بعد تدعوك الى الطمئنينة. يرحب رجل بلهجة نصف فارسية. "لشك"هو زوج " روشن وزيري". حب "روشن" هو الذي دعاه للسفر من بولندا الى إيران، و وصل به الأمر الى تغيير جنسيته من البولندية الى الإيرانية. لم تستطع الحرب العالمية الثانية و لا " نقطة تفتيش تشالي"  أن تفرقهما عن بعض حتى توقفت ساعة أحدهما عن الحركة... هذه المرة ليس في إيران بل في مشفى أمريكي. لم تكن الساعة قد تعدت التاسعة بعد حين وصلت في رسائل البريد الإلكتروني المرسلة الى الأستاذ " عبد الحسين آذرنك"، محتوى الرسالة ليس دعوة ترفيهية لصعود الجبل بل خبر موت " روشن وزيري". كتبت " مريم وجانياك" له أن أمها ستعبر بسرعة من الذي كانا يفكران به و حالة أبيها ليست مستقرة. على لشك العودة الآن الى إيران وحيدا، بعد أعوام كانت " روشن" الى بجانبه.

 

2010، التاريخ الشفوي النسوي

 

الحوارات هي نوع ما من التاريخ الشفوي النسوي الخاصة بمجلة إيراندخت في العام 2010. تتقدم روشن وزيري بهدوء الى الضيف، بابتسامة غامضة و ملامح أمومية. هناك شاي و ذكريات و ساعات حوارية و العودة الى الماضي. تضع روشن اكواب الشاي أمامنا، إنشغل لشك بحديث هاتفي. تهمس لنا: " حين تزوجنا و عدنا الى إيران، أصبح لشك إيراني بمعنى الكلمة. بعد مضي عامين من المتابعة حصل على الجنسية الإيرانية. بعد أن ذهب أبناءنا الى أمريكا لشك هو من أبقاني في إيران." "روشن" هي حفيدة " بي بي خانم استرآبادي"، و هي من النساء المنضالات في الثورة الدستورية و مؤسسة أول مدرسة للفتيات في إيران. و هي بنت أخت " الروائي بزرك علوي" و بنت أخ " الكولونيل على نقي وزيري" مؤسس المركز الموسقي. و لكنها هادئة و بعيدا عن السياسة قدمت ترجمات عديدة في نقد الإستبداد و مدح الديمقراطية. ليس هناك ما يسعدها و يشعرها بالتحسن مثل قراءة الكتب، حتى حين كانت بعيدة عن مريم و ألبرز ملأت وقتها بالقراءة و الكتابة. من بين الترجمات البلوندية العديدة التي نقلتها الى اللغة الفارسية هناك عناوين كتب مثل، الحمى القوية لأمريكا اللاتينية"، " دروس صغيرة في باب مقولات كبيرة" و ثلاث كتب من كولاكوفسكي الذي استقبله القراء الإيرانيون بحفاوة و لكنها تحب من بين كل الترجمات ترجمة كتاب " روسلان".

 

الدراسة في بولندا و بداية الحياة مع "لشك"

 

تعلمت الروسية و الانجليزية منذ صغرها و فيما بعد و تحت توصيات الروائي بزرك علوي ذهبت لدراسة الطب الى بولندا. تطلب من أبيها عدم أخذ تذاكر ذهاب و عودة لكي لا تعود حين تشعر بالأسف و تود العودة الى إيران. تعكس برودة بولندا في أكتوبر 1952 صعوبة الحياة هنا في الغربة : " إنتهت الحرب العالمية الثانية للتو و كان يصلحون دمار وارسو." تسكن في بولندا أربع أعوام. تتعرف على " لشك وجنياك" طالب جامعي و يتزوجان في بولندا. تذهب الى برلين الغربية لإكمال تخصصها. كانت تذهب كل اسبوع مرة الى خالها في برلين الشرقية، و للمرور من برلين الغربية الى الشرقية كان عليها عبور " نقطة تفتيش شالي" . و في مرة جاء "لشك" الى برلين الشرقية و لكن و لأنه بولندي لم يسمح له بالخروج من الدول الشيوعية. خلاصة الأمر و بالتحديد في أيام بناء جدار برلين في العام 1961 كان كلاهما في برلين.

 

السفر الى إيران بحقيبتين فارغتين

فيما بعد قصدا إيران. وصلا الى طهران في مارس 1962 بحقيبتين فارغتين. ذهب لشك الى مصنع السكر في بيرجند و بقيت هي في طهران. فيما بعد وظف كلاهما في شركة النفط. طوال فترة الحرب كانت تعمل لفترة يومين في مستوصف مصفاة النفط طهران و كانت قبل تقاعدها من شركة النفط رئيسة مستوصف البرتروكيماويات. و قبل عقود مضت انشغلت بالترجمة. قبل أشهر ذهبا الى أمريكا بحقيبيتن فارغتين، آملين بمعالجة "روشن". كان لشك يتحدث عبر الهاتف مرتبكا و معربا عن حالة روشن غير المستقرة. و الآن كتبت ابنته أن حالة أبيها غير مستقرة. و لكن و بسرعة يترك لشك إيران مجبرا لإقامة المراسم و متابعة بعض الامور، إيران التي باتت دون " روشن" مظلمة.

 

روزنامه شرق ، عدد 2199, چهارشنبه دهم دي ماه 1393 ، صفحه 20.

 

 

  1. روشن= الضياء.


المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4149


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة