مهران،مدينة المرايا ـ 2

خسرو محسني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-10-24


غادرت المقر وتوجهت إلى مقر الدوشكا. طلبت من أبناء الدوشكا القدوم إلى الخندق. دخلت غرفتي وتحدثت إلى نواب الوحدة. بعد ذلك، اخترت شخصاً ليكون مشغلاً لاسلكياً والآخر ساعياً، ومع أحد نواب الوحدة، تحضرنا للمغادرة. طلبت منهم كتابة وصيتهم وإرسال رسالة إلى عائلاتهم، لأنهم أثناء وجودهم هناك، لا يمكنهم كتابة الرسائل حتى تبدأ العملية. أنا أيضا كتبت وصيتي. تجمع جميع الشباب في الخندق في انتظاري. انضممت إلى المجموعة وحددت عمل الجميع. أخبرتهم أنني ذاهب في مهمة لفترة من الوقت. سألوا إلى أين أنت ذاهب؟ رداً على ذلك، أخبرتهم إلى مكان غير معروف. كانوا يبكون عندما قالوا وداعاً. طلب مني الجميع أن آتي معهم. يا لها من ليلة! صرخات الشباب من جهة وحماسنا للذهاب إلى مركز العملية من جهة أخرى. لم أكن أعلم أنّ العملية ستبدأ قريباً. ودعت الشباب و ذهبت برفقة "محمد شمسي" ساعي الوحدة ـ والذي تم إرساله من قبل قوات الباسيج ـ عبر سيارة لندكروزز نحو وحدة المهمات. كما كان جميع قادة الوحدات حاضرون هناك. حيث أنهم جاهزون للقيام بمهامهم بشكل كبير. لقد تلقينا أوامر بالتقدم. كانت عقارب الساعة تُشير إلي الساعة 20/11 ليلاً. خرجنا من المخيم بسرعة وانطلقنا عبر طريق الأهواز ـ خرمشهر. كان محمد شمسي يردد أنشودة "في الجبهات إنّ المهدي (عج) هو قادئنا ورائدنا" وكان محمودي يجيبه. كنت متحمساً ومليء بالحماس، ضغطت بقدمي على دواسة الوقود لدرجة أن نعل القدم والدواسة أصبحا جزء واحدًا! نظرت إلى الكيلومتر ورأيته عند "120" . في الطريق، فكرت في العمليات. بدايتها، جودتها، محورها، إلخ. بالطبع، كان الموضوع الآخر الذي ترسخ في دفتر ملاحظاتي هو خطيبتي. في تلك الأيام، اخترت فتاة لتكون أماً لأولادي المستقبليين، وأخرجني التفكير في أن أكون متزوجاً والخروج من عالم العزوبية،  وخاصة وصيتها:

ـ خسرو! اكتب رسالة كل بضعة أيام وأخبرنا عن صحتك، لا تكن مهملا مثل المرات السابقة.

كنت أتجادل مع نفسي حول كيفية كتابة الرسالة عندما وصلنا إلى محطة في الطريق. كتبت الرسالة هناك. لكنني أدخلت التاريخ قبل يوم الكتابة. شيئاً فشيئاً، جاء الشباب إلينا. تقدم "الحاج علي جاله" [2] - قائد الوحدة 106 - وقال وهو يضحك:

ـ هل كانت تطاردكم الذئاب؟

أنا أجبته بسرعة قائلاً له:

ـ لا. كانت الأسود تطاردنا.

يُتبع...

---------------------

[1] كان مكاناً بين الطرق. يأخذ المحاربون في هذا المكان الإستراحة اللازمة ويستخدمون الطعام والشراب وغيرها من المرافق مجاناً وفقط عن طريق  الصلاة علي محمد وآل محمد.

[2] مع شهداء الثورة الاسلامية. بعد عملية كربلاء 1، تم اختيار هذا البطل من ساحات القتال قائداً للكتيبة المضادة للدروع لفرقة ثار الله 41، وأخيراً شرب رحيق الاستشهاد في كربلاء الخامسة، لذود عن حياض الوطن في مواجهة الأعداء.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1822


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة