هلتي ـ 10

مذكرات الشهيد القائد لفيلق أمير المؤمنين 11

شهيد مرتضي ساده ميري
ترجمة: حسن حيدري

2021-10-3


كنت مستاء للغاية، وفقدت بعض السيطرة علي نفسي وصفعته، وأتمنى أن يسامحني. مشينا بسرعة. عندما وصلت إلى المكان، رأيت أن الأولادفقدوا خندقاً واحداً ووصلوا إلى الخنادق التالية، حيث كانوا يقاومون هناك. وقد أصيب هناك سكرتير الكتيبة مجتبى عسكرنيا، الذي تُركت جثته فيما بعد واختفت لغاية اليوم. سرعان ما نقلناه ونظمنا تنظيماً هجومياً لصد الدورية والاستيلاء على الخندق المفقود، جنباً إلى جنب مع السيد بيكي وكرمي وصيد مرادي. استقرنا بالقرب من الخندق الذي تم الاستيلاء عليه. رأينا أن صوت العراقيين يمكن سماعه من خلال الأخدود والمرتفعات. كانوا يتحركون ويأتون بالضبط بالطريقة التي تركناهم بها هناك. كانت مليئة بالألغام والأسلاك الشائكة. كانوا يتكلمون ويمكن سماع أصواتهم – ينادون بعضهم بعضاً، أبو حامد وأبو جواد. بدأ القتال الشخصي بتفوق ومقاومة الأولاد بشكل مذهل. استشهد من أفراد كتيبتنا حوالي سبعة أشخاص خلال الاشتباكات في تلك الليلة، لكن بالمقابل، دمر حوالي 60 إلى 70 بالمائة من الوحدة العراقية. طاردهم الأولاد باستخدام الضوء لمسافة تصل إلى كيلومتر واحد أمام الخندق الذي تم الاستيلاء عليه، لكن للأسف اكتشفنا أن اللواء الذي كان يقوم بدوريات علي المرتفعات - والذي كان مقاتلوا كتيبة مسلم فيه - تمكنوا من الاستيلاء عليه وأن يتراجعوا إلي الخلف،حيث استشهد وجُرح عدداً منهم في تلك المعارك.[1]

تم إغلاق طريقتنا الأخرى في الاستعداد وحتى الانسحاب تماماً. أدركنا ذلك عندما أطلقت الرصاصة العراقية "رسام" نحونا من الخلف في حوالي الساعة السادسة. أي أننا كنا تحت حصار كامل. واصل قوات الباسيج الشجعان القتال وجهاً لوجه مع الأعداء واستشهدوا واحداً تلو الآخر. لقد نفدت ذخيرتنا تماماً في الساعة العاشرة صباحاً. لم يكن لدينا سوى مستودع ذخيرة صغير انفجر عندما أصيب بصاروخ RPG-7 لسوء الحظ، لم يكن هناك أمل في فعل أي شيء إيجابي. استغل العراقيون الوضع لزيادة ضغطهم للاستيلاء على كل المرتفعات لحظة بلحظة. قررنا إنقاذ بقية الكتيبة. وتم تبادل آخر رسالة وداع لاسلكياً مع قاعدتنا.

لم يكن من الممكن حمل أي معدات باستثناء السلاح. كنا مضرين بإطلاق الرصاص الأخير على أجهزة الراديو حتى لا تسقط بأمان في أيدي العدو. الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن بعض من كان هناك ينجوا بنفسه بعد تلك الإشتباكات الدامية. ويحمل ذكرى المقاومة الباسلة للكتيبة في آذان الجيل المستقبل. ذهبت إلى الخنادق لإبلاغ بعض الناجين، لكنني رأيت أنهم جميعاً استشهدوا. كان العديد من العراقيين داخل خنادقهم وأطلقوا النار علي من الأمام. من بين كل الرصاصات أصابتني رصاصة واحدة في فخذي. على أية حال فإن عددًا من الأولاد،  ورغم إصابتهم، دفعوا أنفسهم للوراء، وبقيت جثث الشهداء الذين دافعوا بشجاعة عن جوهر الإسلام، واستشهدوا على تلك المرتفعات. لقد ضمدت جرحي بكوفية. أخذني الأولاد إلى غرفة الطوارئ.

أتمنى ألا أكون قد عدت!

يُتبع...

 

------------------------

[1] في اليوم التالي علمنا أن لواءين معاديين هاجمونا هناك بشكل متزامن. لواء في المرتفعات ولواء آخر في ذروة تمركز قوات كتيبة مسلم.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1749


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة