مهران، مدينة المرايا ـ 21

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-3-31


لا أشعر بتحسن بعد. قال الأطباء إنني يجب أن أكون ضيفهم لبضعة أيام أخرى. أصررت بشدة على ترخيصي. تم اصطحابي أنا وصفي نجاد إلى صالة آزادي للألعاب الرياضية. كان هناك العديد من الجرحي، وجميعهم أصيبوا بالمواد الكيميائية. تم وضع الجرحى على أسرة مرتبة وكانت القاعة مليئة بالأخوات الممرضات. كل ممرضة كانت تعتني بجريح. قام الأطباء بفحصنا مرة أخرى. ذهبنا إلى مكتب مؤسسة الشهيد. أعطونا نقوداً وملابس، ومن هناك نقلونا إلى محطة طهران بالحافلة. تم توفير جميع حافلات الركاب لمؤسسة الشهيد لنقل الجرحى الى المحافظات. عندما نزلنا أمام الصالة، رأيت عدداً كبيراً من الحافلات في الصف. أعلن سائقو الحافلات بصوت عالٍ عن وجهتهم:

ـ مشهد ـ مشهد.

ـ شيراز ـ شيراز.

ـ كرمان هناك مكان لشخصين فقط، كرمان.

كان أحدهم يقول:

أهوازـ تفضلوا هنا.

ذهبت نحو تلك الحافلة. قال خاتم.

ـ ماذا تفعل؟

أريد ان أذهب الى الأهواز. أنت اذهب إلي كرمان، وبلغ تحياتي إلى والدي ولتخبره أنه بخير وقد ذهب إلى الأهواز. كنت أصر وقال لي أنت لست بحالة جيدة، فلا تذهب إلى الأهواز، فهذا لا فائدة منه. قلت له وداعاً وركبت الحافلة.

عندما وصلت إلى الأهواز، لاحظت أنّ عيني كانت حساسة أمام أشعة الشمس ولم أتمكن من فتحها بشكل صحيح. ذهبت إلى المخيم. هناك رأيت مهدي زندي. كنت أرغب في الذهاب إلى الفاو؛ لكن مهما فعلت، لم يسمح بذلك. قال:

أنت لست في حالة جيدة! إذهب واسترح قليلاً. عندما تتحسن حالتك تعال إلي هنا.

لا تقلق بشأن أفراد الوحدة. إنهم يقومون بعملهم بشكل جيد.

جئت إلى مقر وحدتنا. كان هناك حوالي 20 مقاتلاً. جاءني أحد عناصر "الباسيج"، ويدعى "حسن أندايش" - أحد أبناء سيرجان - وطلب الإذن بالذهاب إلى الفاو. لم اسمح له في بداية الأمر. بدأ يقسم. أصر وأقسم لدرجة أنني سمحت له بالذهاب إلي  الفاو. قبلني عندما أعطيته الإذن. كنت أعرف في عينيه أنه يريد أن يحلق نحو السماء.[1]

بعد فترة ذهبت إلى مدينتنا وعدت إلى الأهواز بعد أن شعرت بتحسن نسبي. كنت في المخيم عندما سمعت نبأ استشهاد حسن أندايش. واستشهد حسن اندايش بقصف للطائرات في نفس اليوم وقبل وصوله لخط الفاو.

بعد يومين ذهبت إلى خط الفاو لتفقد القوات. وتمركز أبناء الفرقة على طريق الفاو- البصرة. منطقة عمل الفاو راسخة. كان أداء المقاتلين جيداً. كانوا قد تقدموا 11 كيلومتر من الجناح الأيمن ومن الجهة اليسرى بالقرب من أم القصر.

قررت أن أذهب إلى كمين الدوشكا الذي كان على بعد 50 متراً من العراقيين. قائد الخط لم يسمح بذلك، لأنه لم يسمح لأحد بالذهاب أثناء النهار إلي ذلك المكان. أخيرا سمح بإصراري مني. جنبا إلى جنب مع اثنين من أبناء الجيش المخلصين والشجعان، تقدمنا ​​عبر القناة ـ منحنين ـ كنت أمضي قدماً. قبل وصولي إلى الكمين، رأيت داخل القناة 3 ألغام صغيرة مضادة للأفراد، كنت على وشك وضع قدمي عليها. التقطت اللغم وألقيته في حقل الألغام. قلت لأبناء الخندق:

ـ متي تركتم الخندق؟

قالوا:

في تمام الساعة 4 صباحاً.

عندما رأيت الألغام داخل القناة، شعرت بالفضول وخمنت أنه يجب أن يكون من عمل العراقيين. بحذر، دفعت التربة بعيداً بيدي وتحركت إلى الأمام. بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى خندق الدوشكا، كنت قد أزلت ستة ألغام مضادة للأفراد من داخل القناة. كان تخميني صحيحاً. حدد العراقيون موقع الكمين وزرعوا لغم داخل الخندق. لقد أزلتها كلها. قلت للشباب:

ـ قوموا بنقل الخندق الليلة.

لقد كان عملياً إلهياً. لطالما كان الله مؤازراً لنا وفي وقتها يحبط مخططات العراقيين. جاء لمساعدتنا ليلة العملية. كان الطقس صافياً تماماً قبل بدء العملية. قبل ثلاث ساعات من بدء العملية، غطي السحاب السماء بأكملها. في بداية العملية، بدأت تمطر وارتفعت مياه أروند أعلى من المعتاد؛ حتى انهارت كل عقبات العراقيين. كانت معجزة بمعني الكلمة.

يُتبع...

---------------------

[1] التحليق: يطلق علي المقاتلين الذين يقرأ في جبينهم إمارات الشهادة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2110


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة