مقتطفات من الذكريات الشفوية للحاج قاسم السليماني

استغرقت عملية فتح المبين عشرة أيام. كانت هناك اشتباكات بيننا و بين العراقيّين في منطقة "دَشت عباس". كنّا منطقة "كَمَرسُرخ" في قبضتنا وكنّا مسيطرين على المنطقة عبر ساتر أنشأناه قرب مزار أحد أولاد الأئمة. تراجعت القوات العراقية نحو مضيق أبوغريب ولم يبق منا سوى سرية واحدة إذ أصبح معظم قواتنا بين شهيد وجريح.

جدول الأعمال اليومية للسيد الإمام في نوفل لو شاتو

كان السيد الإمام متعودًا علي الجلوس في الفناء بعد الظهيرة وبين حين وآخر كان يمارس هذا العمل بعد مغيب الشمس. كانت هناك شجرة تفاح يجلس الإمام تحتها وقد عُرِفت هذه الشجرة كرمز في أوروبا بحيث تذكر دائما عند المقابلات وفي الأخبار. كان الإمام يجري مقابلاته تحت هذه الشجرة ويتعاطي مع الصحفيين برحب وسعة، بحيث كان بإمكان كل شخص ان يسأل كل ما لديه من أسئلة.

الیوم 9 و 10 من دی عام 1357؛ أی الیوم 30 و 31 من کانون الأول عام 1978

ذكريات محمد رضا شركت توتونچي

كان أحد أكثر الأيام روعة في مشهد من الأيام المنتهية إلى انتصار الثورة هو اليوم الثلاثين من كانون الأول عام 1978. فقد نزلت في صبيحة ذاك اليوم في مشهد مظاهرة عظيمة. خرجت أنا مع عدد كبير من الناس من مدرسة نوّاب...

مقطع من مذكّرات مرضية حديدچي (الدباغ) -2

حان وقت الذهاب إلى قصر كرملين. نهضنا من الطاولة. أعلن مدير التشريفات البرنامج. كان بودّهم أن يفرّونا على الأماكن السياحية في موسكو. ولكن قال الإخوة لا نذهب إلى مكان غير قصر كرملين. بذلك قد وصّانا السيد الإمام عن طريق ابنه السيد أحمد؛ أنه: «أراد الإمام أن لا تذهبوا إلى أي مكان سوى إلى قصر كرملين لتبلغوا الرسالة إلى غورباتشوف. وقال إذا أردتم أن تتسوّقوا أو تأخذوا جولة في الأماكن السياحيّة فأجّلوها إلى فرصة وسفرة أخرى!»

مقطع من مذكّرات مرضية حديدچي (الدباغ)-1

جاء لاستقبالنا إلى سلّم الطائرة عدد من رجال الدولة السوفيتيّون، ومن ضمنهم إمام مسجد موسكو الكبير ومستشار غورباتشوف برفقة عدد من الدوبلماسيّين الإيرانيين. وفقًا للأعراف الدبلوماسيّة، كان لا بدّ لرئيس الوفد أن يكون أول من يخرج من الطائرة. وكانت هذه المسؤولية على آية الله جوادي آملي. ثم نزلنا خلفه من سلّم الطائرة. كان قد وقف شخصيّات عديدة قريبًا من السلّم. كان أحدهم والذي كان يلبس نظّارة ضخمة ويبدو أنه مدير التشريفات، ينظر إلينا بدهشة واستغراب. أظن أن زي سماحة آية الله الشيخ جوادي آملي بعمامته وعباءته وكذلك زيّي بالعباءة والحجاب قد أثار عجبه. كأنه لم ير طوال عمره عالمًا معمّما ولا امرأة محجبة.

مقطع من يوميّات طبيب فلسطيني من تل الزعتر

الماء.. الماء، أخذ يتناقص.. وكان كوب الماء الواحد إذا توفّر، يدور على أفواه عدد من الحاضرين، كل يتناول رشفة يبلّ فمه، وبودّه لو يبتلع كلّ ما فيه. كنّا بين الحين والآخر، وبحسب ما يتوفّر لنا من المازوت، نشغل المولّد الكهربائي لضخّ كميّات من مياه البئر الإرتوازيّة. مياه البئر طعمها غريب، ولونها أغرب، ولكن بالنسبة لنا كانت الماء الذي نحتاج. كان الممرض «نظيم» وهو ممرّض نشيط، وذو خبرة جيّدة في مجال التمريض، مما كعلنا نوكل إليه أن يشرف على غيار الجروح، كان يقوم بجولته اليومية، على مختلف النقاط الطبيّة للغيار على الجروح، وتفقّد الجرحى والمصابين، وقد ابتكر طريقة عمليّة في حمل المواد اللازمة للغيار، كان يحمل في عنقه ما يشبه «كشة» البائعين المتجوّلين يضع فيها كل ما يلزمه في عملة من مطهرات وضمادات.

مقطع من يوميّات طبيب فلسطيني من تل الزعتر

الجو في الطابق الأسفل خانق، الجرحى والمصابون، يفترشون الأرض في ممرّات المستشفى. لا توجد كهرباء، نستعمل الشموع فقط وأحيانا نسأل أين الشموع؟! جاءنا "الشبل حمادة" ومعه مجموعة من أقرانه الأشبال يحملون معهم كميّة من الشموع. سألناهم: من أين لكم؟ كيف حصلتم عليها؟ أخبرونا، أنهم عثروا في مستودع قريب على كمية كبيرة من مادة "البارافين"، فقاموا بتسخينها وصبّوها في زجاجات بعد أن وضعوا داخلها خيوطًا، وبعد أن جفّت كسروا الزجاجات حولها فإذا هي الشموع التي يقدّمونها لنا. فتية وجدوا لأنفسهم دورًا في المعركة.

الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات ـ 5

كان الراوي الرابع في أمسية الذكريات الثلاثمئة والرابع والأربعين، هو الأسير المحرّر الطيار الأمير العميد الثاني محمد صديق قادري، وقد استطرد في قصّ ذكرياته بحكاية أيام أسره: كنت على سرير المستشفى، إذ زارنا وفد من الصليب الأحمر. وقبلهم كان قد جاء الأطباء العراقيّون وكان المقرّر أن يسجّلوا أسماء المرضى على أسرتهم. بعدما نصبوا الأسماء وجدت على سرير أحد الجرحى قد كُتِب محمدحسين لقماني نژاد. كانت تلكة اللحظة أسعد لحظة في حياتي وأشدّها سرورًا.

الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات ـ 4

عُقِد الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات، في يوم الخميس من 23 شباط 2023م بحضور أبطال القوة البحرية من الجيش في قاعة سورة في الحوزة الفنية. حكى فيها ذكرياته كلٌّ من الأمير علي رضا رودباري، العميد الثاني الطيار فريدون صمدي، الأمير محمد حسن لقماني نژاد والأسير المحرّر الطيار الأمير العميد الثاني محمد صديق قادري. وكذلك أزيح الستار عن كتاب «خلبان صديق» (الطيار الصديق) بحضور حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسن أبو ترابي فرد. وكان داوود صالحي عريفَ هذا الحفل من سلسلة أمسيات الذكريات.

لقاء قادة الجبهة الوطنية بالإمام

في اليوم الواحد والثلاثين من تشرين الأول عام 1978، غادر الدكتور كريم سنجابي والحاج مانيان ومهديان طهرانَ إلى پاريس من أجل اللقاء بالإمام. وكان حاضرًا في لقائهم الأوّل بالإمام، الدكتور بني صدر والسيد سلامتيان والحاج أحمد نجل الإمام. بعد التحيّة والسلام، بدأ الدكتور سنجابي بالحديث مع الإمام بهدوء بل همسًا، إذ كان جالسًا إلى جنبه. فسحب الإمام رأسه مباشرة وقال: «لا نجوى لنا مع أحد، وليس من شؤوننا شيء خفي. إنه بإمكانكم أن تفصحوا عمّا شئتم بكلّ حرّية. قولوا بما شئتم وبما عندكم. فلست أنا بمُخفٍ شيئا عن هؤلاء الإخوة..»
...
7
...
 

الفرق بين الذكري والتاريخ الشفوي

ومن الجدير بالذكر أن وجود فرق بين الذكري (بما في ذلك الذكري الشفوية المكتوبة وحتى الذكري المكتوبة لما سئل وسمع) والتاريخ الشفوي لا يعني بالضرورة تفضيل أحدهما على الآخر، لأن كل واحد من هذين "المتذكر" و"المسترجع" له أهميته وصلاحيته الخاصة ويوفر للباحثين موضوعا خاصا. الذكري (سواءً كانت منطوقة أم مكتوبة) مبنية أساسًا على "أنا" صاحبها.

الفرق بين الذكري والتاريخ الشفوي

ومن الجدير بالذكر أن وجود فرق بين الذكري (بما في ذلك الذكري الشفوية المكتوبة وحتى الذكري المكتوبة لما سئل وسمع) والتاريخ الشفوي لا يعني بالضرورة تفضيل أحدهما على الآخر، لأن كل واحد من هذين "المتذكر" و"المسترجع" له أهميته وصلاحيته الخاصة ويوفر للباحثين موضوعا خاصا. الذكري (سواءً كانت منطوقة أم مكتوبة) مبنية أساسًا على "أنا" صاحبها.

ذكرى من طيار سلاح الجو

كنتُ أغفو في مكتبي عندما فُتح الباب ودخل جندي الغرفة. نهضتُ من مقعدي، وبعد أن رتّبتُ ملابسي، استعددتُ لسماع أخبار الجندي. بعد أن أدّى التحية العسكرية، قال: "سيادة كابتن، القيادة لديها عمل معك". وبعد ذلك، أدّى التحية العسكرية وغادر الغرفة.