مقطع من يوميّات طبيب فلسطيني من تل الزعتر
الماء.. الماء، أخذ يتناقص.. وكان كوب الماء الواحد إذا توفّر، يدور على أفواه عدد من الحاضرين، كل يتناول رشفة يبلّ فمه، وبودّه لو يبتلع كلّ ما فيه. كنّا بين الحين والآخر، وبحسب ما يتوفّر لنا من المازوت، نشغل المولّد الكهربائي لضخّ كميّات من مياه البئر الإرتوازيّة. مياه البئر طعمها غريب، ولونها أغرب، ولكن بالنسبة لنا كانت الماء الذي نحتاج. كان الممرض «نظيم» وهو ممرّض نشيط، وذو خبرة جيّدة في مجال التمريض، مما كعلنا نوكل إليه أن يشرف على غيار الجروح، كان يقوم بجولته اليومية، على مختلف النقاط الطبيّة للغيار على الجروح، وتفقّد الجرحى والمصابين، وقد ابتكر طريقة عمليّة في حمل المواد اللازمة للغيار، كان يحمل في عنقه ما يشبه «كشة» البائعين المتجوّلين يضع فيها كل ما يلزمه في عملة من مطهرات وضمادات.مقطع من يوميّات طبيب فلسطيني من تل الزعتر
الجو في الطابق الأسفل خانق، الجرحى والمصابون، يفترشون الأرض في ممرّات المستشفى. لا توجد كهرباء، نستعمل الشموع فقط وأحيانا نسأل أين الشموع؟! جاءنا "الشبل حمادة" ومعه مجموعة من أقرانه الأشبال يحملون معهم كميّة من الشموع. سألناهم: من أين لكم؟ كيف حصلتم عليها؟ أخبرونا، أنهم عثروا في مستودع قريب على كمية كبيرة من مادة "البارافين"، فقاموا بتسخينها وصبّوها في زجاجات بعد أن وضعوا داخلها خيوطًا، وبعد أن جفّت كسروا الزجاجات حولها فإذا هي الشموع التي يقدّمونها لنا. فتية وجدوا لأنفسهم دورًا في المعركة.الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات ـ 5
كان الراوي الرابع في أمسية الذكريات الثلاثمئة والرابع والأربعين، هو الأسير المحرّر الطيار الأمير العميد الثاني محمد صديق قادري، وقد استطرد في قصّ ذكرياته بحكاية أيام أسره: كنت على سرير المستشفى، إذ زارنا وفد من الصليب الأحمر. وقبلهم كان قد جاء الأطباء العراقيّون وكان المقرّر أن يسجّلوا أسماء المرضى على أسرتهم. بعدما نصبوا الأسماء وجدت على سرير أحد الجرحى قد كُتِب محمدحسين لقماني نژاد. كانت تلكة اللحظة أسعد لحظة في حياتي وأشدّها سرورًا.الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات ـ 4
عُقِد الحفل الثلاثمئة والرابع والأربعون من أمسية الذكريات، في يوم الخميس من 23 شباط 2023م بحضور أبطال القوة البحرية من الجيش في قاعة سورة في الحوزة الفنية. حكى فيها ذكرياته كلٌّ من الأمير علي رضا رودباري، العميد الثاني الطيار فريدون صمدي، الأمير محمد حسن لقماني نژاد والأسير المحرّر الطيار الأمير العميد الثاني محمد صديق قادري. وكذلك أزيح الستار عن كتاب «خلبان صديق» (الطيار الصديق) بحضور حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسن أبو ترابي فرد. وكان داوود صالحي عريفَ هذا الحفل من سلسلة أمسيات الذكريات.لقاء قادة الجبهة الوطنية بالإمام
في اليوم الواحد والثلاثين من تشرين الأول عام 1978، غادر الدكتور كريم سنجابي والحاج مانيان ومهديان طهرانَ إلى پاريس من أجل اللقاء بالإمام. وكان حاضرًا في لقائهم الأوّل بالإمام، الدكتور بني صدر والسيد سلامتيان والحاج أحمد نجل الإمام. بعد التحيّة والسلام، بدأ الدكتور سنجابي بالحديث مع الإمام بهدوء بل همسًا، إذ كان جالسًا إلى جنبه. فسحب الإمام رأسه مباشرة وقال: «لا نجوى لنا مع أحد، وليس من شؤوننا شيء خفي. إنه بإمكانكم أن تفصحوا عمّا شئتم بكلّ حرّية. قولوا بما شئتم وبما عندكم. فلست أنا بمُخفٍ شيئا عن هؤلاء الإخوة..»مقطع من مذكّرات الحرب اليوميّة لآية الله جمي
صبيحة يوم 1980/10/27، كان يومًا عجيبًا لا ينسى. سقطت خرّمشهر واستقرّت قوّات العدوّ في أرجاء المدينة. خسرنا ميناء خرّمشهر الجميل والمهمّ بما كان يحظى به من مواقع استراتيجية مهمّة. غادر أبناء خرمشهر المدينة شيئا فشيئا منذ حوالي شهر، ولكنّهم لم ينقلوا معهم أثاث بيوتهم. فكانت البيوت مكتظة بالأثاث والأشياء الثمينة.نبذة من مذکرات ایران ترابی
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.إلى كربلاء مشيًا على الأقدام
ذکریات حجةالإسلام السید علىأکبر محتشمیبور
في السنة عدّة مناسبات يستحبّ فيها زيارة الحسين(ع) مؤكّدًا ووردت روايات معتبرة في فضل زيارة الإمام الحسين(ع) في تلك الأيام. بعض أيام وليالي زيارة الحسين(ع) المؤكدة هي ليالي الجُمَع ويوم عرفة ويوم الأربعين وأول يوم من شهر رجب وليلة النصف من رجب وليلة النصف من شعبان وليالي القدر من شهر رمضان المبارك ويوم عيد الفطر. وهناك ما لا يقل عن أربع مناسبات يهتمّ بها شيعةُ العراق ومحبو أهل البيت وسيد الشهداء(ع) ويحيونها بالذهاب إلى كربلاء الحسين(ع) من مختلف أرجاء العراق جماعةً وفرادى، مشيًا وركبانًا.مقتطف من ذكريات رمضان
حمید رضى أمینی؛ شاهد دهقان
تتعلق هذه الذكرى بأحد أيام شهر رمضان المبارك العام 1988 في مخيم الموصل بالعراق، مما يظهر لنا بركة شهر رمضان المبارك ومعجزاته. كان اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك وأنا وبرفقة الشباب الذين كانوا يصومون وفقًا للقرآن والدين وقيمه، كنا نقضي الأيام في ظروف ومرافق محدودة للغاية. أخبرني أحد أصدقائي أنّ والدته من كل عام في الليل الواحد وعشرون رمضان توزّع الحلوى، ومنذ وفاة والدتي وأنا أفي بهذا النذر. هل يمكنك أن تفي بنذر أمي. عندما رأيت وجه صديقي الحزين،...الحاج أحمد متوسليان وقبعة بيت المال
كان عدد سكان قرية النجار القريبة من باوه ما يقارب مائة وخمسين وستين شخصا. تقريبا 40 أسرة. كانت القرية الأولى بعد باوه باتجاه نوسود ولم يكن لها موقع عسكري استراتيجي؛ لكن كان علينا أن نسيطر عليها حتى نتمكن من الذهاب إلى الاتجاه الجديد. في صباح أحد أيام الشتاء العام 1978، ذهب عدد من حراس باوه غير المحليين وغير الرسميين إلى نوسود. كان المناهضون للثورة يقاومون من داخل قرية نجار. اقترح الشباب اطلاق رصاص 106 على القرية. سمعت هذه العبارة من الحاج أحمد نفسه قال:...2
...
جديد الموقع
الأكثر قراءة
نبذة من مذكرات ايران ترابي
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي
الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين
صيفُ عامِ 1990
صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.الدكتور أبو الفضل حسن آبادي
أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"
أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:مكتبة الذكريات