حكاية زائر:
دور السيدات في إدارة مراسم مشائي الأربعين
بيوت بسيطة لكنها مطمئنة
فائزة ساساني خاه
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2020-10-29
وأخيراً وصل اليوم الموعود. يوم 25/10/2016 الساعة الحادية عشر صباحا نستعد للمشاركة في مسيرة الأربعين بالخروج من مدينة النجف. هناك غيرنا من يريد الخروج أيضا. وبعد ساعات من السير وصلنا إلى عمود رقم واحد.
ينقسم الطريق إلى ثلاث أقسام. طريقان مخصصان للسير وطريق واحد للسيارات.
كان زحاما. تتماوج الطرق بالناس. بجانبنا ناس من كل البلدان؛ من الهند وباكستان ولبنان وآذربايجان وتركيا وكندا... كلما تقدمنا زاد ضغط الزحام.
أمامنا جسر مشاة مزدحم بالناس. كلّ هؤلاء الناس الحاملين حقائب ظهرهم وأعلاما، يتحركون إلى هدف واحد. أُصاب بالصدمة من تراكم الناس. أتذكر خطبة السيدة زينب في قصر يزيد: "لن تمحو ذكرانا...".
المواكب على الجهة اليمنى يوزعون الشاي والماء. وقف شباب وسط الطريق يقدمون القهوة المرة! بائع جوال يبيع الأعلام. بعض المواكب مثل كشك بيع الصحف تقدّم شاي على فحم، وآخرون يعدّون الشاي على السماور. ينادي أصحاب المواكب: أهلا وسهلا برزّوار أبو السجاد.
ويقدّم كل شخص خدمة. وقف شابان عراقيان على كراسي يرشقون الناس بماء الورد. وقف رجل دين إيراني على كرسي رافعا بديه قرآنين ليعبر من تحته العبرون. تقف فتيات صغيرات أعمارهن بين الخامسة والثانية عشر ممسكات بعطر ويرشن منه على ثياب المشاة أو يقدّمن الماء. ولأنّ طريقة تقديم الماء لم يكن صحيا ويحتمل أن نمرض إذ يشرب الجميع من كوب واحد، لم نشرب منه ولكننا كنا نقبل الفتيات وأهدى أحدنا لهنّ اسوار ملوّن.
شكّلنا نصف دائرة وصرخنا: لبيك يا حسين. يتناهى إلينا من بعض المواكب أصوات المنشدين العرب. نشعر بالنشاط والطمئنينة العميقة. لم نكن نمشي بل نطير، إلى الجنة. منذ بداية الطريق ومهما نظرنا أمامنا وضعوا على أعلى الأعمدة صور شهداء الحرب مع داعش.
توقفنا من أجل الصلاة والغداء. وخلاف تصورنا وما سمعناه كانت المرافق الصحية نظيفة جدا والماء قوي. صليّنا احت خيمة زرقاء بلاستيكية وتغدين سمكا. تاخرنا حتى انتهى الجميع. كانت الساعة الثالثة ظهرا حين تحركنا مجددا. بقرب العمود أربعة عشر أعلن مدير المجموعة الوقوف وقال: "يكفي اليوم ما سرنا وعلينا البحث عن مكان مناسب".
كان الأمر صعبا بالنسبة لنا أن نجد موكبا أو منزلا مناسبا، إذ عددنا كبير. من جانب آخر كل الزوار متعبين. كنا قد وصلنا قبل ليلة إلى النجف وحتى وجد الرجا فندقا ونجتمع في مكان طال الوقت. استطعنا أن نزور حرم أمير المؤمنين ساعة ونعود للفندق. كان الرجال قبل الوصول إلى أرض العراق، يقودون السيارات من الصباح حتى المساء للوصول إلى منفذ الجذابة الحدودي وبتنا في الجذابة. وقضينا النهار في الطريق إلى النجف. مداخل النجف مزدحمة ودخلنا المدينة مساء. وقد اختار السائق طريقا لا يتقاطع مع طريق السائرين وطال الوصول للنجف سبع ساعات. لذلك لا يريد مدير المجموعة أن نسير كثيرا وأصرّ أن نجد موكبا أو منزلنا مناسبا لنا.
ولكني عطشة، ورغم أني متعبة أريد إكمال السير. لم أكن متعبة إلى حدّ أتوقف. لا يصدق بعد انتظار سنوات يمكنني المشاركة في السير. جئتُ في العام 2013 و2014 لكربلاء، ولكني لم أشارك السائرين. كان فندقنا في العام 2913 في شارع يطلّ على طريق السائرين. حين كانوا يعبرون من أمامنا للخروج من المدينة كنت أتحسّر وأتمنى لو كنت بينهم، ولكني أتيت مع مرسسة الحج والزيارة ولم يكن من المقرر أن نمشي.
جلسنا في أحد المواكب التي تقدم الشاي ويبثون نعي وجلسنا على الكراسي، حتى يجد المدير مكانا مناسبا لنا.
مازال الناس يكملون طريقهم. بعد دقائق وقعت عيني على مدير المجموعة يتحدث مع شاب في حدود التاسعة عشر والشاب يدعوه إلى بيتهم. يقبل دعوته ويطلب منا أن نرافقه. حين اقتربنا منهم وضع الشاب يده على عينه وقال: "على عيني" وسلمنا رمز الواي فاي. وشرح لنا تفاصيل البيت لكي لا نتردد في الذهاب معه!
كان البيت في زقاق يقع خلف المواكب. قال صديق لنا شارك ثلاث مرات في أربعين الحسين (ع): "البيوت الواقعة في الأزقة مناسبة للاستراحة، لا وصوت يصلنا ولا حركة الناس".
الزقاق اسفلته غير متساوي. نفذنا كلمة المدير في وضع حقائب الظهر في عربة لنتحرك أفضل. وكنا نحرك العربة بحذر وسط طريق الزقاق.
لا أعلم في أيّ بيت سنستقر ولكن إذا كان شارعهم على هذا الخراب، فواضح كيف سيكون البيت!
يقع البيت في نهايو الزقاق وهو قريب. انفصلت النساء عن الرجال. سيبات الرجال في المنزل المقابل. وقبل دخولنا، قرروا أن أدخل أنا وإحدى السيدات للبيت حتى نقيّم وضعه وإذا كان مناسبا للمبيت.
أزحت ستارة الباب ودخلنا الساحة التي كانت صغيرة. على اليسار، نساء يخبزن في أفران حديدية. سلمنا ودخلنا. في المدخل مطبخ مساحته تسع امتار. نساء وفتيات يحضرن السلطة. ارتدت كل النساء السواد. سلمنا عليهن، ورددن السلام. تلقتنا فتاة في الخامسة عشر بابتسامة لكي تدلنا على الغرف.
سرنا خلفها. في نهاية الممر يقع سلّم يأخذنا إلى الطابق الثاني. صعدنا السلم الضيق. لم يكن أحد سوانا في الأعلى. كانت تشرح الفتاة تفاصيل الطبق العلوي.
لم يكن البيت حديث البناء ولكنه نظيف ومرتب. هناك صالة كبيرة. يقع الحمام والمرافق على اليمين ويبعد عنه المطبخ الصغير يشبه غرفة صغيرة وهو مخصص للزوار. في نهاية الصالة، وضعت الأفرشة تحت السلم.
إضافة للصالة، هناك غرفتان مساحتهما تسع أمتار. كلّ شيء مرتب، بيت بكلّ هذه النظافة؛ ما الذي نحتاجه إذاً؟ ولكن هناك مشكلة واحدة فقط وهو السلالم. كيف تصعد أمّ مدير المجموعة السلالم وهي مقعدة. كنا مترددتين؟!
قالت من معي: "لا يمكننا البقاء هنا لأنّ الحاجة لا يمكنها صعود كلّ هذه المسافة". شكرتُ الفتاة وأفهمتها عبر حركة من رأسي أنه لا يمكننا البقاء هنا. تعجبت الفتاة ونظرت لنا بحزن وحسرة! كأننا قدمنا لشراء البيت أو تأجيره وظنت أننا سنقبله دون تردد والآن نحن نسير خلاف توقعها! أحسست بشيء ما! قلت لمرافقتي: "من الأفضل استشارة المجموعة ولنرى رأيهم ما هو؟! قد يقبلون".
تقرر بقائي في الطابق العلوي حتى يصلون إلى نتيجة. عادت مرافقتي بعد دقائق وقالت: "لا مشكلة. سنبقى هنا. قالت الحاجة ليس لديها مشكلة". أي أننا مع امرأة كبيرة ترافقنا ولكنها تنسجم مع أيّ أمر طارئ.
حين علمت الفتاة ببقائنا فرحت. تحسرت لأني لا اعرف اللغة العربية! كانت معضلة اللغة منذ رحلتي الاولى في الأربعين. في العام 2014 حين اتينا إلى الأربعين في كربلاء، سكنا في فندق هدى الوالي. وكان فيه زوار من لبنان. في صباح أحد الأيام، مع تقديم الافطار وقد طلبوا منا مشاركتنا الطاولة. كنا نودّ الحديث معهم ولكن كان الحوار صعبا. أخلط العربية مع الانجليزية حتى أوصل لهم المعنى! ورغم أني دخلت دورات لغة انجليزية ولكن لأني هجرتها فقد نسيتها.
صعدت وسحبت بطانية من السرير وفرشتها في الغرفة محددة مكاني وشخصين من أقاربي. كانت البطانيات كلها جديدة. واضح أنها لا تستخدم إلا في هذه الفترة.
صعد الجميع. ارتاح بالي الآن. مازال قلبي خارج البيت وأفكذر فيما رأيته. أودّ النزول وأساعد أصحبا البيت في المطبخ. رأيت وأنا أدخل النساء يغسلن الاكواب والصحون. ليس لدينا هنا بيت ولا موكب لنضيّف زوار الإمام الحسين وعلى الأقل نساعد بما يمكننا أصحاب البيت.
منذ يومين من الأهواز وخاصة في الجذابة ثم دخولنا للعراق حتى النجف وحتى هذه الساعة، رأيت كيق يقوم الصغير والكبير بكل عمل يمكنه أن يساعد فيه زوار الإمام الحسين! لم يبدأ التضييف من هنا، منذ الجذابة. الناس في منفذ الجذابة كانوا مثل ما الناس عليه هنان وضعوا كلّ ما يملكون لزوار الأربعين. بقرب الحدود وسط الشارع يقفون ويطلبون من الناس تناول الطعام في مواكبهم.
ارتدينا عباءة ملونة ونزلنا. مازالت الفتيات منشغلات باتقطيع السلطة. بالتأكيد أنهن ينتظرن ضيوف كُثر في المساء. خجلت. لا اعلم هل سيسمحن لي بمساعدتهن؟ قلت لواحدة منهن بالفارسية: "أريد مساعدتكن". واتجهت إلى المغسلة! لم يعرفن لماذا وقفت هناك ونظرن لي باستغراب.
رتّبت بداية الأواني وأوليت الأكواب أولوية الغسل. وتركت آنية العجين للنهاية إذ يطول غسلها.
كنت منهمكة بالترتيب حين جاءت نفس الفتاة التي استقبلتنا ومعها امرأة في الخمسين فقد تعرف ما أريد فعله!
سألتني المرأة: "شاي؟" قلت: "لا" قالت: "ماي؟" فقلت: "لا" وأشرت للاواني وبصعوبة أفهمتها أني أريد غسلها. لا يرضين. لا يعرفه الفارسية إلا مفردة واحدة "استراحة استراحة".
قالت واحدة من الفتيات: "خانم شما استراحت!" أجبتها: "أني أحب اخدم زوار الحسين عليه السلام!" سعدوا من هذه الجملة، وارتسمت ابتسامة على الوجوه.
بدأت الغسل. كان الماء حارا وهو مناسب لغسل الدهون عن الاواني. دققت في الاكواب لكي لا يبقى فيها سكر. هم لا يتناولون الشاي بقطع السكر بل بالسكر ولأنّ شايهم داكن جدا يضعون سكرا أكثر.
بعد دقائق حضر زوار إيرانيون. ألقوا نظرة عليّ وأنا أرتدي عباءتي الملونة الإيرانية وعلى العراقيات المتفعات بالسواد. احتاروا هل هذا منزل عراقي أم إيراني وسألوا. أجبتهم: "هذا منزل عراقي وأنا مثلكم زائرة". سألتني شابة منهم: "هل لديهم حمام" قلت: "نعم. في الطابق العلوي. وهو مكان الاستراحية". تركت غسل الصحون وأخذتهم للسلم.
كان الزوار يصلون. إيرانيون وعراقيون. كنت مجبرة على الترجمة لهم وأدلهم على السلم.
لا يضع صاحب النزل فرقا بين الضيوف. يأتي عراقيون، فيتبادلون القبل. انتبهت إلى أنهم ليسوا أقارب إلا أنهم أبناء وطن واحد وممكن أنهم أتوا قبل سنوات إلى هذا المكان. تجلس النساء الكبيرات في السن يدخن في المطبخ ويتبادلن الحديث.
كنت أشعر بالتعب ولكن لا يمكنني ترك غسل الصحون وأفوت فرصة ذهبية لخدمة الزوار. جاءت الفتاة مرة اخرى وقالت: "خانم استراحت!" قلت: "أبقى حتى صلاة المغرب". وقع نري على الساحة. انتهى خبز الخبز وتريد النساء قلي الدجاج. في نفس الاعمار تقريبا. لم اعلم هل هنّ اخوات؟ جيران؟ ولكن مهما كن فعملهن منسق. يتعاون جميع اعضاء البيت في العمل، وإذا لم تكن النساء لما استطاع الرجال القيام بمثل هذه المراسم الكبيرة. يلعب أطفال، يخرجون للزقاق ويعودون.
وضعوا أمام الباب ستارة ويدخل بين فترة واخرى رجل في متوسط العمر ويتكلم مع النساء، وكأنه ينسق للعشاء وعدد الضيوف.
انتهى غسل الأواني ووصل دور الأواني الحديدية حيث كان فيها عجين ويستغرق غسلهن وقتا أطول.
بعد الانتهاء من الأواني دخلت الساحة. أخذوا التنور ويعملون على قلي الدجاج في قدر كبير. التقطت صورا من عملية القلي وذهبت للطابق العلوي. امتلأت قريبا كل غرف الطابق العلوي ومن الجيد أننا حضرنا مبكرا. بعد الأذان صليت وأرسلت الصور التي التقطتها لعائلتي عن طريق الواي فاي.
كان الضيوف يستحمون، ويغسلون ثيابهم في الغسالة ويعلقونها. عادة ما تكون النساء حساسة على لوازم منازلهن ولا يحببن أن يلمسهن أحد، ولكن لا وجود لمثل هذه الحساسية هنا. كنت انتظر أن يأتينا أحد أفراد العائلة لكي يتأكد من عفشهم، ولكن لا أحد منهم أتى. ولا حتى هناك من يقول: أرجوك انتبه، لا ترمون على السجادة، لا تسرفوا في استخدام الماء و... رصدت كل هذا بدقة. كان الأمر عجيبا بالنسبة لي أن يضعوا كل ما يملكون للغرباء!
الجميع يريد شرب الشاي وطلبوا مني احضاره. نزلت وقلت: "شاي موجود؟" وقالوا سوف يحضرونه بعد العشاء.
توسخت أطراف عباءتي. غسلتها وتركتها على حبل الغسيل. يتناهى من الجيران صوت عزاء. دخل صاحب البيت للساحة وتكلم مع النساء. وضعوا في أواني صغيرة خضرة وفي صحن آخر فواكه. ساعدتهم وحملنا الصواني إلى السلم ليأخذوها للأعلى. وحين انتهينا صعدنا. كانوا قد وضعوا المائدة وعليها السلطة والخضرة وأمام كل شخص سحصن أرز وعليه دجاج وصحن فاكهة. لقد قاموا بكلّ ما يمكنهم. وإضافة لصحن الدجاج هناك شبزي! الوجبة الإيرانية! قاموا بكل ما يمكنهم حتى يرحّبوا بضيوفهم الإيرانيين على أفضل صورة. هناك إبريقا ماء دون أكواب لم يلمسها الإيرانيون لكن الزوار العراقيون شربوا منها.
بعد العشاء ساعدناهم في جمع المائدة. لم يعد بإمكاني النزول لمساعدتهم. انشغل الزوار في الحديث. تحدثت سيدة ترافقها امرأة اخرى وفتاة شابة على أنهم وصلوا قبل اسبوع إلى العراق. ذهبن إلى النجف ثمّ إلى كربلاء ثم عدنا إلى النجف والآن يمشين إلى كربلاء! لم أجده عملا عقلانيا. كان العراقيون يواجهون حربا لسنوات مع داعش، والأربعين جعل بالدهم مزدحما، وكل شيء مجاني وليس من الصحيح البقاء طويلا بينهم! منذ القديم قالوا لا تطل البقاء على مضيفك!
كنا منشغلات في الحديث حين رأيت فتاة من اهل البيت كنا قد تعارفنا ونادتني: "خانوم! شاي!" لم يكن معها صحينة الشاي! أي عليّ النزول. ذهبت. حين وصلن لم تكن صينية الشاي معدة وعدت للاعلى، جلست بجانب أصدقائي وانشغلنا بالكلام حين وجدت الفتاة مرة أخرى خلفي تحمل صينية الشاي ووضعتها أمامي! ومعها إبريق الشاي وأشارت لي لاستلم مهمة سكب الشاي! ظنوا ولأني طلبت الشاي أي أني أريد مهمة سكب الشاي! كان الأمر عجيبا بالنسبة لي! عجيب جدا! يريدون الاستجابة لزوار الحسين مهما كان الطلب. سكبت الشاي وتولت فتاة توزيعه.
بعد العشاء والشاي أخذ الضيوف بالنوم. توزّع كل أعضاء العائلة أو أقاربهم والذي لم يكن عددهم قليلا، في الغرف وتركوا المساحة الأكبر للضيوف.
استقظنا في الساعة الحادية عشر على صوت ثلاث سيدات إيرانيات دخلن للتو. كن يتحدثن بصوت عالي دون مراعاة الآخرين مع بنات البيت. لم تفهمن بنت صاحب البيت والفتاة الإيرانية تضحك. غضبت. قد تكون هذه الضحة لا دافع ورائها ولكن قد تفهمها الفتاة العراقية على معنى آخر وقد نبهت الفتاة الإيرانية للأمر ولكن لا فائدة! تصاعد اعتراض الزوار عليهن!
كان لنا موعد مع رجال المجموعة الساعة الواحدة والنصف مساء. استيقظت الساعة الواحدة من النوم. كان الجميع نائما. نهضنا وخرجنا بهدوء. كنت حزينة لأننا سنرحل دون وداع.
نام رجل أمام الباب يرتدي دشداشة. أعتقد أنه صاحب البيت ونام هنا وهو يحرس النساء.
وحزنت لأني لا املك المزيد من الهدايا الصغيرة لأهديها كشكر على ما قاموا به لنا.
خرجنا من البيت وانتظرنا حتى يخرج الرجال. كان الجو باردا. وقف نفس الشاب الذي داعانا للبيت أمام الباب. أصرّ أن بقى للصباح، نتناول الافطار ونذهب. كان بصرّ بصورة كأننا من أقاربه. شكرناه وسرنا حتى نكمل طريقنا والاجواء باردة على طريق الحسين.
أقدّم هذا النصّ إلى الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندي وكلّ شهداء المدافعين عن الحرم إذ قدّموا أرواحهم من أجل الزوار الحسنيين.
عدد الزوار: 2678
جديد الموقع
- یتطلّب التعلیم فی التاریخ الشفوی أبحاثاً مُعمّقة
- الدراسة و البحث هُما أساس صحة أقوال الرواة
- یجب أن یکون تحریر محتوى التاریخ الشفوی قریباً من أسلوب الشخص الذی تتمُّ مقابلته
- سرو قومس
- مُراعاة الخصوصیة
- الصحّة (الخدمة الطبیة) العسکریة
- مخازن الذخیرة الملیئة (المُذخرّة) بالتکبیرات
- الوثائق المستخدمة فی التاریخ الشفهی
الأكثر قراءة
- تاریخ الطباعة و المطابع فی إیران
- أطروحات وبرامج التاریخ الشفوی فی "آستان القدس الرضوی"
- حین یضیع ضوء القمر، فی ذکریات علی خوش لفظ
- قراءة فی کتاب مذکرات أردشیر زاهدی
- ذکریات محمد رضا شرکت توتونچی
- قصة حرب یرویها أستاذ إیرانی فی أمریکا
- على خطى ذکریات سیمین و جلال فی بین(آخر الدنیا)
- ذکریات السید أنور خامه إی من سجن القصر
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي
الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.