ليلة الذكرى ٣٦٧ - ٥

الإعداد: موقع التاريخ الشفوي الإيراني
المترجم: السيد محسن الموسوي

2025-7-30


أُقيمت ليلة الذكرى الـ 367، بالتزامن مع ذكرى استشهاد الإمام جعفر الصادق (ع)، بتاريخ 24 أبريل 2025 في قاعة أنديشة بمركز فنون الثورة الإسلامية، بمشاركة عدد من زوجات قدامى المحاربين في قسم الطب القتالي للدفاع المقدس والمقاومة. وفي هذا البرنامج، شاركت السيدات معصومة خطيب، وأشرف فرد، وزهراء مظلومي فر، وفاطمة أمرالله زاده، وفاطمة حبيبي وقمن ببيان ذكرياتهن. كما أُزيح الستار عن كتاب «باهمانِ تنهايان» للكاتبة مريم نظام دوست، بحضور اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار الأقدم والمساعد الخاص للقائد العام. وكان داود صالحي مقدّم مراسم هذه الليلة للذكرى.

كان الراوي السادس للبرنامج هو الجنرال يحيى رحيم صفوي، مساعد ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس معهد أبحاث علوم الدفاع المقدس والتعليم للشهيد سليماني. وشرح أهمية  بيان الذكريات، وقال: بعد الحرب، تجنبتُ سرد ذكريات الحرب. سألني قائد الثورة عدة مرات، "لماذا لا تروي ذكرياتك؟" في المرة الأخيرة، أكد بيده وقال: كم مرة يجب أن أقول لك، يجب على أشخاص مثلك أن يرووا الذكريات. يجب أن تجمع مجموعة من 10 أو 20 من القادة القدامى الذين يتحدثون بشكل صحيح ودقيق وإنشاء حركة بيان الذكريات. اذهب إلى مراكز تدريب الجيش والحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع وفراجا. في كل عام، يأتي 400000 إلى 500000 جندي وضابط شاب إلى هذه المراكز الذين لم يروا الحرب. اذهب وأخبرهم كيف كانت الحرب؛ وكيف قاتلتم، وكيف تم تشكيل الحرس الثوري.

وواصل الجنرال رحيم صفوي شرحه قائلاً: لقد أطلقنا حركة بيان الذكريات منذ نحو أربعة عشر عامًا. اخترنا عشرين قائدًا من الجيش والحرس الثوري، وبناءً على ذلك، نُقيم برنامجًا دوريًا في المراكز التعليمية. ولتجسيد الذكريات بدقة، وضعنا أيضًا ميثاق حركة بيان الذكريات. باختصار، هذا الميثاق هو ما يجب قوله وما لا يجب قوله. عندما عرضتُ هذا الميثاق لقائد الثورة، تصفّحه وقال: "ما يجب قوله في هذا الميثاق أهم من ما يجب قوله. لا تكذبوا، لا تُبالغوا، ولا تُعبّروا عن اختلافات الرأي التي كانت قائمة خلال الحرب".

وتابع: "بأمرٍ من قائد الثورة، قضيتُ نحو سبع سنواتٍ أُدوّن ذكرياتي من ما قبل الثورة، وانتصار الثورة، وحرب كردستان، والحرب المفروضة، وتأسيس الحرس الثوري. ولأن الذاكرة تضعف مع التقدم في السن، فقد حصلتُ على وثائق من زمن الحرب من مركز دراسات الحرس الثوري. وبعد دراسة هذه الوثائق، دققتُ في دور جميع الأحبة في الجيش، وجهاد البناء، والشرطة. وكنتُ أتذكر الله وأتحدث وأدوّن الذكريات".

واستطرد الجنرال رحيم صفوي حديثه ببيان ذكرى، قائلاً: بعد مجزرة ساحة الشهداء، هربتُ من إيران وكنتُ في خدمة الإمام الخميني (رحمه الله) في فرنسا. جاء أحد الشخصيات وطرح السؤال بطريقة أن الإمام الخميني ينتقدنا قائلاً: "تريدون أن تخرجوا في مسيرات وتتظاهرون، فلماذا تُحضرون النساء؟ والآن تُحضرون النساء، فلماذا تُحضرون الأطفال؟" كيف نُجيب على هذه الأسئلة؟ قال الإمام الخميني بوضوح: على الجميع المشاركة في هذه الثورة، نساءً وأطفالاً وكباراً وصغاراً، ولا تتراجعوا خطوةً واحدة.

واختتم حديثه قائلاً: "لولا دعم النساء والزوجات والأخوات في الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، لما انتصرت الثورة ولما انتصرنا في الحرب. أعتقد أن النساء، سواءً كنّ أمهات أو زوجات أو أخوات، شريكات في انتصارات إيران العظيمة في الثورة والدفاع المقدس. لم يزر القادة بيوتهم لفترة طويلة. في ذلك الوقت، لم تكن الهواتف المحمولة متوفرة. في عملية "فاو"، كنتُ قائد القوات البرية للحرس الثوري في الثالثة والثلاثين من عمري، وكنا نرغب في إرسال سبعين ألف جندي عبر نهر أروند. كنتُ قلقًا، لأننا شهدنا عمليتي "خيبر" و"بدر". حضرنا مع محسن رضائي، قائد القوات البحرية للحرس الثوري وقائد القوات الجوية، عند الإمام الخميني". شرحنا العملية بالتفصيل لأكثر من 30 دقيقة. كل ما قلناه هو أننا سنسيطر على فاو، لكننا لم نكن نعرف إن كنا سنصمد أم أن العراقيين سيتدفقون على أروند والخليج الفارسي. رفع الإمام الخميني رأسه. كانت عيناه ثاقبتين. كانت كلماته الدقيقة، كما وردت في صحيفة النور: "إن القائد الأعلى للقوات هو الله. إن الله الذي أمركم بالصلاة أمركم بالدفاع. كونوا على ثقة بأنكم ستنتصرون. سآتي وأصلي معكم".

بكيتُ عدة مرات في الجبهات. كانت دموعي الأولى يوم سقوط خرمشهر. كان أهالي خرمشهر يسيرون من طريق ماهشهر إلى آبادان. كان الجو حارًا. لم يكن لديهم ماء للشرب. كان لدينا بعض الماء والطعام في المقعد الخلفي للسيارة. ترجّلنا وأعطيناهم ما كان لدينا. في آبادان، كانت معظم المصابيح مطفأة. سوسنغرد كانت في نفس الحالة. مدينة لا يسكنها الناس، ولا تفتح فيها المدارس والمخابز، تصبح مدينة أشباح. كنت في الثامنة والعشرين من عمري عندما بدأت الحرب، ورأيت كل هذا.

انتهي

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 36


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة