تأمل في العلاقة بين التاريخ الشفهي والفن -1

حميد قزويني

2025-2-13


إنّ التاريخ الشفهي يشتمل علي مجموعة من الكلمات والجمل ذات هدف محدد، والتي يجب أن تتمتع بالترتيب الموضوعي والأدبي ومن حيث المضمون حتي تلبي احتياجات الجمهور. ما علاقة هذه الظاهرة بالفن؟ وإذا كانت هناك علاقة فهل هي في الجوانب الشكلية فقط أم أنها موجودة أيضاً في المضمون؟

وتمت مناقشة العلاقة المختصرة بين هذين المفهومين في مذكرة نشرت سابقاً في هذا الموقع الإعلامي؛ ولكن هذه المرة، يتم أخذ المزيد من التفاصيل بعين الاعتبار.

لاستبانة هذه المسألة، يجب تقديم تعريف واضح للفن بدايةً.

يعتبر الفن مجموعة من الأعمال أو العمليات التي يتم تشكيلها للتأثير على المشاعر الإنسانية أو لنقل مفهوم معين وترتبط بابتكار الإنسان، وقدراته، وذوقه في خلق أنواع الجمال عادة. وبطبيعة الحال، فإن جمهور العمل الفني هو الإنسان وشخصيته وفهمه وهذا ما يوفر أرضية إنتاج ونمو الفن، والفنان.

والآن هناك عدة أسئلة:

هل يؤثر التاريخ الشفهي على مشاعر الجمهور؟ هل يسجّل وينقل مفاهيماً؟ هل يتعلق الأمر بإبداع، ومهارات، وأذواق القائم بإجراء المقابلة والمحرر؟هل يتم إنتاج عمل جميل من حيث المظهر والمضمون؟ إلى أي مدى يعتمد مظهر عمل التاريخ الشفهي على المعايير الجمالية؟ ما الذي يجب أن يكون عليه مظهر أعمال التاريخ الشفهي لإثارة إعجاب الجمهور وجذبه؟ ما هي الخصائص التي يجب أن يتمتع بها الشكل السردي للتاريخ الشفهي؟ إلى أي مدى يسمح لقلم المؤلف أن يلتقط النص وتقلباته الأدبية وذوقه وانحداراته؟ هل لكيفية انعكاس مشاعر الراوي علاقة بموهبة وذوق المؤلف ومحرر العمل؟ هل تنوع الأساليب يدلّ على قدرة الأشخاص ومواهبهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، إلى أي مدى يمكن اعتباره عملاً فنياً؟

ويمكن اعتبار الإجابة على هذه الأسئلة بمثابة بداية رسم صورة للعلاقة بين التاريخ الشفهي والفن، وهو ما سيتم مناقشته في المذكّرات التالية.

وفي الأخير هذه الملاحظة حرية بالذكر؛ إن التاريخ الشفهي ليس طعاماً مصنوعاً من عدة مواد مختلفة مطبوخة على موقد بحرارة ثابتة وقادرة على إرضاء جميع الجياع وله ذوق مشترك. التاريخ الشفهي هو نتاج العمل البشري، والبشر مختلفون عن بعضهم البعض. وهنا تظهر مواهبهم وفنونهم. عندما يقول الجمهور الذي يحمل عملاً أنه من الصعب الانصراف عنه ثم يصف عملاً آخر بأنه لم يجذبني ذلك؛ تم اختبار فن مبدعي هذين العملين.

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 181


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة