في حوار مع سمية شريف لو
التاريخ الشفوي الموثق
ترجمة: أحمد حيدري
2020-8-3
كتاب أجمل أيام الحياة، هو مذكرات فوزية مديح، من خرمشهر، وقد دوّنت سمية شريف لو. صدر الكتاب عن دار سورة مهر العام 2019، وهو حصيلة ثلاثمائة ساعة حوارية، إضافة إلى بحث في المكتبات وميداني وتحرير النص لمرات، أخذ منها أعواما.
حاور مراسل موقع التاريخ الشفوي الإيراني كاتبة الكتاب عن أسلوبها في البحث وكتابة النصّ.
كيف دخلت مجال كتابة المذكرات في حقل الدفاع المقدس؟
للإجاية على هذا السؤال عليّ العودة قليلا للخلف. كان أبي عسكري في الجيش وكنا نعيش في قاعدة دزفول الجوية. في زمن الحرب أصيب منزلين بقربنا بصاروخ. في العام 1990 حين انتهت الحرب ذهبنا عن طريق القاعدة مع عوائل العسكريين إلى مدينة آبادان وخرمشهر. كنتُ حينها في التاسعة. لحظة رأيتُ خرمشهر وكان الباص يعبر بصعوبة من بين الحطام، أصبت بالتعجب ما الذي جئنا لنراه، وسألت الأكبر مني نفس السؤال. أضوح الكبار لي ما الذي حدث هنا ولكن كان الأمر عجيب بالنسبة لي. بالطبع ولأنهم شاركوا في الحرب ولمسوا المدمار من الحرب لم يكونوا مستعدين للحديث عن تلك الأيام. كنت في فترة الثانوية أقرأ وأشاهد كلّ ما يتعلق بالدفاع المقدس، حتى دخلت الجامعة وفي الفصل الثاني ذهبت في رحلة عن طريق الجامعة مع راهيان نور. أهم ما يطرح في رحلات راهيان نور هو استغلال الجامعيين للأجواء المعنوية، ولكن إلى الجانب المعنوي هناك أمر لافت فبعض الطلاب يكتبون عن تاريخ الدفاع المقدس. واكتشفت يمكنني زيادة معلوماتي. في تلك السنة حين عدتُ بحثتُ كثيرا وبحثتُ عن الدورات المتعلقة بالدفاع المقدس وأين تقام. وبعد متابعة مستمرة وصعبة استعطت المشاركة في الدورات، ولأنها كانت تقام في مدينة بعيدة عن جامعتي وكنتُ آخر شخص يسجل اسمه. بعد مشاركتي في الدورة زادت حصيلتي من المعلومات وعرفت المواضيع المتعلقة بالدفاع المقدس وخرمشهر والمقاومة وما حدث، وأعتقد أهم وثيقة يمكن الحصول عليها هي عدوان البعث ودعم دول غربية وعربية له. أي الأكثر وضوحا لاثبات عدوانهم هو ما حدث في خرمشهر وتابعت القضية وحصلت على الكثير من المعلومات. وباتت معلوماتي كبيرة حتى اختاروني في المركز الثقافي للدفاع المقدس في خرمشهر لسنتين كراوية. وتحدثتُ من أشخاص من سكان المدينة وأعرف أنهم شاركوا في المقاومة أو ترحلوا بسبب الحرب أو قاوموا. وتحدثت في الفترة نفسها مع القادة العسكريين. وإلى جانب هذا، كنت أقرأ الكتب المتعلقة بالدفاع المقدس خاصة التي تدور حول خرمشهرأو كتب الإيرانيين والعراقيين والكتب الاحترافية العسكرية أو حتى السياسية. حصلت على معلومات كبيرة، إلى درجة يمكنني بسهولة اكتشاف الأخطاء في الكتب. بعد مرور فترة أحسست أن تكون راوي لا يكفي يجب أن أدخل في مجال التدوين. أكملت قراءاتي حتى تعرفت على السيدة أعظم حسيني مسؤلة قسم النساء في مكتب الأدب والفنّ والمقاومة وتعاومت معها في كتابة التسجيلات. يتعلق أكثر أقسام الكتاب بأجمل أيام حياتي في خرمشهر وتقلبت كتابة التسجيلات الصوتية ولأني لم أصل مع الضيف السابق إلى اتفاق على كتابه حيث حاورته انتقلت إلى مذكرات السيدة مديح.
ما الذي يميز كتاب أجمل أيام حياتي لتقبلي العمل عليه؟
لم أختر مذكرات السيدة مديح لأنّ زوجها شهيد فقط. هناك عدّة عوامل دفعتني للكتابة. كنتُ قبلها أعود للأعمال التي كُتبت عن النساء وحضورهن في الجبهات. أصررت على حضور المرأة خارج مشهد الحرب. أي الحياة خلف الجبهات مهم بالنسبة لي. في الواقع ما قيل في الكتاب ليس فقط موضوع زوجة شهيد، إلى جانبها، تُرى حياتها في فترة الدفاع المقدس في المدينة وما الذي يحدث في المدينة.
في فترة التعرف على الدفاع المقدس غرس في أذهاننا بأنّ دور المرأة في الدفاع المقدس هو حضورها في مدينة حربية وفي مشهد حربي كمسعفة أو محاربة أو ما يشابه ذلك. بالطبع أنها جميعها مهمة ولو كتبت عنها مئات الكتب لن تفي حقها. ولكن السيد مديح أجبرت على الخروج من المدينة، وما حدث لها مهم. مَن أجبر على الهجرة بسبب الحرب وما حدث لهم يحتاج إلى العمل عليه؛ مَن كان يعيش في بيته بأمان ومع بداية الحرب أجبروا على الهروب. ورغم مرور السنين ما زال الموضوع صعب تصديقه، يضعون القرآن خلف الباب آملين في العودة مجددا. حين تكلمت مع الكثير من النساء قالن حين كنا نهم بالخروج من خرمشهرلم نأخذ معنا شيئا حتى أننا لم نترتدي ثيابنا الغالية وقلنا لانفسنا سوف تتسخ في الطريق. عملت على الموضوع بصورة مفصلة ولكن مع الأسف لم يتحمل الكتاب نقلها كلها. حضرت ملحقا لأصدره. هناك نقطة أخرى لافتة طريقة حياة الأجداد. صحيح أنّ أرضية الكتاب وحسب تعبير الأصدقاء هو الحب، وهو حب عفيف وطاهر ولكنه ليس فقط حب بين طرفين، حبّ الجد والأب والأمّ، كيف عاشوا سوية وكيف تعاملوا مع بعض. كلّ هذه الأمور مهمة بالنسبة لي.
يقول بعض قرّاء الكتاب أننا مللنا من القراءة في الربع الأول من الكتاب ولكن حين ينتهي الكتاب نعرف لماذا الموضوع احتاج إلى كلّ هذا التفصيل. لأنها تناقش كل هذه الموضوعات وإذا لم نتعرف عليها لن نفهم الموضوع. في الواقع أردتُ إلى جانب حياة السيدة مديح أن يتعرف القارئ على حياة أبناء وطننا العرب وحياتهم. حتى أني تطرقتُ إلى الكثير من سننهم في ارتداء الثياب والكلام وثقافتهم. بالطبع أرى الآن لو أني اختصرت الكتاب ولكن غطيت أكثر الجواب لكان أفضل.
إذاً في الواقع الأمر إلى جانب التطرق للمذكرات السياسية والتاريخية للراوية، كان توثيق الجانب الاجتماعي والثقافي مهما.
نعم، لم أكن أريد أن أرى فقط شخص السيدة مديح. أصررتُ على أن يكون هذا الموضوع إلى جانب الحرب.
كيف بدأت الحوار؟ هل دخلتِ في فترة الطفولة مباشرة أو كان حوارا تدريجيا، أو عدت للسؤال عن الموضوع؟
منذ بداية العمل على الكتاب كانت الأمور واضحة. أردت الحديث عن حدث توثيقي بصورة تصاعدية، لذلك بدأتُ مع السيدة مديح منذ طفولتها أو حتى طفولة أبيها حتى شهادة منصور. علمت حسب مقتضى الكتاب وكان لديّ دائما أسئلة تضاف ام تخطر على بالي.
ما أهمية التطرق للتفاصيل؟
يطرح بعض الأصدقاء موضوع إدارة واقتصاد الزمان ويقولون ما الحاجة لطرح مثل هذه الأسئلة؟ برأيي أنه العمل الصحيح. بالطبع ليس من المهم الحديث عن ورود فستانها ولكني أصرّ ما هو ظاهر ذلك المشهد. أعتقد كلما كنا حساسين في عمل التوثيق حتى نكون أكثر دقة لمن يريد انتاج عمل سينمائي أو رواية.
حاولتُ السؤال عن الكليات والتفاصيل. أي أني حين كنت أحاورها، خاصة أني كنتُ أصر على توثيق كل شيء، لم يكن الأمر أن أحصل على الكليات ثمّ أسمح لنفسي باضافة أحاسيسها. من الأسباب التي أطالت النصّ هو أسلوب الحوار وتسجيل ما يقارب ثلاثمائة ساعة، مما جعلها تقدّم أدقّ تفاصيل روحها وما يمرّ في ذهنها، مما كان من المنطق وصفه وادخاله. هذه التفاصيل الصغيرة سألتها لحظة الحوار.
هل سافرت أثناء العمل على مذكرات السيدة مديح إلى آبادان وخرمشهر؟ أو ساعدتك معلوماتك السابقة؟
قبل أن أجد نفسي كاتبة فأنا باحثة. لم أكن كاتبة قبل هذا الكتاب. درست في فرع هندسي لا علاقة له بالأدب والعلوم الانسانية. منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها الكتابة أحسست بالمسؤلية إذ عليّ الحديث بكلام موثق. شعرتُ بضرورة تدوين هذا العمل. فأنا لا أريد كتابة رواية، أريد توثيق الواقع. بالطبع أعتقد أنّ علمنا لا يدخل ضمن التاريخ الشفوي. للتاريخ الشفوي تعريفه وأسلوبه. إذا طرحت السيدة مديح موضوع التاريخ، فقد تابعت الموضع من مصادر أخرى. فهل هناك شخص كان في الحدث على قيد الحياة؟ وقد ذكرت في الكتاب أني حاورت خمس وعشرين شخصا، ولكن من بينهم هناك حوارات مطولة. أحيانا كانت السيدة مديح تخطأ وكنت أصحح لها فتقول: "صحيح لقد أخطأت هنا".
على هذا ساعدتك القراءات التاريخية على تصحيح الأخطاء التاريخية التي طرحتها الراوية.
نعم، وهو أمر أدى إلى كسب ثقة السيدة مديح واحاطتي بموضوع خرمشهر. لاحظتَ حين تطرح اسما لمنطقة أو شخص أتعرف عليه. مثلا إذا كانت تتكلم عن الشهيد بهروز مرادي، رأت حجم معلوماتي. قلت لها في مرة: "لو تردين استطيع رسم خريطة خرمشهر بأزقتها". أحيانا كانت تنسى، فأذكرها بالكليات وتتذكر بدورها الأحداث.
لماذا اتخذت قرار وضع أسماء أشخاص في الهامش؟
مثلما أوضحت مسبقا، أجبرت لاكمال بعض المواضيع أن ألتقي ببعض الشخصيات. مثلا طرحت السيدة مديح حدثا لم تكمله، وأكملته مع جواد ربيعي. ثمّ طبقت حديثه مع حديثها وقدمته لهما.
ماذا كانت ردة معل متلقيك؟
أنت من القلة الذين تحدثوا عن علمية عملي. قد لا تصدق أنّ أشخاص بعدد أصابع يد واحدة، حدثوني عن هذا الموضوع. وحتى لو فكروا فإنهم لم يتحدثوا معي. لا يعطي اعلامنا أهمية لهذا الموضوع. يتحدثون عن سلاسة اللغة، ولكن لا أحد يتطرق إلى عملية البحث والعلمية. ليس فقط عن هذا الكتاب، يشمل الأمر بقية الكتب أيضا.
لماذا كنت تصرين على كتابة الحوارات المسجلة بنفسك؟
وإن كان هذا العمل صعب وأحيانا ينهكني فكريا، ولكن وعلى حدّ تعبير السيد صمدزادة مسؤل مكتبة الحرب في الحوزة الفنية، تعطي عملية كتابة الكاتب بنفسه للحوار قيمة للنصّ. ساعة كتابة الحوار المسجل انتبه للكثير من الأمور وما سقط من القلم وتأتي لحظتها أسئلة جديدة. أعتقد أنّ سماع المحاور للتسجيل، مؤثر جدا أكثر من أن يقوم شخص آخر بكتابة الملفات الصوتية. النقطة الثانية أصرّ على كتابة نفس الكلمات التي استخدمها الضيف. حتى أني أضع اعراب الكلمات. مثلا كانت السيدة مديح كثيرا حرف الألف في بداية كلامها. قد لا ينتبه لو قام شخص آخر بكتابة الحوار. ثم أني أستغل الوقت. وأؤكد أنّ هذا الأسلوب له صعوباته.
لو رفضت السيدة مديح بعض ما جاء في مذكراتها وترين أنها مهمة، كيف ترضينها بالعدول عن موقفها؟
في عمل السيدة مديح والحمد لله، لم أصادف ممانعتها كثيرا. لا أدخل في موضوع لا يضيف للعمل. بالطبع كانت هناك أحداث لم تظنّ أنها مهمة وتعبرها لكني أعيدها للموضوع، وتتعجب هي من أهميته. ولكن حدث أن قالت: "إذا سمع فلاني قد يتأذى أو أنه يحلله بصورة أخرى".
في مثل هذه المواقف كيف تقنعينها؟
كنت أتحدث معها كثيرا وأقول لها: "لا تنظري للوقت الراهن. انظري لخمسين سنة قادمة أو قرن وإذا راجع شخص ما المصدر ولم يكن في حديثك منطقا فلن يعود الكتاب مصدرا معتمدا. نحن نقدّم للمتلقي وثيقة". فتقبل وتسمح بذكر الذكرى. وبالطبع هناك مواقف لم تتنازل عن رأيها في عدم ذكره.
هل انفتحت عليك السيدة مديح منذ البداية أم مع مرور الوقت؟
الحمد لله ارتبطنا بسرعة. كانت السيدة مديح مثل أختي الكبيرة واعتمدت عليّ بكل سهولة.
هل حدث وطرحت سؤالاً طلبت أثناءه اغلاق التسجيل؟
نعم حدث. ولكن كنت أفسّر لها إذا كان هناك لزوم لدخوله في العمل.
هل كنتِ تتأثرين أثناء الحوار أم تركزين عليه؟
حدث كثيرا أن تأثرت أثناء الحوار. يصل أحيانا معي إلى درجة اخفائه عن السيدة مديح. طوال الحوار لم أكن شريف لو، بل السيدة مديح التي شهدت الأحداث. مثلا سماع ذكريات تتعلق بشهادة شباب حسينية الاصفهانيين كانت صعبة عليّ، لأني كنت أعيش معهم طوال العمل. كنتُ أشعر بالاجهاد ولكن أخفيه عن السيدة مديح، وكان هذا أصعب جزء من العمل. كان عليّ الذهاب من مدينة قم حيث أسكن، إلى طهران لأسكن في بيت أبي.
ما يحزنني أني كنت أصل لبيت أبي وأمي لأرتاح وأنام فقط، وأعود لمنزل السيدة مديح صباحا.
متى بدأت الحوار وكتابته ومتى انتهى؟
إذا لم أكن مخطئة كان في صيف 2010 وأنهيته في العام 2014، ولكن ونظرا لحجم المذكرات طال حتى العام 2015.
طال الحوار ثلاث سنوات. ثمّ تلاه تطبيق العمل وتواريخه وأخذ مني الكثير من الوقت. شعرتُ في الكثير من الأوقات أنّ صبري انتهى وكنتُ أضغط على نفسي، بالطبع مرافقة السيدة حسيني لي ساعدتني كثيرا.
ولو جاء أحد وقال لم يكن عملك سوى كتابة الحوار سأعرض عليه التسجيلات ليرى الاختلاف. وحين وصل العمل للمحرر حذف منه مائة صفحة. قلت للسيدة حسيني: "لا أقبل هذا المحرر أبدا ولا أسمح له بالتعامل مع النص هكذا". وكان رأيها منسجما مع رأيي. وفي النهاية وافقت السيدة حسيني على القيام بتحرير النصّ. وأنا شاكرة لها على الوقت الذي أعطته للعمل.
حديثنا عن تجربتك مع هذا العمل.
كان العمل الأول لي وفي كلّ عمل إذا كنا صبورين نصل إلى مستوى أفضل ويمكن تقديم عمل ليس قصة ولا رواية ولكن قراءته ممتعة وموثق. في فترة مضت كنت أعتقد أننا في مواضيع الهندسة والعسكرية والطبية كنا محرومين منها وظننت أنه لا يمكن القيام بعمل، ولكننا أبدعنا طرقا للنجح. وتوصلت في مجال الدفاع المقدس أنه يمكننا إبداع أساليب جديدة.
ما هي برأيك مشاكل تدوين المذكرات؟
أولا من المهم تحديد أين مكانة المحاور ومحقوقه المعنوية ووظائفه. حين أتحدث مع ضيف ما يجب أن تتحدد له مكانتي، كما أننا يجب أن نعرف ما نفعله.
النقطة الثانية يجب تحديد مكانة الكاتب إن كان من قبل الناشر أو الراوي أو البقية. موضع الحقوق مهم جدا. من يعمل مثلي ثلاث سنوات على الحوار وثلاث سنوات على تطبيق الحوار وتواريخ، لا يختلف الأمر مع الناشر. وهذا سيء جدا. وحتى في المكافئات يُنظر للعملين على مستوى واحد.
النقطة الثانية يجب على أساتذتنا الاعتناء بمثل هذه الأعمال. قد يكون عجيبا ما سأقوله، طلب مني الأصدقاء القيام بحفل توقيع في عدّة مدن لكني رفضت. والسبب أنه يجب الحديث عن الكتاب من الناحية العلمية.
في النهاية أتقدم بالشكر إلى السيدة أعظم حسيني وأصرّ على أنها محاربة في مجال الجهاد الثقافي. تعلمت الكثير منها.
شكرا على اتاحة هذه الفرصة لنا.
عدد الزوار: 2611
جديد الموقع
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي
الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.