أدب البحث و التاريخ الشفهي

الدكتور مرتضي نورايي
ترجمة: حسين حيدري

2018-4-27


إننا نواجه باستمرار نصوصًا تاريخية شفهية، إذا كانت ضمن دائرة التأريخ ، فإن نسبها مفقود. ربما تم إهمال عدم تقدير الجزء الأكثر أهمية في الكتابة ، والذي يعد مساهمة كبيرة في قوة وصحة النص. تسبب الإهمال والإسراع في فقدان الكثير من الأعمال أصل ونسب لازمين. تحقيقا لهذه الغاية ، نحاول أن نتذكر في هذه الخلاصة، أن نعطي قيمة للنص.

لا شك أن محتوى أي نص يركز على ماضيه وليست نتاجات التاريخ الشفوي مستثناة من هذا المبدأ. يمكن أن يكون الماضي على شكل نصوص ومستندات، أو أن ينتظر في أذهان الشخص الذي تمت مقابلتهم وآخرين ذوي الصلة. في الواقع ، تشكل هندسة الأسئلة لدخول دائرة المقابلات الرئيسية جزءًا من خلفية المناقشة.  وفي الوقت نفسه ، قد يكون البحث موضوعي المحور، وفي هذه الحالة ، ينبغي العودة إلى الوثائق من نوع النصوص والمستندات أيضاً.

في هذا الصدد، من المهم ألا تضيع عملية المناقشة في مدار كتابة التأريخ. من ناحية أخرى ، لكل نتاج تاريخي شفهي، سلسلة نسبية في دائرة الوعي التاريخي والذاكرة التاريخية. أين تكمن هذه القضية؟ وما هي الجذور والخلفيات؟ هذا مهم جداً. يسعى الباحث في الواقع إلى تحديد الظواهر. بالإضافة إلى الانتباه إلى خلفية كل حالة ، فإنه يظهر فيها نقطة الصفر وعزيمة العمل: فهل  يكون الامر دقيقًا في البحث التأريخي الشفهي؟

أحد نقاط الضعف في البحث التاريخي هو أنه بغض النظر عن الأدبيات البحثية ، فإن أي شخص عبر دخوله في أي نقاش ، يمتلك ظن الكشف والأعمال المنتهية، تقع تحت طائلة الكشف المكرر ، ويمارس العديد من المستكشفين الحفريات علي مكان واحد. بما أنه لسنا على وعي عميق بشكل جذري، يجعل ذلك الأمر تضييع للوقت والميزانية منذ البداية. وفي هذا الصدد، ينبغي الإشارة إلى بضع النقاط حول حالة أدبيات البحث والاسترجاع في مجال التاريخ الشفهي:

الإلمام في مجال الدراسة ؛ في الواقع، إن هدف البحث، سواء كان يتمحور حول الموضوع أو الشخص، يحظي بمجال ما قبل الدراسة، حيث هنالك قضايا تكمن فيما يتعلق بالخلفيات الفردية مثل الشخصية والحياة ونفسيات الشخص الذي أجريت المقابلة معه، و أهميتها تكون  في سلسلة من المعلومات ذات الصلة  و بعض المعلومات العامة عن المهنة والأنشطة الاجتماعية والسياسية و المنظمة أو المؤسسات المهنية  ذات الصلة  و أيضاً من جهة أخري، من ناحية أخرى، تخضع حالة الموضوع باستمرار إلى الحاجة إلى إرسال المستندات والأدلة المكتوبة في مجالها المعين.  كما أن استرجاع دائرة هذه الدراسة إلى المستوى المطلوب، وعلى الرغم من أن قدرات المتحدث أو الباحث تكون نسبياً في هذا المجال،إلا أن فهم و استيعاب الموقف من قبل (الفرد / الموضوع) يساعد في التأكيد على أهميته وتبيينه أيضاً.

2.تلخيص الإنجازات المسبقة للدخول في موضوع البحث: من خلال البدء بالدراسات المحيطية والتحرك نحو الأسئلة الأساسية، يجب تقديم السجلات للقراء لتوضيح الموقع الجغرافي للموضوع. قد تكون هذه السجلات فقرة واحدة فقط. كما أن هذا المدخل ساعد الباحث علي كيفية دخوله و الآخرين في سياق البحث. في كثير من الأحيان في المقابلة، يكون السؤال كما يلي: « عليك التحدث بشكل ملخص/ و سريع ؟» يمكن أن يكون لهذا الغرض أيضاً.

3ـ تبيين و إظهار هُوّة البحث الذي من المفترض أن يتم التعامل معه من خلال المشروع الحالي: يؤدي القسمان السابقان إلى هذا المبدأ القائل أين هذه الهوّة والضرورة وأهمية البحث؟ ولماذا يجب القيام به؟ _ فجوة البحث، سواء تم أو لم يتم، أو عمل تكميلي أو تفسيري. هذا هو، في الواقع، ما ينبغي على القائم بإجراء المقابلة القيام به إن كان كاتباً أو باحثاً: لماذا تعد هذه المقابلة ضرورية؟ ولماذا يجب القيام بها؟ يجب توزيع هذين السؤالين في سؤال الاختبار بطريقة مناسبة. لا يكفي أن يؤكد محرر النص على أهمية العمل في المقدمة أو النص فقط، بل أنها مخرجات للمقابلة، حيث من خلال طرح أسئلة المقابلة، بامكانها أن تشير إلي منحدر نتائج المقابلة الفعالة.

4. نقطة انطلاقة البحث: هذه النقطة تنبثق بالضبط من نقطة الصفر من خلال المعلومات المتاحة. هذا هو المكان الذي انتهى فيه الأدب البحثي ويجب أن يكون بداية لإنطلاقة عمل جديد. وبتعبير آخر، يحتاج الوصول لنتائج دراسات الماضيين إلي مرحلة ما قبل الدراسة في مجال البحث، هنا،أي في مجال المقابلة الفعالة،  يمكن من خلال دراسة أولية، إلى جانب مقابلة أولية أيضاً، أن تُحدد نقاط الأعمال المنجزة و غير المنجزة.

وهكذا يلاحظ أن أعمال الشفهيين،على كل مستوى، يعتبر عمل بحثي. يجب العمل بدقة حتي أن تكون النتائج والمنتجات علي قدر المسؤولية وتلبي الإحتياجات أيضاً.الضرورة،عادة ما تكمن في داخل ذلك البحث والمنهج ونتائجها.(1)

 

(1) مذكرة الدكتورد مرتضى نورايي ، أستاذ التاريخ في جامعة إصفهان ، ورئيس جمعية التاريخ المحلي في إيران، الذي كتبها في جامعة صوفيا في بلغاريا في 23 من فروردين لعام1397 ، وقدمها إلى رابطة التاريخ الشفهي في إيران.

النصّ الفارسي 



 
عدد الزوار: 3552


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة