الذكريات الزائلة

ناصر زاغري تفرشي
ترجمة: فؤاد غرباوي

2015-10-18


ذكريات من عاشوا الاحداث و الوقائع المختلفة طيلة فترة حرب الثماني سنوات المفروضة من الذين تلمسوا مرارتها و معاناتها بقوة،اولئك الذين يعتبرون ثروة ايران التاريخية في مجال الدفاع المقدس فنقل هذه الذكريات مرهون بعدم تغطية غبار الزمن لذاكرة الرواة و المؤرخين و الكتاب الذين نقلوا هذه الذكريات بذكاء و باحاطة تامة بعد ان جمعوا الصحيح منها و غير الصحيح ليضعوا الجميع في اطار معلوماتي مختلف و يستخرجوا الصحيح لعرضه للناس.

 

يعد كتاب "ذكريات يادكار" واحدا من الكتب التاريخية الشفوية للدفاع المقدس و الذي يستعرض مذكرات الشهيد الحاج يادكار اميدي قائد سرية المعلومات في عمليات فرقة  امير المؤمنين الحادية عشرة بمحافظة ايلام حيث تم نقل هذه المذكرات عن لسان زوجة الشهيد و اعضاء عائلته و اصدقائه و رفاق دربه.

مجمل نشاطات يادكار اميدي كانت تتمحور حول كشف و محاربة اعضاء مجموعة الفرسان المرتزقة الذين كانوا يعملون في اطار قوات العصابات و الذين لجئوا الى العراق للحصول على دعمه حيث كانوا يقومون بجرائم مروعة مقابل حفنة من المال.

دون هذا الكتاب في خمسة اجزاء حيث صنف الجزء الاول للحديث عن تاريخ تشكيل مجموعة الفرسان و يعطي للقارئ معلومات مفيدة حول خصوصيات و طرق مهام  اعضاء و منطقة عمليات تلك المجموعة.

اما الجزء الثاني و الذي أخذ الحيز الأكبر من الكتاب فيشمل ذكريات عن يادكار اميدي عن لسان الآخرين ففي هذا الجزء يعرض كل واحد من الذين التقوهم ذكرياته وفق ما رآه و هذا الشكل من الذكريات على الرغم من جماليته و قرائته المحببة الا ان طرق نقله للذكريات و عدم انسجام المعلومات و  تناثرها فيه تعتبر واحدة من المشاكل الرئيسية التي تنتقل الى القارئ.ان القارئ و حين يقرأ عن يادكار و لكي يرتب ما حصل عليه من معلومات في ذهنه يتوجب عليه قراءة ذكريات الآخرين و ترتيبها في ذهنه تماما كما توضع قطع الصورة المقطعة كي يتمكن من حفظ  المسار التاريخي للذكريات.كل جزء في الكتاب يشمل ذكريات مستقلة تماما و التي لا يمكن جمعها في مجموعة خاصة.كان بامكان الكاتب تقسيم سيرة حياة الحاج يادكار الى اقسام مختلفة و ان يروي كل جزء من الذكريات وفق مكانه الصحيح و المناسب و بهذا الترتيب كان بامكان القارئ ان يواصل متابعة ذكريات يادكار من البداية و حتى النهاية و بمسار تاريخي واضح.و لكن في الصيغة الحالية لكتاب ذكريات يادكار لا نعلم و على اي اساس قام الكاتب بترتيب الذكريات واحدة تلو الاخرى! و لم يات الكاتب على ذكر اي توضيح في مقدمته فيما يخص طريقة كتابة الذكريات.

و من النقاط الاخرى التي لم تراع في صياغة و تنظيم الكتاب،رواية المواضيع الكثيرة التي لا ترتبط بموضوعه و كأن من رووا بعض ذكرياته وجدوا فيه منصة لحكاية قصصهم التي لا ترتبط باي شكل من الاشكال بالشهيد يادكار.في هذا السياق كان  من الممكن ان يكون للمحاور دور فاعل في ارشاد الرواة الى الطريقة المثلى لرواية القصة و من المؤسف ان نرى عدم مراعته في الكتاب.

تفخيم و تلوين شخصية يادكار يعد ايضا حالا من حالات الضعف التي شابت الكتاب فبعض الرواة  سعوا و من اجل ان يرفعوا شأن شخصية يادكار  الى اعطاءه درجات سماوية،و من هنا وقعوا في فخ الصورة  النمطية الشائعة لاعطاء يادكار صورة روحية حيث عمدوا علي ترويج قصص رؤية يادكار في الاحلام و الرؤى  باللباس الابيض و هو يملك بيتا جميلا و بستانا في الجنة.ليت الكاتب ترك القارئ يستشف من سيرة حياة ذلك الشهيد و سلوكه البعد المعنوي لشخصيته و الابتعاد عن الروايات الشعبية في كتاب كهذا، سيما و انه يحمل صبغة تاريخية.  

نقطة اخرى لابد من ذكرها و هي رواية ذكريات لا يرى فيها وجودا قوياَ للحاج يادكار و التي لا اراها تساعد الكاتب على معرفة و فهم القصة المرتبطة بالشهيد و ربما اراد الراوي التعريف بنفسه اكثر من الحاج يادكار! لم يكن هذا سوى ذريعة لرواية ذكريات الراوي الشخصية.

جمعت صفحات كتاب ذكريات يادكار السبع مئة حسب اهمية شخصية الشهيد يادكار اميدي و هو كتاب كبير و مفصل و هنا يقول المؤلف في مقدمته مذكرا:ربما يكون هذا الكتاب الاثر الوحيد  و "المجمل!" الذي اعد للحديث عن ذكريات واحد من القادة و الابطال الشهداء!  لا نعلم منذ متى صار كتاب بسبعمئة صفحة حول شخصية ليست مهمة بما فيه الكفاية يسمى مجملا!

الجزء الثالث كان لكتابات الحاج يادكار او ما اطلق عليها الكاتب بكتابات قلب الحاج يادكار و ما جاء بعنوان كتابات الحاج يادكار و طبع تحت هذا المسمى لم يكن مطابقا لهذا العنوان،انما جزء من مذكراته اليومية خلال رحلة حجه و التي لا يمكن وصفها او وضعها في اطار الكتابات.

اما الجزء الرابع فهو يحتوي علي عدد من الصور للحاج يادكار مع رفاقه في الجبهة و الجزء الأخير خصص لارشادات و وثائق ذلك الشهيد ففي هذا الجزء لم يعثر الا على نسخ من جنسيته و شهاداته الفنية و وثيقة اعلان استشهاده.

في ظل نقاط الضعف المعدودة و  التي  تلاحظ في هذا الكتاب فانه بامكانه ان يكون بداية لتخليد ذكرى القادة الراشدين ابان الدفاع المقدس في محافظة ايلام و دليلا حيا على شهامات و رشادة شباب هذا الوطن الغيارى.

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 4385


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة