بهناز ضرابي زاده:
الدراسة و البحث هُما أساس صحة أقوال الرواة
إجراء اللقاء و الإعداد: أكرم دشتبان
2024-11-30
تم الكشف عن كتاب "پري خانه ما[1]" وهو أحدث أعمال السيدة بهناز ضرابي زاده ضمن معرض طهران الدولي للكتاب الذي أقيم في شهر أردبيهشت من العام 1403هجري شمسي. يحتوي هذا العمل على مذكرات /9/ عائلات من الشهداء هم: عائلة بهادر بيگي، بيات، تيموري، جنكيزي، حاجي بابائي، سرابي، عزيزي، مرادي ومؤمني من محافظة همدان الذين ضحى جميعهم بثلاثة إلى أربعة من أبنائهم نُصرةً للثورة وذلك خلال فترة الدفاع المقدس. إن الكتاب بموضوعاته متعددة السرد، جعل الروايات متعددة الأصوات حيث واجه (فهم) القُرآء من خلالها حياة الشهداء من عدة زوايا. هذه المجموعة من القصص القصيرة، رغم أنها مرتبطة من حيث المحتوى، إلّا أنها منفصلة عن بعضها البعض من حيث القصة. لقد أجرى موقع التاريخ الشفوي الإيراني لقاءً مع الكاتبة حول كيفية كتابة و تدوين هذا الكتاب، وهو ما سنقرأ عنه في السطور التالية:
*في أي سنة بدأتي بتدوين الكتاب ومتى إنتهيتي منه؟
بدأتُ بإجراء الأبحاث و المقابلات مع الرواة في عام 1397هجري شمسي، ثم قمت بتسليم الكتاب لدار النشر في عام 1400هجري شمسي. إن أحد أسباب طول مدة الكتابة هو عدد الرواة فقد تجاوز عددهم 30 شخصاً.
*كيف اخترتي الموضوع؟ وهل كان موضوع الكتاب يخصك أم تم تكليفكي به؟
لقد كنت أعرف إحدى هذه العائلات في همدان وكنت مهتمتاً جداً بتدوين كتاب عنها، لكن للأسف توفيّ كلٌ من الأم و الأب و الأخت في تلك العائلة. وكنت أسأل نفسي، كم يستطيع إخوة و أخوات هؤلاء الشهداء المساعدة؟! وعندما ذهبت إلى مؤسسة الشهيد في مدينة همدان أدركت أنهم يسمّون هؤلاء "العائلة الدائمة" وعندما رأوا اهتمامي بهذا الموضوع اقترحوا عليّ أن أكتب كتاباً لجميع العائلات الدائمة في المحافظة. ولهذا السبب حصلت منهم على قائمة تضم 20 عائلة حيث تمكنت من التواصل مع 9 عائلات منها. ولم تكن المشاكل التي واجهتني في طريقي هذا بالقليلة، فالبعض لم يرغب في الكلام وقال البعض الآخر أنهم لايتذكرون تلك المرحلة بينما قال آخرون أن والدي الشهيد قد رحلا عن هذه الدنيا و أن الإخوة كانوا صغاراً أيضاً في ذلك الوقت لذلك فهم لايتذكرون الكثير وغير ذلك من المشاكل التي ذكرتها جميعاً في مقدمة الكتاب.
*هل أنت راضيةٌ عن الكتاب الذي كتبته؟
نعم، لقد أعجبتني هذه المذكرات كثيراً لأنه مضى ما يقرب من أربعة عقود على بدء حرب العراق المفروضة على إيران ولم تتم خلال تلك المدّة مناقشة ذكريات أمهات الشهداء أو تلك العائلات التي سقط لها عدة شهداء وعددهم ليس بالقليل في بلدنا. فإذا كان لدينا 20 عائلة شهيد في كل محافظة فيمكنك أن ترى كم أن عددهم كبير.
*ما هو الجزء الأصعب من العمل؟
الجزء الأصعب كان جمع صور الشهداء لأنه كان عليّ التنسيق مع 9 عائلات، كما كانت الصور في أماكن مختلفة. في البداية، اعتقدت أن الكتاب سيكون أفضل بدون صور، لكنني رأيت أنه إذا كان الكتاب بدون صور فإنه سيفقد سحره و أصالته لذلك بذلت الكثير من الجهد في تجميع الصور وفي النهاية تم الأمر بشكل جيد.
*نظراً لتعدد الرواة، ماذا فعلتي للتأكد من صحّة المعلومات؟
كما قلت سابقاً، إن مجموعة المذكرات الواردة في هذا الكتاب بُنيت على روايات متعددة ولدينا عدة رواة لكل ذكرى واحدة. وطبعاً بما أن الرواة هم من أفراد عائلة واحدة، فقد حاولت التأكد من أن جميع أفراد عائلة الشهداء هم رواة يكملون ذكريات بعضهم البعض بطريقة ما. في نهاية الأمر، لقد مرّ ما يقرُب من أربعة عقود منذ ذلك الوقت ومن الطبيعي أن ينسى الناس ذكرياتهم. لكن طريقتي التي اعتمدتها كانت إجراء لقاءات مع معظم أفراد العائلة وكان أفراد العائلة يساعدون بعضهم بعضاً في استرجاع الذكريات وهو ما كان يؤكد صحة ذكرياتهم.
*هل كان لديكي طريقة أخرى للتحقّق من معلومات الرواة أم اعتمدتي فقط على أقوالهم؟
لقد طالعت و بحثت كثيراً. فعندما كان يُذكر تاريخ عملية قتالية أو حدث ما كنت أرجع إلى المصادر التاريخية حيث أقوم بالتحقّق من التاريخ و التأكد من صحّة الواقعة. ومن المثير للإهتمام أنه حصل معي أيضاً أن تم بيان حادثة ما وقعت بتاريخ محدد و عندما قمتُ بالتحققّ رأيت أن مثل هذا الحادثة لم تحصل وأن الراوي كان على خطأ. عندما كانت تحدث مثل هذه الأمور كنت أقوم بالبحث أو بتجميع العائلات معاً ومن خلال إستذكار الأشخاص المقربين من بعضهم لما حصل وقتها كانوا يصلون إلى التاريخ الدقيق. لقد كان هناك ضمن العائلات أشخاصٌ لديهم ذهن أدق من الناحية التاريخية لذلك أمكنني الوثوق بهم أكثر كما كنت أتأكد من صحّة الروايات من خلالهم.
* ما هو برأيكي أفضل ما يميز هذا الكتاب من ضمن روايات القصص؟
إن للكتاب رواةٌ متعددون وله سرديات مختفلة كما أنه تم النظر إلى الموضوع الواحد من عدّة زوايا مختلفة فكما قُلت سابقاً إن هذا العمل يحتوي على 9 مذكرات. لدى العائلات ذكريات مشتركة و حياتهم متشابهة، لكنني حاولت ألّا تكون القصص متشابهة جداً فيما بينها كما حاولت أن تقوم القصص بنقل رسالة تلك العائلات. إن هذه القصص مرتبطة من حيث المحتوى، لكنها منفصلة من حيث القصة. في الوقت الحالي، أصبح لدى الناس وقت أقلّ للقراءة، إنها فرصة جيدة إذا قرأوا في كل يوم قصةً من هذا الكتاب خلال خمس عشرة دقيقة.
[1] ملاكُ بيتنا.
عدد الزوار: 82
جديد الموقع
- یتطلّب التعلیم فی التاریخ الشفوی أبحاثاً مُعمّقة
- الدراسة و البحث هُما أساس صحة أقوال الرواة
- یجب أن یکون تحریر محتوى التاریخ الشفوی قریباً من أسلوب الشخص الذی تتمُّ مقابلته
- سرو قومس
- مُراعاة الخصوصیة
- الصحّة (الخدمة الطبیة) العسکریة
- مخازن الذخیرة الملیئة (المُذخرّة) بالتکبیرات
- الوثائق المستخدمة فی التاریخ الشفهی
الأكثر قراءة
تجهيز مستشفى سوسنگرد
وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي
الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.