أسرار الحرب المفروضة في رواية الأسرى العراقيين-10

مرتضي سرهنكي
ترجمة: حسن حيدري

2022-9-10


عندما انخفضت وتيرة الدخان والغبار،  كان ذلك الجندي نائماً أيضاً. كان الجميع بصحة جيدة دون أدنى إصابة. فقط ذلك الجندي الفاحش والشجاع لصدام حسين كان ينام بين التراب والدم. هناك قلت للجنود: في هذه القضية تكمن دروس وعبر كبيرة في موت هذا الرجل وهلاكه. وقلت: لماذا يهلك هذا الشخص فقط من بين هذا الجمع؟ وشرحت لهم الجواب وقلت أن القرآن يقول : «و ما رميت اذ رميت ولكن الله رمي...».

قلتها هناك وسأقولها لكم هنا  والله علي ما أقوله شهيد، وإن الحق مع مقاتليكم، وكذلك النصر. طالما أن المقاتلون يقاتلون إلى جانب الحق  فإن الله معهم وهم عباد الله الصالحين.

"أليس الله بكاف عبده"...

ولماذا لا يكون النصرة لأنصار الله عندما يقول في القرآن الكريم:« يا ايها الذين آمنوا ان تنصروا ينصركم و يثبت اقدامكم.»

زودتنا وفاة هذا الجندي بأسباب واضحة.

أسأل الله تعالى أن ينصرنا أوأن يمن علينا بالشهادة وأن يخرج المظلومين من سلطة الظالمين، وأن يتحقق وعد القرآن الكريم وأن المظلومين هم ورثة الله  في أرضه.

كانت وحدة الخدمة الخاصة بي وحدة طبية. كما تعلم  تم إعداد هذه الوحدة بعيداً عن المعركة الرئيسية. الاستخدام الرئيسي لهذه الوحدة هو منع النزيف الحاد للمصابين وتقديم الإسعافات الأولية. في وقت لاحق، يتم نقل المصاب إلى إحدى المستشفيات الكبيرة الواقعة في أقرب مدينة حدودية. في المستشفيات الميدانية  لا مكان لاستشفاء الجرحى لفترات طويلة أو متوسطة.الحد الأقصى للوقت الذي يمكن للشخص المصاب أن يستريح فيه في مثل هذه المستشفيات لا يزيد عن ثمانية وأربعين ساعة.

كنت جراحاً عاماً في إحدى هذه الوحدات. في يوم هجومكم الضخم - فتح المبين - حدث شيء ما في هذه الوحدة وأنا سأسرد لكم ذلك.

بدأ هجوم محاربيكم وتكبد أبناء جيشنا خسائر كبيرة واضطروا إلى التراجع وأسر الكثير منهم. لقد تراجع جنود قادسية صدام الشجعان كثيراً وقد وصل محاربوكم إلى حد أن خيمة المستوصف الكبيرة كانت في مرمى أسلحتكم الثقيلة والخفيفة.

داخل الخيمة الطبية الكبيرة كانت مليئة بالجرحى والمصابين. كان الجميع خائفين ولم يعرفوا ماذا يفعلون. عندما نقل عدد قليل من الجرحى ووصل نبأ محاصرتنا، شعرت بالارتياح بعد سماع هذا الخبر،  لكن كانت هناك ضجة كبيرة بين الجرحى والطاقم الطبي  وكل منهم أراد الهروب في أي اتجاه يستطيع. بعض الأشخاص الذين أصيبوا بجروح أقل هربوا عبر سيارات الإسعاف  وبغض النظر عن مقدار ما توسلت إليهم، "ابقوا، هؤلاء هم جنود الإسلام  ليس لهم علاقة بنا". لم ينتبهوا وأخذوا سيارات الإسعاف المطلوبة وهربوا. لقد بقيت مع عدد من الجرحي والمصابين، معظمهم كانوا يبكون. وحتى بعضهم فتح المغذيات وأرادوا الهرب،  لكني أوقفتهم.

النصّ الفارسي

 



 
عدد الزوار: 1163


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة