الشهيد تقوي فر تروي عنه زوجته

الحاج حميد، هو من خطط لاغتيال صدام

الراوية: بروين مرادي (تقوي فر)*
إعداد: فاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-3-3


في العام 1980، في مدينة أهواز تزوجت مع حميد تقوي فر. جاء الحاج حميد برفقة أبيه لطلب يدي. معيار الحاج حميد للزواج الإخلاص و الحياة البسيطة. في يوم زواجنا، كان الحاج حميد قد عاد من مهمة. جاء اليّ بسيارة بيكان و ثيابه العسكرية. في الطريق، أركب أباه معنا لأنه كان في العمل، و ذهبنا الى مكان العرس، مكتب حرس الثورة للإعلام.

كان السيد شمخاني في تلك الفترة رئيس حرس الثورة الإسلامية في أهواز. و تحدث في مراسم عرسنا عن شخصية علي (ع) و السيدة فاطمة (ع). و قدم آهنكراني و بناهي مسرحية تحت عنوان : المرشد و ابن المرشد". ما قدم للضيوف كان بسيط جدا. قدم للضيوف كيسا فيه حلوى و فاكهة.

بعد مراسم العرس، لم يعد الحاج حميد لعدة أيام للبيت، لأن الثورة كانت فتية و كانت المواجهة كبيرة بين الثوريين و ( مجموعات) خلق عرب.

كنا نعيش في الأهواز. بعد عدة أيام رجع الحاج حميد للبيت و قال لي: " أعمل الآن في قرية، و لا يسمحون للنساء المشاركة في صلاة الجماعة في المسجد." طلبوا منا لإقامة صلاة الجماعة و العمل الثقافي في المسجد أن أذهب للقرية. أقيمت جلسة واحدة في المسجد و بقية الجلسات ستعقد في منزلنا.

بعد مرور إسبوعين أو عشرين يوما على زواجنا و بسبب انشغال الحاج حميد سكنا في منطقة " كيان بارس" في الاهواز، تعتبر منطقة كيان بارس منطقة الأثرياء في الاهواز، مع انتصار الثورة الإسلامية، ترك الأثرياء منازلهم و البلاد و هاجروا الى الخارج. بعد أن استقر الحاج حميد في مكان اعلان الحرس، في باغ معين شارع 24 اهواز، قدم لكتابة السيناريو و القضايا الثقافية. و كان يعمل هناك محمد جمال بور و حسين بناهي.

و مع وقوع الثورة الثقافية في البلاد، حاصر مجاهدو خلق، جامعة الاهواز و تصادموا مع الناس. أجبر حرس الثورة الإسلامية لحماية الناس على التدخل، و إثر اصابة أحد حرس الثورة بحجر فقد بصره. قبض الحرس على عدد من أعداء الثورة و عدد من السيدات. كان حاكم الشرع في أهواز السيد جنتي، طلب مني الحاج حميد أن أقوم بعملية التفتيش في المحكمة، لأن النساء قلة هناك. عارضت الفكرة لأن عملي ثقافي و لا يناسب هذا العمل نفسيتي. ذكر الحاج حميد آيات من القرآن ما معناه، لاجراء أحكام الله لا تدع الخذلان يصل لك. في النهاية قبلت المهمة.

و في الحكم الصادر سجنت مجموعة من النساء من مجاهدين خلق، و أخذوهن الى مكان آخر. في الطريق، حدثت صدامات و اطلاق نار، الى حدّ اضطرارنا للتوقف 20 دقيقة.بعد ذلك، أحضروا فتاة أصيبت بجراح شديدة و لا تستطيع التنفس و أدخلوها الى داخل الباص، عرفنا فيما بعد أنها عضوة في مجاهدين خلق، و تصادمت مع الحرس لكي تخلص رفيقاتها. كان المشهد صعب عليّ جدا.

قبل بداية الحرب المفروضة، حدث في الأهواز فيضان، جاء السيد إيراني مع زوجته الأمريكية الى إيران لتقديم المساعدة. و رغم أن عائلته تعيش في إيران، و لكن و لأنه عارضوا زواجه من أمريكية، لم يقدموا له مكانا، قال الشهيد تقوي فر: " يجب ألا نتركهم." و على ذلك دعوناهما الى بيتنا.

مع بداية الحرب المفروضة، تحول عمل الحاج حميد، الى حوزة العراق و كان يذهب بصورة مستمرة الى العراق و يعود. كان يعرف العربية و لهجاتها. بعد نهاية الحرب، قال القائد سليماني للحاج حميد: " لا تأتي الى العراق، لأنك عرفت هناك و قد يقدمون على قتلك."

في العام 1993 كنت جالسة في بيتي حين تناهى اليّ صوت مهيب من غرفة الضيافة، كانت الغرفة مليئة بالشظايا، عرفت، أن الحاج حميد وقع ضحية عملية اغتيال، بحمد الله، نجى منها. طوال الحرب، كان يخطط لاغتيال صدام و في ذلك الحدث، أصيب ابن صدام باسم عدي، برجله.

كان زوجي شعبي. قبل أعوام ذهبت معه لزيارة الإمام الرضا (ع) في مدينة مشهد. كنت في الحرم حين اتصل علي و قال لدي صديق معوق يسكن مشهد. كان وقت الصلاة. ذهبت للصلاة في المصلى. بعد الصلاة اتصلت على زوجي لأتأكد هل وصل صديقه أم لا؟ سمعت صوت ملاعق و شوكات. بعد خروجي من المصلى، رأيت موظف الفندق يشكر الحاج حميد، عرفت أن الحاج حميد بعد انهاء صلاته، كان يساعد موظف الفندق في غسل الأطباق و الملاعق.

كان الحاج حميد يؤمن بالشهادة و يقول: " يمكن للانسان أن يدير موته و شهادته." كل مرة يعود فيها من جبهة القتال، يقول:" إستشهد صديق لي." و كنت أقول له: " قد تكون أنت من جنود إمام الزمان (عج)."

لم يعطوا الحاج حميد، بعد مرور ثلاثين سنة، فرصة التقاعد. طال الامر ثلاث سنوات حتى تقاعد. حزن الحاج حميد كثيرا. و حين سألته عن السبب، قال: " لا أحب الجلوس خلف الطاولة. مع تجربة 33 سنة و معرفتي السياسية و العسكرية للعراق أريد العمل هناك." كان الحاج حميد من ضمن الحشد الشعبي العراقي. في العام 2014 كان أمن زوار الاربعين على عاتقه و كان له دور في وحدة الشيعة و السنة. و استشهد في 27 ديسامبر 2014 في منطقة سامراء، مدينة بلد، إثر عمليات الدفاع عن الحرمين العسكريين.*

 

*زوجة الشهيد حميد تقوي فر، و هو من قادة حرس الثورة الإسلامية في السنوات الثمان من الدفاع المقدس، و استشهد في العراق في مواجهة مع الإرهابيين الدواعش في سامراء.

*رويت هذه الذكرى في " ليلة ذكرى" في مكتب المركز الفني.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 5350


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة