أولئك الثلاثة و العشرون شخصا

محمود فاضلي
ترجمة: حسين حيدري

2015-10-18


أحمد يوسف زاده

دار :سورة مهر

الطبعة الأولي : عام 1393

السعر : 13900 تومان

ذكريات أحمد يوسف زاده

 

كتاب أولئك الثلاثة و العشرون شخصا تأليف السيد يوسف أحمد زاده و أصدرته دار سورة مهر ،يحتوي علي «مقدمة» في سبعة أجزاء قصيرة ،جاءت عناوين الفصول تحت عنوان «فصل الربيع و الصيف و الخريف و الشتاء».في الحقيقة يتطرق الكتاب إلي ذكريات ثلاثة و ثلاثين شابا تم أسرهم في عمليات بيت المقدس من قبل القوات العراقية. ما تمت الإشارة إليه في كتاب المؤلف و في إطار الذكريات و ليس القصص و الخيال،بل رواية لما حدث له و لأصدقائه.كما ذكر الكاتب في الفصل الأول و بشكل غير مباشر بسرد ذكريات طفولته و المصاعب التي تحملتها أسرته ،خاصة والدته.السيد أحمد يوسف زاده ،من ضمن أولئك الشباب الذين قام بكتابة ذكرياته بعد إطلاق سراحه من الأسر.

تم أسر ثلاثة و ثلاثين شاباً مقاتلاً في عام  1982 في عمليات بيت المقدس بواسطة القوات العراقية. و هي العمليات التي أدّت لتحرير مدينة خرمشهر.في هذه العمليات، غضب صدام حسين ساعتها بشكل كبير. معظم هؤلاء الشباب كانوا من أهالي مدينة كرمان و من لواء ثار الله تطوعوا للدفاع عن الوطن.كان متوسط أعمار هؤلاء الشباب يترواح بين الـ13 ـ 16 عاماً،و الشخص الأكبر سنا فيهم ،كان عمره 19 عاماً،كما أن هؤلاء الشباب يجب عليهم أن يدخلوا المعسكر كباقي الأسري الإيرانيين. بعد أسرهم،تم نقل هذه المجموعة إلي قصر صدام حسين و إلتقوا به هناك. تفاجئ صدام حسين رئيس جمهورية العراق آنذاك من مشاهدتهم و قال لهم ؛سأطلق صراحكم لتذهبون لتكملة مشواركم الدراسي حتي تصبحوان أطباء و مهندسين و أن يكتبوا رسائل له بعد ذلك!كان صدام حسين يقول لهم  في ذلك الإجتماع،يجب الآن أن تكونوا في المدرسة و ليس في الجبهات،كما يدعي قائلاً، أن أطفال  العالم يعتبرون أطفالنا.

كان دليل هذه الحرب النفسية هو أن العراقيين تلقوا هزيمة كبيرة خلال عمليات بيت المقدس و قد ينوون تعويض هزيمتهم .كما قال صدام حسين قبل هذه العمليات،إذا استطاعت إيران تحرير مدينة خرمشهر،سأعطي مفتاح البصرة لهم.صدام حسين و رغم ذلك يريد إجبار الشباب و بشكل قسري علي الإعتراف بأن إيران هي التي بعثتهم للحرب .العمل الذي بإمكانه أن يقلب الرأي العام العالمي ضد إيران بشكل كبير.كما كان بإمكان هذه الإعترافات أن تغير الرأي العام العالمي لصالح حزب البعث و أن يتفق العالم مع إتجاهاتهم.عندما تم تحرير مدينة خرمشهر من قبضة البعثيين،قاموا بترتيب هذا المشروع لأجل الهروب من الهزيمة و عبر نشر الأكاذيب في الصحف العراقية.

قام الشباب بالإضراب عن الطعام،و بعد خمسة أيام دون طعام و ماء، أجبروا القوات العراقية علي نقلهم لجانب الجنود الإيرانيين الأسري في «مخيم الرمادي».حيث قاموا بعدها بنقلهم إلي مخيم الموصل و بين القفسين و قضوا فترة إسرهم الطويلة هناك. ذكريات الكتاب معظمها تتعلق بالجزء الأول من أسرهم. في هذا العمل  سردت ذكريات الثلاثة و العشرون بشكل قصصي .كما يشتمل  الكتاب علي ذكريات و بطولات الشباب المقاتلين الذين رجحوا «المقاومة»  و إنشاء ملحمة عظيمة وخالدة.

يقع الكتاب في  408 صفحة  من ذكريات الراوي حلوها و مرها،حيث الذكريات بإمكانها أن تعيد للقارئ فترة الدفاع المقدس. الراوي و في جزء من الكتاب،يشرح ذكرياته من «أولي صفعة في الأسر» كالتالي : « وضعنا السيد أكبر و بصعوبة في سيارة،نائماً علي سطح الأرض الساخنة من شدة حرارة الشمس. و جلس حسن فوق رأسه و أنا علي البرج،لقد وجدت مكاناً للجلوس. حيث صعد الشرطي العراقي الجديد الي السيارة. نظر إليّ أكبر، و حسن الذي كان متعباً جداً. صفع حسن علي وجهه بقوة. كما جاء نحوي و صفعني دون سبب.عندما ضربني الجندي العراقي علي وجهي،شعرت «بالأسر» فجأة بشكل كامل. كانت الصفعة و الأسر يرافقان بعضهما البعض. إذا ما كنت في مكان لعشرين سنة،بداية أسرك ستكون بالتحديد عندما تتعرض لأول صفعة!للصفعة الأولي شعور غريب. تفقد الامل فجأة ، و يبقي أملك الوحيد بالله سبحانه و تعالي.أي تتوكل علي الله خالق السماوات و الأرض فقط. تتحمل الألم و الذلة،و هذه الأخيرة قاتلة جداً. إذلالي بالصفعة الأولي لا حد لها و لا حصر. كنا نتحمل الصفعة من رجل عربي يدوس ببصطاله علي تراب  أرض وطني. إذا ما كنت في أرض الوطن و تتحمل هذه الصفعة،سيختلف الأمركثيراً عمما تتحمله علي تراب العدو».

قام الكاتب في قسم «طفولتي» بالحديث حين كان يمر من طرق العراق بشكل جيد من خلال رسم و شرح بيئة حياته القروية «عندما شاهدت الرجال و النساء القرويين، طار قلبي شغفاً إلي قريتنا».كانت الأغنام تمر من جانب قريتنا الصغيرة قبيل غروب الشمس،كما يبقي غبار تلك الأغنام معلق في الهواء حتي الليل. كنت في تلك اللحظات أستاء من ظلمة الليل..و أن القرية في الليل مظلمة. و تضيء أمي الفوانيس حينها.في داخل الغرفة الطينية عادة هناك وعاء علي النار للعشاء ،و أنا و محسن نقوم بتقسيم ضوء الفانوس بشكل عادل.عندما كان يوسف لا يذهب للمدينة،كانت لدينا مشكلة أساسية عند كتابة الواجبات تحت ضوء الفانوس .دفتر الشخص الثالث كان في مكان ظل الفانوس هناك، و دائما كان صراعاً بيننا للجلوس في الظل،لأي منا سيكون الدور ..."

المؤلف و الذي أجبر للمرة الأولي علي إقتلاع ملابس فترته التعبوية للقاء بصدام و أن يرتدي الزي الجديد،يعبر عن شعوره و أحاسيسه كالتالي :«بعد يومين إقتلعوا ذلك الزي الجديد مني.قاموا بإعطائي قميص و بنطال و حذاء لكل واحد منا و قالوا إنزعوا ملابس الحرب و إرتدوا الملابس الجديدة. كان إقتلاع ملابس التعبئة يصعب عليّ بشكل كبير. أشعر أن تلك الملابس المخضبة بالدم و التراب جزءاً لا يتجزء من هيبتي و هويتي. تبديلها بالملابس الجديدة التي أهديت من قبل صدام حسين،تسببت بإيجاد شعور سيء في داخلي. كنت أتمني في تلك الظروف التي لا حول و لاقوة لنا دون إرتداء ذلك الزي الجديد،أن أحتفظ بملابس االقتال التي كانت مخضبة بدم صديقي السيد أكبرللذكري ،و لكن قام العراقيون و بعد لحظات من وضع الملابس التعبوية داخل كيس و أخرجوها من السجن».

كما يروي الرواي في قسم «المعلومات المهمة» ذكرياته عن تواجد عدد من الطلبة الشباب في مخيم الأسر كالتالي:«الفريق الثالث الذي كان يعارض طريقة الطلبة الشباب،ليسوا الأكراد أهل الحق و مجموعة من الجيش اللاأبالي و ليسوا الجواسيس بائعوا الضمير. بل كانوا الشباب المتدينون و الدارسين الذين لايقبلوا بمثل هذه القيادة في الأسر. كانوا يعتقدون أن الطلبة الشباب يعتبرون من الأشخاص الإعتيادين و ليس لهم إرتباط و علاقة مع ولي فقيه الزمان،الإمام الخميني الراحل (ره) في إيران،و أساساً لم يتم تعيينهم من قبله،لا يمكن أن يكون مصير المئات من الأسري بيدهم،لأن طريق الخطأ ليس موصود أمامهم.طريقة إدارة الطلبة الشباب و من يواليهم كانت تعتمد علي الإقصاء و التشدد. كانت قوة الدفع عند هذه المجموعة أكثر من جاذبيتهم. يقومون بعقوبات نتيجتها ليس إلا إحباط ذوي النفوس الضعيفة ،علي سبيل المثال قاموا بتحريم اللعب بأي كرة. يقولون أن العدو ينتهز لعبنا بشكل سلبي.هذه القضية تسببت بإلتحاق ضعيفي الأنفس و ذلك من أجل الإستجمام بجمع المخالفين.كما أن فتح زر القميص مذموم من وجهة نظرهم. هذا التشدد و إلي حد ما شوّه و زعزع وحدة أسري المخيم شيئاً فشيئاً».

كتب أحمد يوسف زاده رسالة إلي صدام حسين بعد فك أسره و أدانته بقتل الأطفال بغاز الخردل في حلبجة و تعذيب «أمير شاه بسندي» شاب من أهالي كرمان في الـ 15 من عمره بأبشع الأساليب و الطرق.عمل يناقض ما قاله أن أطفال العالم يعتبرون أطفالنا. كتب أحمد يوسف زاده هذه الرسالة في عام 1996 لصدام حسين و هي مرفقة بالكتاب.

قام المؤلف بكتابة ذكرياته بعد سنة من اطلاق سراحه من الاسر. يكتب الحدث من قبل أحد الشباب و يصبح كتاباً صغيرا.أحداث الكتاب تتعلق بثلاثة عقود ماضية و كتابته تعتمد علي مخطوطات الكاتب و الفلم الوثائقي الذي قام بإنتاجه السيد مهدي جعفري ، حيث يحتوي علي ساعات طويلة من مقابلات هؤلاء الـ 23 شخصا. تمت الإشارة في هذا الكتاب إلي ثمانية أشهر من ثمانية أعوام و ثلاثة أشهر و 17 يوم من فترة أسر هؤلاء الشباب،كما لم  تكتب باقي سنوات أسرهم في الرمادي و الموصل و بين القفسين لحد الآن. تقسيم الكتاب ينوب عن مواسم السنة و الكل يتعلق بعام 1982.من بين هؤلاء الـ23 شخص،كان 16 منهم من أهالي كرمان. في خاتمة الكتاب ،تم إرفاق الرسالة إلي صدام حسين و عدد من الصور للجرائد العراقية و صور لعدد من أعضاء مجموعة الـ 23 شخص.

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 4602


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة