الروايات والتفاسير المختلفة في التاريخ الشفهي

محيا حافظي

2025-2-4


لأجل المزيد من التعرف إلي مشاكل وتحديات إنتاج أعمال التاريخ الشفهي أو المذكرات، أجرى موقع التاريخ الشفهي محادثات مع بعض الخبراء والناشطين في هذا المجال، سيتم تقديمها للجمهور على شكل ملاحظات قصيرة.

إنّ في التاريخ الشفهي، يتم سرد ذكريات شخص ما أحياناً ويكون موضوع المناقشة هو الشخص نفسه؛ لكن في بعض الأحيان، يعبر التاريخ الشفهي عن حدث أو موضوع. وفي هذا الصدد، إذا كان تركيز التاريخ الشفهي على "الموضوع"، فكلما زاد عدد الروايات لدينا، كلما يتم الحصول على نتائج أفضل وأكثر دقة، وكلما زاد فهمنا لجوهر القضية.

أحد الاختلافات الرئيسية بين التاريخ الشفهي والتاريخ المكتوب هو أنه في التاريخ الشفهي، يتم سرد الروح التي تحكم الحدث. وبعبارة أخرى، فإن التاريخ الشفهي يعبر عن روح الحدث وليس عن جسد الحدث. وفي التاريخ الشفهي، تتم مناقشة تفاصيل القضية، ويعبر كل فرد عن هذه التفاصيل من وجهة نظره الخاصة. ورؤية الحدث من الزوايا المختلفة قد تكون ناجمة عن نوعية أسلوب التفكير الذي يفكر به الناس تجاه حدثٍ.

وبعض الناس، بسبب عدم فهمهم الصحيح لهذا الأمر، يعتبرون اختلاف الروايات خللاً في التاريخ الشفهي. إذا تم استخدامه بشكل صحيح، فهو ليس عيباً فحسب، بل سيكون أمراً جيداً للتاريخ الشفهي.

عندما تكون الروايات مختلفة ولكنها ليست متناقضة فهذا يعتبر مكافأة للتاريخ الشفهي. بيانات الأشخاص المختلفين حول حدثٍ ليس بالضرورة متناقضة بل مختلفة. ميزة التاريخ الشفهي تكمن في هذا الاختلاف؛ ولكن لأنهم لا ينتبهون لهذه المسألة ولا يتم العمل بشكل صحيح، فإن الميزة تتحول إلى عيب.

وفي هذا الصدد، فإن التفسير الصحيح للحدث هام أيضاً. قد يكون الاختلاف في روايات الأشخاص عن حدث ما بسبب اختلاف التوقيت في رؤية ذلك الحدث. إنّ رواية من شاهد الحدث قبل بدايته حتي نهايته تختلف عن رواية من يشاهد الحدث من وسط الحدث. كلما سأل باحث التاريخ الشفهي حول موضوعٍ من أشخاص مختلفين، كلما تتبعه نتيجة أفضل. ومع ذلك، إذا تحدث عدة أشخاص عن موضوع ما، فسيكون من الصعب تحريره، لكن النتيجة ستكون أكثر دقة. إن فن المحرر في التاريخ الشفهي هو تجميع حدث يتم سرده من وجهة نظر أشخاص مختلفين. كثيرا ما يقال أن أساس التاريخ الشفهي هو المقابلة، ونحن نهمل التحرير؛ إذا كان التحرير الخاطئ، فإنه يفسد المقابلة الصحيحة.

وكما قيل فإن الاختلاف بين الروايات يختلف عن التناقض. ويحدث التناقض عندما يروي رواة نفس الحدث قصتين متعارضتين من نفس وجهة النظر. وهنا تقع على عاتق الباحث في التاريخ الشفهي مسؤولية تحديد العمل الصحيح والرواية بطرق مختلفة للتحقق من الروايات. وبالطبع، تجدر الإشارة إلى أن تدقيق الحقائق ليس ضرورياً وليس ممكناً دائماً!

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 19


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة