تدريس التاريخ الشفوي

الأخلاق في المقابلة

جمع وإعداد: كلستان جعفريان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-06-29


استمراراً لسلسلة المقالات في مجال "التدريب على المقابلات"، والتي بدأت بمقال "بداية جيدة"، ننتقل الآن إلى موضوع "الأخلاق في المقابلات".

في بعض الأحيان قد يواجه القائم بإجراء المقابلة تحديات أخلاقية مختلفة أثناء المقابلة أو لاحقاً في تحرير النص واستخدام الصور. من المحتمل أن تحدث هذه التحديات في أي مرحلة من مراحل العمل، وسيكون تنوعها عالياً. بمعنى آخر، من المرجح أن تخلق كل مقابلة قضايا وتحديات أخلاقية خاصة بها،  ويجب على القائم بإجراء المقابلة التعرف على هذه القضايا والتعامل معها طوال فترة العمل. في هذه المقالة، سوف نلقي نظرة على مثالين لأكثر هذه التحديات شيوعاً ونبحث في أسباب إنشائها وكيفية التعامل معها بشكل احترافي. بالتأكيد، كما ذكرنا سابقاً، فإن تنوع مثل هذه القضايا في مجال التاريخ الشفوي أكبر مما تتم مناقشته أدناه.

الرجاء إيقاف التسجيل!

أحياناً يطلب الراوي من المُحاور إيقاف تشغيل جهاز التسجيل حتى يتمكن من التحدث عن شيء ما أو إعادة سرد إحدى الذكريات. عادة، قد تمنح المشكلات المتعلقة بالأسرة أو موضوع الأمن السياسي للراوي هذه الحساسية لتسجيل الكلام. بادئ ذي بدء، يجب احترام إرادته. لذا قم بإيقاف تشغيل الجهاز دون سؤال (لا تحاول أبدًا مواصلة التسجيل بدون علم الراوي) ودعه يتحدث بأمان. بهذه الطريقة، وبعد انتهاء المحادثات، قد تكون قادراً على إنشاء "ثقة نفسية" ببضع جمل بسيطة وقصيرة، وسيوافق الراوي على التحدث عن الموضوع مرة أخرى - هذه المرة بتسجيل واضح. لاحظ أنّ بناء الثقة النفسية وإرضاء الراوي يجب ألا يستغرق وقتاً طويلاً ويتحول إلى جدال.

كيف نبني الثقة النفسية؟

في بعض الحالات - خاصة عندما تكون القضية سياسية أو أمنية - يمكن للمحاور إقناع الراوي بقليل من الثقة والتنوير. على سبيل المثال، يقول: "نحن لسنا غرباء، يجب أن ندرك القيود الأمنية بأنفسنا. كن مطمئناً، لن يُنشر ما قلته. "بالإضافة إلى ذلك، على سبيل المثال، صرح سكرتير مجلس الأمن القومي، السيد فلان، في تاريخ ما أنه ليس لدينا أي سر في الحرب". إذا استطاع القائم بإجراء المقابلة أن يقتبس مثل هذا الفيلم الوثائقي (ذكر اسم الراوي وتاريخه)، فسيكون بلا شك مؤثراً لأنّ الراوي، كشخص عادي، قد لا يكون على دراية بهذه الحقيقة.

في بعض الأحيان، يجب على القائم بإجراء المقابلة، من أجل بناء ثقة نفسية - خاصة في شؤون الأسرة - أن يكرر أنه شخص جدير بالثقة وأنّ الموضوع لن يتم نشره في أي مكان دون موافقة الراوي، بمعنى آخر، يجب أن يعطي الراوي "شيكاً أبيض موقعاً". على سبيل المثال، يقول: "ما قلته لا علاقة له بالموضوع. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاعتماد عليّ الآن. ثم سنعيد النص إليك. اقرأه، لتطلع عليه زوجتك، إذا لم تتوصل إلى اتفاق، ولم تعتبره مناسباً، ضع علامة عليه. سنزيله لأنّ هذا من حقك. "الآن من فضلك تحدث."

صورة جثمان الشهداء: نعم ام لا؟ [1]

لطالما كان استخدام صور جثث الشهداء المشوهة أمراً شائعاً في كتب الدفاع المقدس وأدب الاستدامة. خلال الحرب أو في السنوات الأولى التي تلت ذلك، تم استخدام هذه الصور للتعرف على الجثث خلف خطوط الجبهة أو لتحديد مواقع الدفن. في بعض الأحيان تم تحويلهم إلى تذكارات شخصية في ألبومات العائلة. بمعنى آخر، لم يتم التقاط هذه الصور للأغراض العامة. على الرغم من عدم وجود قاعدة عامة بشأن الاستخدام الصحيح أو الخاطئ لمثل هذه الصور، يمكن مناقشة الملاحظات الأخلاقية لاستخدامها. كما نعلم، فإنّ الجسد الميت مقدس في الإسلام ويوصى بدفن الميت في أسرع وقت ممكن بعد أداء المناسك. بالإضافة إلى أنّ الشخص لم يعد مسيطرا بعد الموت، ولا يمكن أبدا معرفة ما يفكر فيه في تصوير جسده ونشره على الملأ. راضياً أم لا. ألا يعني ذلك الدخول في خصوصية هذا الشخص دون إذن؟

بصرف النظر عن الجانب الأخلاقي، فإنّ البحث الميداني، واستطلاعات الرأي، والتغذية الراجعة من شرائح مختلفة من القراء (المؤمنين، والمتواضعين، والكفار) تظهر أنهم يطغون على هذه الصور، مما يتركهم غالباً محبطين، ويفتقرون إلى الحماس، ويفتقرون إلى الحياة. معرفة جديدة بشخصية أو حياة الشهيد. من ناحية أخرى، من خلال قراءة العمل، عادة ما تتشكل صورة متسامية ورائعة للشهيد في ذهن كل قارئ، ويرافق كل شخص بطل السرد بدافع الريبة، ولكن الصورة مفككة للجسد. قد تلحق الضرر بهذه الصورة المتعالية.

وغني عن القول، هناك استثناءات هنا أيضاً. على سبيل المثال، الصورة التي التقطها السيد رجبي لجثة الشهيد علي الحاج أميني في عملية كربلاء 5 هي استثناء، ولكن بشكل عام قد يكون من الأفضل استخدام الصور التي رتبها شخص بوعي وطواعية أثناء صحته. أمام الكاميرا والتقاط صورة. [1]

 

----------------------------

[1] يعد استخدام الصور في المقابلات موضوعاً مستقلاً ناقشناه بالتفصيل في مقال بعنوان "استخدام الصور في المقابلات وكتب المذكرات". هنا سوف ندرس فقط الجانب الأخلاقي لاستخدام بعض الصور.

[2] مقتبس من ورشة التدريب على التاريخ الشفوي التي قام بتدريسها محمد قاسمي بور في تبريز،اكتوبر 2017م.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2401



http://oral-history.ir/?page=post&id=9956