تعريف كتاب (دريادل)

كلستان جعفريان
ترجمة: أحمد حيدري

2021-06-19


كتاب (دريادل) سيرة فاطمة دهقاني زوجة الشهيد أبو الفضل رفيعي وكلاهما من مدينة مشهد. أجرت مريم قربان زاده مقابلة معها، وصدرت الطبعة الأولى عام 2020م عم دار ستاركان للنشر في مشهد.

ولدت فاطمة دهقاني في 21 مايو 1955م. تزوجت أبا الفضل رفيعي في 24 سبتمبر 1972. خلال عشر سنوات من العيش المشترك، لديها أربعة أبناء وهم، علي أصغر وجعفر وصادق وتكتم.

اختفى أبو الفضل رفيعي في عملية خيبر في 2 مارس 1984. انتظرته ثلاثين عاماً وكل جمعة، تذهب إلى قبر زوجها الفارغ في مقبرة الرضا، تمنح نفسها وأطفالها الأمل في تلقي أخبار أو علامة من أبي الفضل، حتى أخيراً، وبعد ثلاثين عاماً من الانتظار، أي في 2 يوليو  عام 2017م، وعن طريق أخذ عينة دم أبنائه الثلاثة، علي أصغر وجعفر وصادق، تم التعرف عليه من خلال الحمض النووي لعظام الشهيد المجهول المدفون في جامعة الفردوسي في مشهد، وبعد التعرف علي مصيرأبو الفضل رفيعي، تذهب فاطمة إلى جامعة فردوسي كل أسبوع لمدة عامين فقط بدلاً من الجلوس على قبر زوجها الفارغ. تروي له حزن القلب ومعاناة ثلاثين عاماً من الوحدة.

دخلت فاطمة دهقاني في غيبوبة يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2019. ما الذي يمكن أن يضعها في غيبوبة. 35 عاما من المشقة والضيق والحزن والمعاناة والفرح والسعادة وصلت إلى حد أنها رحلت يوم الجمعة 22 نوفمبر 2019 قبل نشر كتاب سيرة حياتها والتحقت بزوجها الشهيد. ما تقرأه في النص أدناه هو مذكرات بعد قراءة هذا الكتاب المكون من أربعمائة صفحة.

لقد أثبت الأدب دائماً قدراته. في أوقات الحرب أو السلم، الأدب هو الذي يثير الناس أو يهدئهم.

في رأيي، أصبح أدب هذه الأرض ذائع الصيت مع الثورة الإسلامية. ولد أبناؤه الأكثر تواضعاً ونقاوة وترعرعوا في أدب الاستدامة.

كتاب (دريادل) الذي أحب أن أسميه (منزل دريادل)، هو واحد من أفضل وأشهر أبنائه.

فاطمة دهقان، الراوية والبطلة في كتاب (دريادل) لم تتجاوز تاتعليم الابتدائي، ولكن لأنها تتحدث عن الألم وأعمق الجروح التي عانت منها، فهي ترافقني بشكل أفضل من كاتبة ماهرة وذات خبرة.

لقد كنت مستيقظاً منذ اليوم الذي أمسكت فيه الكتاب. سوف أقوم بإعداد الطعام. تتم الأعمال المنزلية بشكل أسرع، وأنا أتابعها عندما أصل إلى المنزل لقراءة بقية القصة.

هناك العديد من التقلبات الغريبة في حياة فاطمة، وما القوة التي تتمتع بها هذه المرأة! أسأل نفسي باستمرار، لو كنت مكانه لكنت انتظرت طويلاً. هل تجاهلت كل مطالبي كامرأة ورغباتي المستحقة وحصتي من الحياة مع رجل مثالي وعادل؟ أو بالأحرى هل كنت غارقة في أهدافه؟

وإجابتي على نفسي سلبية في كل مرة. لا أستطيع أن أكون مثلها. أنا ضد الأسطورة والبطولة، خاصة في مجال أدب الاستدامة. لكن فاطمة دهقاني بطلة حقاً ولا يمكن لأي شخص أن يعيش مثلها. أستشهد ببعض الروايات القصيرة من كتاب حياتها (دريادل) الذي لخصته. أنا متأكدة من أنك، مثلي، ستسأل نفسك بعد قراءته ماذا كنت ستفعل لو كنت مكانها. تبحث عن الحلول والصبر، أو الإنفصال عنها!

1

انتقلت إلى المنزل وتشبثت بالحياة مرة أخرى بالحب والمودة، وكأن شيئاً لم يحدث. كما اشترى أبو الفضل منزلاً منفصلاً لزوجته.

إخوتي في منزل  (دريادل)، تقبلوه كأشقائه. بعد بضعة أشهر، ما حدث كان مزاحاً عائلياً. اعتاد أخي رضا أن يقول: "هل تتذكر كيف ضربت أبا الفضل؟كما قال أخي عبدالله: أتذكر كيف ألقى السيد رفيعي الطابوق على رؤوسنا ووجوهنا؟ اعتاد الأخ علي أكبر أن يقول: هل تتذكرون ما كان يقوله علي أصغر.. لا تفعلوا هذا ..لا تضربوني!.

ثم ضحكوا. كان منزل (دريادل) كما كان من قبل يضج بنكات أبو الفضل. لم يتذكر الجميع أنه بعد أربع سنوات من الزواج من أختهم البالغة من العمر 17 عاماً، غادر السيد رفيعي زوجته مع طفلين وتزوج زوجة ثانية. لم انسى. لقد أخبرت نفسي للتو أنني يجب أن أتحلى بالصبر. وافقت على استئناف حياتنا ووافق أبو الفضل على عدم تطليق زوجته. حيث لايمكن أن يكسر قلب زوجته الأولي. لم يسمح له ضميره أن يتركهم. لا يمكنني الاكتفاء بالأيام المريرة لفتاة فقيرة تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً!

بمجرد أن أخذت صينية الشاي أمام إسماعيل، ابن الأخ غير الشقيق لأبو الفضل، سقطت أساورها من يدها. نهض أبو الفضل وذهب إلى المطبخ وقال لي: ما هذا؟" قلت: ماذا؟ قال: لماذا سقطت الأساور أمام إسماعيل؟ كنت حزينة، لم أستطع كبح دموعي. بكيت وغادر المنزل. كانت عادته عدم البقاء في المنزل عندما يكون مستاءً.

كان أبو الفضل قد أخبر والدته: عندما أغضب أو استاء في المنزل، فاطمة لا تفعل شيئاً على الإطلاق، لذا فهي عاجزة عن الكلام. كنت أقول: إذن ماذا أفعل من الأفضل ألا أقول أي شيء حتي لا يسوء الموقف.

هذه المرة أغلقت فمي. في اليوم التالي جلست على حافة البركة وبكيت وخلعت الأساور. بعد فترة، بعت الأساور، وأعطيت المال لأخي رضا وقلت له أن يحضر لي سجادة. كانت أرضية المنزل من الإسمنت وكان بردها يمر عبر السجادة. فلما رأى أبو الفضل السجادة هز رأسه وقال: جزيتي خيرا، لكن مع الأسف لقد بعتي أساورك!

مع انتصار الثورة بدأت الدورية الليلية واجتماعات أبو الفضل. كان يعود إلى المنزل في وقت متأخر من الليل ويذهب في الصباح الباكر. في بعض الأيام كان يذهب إلى منزل زوجته الثانية. لقد تركنا أنا وأولادي الثلاثة بمفردنا لفترة طويلة. كنا في طريقنا إلى منزل (دريادل)، وكان منزل أمي يحتوي على غرفة صغيرة في الطابق السفلي سميت باسمي أنا وأولادي. في أحد الأيام عندما جاء أبو الفضل إلى منزل أمي يتبعنا، قال في الطريق: يا فاطمة، إنّ كردستان مزدحمة، ربما علي الذهاب اليوم أو غداً لها.

أسمع لأول مرة سنندج وبانه ومريوان. اعتقدنا أنها كانت على بعد أربعة أميال من مشهد، وسوف يغادرون ويعودون في غضون يومين. شيئاً فشيئاً، فهمنا أين تقع كردستان وماذا يحدث هناك. كان الهواء بارد جداً. سمعت أنّ الشتاء في كردستان تقشعر له الأبدان. ذهبت لشراء خيوط من الصوف الأخضر، وأردت تقصير ليالي الشتاء بحياكة جاكيت لأبو الفضل. كنت أنسج الخيوط وأدعي له أن يصونه ويحفظه من كل سوء.

لقد ولدت السيدة صديقة توأمان: كان أبو الفضل يجب الأطفال كثيراً، قبّل الأطفال واحتضنهم. كان يقول: يا أطفال كم هو رائع عطركم. كان يستنشق عطر الأطفال بحفاوة كبيرة ويقول: كم هم رائعون الأطفال الصغار يا فاطمة! أليس كذلك؟ قلت له: لقد رزقنا الله ثلاثة أطفال. قال حينها: لقد كبروا.

ذهبت إلي المركز الصحي قبل أسبوع أو أسبوعين. لقد اعطتني الممرضة علبة من الحبوب، حينها كان صادق يبلغ من العمر سنتين فقط. كما قالت لي: جسدك ضعيف للغاية وعليك أن لا تحملي. لقد شاهد ابوافضل الحبوب وقال: فاطمة، متي مرض الطفل؟ وما هذه الحبوب التي بيدك؟ لا أدري ماذا أقول له. ضحكت والدة زوجي وقالت: هذه الحبوب مضادة لحمل النساء. في الوقت الراهن تتناول النساء هذه الحبوب حتي لا يحملن. حدّق ابوالفضل في وجهي وقال: لا تتناولي هذه الحبوب يا فاطمة. فقد سيطرته وكسر علبة الحبوب. تناثرت الحبوب في فناء البيت وقال: دائماً أقول لك إنّ الأطفال الصغار جميلون في البيت، وأنت تقولين لا! يكفي لدينا ثلاثة أطفال! ما هو عملك في البيت! وماذا تفعل النساء في البيوت؟ أليس الإنجاب من واجباتهن؟ من أعطاك هذه العلبة؟ قولي حتي أضعه تحت إطار السيارة.

في 16 مارس 1982 ولد طفلنا الرابع، كانت طفلة. كانت تبلغ من العمر تسعة أيام. لم نتمكن من إبلاغ والدها عن ولادتها. كنا جميعاً ننتظر اتصال أبو الفضل. كانت توقعاتي منخفضة للغاية. أعني، الرجل مرتاح جداً! عندك إمرأة قريبة علي الولادة فلا يجب أن تتصل بها لترى إن كانت حية أم ميتة؟! خضت معه كل أنواع المعارك في قلبي، لكنني لم أتحدث إلى أحد. أصبحت المرأة المتخرجة حديثاً حزينة أيضاً، وفقاً لما تقوله والدة زوجي، كانت تبكي.

لم يكن للطفلة اسم بعد، فقد جرت العادة أن تمضب سبعة أيام لكي نسمّي الفتاة فاطمة.

في المرة الأخيرة التي أراد أن يغادر فيها، عاد إلى المنزل ذات يوم وقال: دعي الأطفال يأتون بملابس جميلة. سألته ماذا تفعل؟ هل نحن مدعوون إلى مكان ما؟ قال: لا، أريد أن ألتقط صوراً لهم. اجمعيهم. كان عمر تكتم أقل من عام و تحبو.. قلت، إذن دعني آتي أيضاً. قال ومتململا: ربما لا تحبين ذلك، لأنني أريد أن أجمع أطفال الزوجة معهم. صورة جماعية لكل الإخوة والأخوات صمت وجلست وظلت ملابسي في يدي. جلس أمامي وقال: ماذا حدث؟ قلت: حسناً، اذهب والتقط صورة. لا عليك بأطفالي. لم تكوني هكذا يا فاطمة!. من غير المحتمل بالنسبة لك ما تقومين به.. قلت بهدوء: هل شعرت بالغضب؟ قال: لا، لكن عندما تتحدثي بهذه الطريقة، فهذا يعني أنك مستاء للغاية.

نهضت من مكاني. ألبست تكتم ملابسها. ألبس الأطفال ملابسهم بنفسه. عندما رأيت الصورة بنفسي، كل أطفاله كانوا حاضرين. محبوبة ومحمد وأطفالي:علي أصغر وجعفر وصادق وتكتم.

كرهت الليلة التي أراد أن يغادر فيها في اليوم التالي، كانت أطول ليلة في حياتي. لا يهم إذا كان قد غادر بيتي أو بيت زوجته. بمجرد أن علمت أنه سيغادر غداً، غرق قلبي في حزن شديد. حتى الصباح، كنت أدعو ربنا والمسبحة بيدي. فقط عندما سمعت الأذان وصوت الديوك قادماً من بعيد، شعرت بالراحة.

انتهت عملية خيبر وكنا ننتظر اتصال أبو الفضل اليوم أوغداً. مر أسبوع ولم ترد أنباء عنه. ذات مساء طرقوا الباب. جاءت سيارتان تويوتا من الحرس الثوري. كان أخي عبد الله معهم. كنا علي أعتاب العيد. كنت قد غسلت السجادة والبطانية ووضعتهما في فناء المنزل. طلبوا الجلوس معي. وبعد المقدمة، قال عبد الله أخيراً: لم يحدث شيء يا أختي! لقد تسربت العملية.. العراقيون مروا عبر قواتنا. ويحاصر السيد الرافعي و عباس خال قاسم وكثير من المتواجدين في الجبهة. لا توجد أخبار عن مكان وجودهم، ولأنّ المنطقة في أيدي العراقيين، لم يعد معلوما إذا كانوا أسروا أو جرحوا!"

ما هي الأخبار التي وصلت إلينا نهاية أمسية الشتاء؟ هل كانت أخبار أم لا! شيئاً فشيئاً، أدركنا ما المشاكل التي وقعت علي رؤوسنا.

أصبح منزل (دريادل) خلية نحل. جاء جميع الأقارب القريبين والبعيدين  ليسمعوا آخر الأخبار. كل ليلة في بداية الصلاة، كنت أتمنى أن تنتهي الحرب. لم أكن على استعداد للظنّ بأن أبو الفضل استشهد، كنت أدعو أن تنتهي الحرب وأن يعود، حيث تم أسره من قبل العراقيين.

لا أحد يعرف ما إذا كان على قيد الحياة أم استشهد. كان علينا انتظار خبر أسره والبحث عنه بين الشهداء.

قالوا يجب أن نذهب إلى تعاونية الحرس الثوري لتحديد هوية ابوالفضل، يجب أن نبحث عن أبي الفضل بين الشهداء. لم يخطر ببالي قط أن أنزع الكفن عن وجه أحدهم وأنظر لوجهه. لكنني كنت أفعل ذلك الآن للعثور على زوجي ووالد أطفالي الأربعة. حيث كان أكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات فقط.

ذهبنا أيضا إلى الإذاعة العراقية. كل الناس استمعوا إلى خبر الحرب والأسرى منها، وإذا ذكروا اسم ولقب أحد المقاتلين وسمعوا عنها أبلغوا أهله. لم يكونوا قليلين مثلنا. كنت أنظر كل يوم اثنين إلى جثث سبعين أو ثمانين شهيداً. كان عروج الشهداء حديقتي الوطنية ومنتزهي! كانت حياتي كلها هناك. كان علينا أن نذهب ليلاً ونرى الجثث، وكنت أبكي طوال الوقت. لم أستطع حبس دموعي... كانت وجوه ملطخة بالدماء!

كانت هذه القصص الست القصيرة بمثابة حفنة من الحياة الغريبة لفاطمة دهقاني، التي، مع اختفاء زوجها والبحث عن أثر له، والذي استمر لمدة خمسة وثلاثين عاماً، يمثل بداية فصل جديد لها. ألم ومعاناة. يسمي كتاب (دريادل) هذا الفصل الجديد "الحياة من جديد".

قد يكون من الضروري أن نقول هنا أنّ كتاب (دريادل) فيه اشكاليات عديدة وقابلة للنقاش في بنية سرد المذكرات حيث يمكن معالجتها في مكانها. لكن يمكنني أن أقول على وجه اليقين أنّ هذا الكتاب وسرده البسيط في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ووصف اختيار الحياة الأيديولوجية ذات الطبقات المعقدة والعميقة للغاية المخبأة أمام جمهوره والباحثين في هذا المجال.

يصف نص الكتاب السلس والمتسق حياة العائلات البسيطة والمتدينة والفقيرة التي تعيش في منازل كبيرة في الجزء السفلي من مشهد بعمق ونظرة ثاقبة. هذا النص البسيط والجميل يدور حول التعقيدات الصعبة للغاية التي أعتقد أنّ الكاتبة السيدة مريم قربان زاده قد حققتها. تعلمت فاطمة دهقاني معادلة الصبر وحل المشكلات من والدتها "فضة موجودي". كما قرأنا في القصة، عندما اكتشف فضة موجودي أنّ زوجها تزوج من فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وهي لديها سبعة أطفال، بقيت مع الحاج قاسم دهقاني وأصبحت أماً لأطفالها الصغار الذين يحتاجونها.

عاشت المرأتان في منازل كبيرة مرصوفة بغرف كبيرة متداخلة في حي (دريادل) في مشهد. سبعة عشر فتى وفتى كانوا نتيجة زواج الحاج قاسم دهقاني من زوجتين. كانت مائدتهم وخبزهم وماءهم واحد.

ربما تكون فاطمة دهقاني، بطلة كتاب (دريادل) في نفس المنزل، قد رأت والدها يحب والدته ليس فقط بسبب جمالها وشبابها، ولكن زوجته الثانية كانت تسبقها في هذا المجال كثيراً. بل أحب خلق زوجته الثانية، وقال للجميع: هذه المرأة الغريبة متسامحة وطيبة.

يوضح الكتاب أسلوب حياة وطبيعة الشخصيات في ذلك الوقت بشكل جميل وواضح وبإيجاز بالنسبة لي. الناس هم أنفسهم. لم يخضعوا للرقابة. يتم تقديم صورة واضحة لكل منها.

في رأيي، يلعب بيت (دريادل) الكبير، بمعداته البسيطة والصغيرة، دوراً مهماً للغاية في مودة وحب أهل المنزل. كل من الأطفال الذين يتزوجون ويذهبون إلى أي مشكلة في حياتهم سيلجأون دائمًا إلى المنزل المفتوح في (دريادل) وأهله الطيبون، وربما هذه المنازل الصغيرة المليئة بالأثاث الأساسية وغير الأساسية اليوم، يحتفظ بها شعبنا. حيث لقد جعل من الصعب علينا أن نكون معاً.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2481



http://oral-history.ir/?page=post&id=9935