فوق سماء ميمك ـ 11

مذكرات الملازم أول طيار أحمد كروندي

إعداد : حجة شاه محمدي
ترجمة: حسن حيدري

2021-05-09


 

لم يكمل فريد بعد، لكنني عرفت ما يقصده. وشكى من تأخر الاحتفاظ بالنقاط الاستراتيجية. قلت لاستكمال شكواه: "لا تنزعجوا من هذه الأمور. إن شاء الله ستكون الأمور علي مايرام. ليس لدينا وقود ولا ذخيرة. عملية واحدة ستحل المشكلة. ماذا يجب أن نفعل بشأن هذا الأمر؟"

ـ لا شيء الآن بعد أن وصلنا سنفرغ الذخيرة على رؤوس العراقيين ثم نعود إلى سومار ونعود صباح الغد مرة أخرى لمواصلة العملية. طبعا إذا بقي شيء من ميمك وإيلام وصالح آباد حتى ذلك الحين!

عبّر رد فريد، الذي سخر من الوضع الراهن، عن إحباطه. لم أكن أقل منه إحباطاً. علمت أنّ الليل قد حل ولا يمكن فعل شيء حتى وصلنا إلى المنطقة ونفذنا العملية.

لم يكن مسار الرحلة قريباً بما يكفي لنعود للعملية التالية. ومع ذلك، على الرغم من علمنا أنه لا يمكننا فعل أي شيء إيجابي مع ثلاث طائرات هليكوبتر في رحلة واحدة، حلقنا فقط لتنفيذ الأوامر.

جلسنا جميعاً على الأرض وسط الغبار القادم من مراوح المروحيات، وقمنا بإيقاف تشغيل المحركات، وتوجهنا إلى حظائر الطائرات والخنادق. كان المخيم صامتاً. لم نر أحدا من حولنا. في كل مرة نزلنا في المنطقة يحاصرنا عدد كبير من الجنود و "الباسيج". لكن في ذلك اليوم شعرنا بالوحدة - في ذلك المعسكر العظيم.

قال صفر، الذي كان يتحرك بسرعة أمامنا: "دعنا ننتقل أولاً إلى الزاوية الثالثة من المعسكر".

لكن لم يكن أحد منا يعرف في أي من القواعد يقع مكتب المخابرات العسرية للعملية. لهذا السبب طرقنا المقر الأول. لا احد يجيب. أمسكت بمقبض الباب وفتحته. انفتح الباب. لم نر أحداً. كنا نظن أنّ المخيم قد تم إخلاءه بالكامل وتم إرسالنا إلى هناك دون داع. بدون معلومات، لا يمكننا - بمفردنا - مهاجمة نقطة الهجوم. تمايلت البطانيات المعلقة في الخنادق في مهب الريح. عدد قليل من السيارات التي لا يمكن استخدامها - مثل عدد قليل من الجثث - سقطت في الزوايا. كنا على وشك العودة عندما رأينا جندياً يخرج من المقر على عجل.

ـ أيها الضابط، أيها الضابط!

اتجه نحونا وألقى تحية عسكرية، مشيراً الى المقر الذي خرج منه وقال: يا سيدي الضابط إنّ الطاقم كله جالس في ذلك المقر.

كان من المدهش كيف اجتمع جميع موظفي المعسكر في مثل هذا المقر الصغير. اعتقدت أنّ المقر قد يكون أكبر مما يبدو ويمكن أن يستوعب مئات الأشخاص.

كان باب المقر مفتوحاً. دخلنا، نهض بعض الأشخاص بوجوه حزينة. طلبنا منهم تقديمنا إلى المسؤول عن المخابارت العسكرية. قال أحدهم بلا مبالاة : "من فضلك اذهب إلى المقر الذي يقع في جانبنا".

اتضح أنهم لم يكونوا سعداء بوصول طائرات الهليكوبتر المقاتلة للقوات الجوية على الإطلاق. لم يتضح لنا بعد لماذا كان المخيم فارغاً، وقال صفر، مشيراً إلى المقر، لنذهب إلى هناك لعل وعسي نجد ما يحدد وضعنا هنا.

فتحت باب السقيفة. كان العقيد متكئاً على الحائط، وهو يعانق ركبته. ولما رآنا نهض وهز رأسه نادماً: "لقد تأخرتم، لقد أحتل العراقيون مميك. لا أعتقد أنه يمكنكم فعل أي شيء حيال ذلك".

سيدي العقيد، عاجلاً أم آجلاً، علينا تنفيذ العمليات. لا يمكن إعطاء ميمك بهذه السهولة للعراقيين.

المعلومات التي تلقيناها خلال تلك الزيارة القصيرة لم تكن مهمة بما يكفي لمساعدتنا. كان علينا التعرف على الأكثر. طلبنا من العقيد أن يأخذنا إلى ميميك. نظر العقيد إلينا وقال: "أيها السادة، لا يوجد شيء آخر يمكنكم القيام به، وقد يتم أسركم إذا تقدمتم أكثر."..

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2266



http://oral-history.ir/?page=post&id=9866