قدرة الروايات الشعبية
حاورته واعدته: فائزة ساساني خواه
الإعداد النهائي: محمد قاسمي بور
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2021-04-17
حاول مكتب الثقافة ودراسات الاستدامة التابع لمساعدية قيادة المحافظات للفنون جمع ونشر التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس في مختلف المحافظات والمدن منذ إنشائه.
للتعرف على كيفية إنشاء هذا المركز وأنشطته، خاصة في مجال الثورة الإسلامية، حاورنا محمد قاسمي بور، رئيس مكتب دراسات الثقافة والاستدامة في مركز مساعدية قيادة المحافظات للفنون، بعد مراجعة أداء هذا المكتب، دعونا نتعرف على أهدافه وآفاقه المستقبلية.
متى بدأ العمل في مجال الثورة الإسلامية في المحافظات في مجال الفن؟
تأسس مكتب دراسات الثقافة والاستدامة في مارس 2011. قبل ذلك، كان مجال الفن نشطاً في عدد من مراكز المحافظات منذ الستينيات، لكن معظم الكتب المنتجة كانت في مجال الدفاع المقدس، ولم يكن هناك نشاط يذكر في تسجيل أحداث الثورة إلا القليل. في عام 2008 م، وبمناسبة الذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية، تم تخصيص ميزانية للمشاريع المتعلقة بالثورة في مجال الفن، وخصصت لأحداث تاريخ الثورة للمحافظات. كان هذا العمل على شكل دعوة داخلية مفادها أنه إذا كان الكتاب والباحثون في الأقاليم راغبين في العمل حول الثورة، فسيكون جاهزين ومستعدين للعمل في مجال الفن.
عنوان الثورة الإسلامية شامل والحرب فرع منها. في الوقت الذي ذكرت فيه، تم منح الائتمان والتسهيلات لهذا العمل، فقد رأوا أنّ معظم الخطط تتعلق بالدفاع المقدس بطريقة ما ولا تشمل فقط فترة النضالات والأحداث التي أدت إلى انتصار ثورة. على سبيل المثال، تم عمل أو عملين في مجال المحررين على وجه التحديد، أي كان هناك عمل عن الراحل أبو ترابي، الذي كان سيد المحررين وذائع الصيت في هذا المجال. لذلك، لم يتم عمل أي شيء لمراقبة تاريخ الثورة الإسلامية في مراكز المحافظات.
ما هو سبب دخول هذه المؤسسة المنشأة حديثًا إلى الحرب، أي إعادة رغبتها في هذا المجال؟
تم إنشاء هذه الوحدة حديثاً لتكون مسؤولة عن دراسات الثقافة والاستدامة في مراكز المحافظات. لا تحيز حول ما إذا كانت الحرب أولوية أم ثورة، ولكن هنا مرة أخرى ربما عندما يتم استخدام مصطلح الاستقرار لأنّ النضالات النهائية للثورة لم تكن طويلة جداً وتستغرق وقتاً طويلاً، ويفسر شعبنا الاستقرار عقلياً على أنه حرب وهذا في الدساتير والتعليمات في الواقع، يمكن التأكيد على صنع السياسات بالتوازي مع الدفاع المقدس، والثورة الإسلامية، وتاريخ الثورة الإسلامية. منذ نهاية عام 2010م، تم إنشاء مكاتب المقاطعات وبحلول نهاية النصف الأول من عام 2011م، كانت مكاتب دراسات الثقافة والاستدامة نشطة وبدأت العمل في جميع المحافظات.
ما هي الأنشطة الرئيسية لهذه المراكز؟
من المؤكد أنّ جزءاً كبيراً من عملهم كان يتعلق بقضايا التعليم والإستقرار. لكن النهج الرئيسي كان يركز على المشاريع الثورية. ومع ذلك، لم تكن هناك سياسات محددة في أوائل التسعينيات، وكانت هناك حرية التصرف وحرية الاختيار، والتي سادت بالطبع على القضايا المتعلقة بالحرب. كانت نقطة تحول أخرى في عام 2018م وهذه المرة عشية الذكرى الأربعين لإنتصار الثورة. في سبتمبر 2017 تم توجيه دعوة لتحديد المشاريع المتعلقة بتاريخ الثورة الإسلامية في المحافظات لتعزيز سياسة دعم عمل المحافظات لتتمكن من تنفيذ عدد من المشاريع غير المنجزة بمناسبة الذكرى الأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية.
ماذا كان موضوع الدعوة وعناوينها؟
في سبتمبر 2017 أعلنا للمحافظات أنّ العام المقبل يصادف الذكرى الأربعين للثورة، وسندعم الأعمال والمشاريع المختلفة في موضوع الثورة الإسلامية. قدمنا أيضاً حوالي 5 مواضيع موضوعية. كما تعلمون، تختلف ظروف اللغة والمناخ والصراع من محافظة إلى أخرى، لكن قلنا لهم إنّ الخطة يمكن أن تكون حول تاريخ الثورة الإسلامية، ودور المرأة، ودور رجال الدين، ودور الشخصيات الثقافية ودور الطلاب في الثورة الإسلامية، أو القيام بتقديم الشهداء البارزين. في الواقع، لقد حددنا هذه الموضوعات في إطار تاريخ الثورة الإسلامية. كان لهذه الدعوة مشروع اقتراح بحث مرفق بها. في أكتوبر 2017 م، تم تقديم حوالي 180 مسودة. تمت مراجعة المشاريع ومراجعتها ودراستها بمساعدة مجلس من الخبراء والباحثين في مجال الفن، وتم اختيار حوالي 80 مشروعاً واعتمادها للبحث.
ما هي المدن التي تنتمي إليها هذه المشاريع؟
في المشروع النهائي الذي تم اختياره بناءً على القوة والقدرة، حاولنا أن تكون جميع المحافظات موجودة فيه. الآن ربما تم قبول المحافظة بإرفاق، لكن الأماكن الأخرى، مثل محافظات خراسان رضوي وإصفهان وأذربيجان الشرقية، التي كان دورها في الثورة أوسع وأكثر شمولاً، كانت أكثر أهمية. تمت الموافقة على حوالي 40بالمئة من المشاريع المستلمة وتم رفض 60 بالمئة بسبب ضعف المحتوي وقضايا أخري. ثم تعاقدنا مع الباحثين ودعمناهم من حيث الائتمان والمحتوى. بعبارة أخرى، قدمنا اقتراحات إضافية لتقوية خططهم، وبذلنا قصارى جهدنا للمساعدة في عملية المقابلة. في بعض الحالات راجعنا المقابلات نوعياً، ومن حيث التوثيق، استشرنا المنظمات الوثائقية الموجودة في طهران والتي لديها وثائق من المحافظات حتى يمكن توفير الوثائق المتعلقة بالمحافظات. على وجه التحديد، قدم مركز توثيق الثورة الإسلامية وعوداً وكان لديه مساعدة لم تكن كاملة ومكتملة تماماً مع تغيير الإدارة، لكنها تم الوفاء بها لعدة محافظات وتمكنا من أخذ المستندات ذات الصلة وتقديمها أيضاً. منذ النصف الثاني من عام 2018م تقريباً، بدأت عملية الموافقة على الأعمال وتقدم جزء كبير منها في عام 2018م ووصلت المرحلة النهائية من الدراسة والموافقة على عدد من المشاريع إلى عام 2019م.
ما هي خصائص المشاريع التي تم قبولها، وكم منها اشتملت على مواضيع جديدة ومبتكرة لم يتم التطرق إليها من قبل؟
لكي نكون واقعيين، لم نعطِ استمارة التقييم والشكل لتوضيح المعايير، ولكن كان من المهم بالنسبة لنا أن نرى كل الزوايا في تصميم الرسالة. يمكن تحديد نظرة شاملة وبحثية في التصميم. لاحظنا مدى إتقان مؤلف المشروع للموضوع وما إذا كان الموضوع محددًا بشكل صحيح أو أنّ نطاقه ودوائره غير معروفة. كان أحد معاييرنا أنه إذا لم تكتمل الخطة بحلول نهاية عام 2018م، فيمكننا تحديد الذكرى الأربعين للثورة بحلول عشرة الفجر المباركة في عام 2019م. أي في 3 فبراير 2018، أي سنبلغ 40 عاماً حتى بعد 12 شهراً. الآن لدينا عقد قبل 6 أشهر و 7 أشهر.
ولأنّ كل المواضيع تم تحديدها من قبل المشرف علي المحافظات بالطبع، فقد تم الاهتمام بعذرية وحداثة الفكرة فيها جميعاً، ولكن على سبيل المثال، وحول دور نساء هرمزكان في الثورة الإسلامية، وهو مقال لم يكن مكتوباً، ولا حتى صفحتين. لم يكن لدى الباحث أرضية مسبقة في عمله. لمدة 40 عاماً، أجريت مقابلتين قصيرتين مع امرأتين في مجلة محلية، ولم تكن هناك مقابلات شاملة! لم يذهب أحد إلى البازارات حول دور سوق تبريز في الثورة الإسلامية. كما رحل عدد كبير من رموز السوق من نشطاء الثورة إلى رحمة الله، واستشهد عدد منهم في الحرب.
تحت عنوان تاريخ الثورة الإسلامية في محافظة جهارمحال وبختياري، تم كتابة كتاب من مجلدين ودرس دور المرأة في الثورة الإسلامية لشهركرد. حول دور يزد في تاريخ الثورة الإسلامية، تم نشر 5 أعمال، في الواقع هناك 4 أعمال، أحدها مكون من مجلدين، وتدريجياً في هذه الفترة، كان في هرمزكان كتاب حول دور المرأة قيد النشر و عرض كتاب دور بازار تبريز في الثورة الإسلامية.
أي فترة من الثورة هي الأكثر إنتاجاً للأعمال؟ ما هي بعض أقدم الأعمال التي لديك من العصر البهلوي؟
لم أجزء العمل حقًا لأجيب على هذا السؤال، لكننا ركزنا نسبياً على النصف الثاني من عام 1978. على سبيل المثال، في محافظة يزد، تم العمل على احتلال مبنى السافاك، أو في كرمان، حول تاريخ الثورة الإسلامية في زرند، مسجد جامع كرمان، أو في 15 ديسمبر 1978، عندما وقعت مذبحة في الشارع.
هل تم فعل أي شيء حيال صراعات الأربعينيات، أم أنّ هذا العقد لم يكن جزءًا من برمجة المحافظات؟
لم نعر اهتماماً خاصاً لهذا القسم، قلنا قبل السادس من حزيران (يونيو) 1963م، أنّ سياق الحركة وجذورها يمكن أن تستمر حتى الثورة الإسلامية وبدء الحرب المفروضة. البعض مثلا عمل على شهداء 28 تموز 1981 من حزب الجمهورية الإسلامية. ركز أولئك الذين عملوا على الشخصيات بشكل أساسي على جزء مهم من حياتهم، ونقاط التحول وتشكيل النضالات في الأربعينيات. تعتبر مذكرات آية الله ناصري مثالاً على هذه المجموعة الجاهزة للنشر في محافظة يزد. كان من تلاميذ الإمام الذي ذهب إلى النجف من إيران عام 1966 بعد نفي الإمام. لا أستطيع تحديد العدد الدقيق، ولكن من بين هذه الأعمال السبعين، ربما يكون تركيز 50 عملاً أكثر على أحداث عام 1978. في الواقع، إذا نظرت إلى تاريخ الثورة، باستثناء محافظة واحدة أو اثنتين حيث انخرطت عواصم المحافظات في الثورة منذ الأربعينيات، فإنّ الانتفاضة العامة للشعب في المقاطعات الأخرى حدثت في عامي 1977م و1978م. لدينا عدد قليل من المدن مثل جيروفت وإيرانشهر وسقز التي ارتبطت بالثورة بسبب وجود شخصيات مناضلة في المنفى. استقر هناك شخصية مناضلة وتعرف عليه الناس على أنه منفى وتشكلت ذكرياته. أي في الواقع، ليس لدينا صراع عام يعني الذهاب إلى السجن أو النزول إلى الشوارع.
هل تمّ القيام بأمور بشأن قايا لا تتعلق مباشرة بالثورة ولكنها مرتبطة بشكل غير مباشر بظروف تلك الفترة، مثل نظام القنانة في فترة بهلوي، أو، على سبيل المثال، عندما دخل الحلفاء إيران في الحرب العالمية الثانية وهناك كانت مجاعة؟ أعني بالذاكرة الجمعية.
هذا هو هاجسي الشخصي، لكن ليس في سياسات المنظمة وأولوياتها. ما تقوله صحيح. في تعاليمنا، نعتبر فترة 180 عاماً للتاريخ الشفوي. هذا يعني أنّ ما يقرب من 3 أجيال يمكنها العيش لمدة 60 عاماً في المتوسط. على هذا الأساس، بعد الحرب العالمية الثانية، لا يزال هناك أشخاص يمكنهم الحديث عن الحرب العالمية الأولى. لدينا الآن أشخاص ولدوا حوالي عام 1921م ولديهم ذاكرة جيدة ويمكنهم إخبارنا بالذكريات، نقلاً عن آبائهم وأجدادهم. هؤلاء الأجداد في منتصف الفترة القاجارية، والآن إذا كان 180 عاماً متفائلاً بعض الشيء، فمن الممكن العمل لمدة 150 عاماً. أوافق تماماً على أنّ هناك قدرات عالية في مجال الروايات الشعبية والاجتماعية ويجب العمل عليها.
يُتبع...
عدد الزوار: 2945
http://oral-history.ir/?page=post&id=9839