فوق سماء ميمك ـ 8

مذكرات الملازم أول طيار أحمد كروندي

إعداد:حجة شاه محمدي
ترجمة: حسين حيدري

2021-04-10


نظرت من خلال الكاميرا مرة أخرى وبحثت في المنطقة. لكنني لم أر شيئاً سوى الدبابات في آخر نقطة في سهل شياكوه الغربي. لقد أهدرنا الكثير من الوقت في تحديد الأهداف المنشودة، لكننا ما زلنا لم نعثر على ما كان علي يخاطبنا به. مرة راجعت كل المعلومات التي قدمها علي وقلت ليحيى: "يحيى! هذه المرة، اذهب إلى نفس الارتفاع كما قال علي، اسمحوا لي أن أستكشف المنطقة مرة أخر".

وقال يحيى: "إنه أمر خطير للغاية". إنهم يوجّهون ضرباتهم لنا. ويل لنا أن ندخل في مدى صواريخهم ومدافعهم المضادة للطائرات."

على الرغم من أن يحيى كان على حق، إلا أنه لم يكن من الممكن العثور على النقاط التي كان علي يشير إليها بأي طريقة أخرى، وكان علينا أن نجدها. حلق يحيى متردداً للحظة وقال: استعد للصعود للحظة. انظر ما تريد بسرعة".

حامت المروحية قليلاً .نزلت الصور داخل الكاميرا وظهرت في كل لحظة نقاط جديدة بين عيني الكاميرا. وفجأة صرخت: يحيى يحيى! أنا وجدتهم.  دبابتان. انظروا هنا، مقابل القمة!"

لم أكن قد انتهيت من الحديث مع يحيى عندما شعرت بنزلة برد شديدة في جانبي. اهتزت المروحية بعنف وفقدت الصور التي تلقيتها للحظة. دون أن أرفع رأسي عن الكاميرا، قلت ليحيى: "لا تتحرك كثيراً يا أخي".  أوقف تشغيل مكيف الهواء، لقد تجمدت".

بقول كلمة، تجمدت، وشعرت بالإبر تأتي من جانب واحد من جسدي وتخرج من الجانب الآخر. كان غريباً بالنسبة لي. لم أواجه مثل هذا الموقف أبدًا داخل طائرة الهليكوبتر. كان الأمر كما لو أن يحيى لم يكن يستمع إلي على الإطلاق. استمر مكيف الهليكوبتر في ضخ الهواء البارد في جميع أنحاء جسدي. رفعت رأسي عن الكاميرا للحظة وقلت ليحيى مرة أخرى يا أخي أطفئ المكيف. لكن برؤية ما كان أمامي، بقيت بقية الكلمات متجمدة في فمي.

كانت الصورة التي كانت لدي حتى ذلك الوقت لتكوين مبنى الهليكوبتر عبارة عن عمودين بزجاجها، وعند هذه النقطة لم يكن بالإمكان رؤية الأعمدة أو الزجاج - ولا حتى - من الأمام. كانت أجنحة المروحية تدور بشكل طبيعي وكانت ريح قوية تهب في وجهي. وصلت إلى الزجاج. يمكنني مد يدي إلى أبعد نقطة من أنف المروحية. استيقظت لبرهة وصرخت: يا يحيى أنظر إلي الزجاج الأمامي ...!

قبل أن أنتهي، قال يحيى: "هل رأيت، قلت إنهم يضربوننا" وبهذه الجملة انحدر إلى الأرض. سمعت صوت صفر يقول: لقد تم استهداف يحيي يا أخوتي. وقال يحيى لطمأنة الشباب: "يا صفر لا توجد مشكلة. اطمئنوا، نحن بأمان".

إنخفاض الهليكوبتر ورياح قوية وبرودة شديدة أصابتني في وجهي. على الرغم من أنني قمت بإنزال حماية الخوذة الخاصة بي، إلا أنّ عاصفة شديدة أصابت جسدي ووجهي. يحيى الذي كان جالساً في المقعد الخلفي كان في حالة أسوأ مني. كنا على حد سواء في خطر السقوط، وفي أي لحظة كان من الممكن للضغط داخل المقصورة الخلفية أن يفصل الأجزاء من داخل المقصورة ويصطدم بالمروحة الرئيسية.

علمت أنّ مقدار الضغط الذي تحملته في الجبهة سيتضاعف مع يحيى. بالكاد استطعت التنفس. كان الأمر كما لو أن شخصاً ما أراد دفع الهواء إلى رئتي. كان فمي ممتلئا بالريح وشفتي منتفخة. لم أستطع إغلاق شفتي. كانت عيناي تحترقان بشدة والدموع تبلل وجهي. كان الألم في صدري شديداً لدرجة أنّ يحيى سرعان ما منع المروحية من السقوط بسرعة كبيرة، وبعد لحظات هبطنا على الأرض.

لم أتحرك. وخزت أذنيّ وسمعت صوت عويل يخرج من حلقي للحظة. كان الصوت أشبه بالتجشؤ بعد الأكل. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً للعودة إلى طبيعتي. فقدت أذني السمع بسبب التغيير المفاجئ في الضغط - إلى حد ما - وأصبحت ثقيلة. بالتواصل مع يحيى، علمت أنه بخير وشكرت الله على أنّ خطراً كبيراً قد مر علينا بسلام.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2450



http://oral-history.ir/?page=post&id=9826