أدلة جديدة عن جرائم عصابة مهدي هاشمي
حاوره وأعده: علي رحماني
ترجمة: حسن حيدري
2021-02-08
أُعدم سيد مهدي هاشمي قهدريجاني، صهر آية الله حسين علي منتظري ورئيس حركة تحرير الحرس الثوري في بداية الثورة، وذلك بسبب اغتيال آية الله سيد أبو الحسن شمس آبادي لاريجاني وعدة أشخاص آخرين عام 1976، حيث حظي بدعم من آية الله منتظري. كانت هذه بداية مشاكل الإمام الخميني الراحل والنظام مع السيد منتظري. الحوار هو نظرة على أحد اغتيالات عصابة السيد مهدي هاشمي قهدريجاني.[1]
بادئ ذي بدء، أخبرنا عن شخصية والدك الراحل وموقعه في حوزة أصفهان العلمية في فترة ما قبل الثورة، حتى نصل إلى قضية اغتياله.
فقيه إيماني: بسم الله الرحمن الرحيم. كان المرحوم آية الله فقيه إيماني أحد المدرسين رفيعي المستوى في الحوزة العلمية في فترة ما قبل الثورة، وإلى جانب إمامته لجماعة مساجد إصفهان، شارك في مختلف الشؤون الاجتماعية والخيرية، بما في ذلك بناء مختبر ومركز أشعة مهدية. . بالإضافة إلى ذلك، قام بالتدريس في الحوزة العلمية وكان أيضاً منبرياً وخطيباً معروفاً. في الواقع، هو أحد مقاتلي عام 1963م وفي ذلك الوقت كان له أنشطة ضد نظام الشاه ونشر بعض الإعلانات ضد الوضع الحالي والنظام. لقد أعد جهاز استنساخ وآلة كتابة قديمة لا تزال موجودة في المنزل. قام بطباعة المنشورات بنفسه ونسخها بآلة متعددة النسخ ثم قاموا بتوزيعها في إصفهان ومدن أخرى عبر الأصدقاء.
رحماني: منذ عام 1963م، بدأ النشاط السياسي للراحل فقيه إيماني في الغالب مع أي جماعة وبأي تيار ارتبط آنذاك؟
فقيه إيماني: لم يكن في أي مجموعة. كان زملاؤه في الغالب من رجال الدين أو الشباب المتدينين. لم يكن الأمر كما أنهم جزء من مجموعة ودعمتهم مجموعة أو علي عكس ذلك.
رحماني: هل يمكنك أن تعطي مثالاً عن قضية أثارها وأكدها في الإعلانات؟
فقيه إيماني: لا أعرف التفاصيل، لكن أحد علماء أصفهان قال: "أرشفت حوالي 70 من منشوراتك التي نشرتها في مناسبات مختلفة". ذهبت المنشورات مباشرة إلى نظام الشاه أو إلى الأمور المتعلقة بالنظام بطريقة ما، مثل الانتخابات البرلمانية حينها.
رحماني: على حد علمنا، كان على اتصال بآية الله خادمي. هل دعموا الثورة من خلال هذا الارتباط بآية الله خادمي أو غيره من علماء إصفهان؟
فقيه إيماني : بدأت نشاطاته الثورية من 1963-1964م واستمرت حتى آخر أيام حكم الشاه. كان أحد طلاب آية الله خادمي ومن أقاربه أيضاً، لكن لم يكن عمل السيد خادمي تحت ظل أنشطة آية الله خادمي. وكعضو فعال في إصفهان، وقعوا على المنشورات والإعلانات. ربما كان حوالي 8 أو 10 علماء من إصفهان هم من الرجال الثابتين الذين يؤازرونه في ذلك الوقت، فيما بعد تم إضافة بعض العلماء. ومع ذلك، كان عادة واحد من الأوائل الذين يوقعون على المنشورات بين الستة أو السبعة في مجموعتهم.
رحماني: دعنا ننتقل إلى قضية اغتياله. لماذا اشتبك السيد مهدي هاشمي مع المرحوم فقيه ايماني وما هو جوهر القضية؟
فقيه إيماني: قضية مهدي هاشمي تيار تاريخي يعود إلى ما قبل الثورة وتيار السيد جواد غرافي الذي لديهم ميول نحو الأفكار الوهابية. فيما بعد انبثقت عنه قضايا مهدي هاشمي وأدت إلى المشاكل التي حدثت بشأن كتاب الشهيد جاويد في قم وإصفهان ومشهد ومدن أخرى. وظهرت أنشطة هذه المجموعة على الملأ بعد قضية كتاب الشهيد جاويد ومعارضة العلماء له والتي اشتدت باغتيال وقتل الراحل آية الله شمس آبادي والشيخ الراحل قنبر علي صفر زاده.
رحماني: هل كانت هناك صداقة تربط الراحل فقيه إيماني بالمرحوم آية الله شمس آبادي أو السيد صفر زاده؟
فقيه إيماني: نعم، تربطه صداقة مع المرحوم شمس آبادي وأحياناً يسافران معاً. لكن لا أعلم شيئاً عن صداقته مع المرحوم الشيخ قنبر علي صفر زاده.
رحماني: دعنا نذهب إلى القضية الرئيسية، لماذا حدث الاغتيال؟
فقيه إيماني: يمكن أن يُعزى السبب الرئيسي إلى معارضته لجرائم أميد نجف آبادي، القاضي الشرعي في محكمة إصفهان، الذي أُعدم لاحقاً بتهمة الفساد الأخلاقي.
رحماني: بالنظر إلى رسالة علماء إصفهان إلى الإمام الخميني (رحمه الله) بقيادة الراحل آية الله خادمي، فقد تمت كتابة هذه الرسالة لعزل أميد نجف آبادي. هل تتذكر أي شيء عن أفعاله وسلوكه؟
فقيه إيماني: كان أميد نجف آبادي القاضي الشرعي لمحاكم إصفهان. بدأ في ارتكاب العديد من الجرائم في تلك المدينة. أي أنه قتل الكثير من الناس بدون سبب أو صادر ممتلكاتهم. على سبيل المثال، قتل شخصاً، وبعد وفاته اتضح أنه كان يرعي عشرات العائلات اليتيمة. كانت جريمة بعض الناس أنهم أغنياء فقط. وعندما أصبح عضواً في البرلمان عارض بعض النواب أوراق اعتماده. لأنّ آية الله خادمي قد حرم دخوله إلي هناك. وقال أميد دفاعاً عن نفسه: أعدمت 90 شخصاً في إصفهان وصادرت 400 عقارا. لم تكن أي من عمليات الإعدام والقتل هذه متوافقة مع القانون، لذلك تسبب ذلك في استياء الناس. حسناً، هذه الجرائم دفعت آية الله فقيه إيماني إلى عقد اجتماع ودعوة بقية علماء إصفهان.
رحماني: أي هو كان مضيفهم؟
فقيه إيماني: نعم، لقد كان مؤسساً لذلك الإجتماع، لكن الاجتماع لم يكن في منزله. ودعوا آية الله خادمي وعلماء آخرين من إصفهان، وفي ذلك الاجتماع، وبعد المحادثات، تقرر إرسال رسالة إلى الإمام الخميني (رحمه الله). كتب آية الله خادمي رسالة وجاء فيها: "نطلب من سماحتكم إرسال شخص إلى إصفهان كحاكم ديني مسلم وذو كفاءة في القضاء".
رحماني: هل كانت قضية الرسالة تتعلق بفترة أميد كحاكم شرعي في إصفهان؟
فقيه إيماني: نعم، كان الأمر بالضبط يتعلق بأميد نجف آبادي. وبعد هذه الرسالة عزل من الحاكم الشرعي ومعنى العبارة السابقة: أميد ليس مسلماً ولا على دراية بأحكام القضاء. حمل الحاج السيد فقيه إيماني مع اثنين من علماء إصفهان الرسالة.
رحماني: من هما الشخصان الآخران؟
إذا لم أكن مخطئاً، أحدهما هو الحاج حسن صافي والآخر هو الحاج كمال فقيه إيماني. تم تكليفهم بتسليم الرسالة إلى الإمام الخميني الراحل. أخذوا الرسالة إلى قم وإلى مكتبه واجتمعوا به على الفور. دفع تسليم هذه الرسالة إلى السيد الخميني إلى القول لحظتها: اتصل بإصفهان وقول إنّ أميد نجف آبادي قد تم عزله نهائياً من منصب القاضي. ولم يعد له الحق في المحاكمة والذهاب الى إصفهان. وقد نقل الجملة السيد إشراقي (صهر الإمام الخميني).
رحماني: الشيخ شهاب الدين إشراقي؟
فقيه إيماني : نعم. قال لهؤلاء الأعزاء الثلاثة الذين أخذوا الرسالة : "ماذا كان في الرسالة؟". قال له إنها تعلق بأميد. وكان قد قال الجملة السابقة: "قال الإمام أنّ اميد لم يعد له الحق في الحكم".
قامت مجموعة مهدي هاشمي بتجميع قائمة تضم 80 عالماً من إصفهان لاغتيالهم. السبب في وقوع السيد فقيه إيماني كخيارهم الأول هو أنهم ربما اكتشفوا من خلال أياديهم في قم أو إصفهان أنّ مؤسس هذا الاجتماع وهذه الرسالة هو السيد فقيه إيماني. من جهة أخرى، أعلن براءته على المنبر منهم وقال مراراً وتكراراً: "لا تحسبوا أعمال هؤلاء علي الإسلام والثورة. أفعالهم لا يوافق عليها الإسلام ولا الثورة. عندما رأوا أقوال الحاج وأفعاله العملية، أصبح خيارهم الأول. في ديسمبر 1979، كان الحاج يرتقي منبراً في اجتماع في حسينية للراحل الحاج مهدي حقيقي في شارع هاتف في إصفهان. وكان الإجتماع بعد صلاة المغرب والعشاء. بعد الاجتماع، لأنه كان علي عجلة من أمره للوصول إلى الاجتماع التالي، ربما كانوا من أوائل الأشخاص الذين غادروا الحسينية. في تلك اللحظة جاء راكبان علي دراجة نارية وأطلقوا الرصاص عليه".
رحماني: هل تم تحديد اسم ذلك المعتدي فيما بعد؟
فقيه إيماني: نعم تم الكشف عن اسمه. كان اسمه حسن تاج. قال أحد جيرانه، الذي كان قد خرج معه، إنه على مسافة 7-8 أو 10 أمتار قائلاً: عندما رأيت الجانب الآخر يطلق النار، توقفت على الفور وناديته بصوت عالٍ يا هذا توقف عن إطلاق النار. كنت أرتدي بدلة زرقاء. في ذلك الوقت، كان الزي الرسمي لضباط الشرطة بلون أزرق. نظر إليّ واعتقد أنني شرطي أو ضابط شرطة. قفز على الدراجة وغادر المكان بسرعة. كان مستعداً لإطلاق النار ثانية وثالثة. دخلت الرصاصة من تحت أذنه وكسرت فكيه وجميع أسنانه. كان قد شق لسانه طولياً وخرج من خده الآخر. في وقت لاحق، عندما واصل علاجه في طهران وخارجها، تم لف فكيه لفترة. بقيت آثار شظايا الرصاص حتى نهاية حياته. لمدة 45 يوماً، كان طعامه عبارة عن سوائل فقط. بعد الاغتيال، كان من الصعب عليه التحدث وتناول الطعام لفترة طويلة، لأنّ القنوات اللعابية كانت مقطوعة وفمه جاف باستمرار. وبطبيعة الحال، لم يعد بإمكانه ارتقاء المنبر، وكان من الصعب عليه تناول الطعام لبقية حياته، وكان هناك دائماً كوب من الماء بجانبه للمساعدة في ترطيب الفم. حدث هذا يوم الجمعة. الخيار الثاني كان المهندس الراحل بحرينيان، رئيس اللجان الثورية في إصفهان، الذي عمل تحت قيادة آية الله خادمي، والذي جرى يوم الأحد. لقد تعلموا من تجربة الليلتين السابقتين. اغتيل المهندس بحرينيان في الأزقة الخلفية لشارع مسجد السيد، بالقرب من مسجد درب كوشك (الآن شارع آية الله طيب)، وأطلقت 64 رصاصة يوزي نحوه. ثم هب الأهالي لنجدته واعتقلوا حوالي 4 أشخاص. واقتيدوا إلى السجن وأخذت منهم اعترافات أدت إلى التعرف على حسن تاج.
رحماني: أي تم التعرف على تاج من خلال قتلة المهندس بحرينيان؟
فقيه إيماني: نعم، هو نفسه اعترف. لكن في البداية تم تحديده بهذه الطريقة. كانت هذه العوامل مؤثرة للغاية في إصفهان. أرسل المرحوم قدوسي، النائب العام للثورة، ضابطاً إلى إصفهان أربع مرات بأمر من السيد الخميني (رحمه الله)، قائلاً إنّ المعتقلين يجب أن يحضروا إلى طهران لمحاكمتهم. رفضوا تسليمهم. وللمرة الخامسة، أمر السيد قدوسي الجيش أن ينزل بواسطة مغاوير الجيش بطائرة مروحية، دخلوا من خلالها السجن وقالوا: "نريد أن نأخذ هؤلاء الأشخاص" تم اعتقال 7 منهم في ذلك الوقت. من بين هؤلاء السبعة، لم يكن 3 رئيسيين في السجن و 4 كانوا في السجن. ونُقل عن الحاج قوله: "أين هؤلاء الثلاثة عندما قالت مغاوير الجيش؟" قال مسؤولو السجن: السيد ... (مسؤول في مدينة إأصفهان) أفرج عنهم بكفالة. تم نقلهم إلى طهران، ولكن تم إسكات القضية بعد فترة وتم إطلاق سراحهم. بعد نقلهم إلى طهران، حاولت عائلة الراحل بحرينيان جاهدة إيصال القضية إلى مرحلة ما، ولكن لأنّ مؤيديهم كانت عصابة مهدي هاشمي وكان لديه دعم كبير في ذلك الوقت، ظلت جميع حالات الاغتيال مسكوت عنها حتى حوالي عام 1986 عندما تم اعتقال مهدي هاشمي. وفي نهاية كتاب المذكرات السياسية للسيد ري شهري، وهو جزء من اعترافات مهدي هاشمي، يقول: لقد نفذنا اغتيال السيد فقيه إيماني. كما يوجد قسم يذكر فيه أسماء الموقوفين في هذه القضية. لا أتذكر باقي الأشخاص، لكن بالنسبة لحسن تاج، حكم عليه بالسجن خمس سنوات، وبعدها قضى حوالي عام ونصف وتم الإفراج عنه فيما بعد. يوجد اعتراض على هذه القضية وهي لماذا حكم عليه 5 سنوات فقط ولماذا تم الإفراج عنه؟ إنها مسألة أخرى. من يطلق النار على مسلم فهو محارب حتى لو لم يقتل الطرف الآخر، ولا تكون عقوبة المحارب 5 سنوات. ما سبب عدم متابعة القضية؟ هناك الكثير ليقال...
رحماني: ولم يرد أي رد من مكتب السيد منتظري أو أقاربه في هذا الصدد؟
فقيه إيماني: لا.
رحماني: هل لديك أي ذكريات عن نشاطاته بعد الاغتيال؟
فقيه إيماني: بعد الاغتيال، لم يستطع التدريس أو الذهاب إلى المنبر، ولا لديه القوة للذهاب نحو المسجد أو المحراب أو صلاة الجماعة. لذلك، أصبح تقريباً جليس البيت. كان جلوسه في البيت نعمة له وكان كتابة أعمال عن الإمامة وولاية المعصومين (عليهم السلام) والمهدوية. كُتبت معظم أعماله خلال هذه الفترة، وكتب كتباً قيّمة عن ولاية أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، والتي كانت بحمد الله أعمالاً إيجابية للغاية.
-------------------------------
[1] أجريت هذه المقابلة بتاريخ 30/12/2020م مع السيد محمد فقيه إيماني نجل المرحوم آية الله الشيخ مهدي فقيه إيماني.
عدد الزوار: 5529
http://oral-history.ir/?page=post&id=9744