تحديات باحث التاريخ الشفوي في حوار مع مؤلف كتاب جوهر الصبر

حوار واعداد: موقع التاريخ الشفوي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-01-23


من الأعمال الفائزة في الحفل الختامي لجائزة جلال الأحمد الأدبية الثالثة عشرة كتاب "جوهر الصبر" مذكرات السيدة جوهر الشريعة دستغيب الذي ألفته طيبة بازوكي ونشرته دار سورة مهر عام 2019م. يتناول هذا الكتاب، الذي تم اختياره من بين 474 كتاباً في القسم الوثائقي، مذكرات السيدة دستغيب،  الناشطة السياسية وممثلة أهالي طهران في الدورات الأولى والثانية والثالثة لمجلس الشورى الإسلامي.

بهذه المناسبة، التقى موقع التاريخ الشفوي الإيراني مؤلفة الكتاب السيدة طيبة بازوكي:

كيف أُقترح عليك مذكرات السيدة جوهر الشريعة دستغيب؟

في عام 2008، كنت مسؤولة عن أرشيف وحدة التاريخ الشفوي في مكتب الأدب للثورة الإسلامية. تعاونت سابقاً مع وحدة الثقافة الإيرانية المعاصرة في مجال البحث وكتابة المقالات. منذ فترة، كنت أعمل في أرشيف التاريخ الشفوي عندما اقترح حجة الإسلام سعيد فخر زاده (مدير وحدة التاريخ الشفوي آنذاك) أن أقوم بجمع مذكرات السيدة جوهر الشريعة دستغيب. بالإضافة إلى ذلك، قادت المشاركة النشطة في الاجتماعات المتخصصة لمراجعة ونقد الأعمال المنشورة في مجال التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية السيد هداية الله بهبودي (مدير مكتب أدب الثورة الإسلامية آنذاك) إلى اقتراح أن أتخذ خطوة في تجميع المذكرات.

ما هي فترة مذكرات السيدة دستغيب التي تشمل حياتها؟

يحتوي هذا العمل على ذكرياتها منذ ولادتها وحتى انتصار الثورة الإسلامية. في هذا الكتاب، يتعرف القراء على تكوين شخصية السيدة دستغيب السياسية والثقافية خطوة بخطوة، وخلالها تطبع في ذهنها صورة من الأحداث التاريخية لفترة 40 عاماً، بما في ذلك ما يلي: القضايا الاجتماعية والسياسية في العشرينيات (اندلاع الحرب العالمية الثانية وما بعدها)، القضايا الاجتماعية والسياسية في الثلاثينيات (تأميم صناعة النفط والأجواء بعد انقلاب 19 أغسطس 1953)، القضايا الاجتماعية والسياسية في الأربعينيات (بداية الحركة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني وتأثير القواعد الثقافية والسياسية مثل مسجد هدايت وحسينية إرشاد والجمعية الإسلامية للأطباء والمهندسين، وإلخ.. في زيادة الوعي العام)، القضايا الاجتماعية والسياسية في الخمسينيات (التعرف على الجماعات السياسة المناضلة بنهج مسلح، والتغييرات التنظيمية الداخلية في منظمة مجاهدي خلق، وأحداث مهمة في عامي 1977 و 1978م والتي أدت في النهاية إلى انتصار الثورة الإسلامية.

كيف أجريت المقابلات مع الراوي؟

تضمنت المقابلات الأولية لمحة عامة عن حياة السيدة دستغيب منذ الولادة وحتى أوائل عام 1976. نظرًا لأنّ هذه المقابلات تمّ اقتصاصها، كانت هناك حاجة لإجراء مقابلات إضافية. بدأت المقابلات التكميلية، بعد متابعات متكررة، في 27 اكتوبر 2012م وانتهت في 19 أبريل 2014. ومع ذلك، خلال هذه الفترة، كان هناك انقطاع لمدة 7 أشهر بين الجلسات بسبب وفاة أحد أبناء الراوية وإصابتها بمعاناة نفسية. بعد هذا الحادث المؤسف، خضعت لعملية جراحية في العين مرتين وقضت بعض الوقت في التعافي. أصيبت بعدها بنوبة قلبية مرة واحدة وتم نقلها إلى المستشفى.

ما هي الخصائص السلوكية التي امتلكتها عندما تحدثت إليها وشجعتك على مواصلة العمل؟

ما شجعني وحفزني على مواصلة العمل خلال جلسات المقابلة هو المزاج الجيد للسيدة دستغيب، ورباطة جأشها وصبرها في الإجابة على الأسئلة، وصدقها وتواضعها في التعبير عن ذكرياتها، وتجنبها للمبالغة والتركيز على الذات. كانت مراعاة العدالة في حقوق الأشخاص الذين كانت على علاقة بهم في ذلك الوقت والذين كانوا الآن إما ميتين أو لم يعودوا على اتصال من السمات الشخصية للسيدة دستغيب التي جعلتني أتحدث معها.

ماذا فعلت لتوثيق المحادثات وتكييفها مع المستندات المتاحة؟

لتوثيق أقوال الراوية، أشرت إلى المصادر المكتوبة (الكتب والمنشورات)، والفضاء الإلكتروني، وأرشيف التاريخ الشفوي، وأرشيف الثقافة الإيرانية المعاصرة. لقد فحصت أيضاً أكثر من 800 ورقة من المستندات التي تركها السافاك بخصوص الراوية وزوجها وابنتها. بالإضافة إلى كل هذا، ذهبت شخصياً إلى شيراز للتعرف على مسقط رأسها والأماكن التي ذكرتها. ساعدني التواجد في هذه المساحة على طرح الأسئلة بشكل أفضل لمعالجة أوجه القصور والغموض في التصميم. في الواقع، حاولت بطرق مختلفة أن أجعل عقل الراوية حساساً ومنخرطاً في أحداث تلك السنوات لتذكر ما يدور في ذهنها.

ما هي التحديات التي واجهتها أثناء القيام بذلك؟

في الأساس، يواجه الباحث في التاريخ الشفوي تحديات مختلفة في تسجيل كل مشروع، يستغرق الأمر وقتاً وتواصلاً وعملاً شاقاً للتواصل وإرضاء الراوي. عادة، لا يتشكل الشعور بالتعاون والثقة المطلوبين لإجراء مقابلة جيدة من البداية ويستغرق بعض الوقت. معظم الرواة غير مدركين للحاجة إلى تسجيل المذكرات الشفوية وتسجيلها وهم متشككون في القيام بذلك. لذلك، من واجبنا حل هذا الشك بطريقة ما. في بعض الأحيان يكون من الضروري إقناعهم بأنّ القيام بذلك هو استمرار لما قبلوه ودفعوا مقابله في الماضي. في بعض الأحيان يكون من الضروري تشجيعهم فكريا لدرجة أنهم يستنتجون أنّ القيام بذلك مهمة بالنسبة لهم.

في بعض الأحيان، ولأنّ الراوي لا يفرق بين المؤتمر صحفي والتاريخ الشفهي، فهو لا يتعاون. في هذه الحالة، ويجب أن يذكر له الغرض من مقابلة التاريخ الشفوي، وهو التساؤل وإزالة الغموض التاريخي للأجيال الحالية والمستقبلية. يجب عليك أيضاً أن تشرح له كيفية إجراء مقابلة التاريخ الشفوية، والتي تكون في شكل حوار بين الطرفين.

أحياناً ما يكون الوضع السياسي السائد عقبة أمام إجراء مقابلة. لأنّ الراوي يحجم عن إحداث مشاكل لنفسه ولأسرته. في هذه الحالات، حتى لو كان الراوي على استعداد للتعاون، فإنه سيؤثر بالتأكيد على جودة المقابلة. في بعض الأحيان، يعتبر بعض الرواة أنّ أنشطتهم غير مهمة ويخشون عدم حصولهم على إجابات لأسئلة جيل الشباب اليوم بالتعبير عن ذكرياتهم. ومع ذلك، ولمواجهة مثل هذه التحديات، يجب على الباحث في التاريخ الشفوي التحلي بالصبر والاهتمام بالعمل والوعي بضرورة وأهمية القيام به. لقد واجهت أيضاً بعض التحديات التي ذكرتها في هذا المشروع.

ما هي السمات البارزة لهذا الكتاب فيما يتعلق بأعمال مماثلة له؟

لهذا العمل عدة سمات تميزه عن غيره من المصادر المنشورة في مجال مذكرات المناضلات في الثورة الإسلامية. أولاً، يحتوي هذا الكتاب على قدر كبير من المعلومات والبيانات التاريخية. ثانياً، يمثل هذا العمل سرداً ثقافيًا لتاريخ الثورة. في وقت كان الخطاب السياسي السائد في المجتمع هو النهج المسلح.

ما هي الحاجة لتضمين روايات إضافية في نهاية الكتاب؟

كان تقديم روايتين مكملتين (وهما مقابلة مع صهر السيدة دستغيب وابنتها) أمراً مهماً لأنهما، أولاً، كانا متورطين في نوع من الصراع وقضيا بعض الوقت في السجن، وربما كان هذا الكتاب الفرصة الوحيدة لذكرهما. ثانياً، مذكراتهم تكمل الراوية. على أي حال، أعتقد أنه من المثير للاهتمام أن يعرف الجمهور ما حدث لأقارب الراوية بعد اعتقالهم. مما لاشك فيه أنّ هذه المعلومات ضرورية حتى لأولئك الذين يرغبون في استخدام هذا الكتاب كأساس لإنتاج مسلسل أو فيلم.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2777



http://oral-history.ir/?page=post&id=9719