تضحية أطباء الحرب، تبرع بدم الطبيب لأسير
زهراء سادات كرامي
ترجمة: حسن حيدري
2021-01-03
بُث برنامج ليالي الذكريات في نسختها التاسعة عشرة بعد الثلاثمئة على الإنترنت على موقع آبارات يوم الخميس 26 نوفمبر 2020م، مركزة على طب الحرب. شارك الدكتور إيرج محجوب والعميد غلام حسين دربندي ذكرياتهما.
الراوي الثاني في ليالي الذكرىات هو العميد غلام حسين دربندي المولود عام 1955م في طهران. في عام 1972م، عمل في الجيش في مجال الصحة وخدم في المركز الطبي لجيش جمهورية إيران الإسلامية. تابع دراساته العليا في العلاقات العامة والإلهيات والتمريض. في عام 1978 انضم مع مجموعة من الجنود ومجموعة من الثوار إلى صفوف المتظاهرين. عام 1980، عندما هاجم صدام المطارات الإيرانية، توجه إلى منطقة الجذابة مع اللواء الثالث. وعمل كطبيب في منطقة العمليات، في خوزستان حتى نهاية الحرب. في عام 1986، والحرب ما زالت قائمة، بدأ نشاطاً آخر مع خدماته العسكرية، وحتى الآن، بصفته راوياً للجبهة والحرب، يروي مجموعة من الذكريات عن نفسه وأصدقائه في الدفاع المقدس.
بدأ العميد أمير غلام حسين دربندي مذكراته على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم. لأنّ موضوع البرنامج هو الطب في الحرب، فأنا أحاول ذكر الذكريات الطبية والتمريضية والطبية للحرب.
كان للبحرية كتيبتان كوماندوز في بوشهر بقيادة "الكابتن صمدي" الشهير. جاء الحرس الثوري والقوات الثورية إلى المدينة مع القوات الشعبية، بالإضافة إلى القادة حينها، اللواء حسني سعدي والشهيد الكبير اللواء نامجو الذي كان قائدا لكلية الضباط آنذاك. إختاروا حوالي تسعمائة طالب في السنة الأخيرة من كلية الضباط وأخذوهم إلى منطقة خرمشهر بعشر طائرات سي -130. كانت هذه المجموعات التي وقفت ضد العدو. عندما بدأ غزو العدو، كانت هناك وحدة عسكرية تسمى كتيبة قلعة خرمشهر، واخذت سيارة جيب 106 وانطلقت لتصد هجوم العراقيين. بالضبط في اليوم الأول من الحرب، 22 سبتمبر 1980، حيث كان جزءاً من حامية قلعة خرمشهر.
كان في كتيبة القلعة ضابط يدعى النقيب زارعيان من أهالي مدينة جهرم. كان شجاعاً ولا يعرف الخوف، متحمساً ووطنياً، ثورياً وولائياً. لم يقف مكتوف اليد. كان يتحول بسيارته الجيب باستمرار من مكان إلي آخر. ليعتقد العدو كثرتنا. بينما كانت القوة قليلة جداً. لو كان لدينا عدد قليل من الأشخاص مثله، لما تمت السيطرة على مدينة خرمشهر بهذه السهولة. شارك في عمليات لاحقة، مثل عملية القدس. كما شارك في عملية الفتح المبين. خلال عملية رمضان انقطعت ذراعه وقطعت يده وسقط. انحنى وأخذ يده. لقد تعلمنا التضميد والإسعافات الأولية من قبل، ضمّد الجرح بنفسه. وضع معصمه المقطوع في جيبه حتى لا يراه أحد ولا تهبط نفسيات الجنود، وبدأ القتال بهذا الوضع.
يعلم الأحباء أنه خلال عملية رمضان كانت السواتربشكل مثلث وداخلها أصعب مكان للعملية، وفي الحقيقة لم ننجح. أصيب بشظية أخرى خلال العملية وبترت يده اليمنى وسقط. بُترت يده اليمنى بسبب النزيف. فقد أنفاسه الأخيرة وسقط. استشهد في عملية رمضان.
كم عدد هؤلاء المقاتلين الذين أصبحوا معاقين وتراجعوا للخلف؟ عانت المستشفيات. حالما تعافوا قليلاً، انطلقوا ووصلوا إلى الجبهة والخط الأمامي. كم عدد الأشخاص الذين تعرفهم ممن فقدوا أيديهم؟ المحارب الذي يتحرك بعصا ثم يستشهد. مقاتل ليس له يد مثل الشهيد الحاج حسين خرازي، الشهيد الكبير علي رضا موحد دانش، المحاربون الذين فقدوا أعينهم مثل العميد أراسته أو الحاج علي فضلي، المحاربين الذين ليس لديهم أرجل.
قصفنا العدو في الأيام الأولى للحرب حيث كانوا في جبال الله أكبر شمال سوسنكرد. كنا نائمين. لم تصبنا شظايا الهاون. لكن أصيب من كان معي في الخندق العقيد سجادي وبترت ساقه. كان من أهالي شيراز. ذهب وبعد فترة وضع ساقا اصطناعية وعاد إلي الجبهة. بحلول نهاية الحرب، لم يدرك رفاقه أنه فقد إحدي قدميه.
كم كانت أوقاتا جميلة وصعبة ورومانسية في نفس الوقت. أطباؤنا وممرضينا متواجدون في الخطوط الأمامية من الجبهات، أي من السلسلة الأولى للإخلاء، والتي نسميها إخلاء الجرحى، سلاسل الإخلاء من الحلقة الأولى للخط الأمامي، وهي المنطقة الأمامية من ساحة المعركة، إلى مكان تجميع الجرحى الذي نسميه محطة تجميع الجرحى. كانت عشرة أو خمسة عشر كيلومتراً خلف الجبهة. استطاعت حافلات وسيارات إسعاف وطائرات هليكوبتر أخرى القدوم وإجلاء الجرحى، ومن السلسلة الثانية إلى الثالثة التي كانت مستشفى الشهيد بقائي وداخل المدن الحربية، ومن هناك تم نقل الحلقة الأخيرة بطائرات سي 130 وبالقطار ووسائل أخرى. تم علاجهم في المستشفيات في مدن مختلفة من البلاد. بهذه الطريقة، ضحى الطاقم الطبي حقاً. سأقدم مثالاً أو مثالين.
كان معدل الإخلاء في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية بين أربع وست ساعات. في حرب فيتنام، تم تقليل هذا إلى ثلاث أو أربع ساعات. معدل الإخلاء في حربنا، كانت أطول حرب في المائة عام الماضية بعد حرب فيتنام التي استمرت 4000 يوم شديدة للغاية. كانت حربنا الأطول. قاتلنا لمدة 2887 يوماً. عندما نقول ثماني سنوات، فهو رقم واحد. في الحرب قللنا سرعة الإخلاء إلى 30 -40 دقيقة. بينما في بعض الأحيان كانت المسافة كبيرة جداً. كانت المسافة من خط الجبهة إلى المدينة خلف الجبهة، مثل عملية خيبر، من هناك إلى أول منطقة الأهواز وهي نورد، أقرب منطقة إلى منطقة الحرب بحوالي 170 كيلومتراً. ومع ذلك، قمنا بزيادة سرعة التفريغ إلى 30 -40 دقيقة. ماذا فعلنا؟ هل قلصنا الوقت؟ هل قللنا من المسافة؟ لقد ضحى أطباؤنا وممرضونا بأنفسهم، وتحركوا مع المحاربين في كل مكان. كانوا يديرون عيادات، ويديرون مستشفيات ميدانية. أنشأت المستشفيات الميدانية ومراكز لإجراء العمليات الجراحية. أجروا عمليات جراحية متخصصة. ذهب الأخصائيون إلى هناك. في بعض الأحيان ذهب الأخصائيون لإجراء عمليات في المخ والقلب. مثل مستشفى خاتم الأنبياء، مثل مستشفى السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، مثل مستشفى الإمام الحسين (عليه السلام). يتطلب الأمر الكثير من التضحية، حيث تنهمر قذائف المدفعية مباشرة. في بعض الأماكن حيث كانت المسافة قريبة جداً، مثل مستشفى خاتم الأنبياء على مفترق طريق فتح الذي أنشأ لعملية خيبر.
عندما رأى العدو ذلك، و مخالفاً لجميع البروتوكولات ومخالفة لجميع القوانين والمعايير الدولية (تتمة معاهدة 1864 في عام 1906 في جنيف ثم في عام 1929 في جنيف). رغم كل هذا أملى أعداؤنا على صدام أنه إذا أردت تدمير معنويات المقاتلين فاذهب واضرب المستشفيات والمراكز الطبية والمستشفيات الميدانية. نفس المستشفى الذي ذكرته خاتم الأنبياء، قدمنا شهداء كثيرين عندما قصفوهم بعد صلاة الفجر. الشهيد الكبير محمد علي رهنمون، الشهيد الدكتور خدا برست. المدير التنفيذي للمستشفى استشهد الجميع هناك. في سومار، جل زري، غربي البلاد، تم تنفيذ أسوأ هجوم وحشي للعدو، وهو هجوم كيماوي، على مستشفى سومار الميداني جل زري. كما تعلم، قمنا ببناء المستشفى الميداني حيث كانت هناك جبال، فوق المرتفعات، لجعلها أكثر أماناً. أسقطت أربع طائرات معادية أربع قنابل كيميائية وزن كل منها 250 رطلاً. سكبوا كل شيء على رأس هذا المستشفى الميداني الصغير. وصلت قوات المستشفى إلى المرتفعات. كانت الأقنعة قليلة أيضاً، ويغطون أفواههم وأنفهم بكوفية مبللة. في غرفة العمليات، كان الدكتور العقيد أحمد هجرتي يجري عملية جراحية مع العقيد الدكتور مصطفى رستم بور. كان الدكتور أحمد هجرتي في الجيش. وأيضاً الدكتور مصطفى رستامب ور طبيباً في مستشفى بعثت التابع للقوات الجوية. مثل غيره من الأطباء المخلصين، كان قد تطوع للذهاب إلى الجبهة. كان هناك قناع على أنف الدكتور هجرتي. وضعه علي شخص قد خضع لعملية جراحية في وجهه المصاب. تم وضع القناع الكيميائي علي وجه ذلك المصاب وسقط الدكتور هجرتي هناك واستشهد.
الدكتور أحمد هجرتي من أردبيل. كان الدكتور مصطفى رستم بور مريضاً جداً ووقع أرضاً. لقد استخدم العدو الخردل. نُقل إلى طهران وأرسل إلى فرنسا لتلقي العلاج. بعد خمسة عشر يوماً استشهد في مستشفى سان أنطوان في باريس. تم نقل جثته إلى إيران. هو الآن مدفون في بيجار. كان من هناك وزوجته طبيبة أيضاً.
كما تعرض المستشفى لأقسى قصف كيماوي. بهذه التضحية، خدم طاقمنا الطبي تحت النار تحت القصف. أي مقاتليه والطاقم الطبي.
كان الدكتور ناصر تابش مسؤولاً عن المستشفى في قاعدة دزفول الجوية. عولج في مستشفى قاعدة دزفول الجوية معظم المقاتلين لأنّ دزفول قُصفت بالصواريخ وأصيب كثير من الناس. لقد عمل بجد وكان لا يكل ولايمل من تقديم الخدمة. في بعض الأحيان كان يضع رأسه على سرير غرفة العمليات وينام. لم يستيقظ عندما جاء إلى مكان إستراحته، كانوا يهزونه، لكنه لم يستيقظ. كانوا يقولون إنّ الطريقة الوحيدة هي أن تهمسوا في أذنه وترددون عبارة لدينا مصابين حتي يستيقظ من نومه.
السيد ناصر تابيش الآن رجل عجوز ويعيش في الأهواز. خلال الحرب أجرى 18000 عملية جراحية. حطم الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس في الجراحة علي صعيد الحروب العالمية. واستمرت إحدى عملياته، التي كانت عبارة عن شظية في قلب جريح، إحدى عشرة ساعة. يقول في مذكراته: تغير طاقم غرفة العمليات ثلاث مرات، وكنت لا أزال أعمل. أحد أفعاله الصعبة والحساسة، هي التي صنعوا منها فيلماً بعنوان "انفجار في غرفة العمليات".
السيد فرامرز قريبان في دور الدكتور تابش. ماذا حصل؟ كانت قنبلة عنقودية لا تعمل في فخذ مقاتل. تعلمون أنّ لدينا ثلاث حالات مماثلة. اثنان منها كانتا قذائف هاون، وقذيفة هاون أصابت السيد صالحي، وهو أحد أحبائنا في مدينة تنكابن. كما أصابت قذيفة هاون مقاتلاً في ساقه ولم تنفجر. القنابل العنقودية أخطر من هذه لأنها تعمل إلكترونياً. إنها جاهزة للانفجار في أي لحظة. لم يكن أحد على استعداد للتقدم. نظراً لأنها قد تنفجر عند ملامستها لأصغر جهاز معدني. جاء وقال إنني سأقوم بإجراء العملية. لم يكن أي ممرض على استعداد لغسل يديه والمجيء إلى غرفة العمليات. اتصل بطهران هاتفياً، وجاء السيد أحمد إلى الأهواز، وحصل على تذكرة، ووصل بسرعة. رأوا أنهم إذا أخذوه إلى غرفة العمليات، فقد تنفجر غرفة العمليات. تم القيام بذلك في ساحة المستشفى، ارتدى الدكتور ملابسه وذهب معهم إلى غرفة العمليات. وقال سعادة الدكتور، عندما قطعنا الشرايين أثناء الجراحة، قطعنا المخاط للوصول إلى القنبلة، ولم أفعل ذلك حيث كان علي استخدام القسطرة الجراحية لأنّ التيار الكهربائي كان يمكن أن يفجر القنبلة. لقد استخدمت ملقطاً لتغطية الوريد والفيلم متاح. الفيلم الذي يزيل فيه تلك القنبلة العنقودية من جسم المريض. دخل الشخص الثالث. داخل غرفة العمليات، قام ضابط إزالة اللغم من سلاح الجو بفتح قنبلة عنقودية من على بطن المريض ونزع فتيلها. أي أنه قطع رأسها. كان يعمل بالقرب من جريح كان على وشك تفجير قنبلة عنقودية جاهزة. يتطلب الكثير من الشجاعة. بالإضافة إلى الشجاعة، فهي تتطلب الكثير من الالتزام وروح التضحية بالنفس. ليس لدينا مكان في العالم شهد مثل هذه الأعمال علي الإطلاق. الرجل الجريح على قيد الحياة الآن. السيد صفري، طبيب ولا يزال على قيد الحياة وحاضراً، وعندما رأى العدو أنه حتى طاقمنا الطبي كان هكذا، حاولوا استهداف المستشفى أكثر. تم أسر عدد من الأطباء والممرضين الذين ضحوا بالغالي والنفيس. كما فتحوا جبهة داخل قلب العدو. ظلت هذه لم تقال. لنتذكر أنه كان لدينا 72113 سجيناً عراقياً داخل إيران، و 42 ألف سجين إيراني في العراق، بعضهم أطباء وممرضين، ولديهم أطباء أيضاً. كيف تعاملنا مع السجناء وكيف عاملوا سجنائنا؟ أحد أطبائنا، والذي كان أيضاً مدير مستشفى قاعدة خرمشهر البحرية، تم القبض عليه برفقة ثلاثة أطباء وهم، الدكتور كاكوتي، والدكتور عظيمي نيا والدكتور جلالوند. تم إطلاق النار على سيارة الإسعاف في الطريق من آبادان إلى الأهواز، وانقلبت السيارة وتم أسرهم. أصيب الدكتور عظيمي نيا بشظايا قذيفة هاون بعينيه. خرج قلبه وأمعائه وبُترت أصابعه. أصيب الآخرون أيضاً. قال إنهم أفرغوا عيني دون أن يأخذوني إلى المستشفى. تم قطع ثلاثين سنتيمتراً من أمعائي. لا يزال لديه مكتب في طهرانسر. أطلق سراحه بعد عشر سنوات. دام أسره عشر سنوات. أي أنه تم القبض عليه في الأول من أكتوبر 1980. أطلق سراحه بعد عشر سنوات من الحرب. استندت بالمقابلة كوثيقة لما قلته. المحرر مرتضى رستمي قصة اصبع تم قطعه في سجون البعثيين. كان اصبعه يؤلمه جداً. قال إنّ إصبعي تحول لونه إلي الأسود و أشعر بألم شديد. ربما يكون الأمر سيصبح جيداً مع إستخدام حقنة وحبوب، لقد قطعوا إصبعي. هذه هي تكريم دفاعنا المقدس، وأهنئ أولئك الذين يقيمون ليالي الذكريات حتى يتمكن الأحباء من جيل الشباب من سماع أصوات المحاربين. يجب ألا نسمح بتشويه افتخاراتنا. نفس الجملة الصادرة عن المرشد الأعلى الذي قال إنّ أعداءنا اليوم أعداء حتى من خلال الاحتفاظ بذكرى المحاربين حية. إذا مرض أحد جرحانا، كان لدينا مصابين كثيرين قمنا بعلاجهم. في بلادنا قمنا بتقديم العلاج إليهم فقال الإمام (رحمه الله): هؤلاء هم ضيوفكم.
مثال آخر على حالة جرحى عراقيين في إيران (تم فحص حوالي 800 عينة) هو رجل جريح يدعى جاسم طعمة الشاطي، كان مصاباً بألم في إصبعه وكان في ثكنة برندك في طهران. تم إحضار سيارة إسعاف إلى طريق عباس أباد السريع، مستشفى الجيش رقم 501. ولم يقم الطبيب ببتر إصبع هذا الرجل العراقي الجريح. كتب عشر جلسات من العلاج الطبيعي. سيارة إسعاف كانت تأخذه بين الفينة والأخري بشكل منتظم. يتم تسجيل التواريخ هنا. نحن نؤمن بأنه، من أحيا نفساً فأنمكا أحيا الناس جميعاً. إنسان مثل كل البشر على وجه الأرض، حتى لو كان عدونا.
وكتب قيس المطحوري وهو سجين عراقي مصاب: أصبت بجروح. كنت بحاجة لعملية جراحية. أخذوني إلى غرفة العمليات لإجراء العملية. العقيد الطبيب الإيراني، لأنّ الاحتفاظ بالسجناء لدى حرس الجيش، كان مساوياً للقانون، واحتجزوني في معسكرات الجيش. في مستشفى يختص بالجيش. فقط بالنسبة لأسرى العدو في مستشفى دار آباد 505، كان يحتوي على الكثير من المساحات الخضراء في منطقة ممتعة للغاية في طهران من حيث الطقس. كان رئيس المستشفى العميد الدكتور همايون افتخاري. يقول: تم نقلي إلى غرفة العمليات. كنت بحاجة إلى الدم. لم يتم العثور على دم مماثل لفصيلة دمي. كان العقيد الجراح الذي كان يجرى لي العملية كبيراً في السن. كان رجلا عجوزاً. نام في غرفة العمليات وقال خذوا من دمي واحقونه في جسم هذا السجين. فصيلة دمي تشبه فصيلة دم هذا الأسير. أين توجد هذه التضحية في العالم؟ يتهمنا العالم بعدم احترام حقوق الإنسان. هل حقاً يفهم معنى هذه الكلمات؟! وهل يفهم معنى تضحية طاقمنا الطبي إلى هذا الحد؟ ما الجرائم التي يرتكبونها في سجونهم في غوانتانامو وأبو غريب وعشرات السجون الأخرى ببغداد! خذوا المصاب وسيقوم الطبيب بحقن الدم له!
قال الإمام إنهم ضيوفكم. يكتب المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي جاء لزيارة إيران أو ممثليها أو إلي سجون الأسري الإيرانيين في العراق، أننا في إيران نرى الكثير من الجرحى العراقيين في المستشفيات. لكن نادراً ما نرى جرحى إيرانيين في العراق. وخلص هو نفسه إلى أنّ العراقيين قاموا بإجلاء الجرحى الإيرانيين بشكل أقل واستشهدوا وقتلوا، لكن الإيرانيين أعادوا الجرحى من الخطوط الأمامية الذين كانوا في حالة حرجة. أنا نفسي أحد مسؤولي الصحة في الخطوط الأمامية، وبالإضافة إلى الجرحى الإيرانيين الذين كانوا ينقلون في الشاحنة، سقط أيضاً جرحى عراقيون. عانقت هؤلاء الجرحى وأخذتهم. بينما كنت أفعل ذلك، كنت أعتني بجرحى العدو دون أي فرق. لم يميز أطباؤنا بين جرحى العدو إطلاقاً.
كنت أرغب في إجراء عملية جراحية لنفسي، سألتهم أريد مستشفي جيداً ونظيفاً وهو مستشفى 505، وقالوا إنه خاص بالعراقيين. ذهبت إلى هناك وأتممت العملية الجراحية. عندما جاء الدكتور افتخاري رئيس المستشفى لزيارتي في منتصف الليل كان جرحى العدو يرقدون بجانب سريري، حيث يعتني بهم كما يفعل ذلك معي أيضاً. وقال: أجريت عملية جراحية لثلاثة مرضى اليوم بعد العملية قالوا لي: أحدهم طيار والآخر من قوات الباسيج وبينهم أسير. لكني لم ألاحظ الفرق بين المرضى في غرفة العمليات. هذا يعني ذروة الإنسانية في الحرب. ويخضع عدد من الطواقم الطبية حالياً لغسيل الكلى بسبب مخالطة بعض المصابين بالكيميائي.
الصلوات والتحيات إلى إرواح الشهداء الطيبة ولا سيما شهداء الكادر الطبي الذين استشهدوا في الخطوط الأمامية بالجبهات. السلام علي الحسين و علي أولاد الحسين وعلي اصحاب الحسين.
عدد الزوار: 2797
http://oral-history.ir/?page=post&id=9672