ذكريات نادر نوفر من مساعدة المدارس للجبهات
إعداد: فائزة ساساني خواه
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2020-12-27
عندما أصبحت مسألة مساعدة الجبهة ضرورة ماسة. اعتقدنا أننا يجب أن نتعامل مع هذه المسألة بحكمة أكبر. تشاورنا مع "السيد أحمدي بور" و"السيد خجسته" وعدد قليل من الأصدقاء الآخرين وركزنا على نقطتين، الأول هو أنه لا ينبغي أن تكون المساعدات مبعثرة، والآخر هو أنّ المساعدات يجب أن تتناسب مع الاحتياجات الحقيقية للمقاتلين. النقطة الثانية كانت مهمة جداً. على سبيل المثال، إذا كنا قد قررنا إرسال المواد الغذائية إلي الجبهات، فنحن بحاجة لمعرفة الموسم الذي نحن فيه، ما هو نوع الغذاء المناسب؟ جرت هذه المناقشات في أواخر الخريف مع اقتراب الشتاء. كان من المفترض أن نعد المربى على فطور المقاتلين. مربى الورد. كان المربى دافئاً بطبيعته وكان يعتبر إفطاراً جيداً في البرد. أبلغنا أولاد المدرسة بهذا القرار. قلنا إننا نريد طهي المربى لإرسالها إلى الجبهات. كل شخص لديه سكر ليحضره، نحتاج أيضاً إلى الورد المجففة. في اليوم التالي، جاء الأولاد إلى المدرسة بأكياس مليئة بالسكر. كما أحضروا الورد. لكنها لم تكن كافية. اشترينا ما كنا نحتاجه بالمال الذي تبرع به الشباب من متجر في تقاطع "الشهيد بهشتي". لأنه لم يكن لدينا أواني الطبخ في المدرسة، أعلن السيد خجسته استعداده لطهي المربى بمساعدة أسرته وإحضاره إلى المدرسة. في وعائين كبيرين، أحضرنا المربى إلى المدرسة. الآن علينا الاستعداد لتعبئتها. ذهب الأولاد للبحث عن الكرتون وعلب زجاجية. كان الجزء الأكبر من المربى يصنع في المنازل. بعد ظهر أحد الأيام، تجمع الأطفال لتعليبها. قسّمنا العمل. قام البعض بتنظيف العلب الزجاجية، وقام البعض بصب المربى بداخلها بملعقة، وأغلقت مجموعة أخرى الزجاجات ونظفوها مرة أخرى. كما قمنا بإعداد قطعة من الورق لتلصق على الزجاج، وفي أحد أجزاء هذه الورقة قمنا بوضع ختم شعار المدرسة وبقي الجزء الآخر لكتابات الطلاب. تم لصق الأوراق على الزجاج بواسطة طالب اسمه "ستوده". كان أكثر من ستمائة علبة زجاجية. قمنا بتعبئتها في علب داخل الكرتونات وأصبحت جاهزة للإرسال إلى الجبهة. استمر هذا نصف يوم، وخلال النصف اليوم، وأثناء العمل، كان الشباب يرفعون أيديهم بالدعاء ويمزحون ويستمعون إلى الذكريات...[1]
كان عام 1986م. خدمت في مدرسة "أمير خيزي الثانوية". ذهبت تبرعات كثيرة من المدارس إلى الجبهات، تم اقتراح الطعام والملابس وما إلى ذلك من قبل مقر دعم الحرب في دائرة التربية والتعليم لمحاولة تقديم مساعدة الطلاب للجبهة للمركبات (سيارة أو سيارة إسعاف). كان عرضاً مثيراً للاهتمام. قلنا إننا نحاول معرفة ما إذا كان بالإمكان فعل شيء. جئنا إلى المدرسة وأخذنا التبرعات نحو المعونات النقدية. طبعاً لم نمنع التبرعات غير النقدية لكننا اثارنا موضوع شراء سيارة اسعاف للجبهة في المدرسة وطلبنا من الجميع احضار التبرعات النقدية قدر المستطاع. كنا نعلم أنّ شراء سيارة إسعاف بهذه الظروف الاقتصادية كان صعباً على مدرستنا. ذهبنا وتحدثنا مع ممثل مصنع نيسان حتي يحتسب لنا سعراً مناسباً دون التكاليف الأخري وليس تحقيق ربح على سيارة الإسعاف. وافق علي طلبنا، هذه المرة أردنا جمع التبرعات، حيث انتقلنا من صف إلي آخر. اعتقدنا أنّ هذا سيخلق منافسة بين الصفوف. في معظم الأوقات، كنت أذهب من صف إلي آخر. لقد طلبنا أيضاً من معلمي المدارس الثانوية ذوي النفوذ والشهرة الذهاب إلى الصفوف والتحدث مع الطلاب. أخيراً ذهبنا وجمعنا الأموال من الصفوف. كتبنا القائمة والمحضر وأخبرناهم بإحصائيات كل صف. جمعنا كل المساعدات لكن احتجنا لأموال أكثر لشراء سيارة إسعاف. في الإنصاف ، لم يفوت طلاب المدرسة الثانوية أي شيء. عادة، يدفع كل شخص عشرين توماناً وخمسين توماناً. حتى إنني أتذكر الشهيد "رهنمود" الذي أظهر أنه لا يستطيع المساعدة. ساعد مائة تومان. أبلغنا أصدقاء آخرين. في النهاية، بذل طلاب مدرسة "والفجر" الثانوية في شارع "ششكلان" الذي كان معلمهم السيد "خادم حسيني"، جهداً، وتم جمع الأموال المتبقية.
أتذكر أنّ السيد "بارسيان"، مسؤول دعمنا، كان مسؤولاً عن نقل سيارة الإسعاف إلى الجبهة. أخذنا سيارة الإسعاف إلى الجبهة الغربية وسلمناها إلى مقر الحرب.[2]
-----------------------------------------
[1] البحث : رضايي نيا، حسين وحيد، تجميع: رشيدي كرشان، روح الله ، مربا الورد، مذكرات التربويين في الستينيات من محافظة أذربيجان الشرقية، بتكليف من الجبهة الثقافية للثورة الإسلامية، طهران، دار المعارف للنشر، المجلد الأول، شتاء 2017، ص 39.
[2] المصدر نفسه، ص 45.
عدد الزوار: 2347
http://oral-history.ir/?page=post&id=9651