الجزء الثاني "المؤتمر الثاني عشر للتاريخ الشفوي الإيراني"

عدم الإهتمام اللازم لمنظمات الحرب النشطة في مجال التاريخ الشفوي

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2020-01-12


توصلت السيدة "بيمانة صالحي" في مقال بعنوان "التاريخ الشفوي لمساعدية الحرب في الوزارات ومقر الدعم من الجبهة في المنظمات الحكومية "السياسات والتطلعات" إلي هذه النتيجة أنه وبشكل عام، لم تكن لدينا أي منظمة تنشر أنشطتها في مجال دعم الجبهات بشكل متمركز، سواء كان عن طريق المصادر المكتوبة أو عن طريق التاريخ الشفوي، وتحديد عناوينها. لا يزال هناك العديد من المجالات في الروايات الشعبية وأفراد الأسرة في الحكومة التي تحتاج إلى عناية واهتمام. يمكن لهذه المعلومات أن تصور بشكل غير مباشر الصورة الذهنية والعاطفية للحرب.

وفقاً لموقع تاريخ إيرن الشفوي، أقيم " المؤتمر الثاني عشر للتاريخ الشفوي الإيراني" في تاريخ 18 من ديسمبر 2019م، بهدف "شرح النسبة والضرورة، إلإعتراف بالدور وإعادة أولويات التاريخ الشفوي في مجال جهاد البناء والصناعة والهندسة والإسناد في الدفاع المقدس"، وذلك بهمّة وجهود  جمعية التاريخ الشفوي الإيراني وجامعة إصفهان ودائرة المحاربين التابعة لجهاد الزراعة وشركة صهر الحديد (ذوب آهن) إصفهان، حيث عُقد هذا المؤتمر في قاعة صائب بكلية الأدب والعلوم الإنسانية لجامعة إصفهان.

الموارد البشرية واسعة النطاق، واحدة من قدرات التاريخ الشفوي

بدأ الجزء الثاني من المؤتمر بعرض لعدد من الأعمال المنشورة في مجال التاريخ الشفوي، وقدم محمود نجيمي والدكتور مرتضى  مساح والدكتور مرتضى رسولي بور ورمضان علي كاوسي والدكتور أصغر منتظرقائم، توضيحات موجزة عن أعمالهم.

وترأس كل من "الدكتور مرتضي دهقان نجاد" والدكتور "محمد علي جلونكر، وحجة الإسلام والمسلمين سعيد فخرزاده" رئاسة مجلس إدارة المؤتمر. كما قدّم "الدكتور محمد رضا كلان فريبايي" مقالة بعنوان "مجالات ومواضيع وضروريات التاريخ الشفوي للصناعة والهندسة ودعم الدفاع المقدس" كالتالي:" أولاً، نريد أن نرى كيف تؤثر قدرة هندسة التاريخ الشفهي على إعادة إنتاج خطاب الجهاد على تطور الصناعة الوطنية. إذا قمنا بإضفاء الطابع المؤسسي على فهم الخطاب في هذه المناقشة، فسيتم تطبيق القدرات الكبيرة للماضي في ضوء المستقبل والمستقبلية. كما يجب أن نكون ممتنين لمن حفروا الخنادق دون خوف ووجل وقدموا خدمة لتاريخ البلاد، والتي يسعى التاريخ الشفوي في هذه الأيام إلى إحياء إمكاناتها لمستقبل البلاد. يساعد فهم الخطاب على استخدام أساليب العلوم الاجتماعية والمواقف متعددة التخصصات للتعبير عن الذكريات. لا يمكن أن يحكم المجتمع الإيراني نظام واحد، ومن المؤكد أن اتباع نهج متعدد التخصصات يمكن أن يحكم المجتمع بطريقة مرغوبة. الهيكل المركزي في تطوير الصناعات الوطنية هو ضرورة مهمة نؤكد عليها في فهم الخطاب. من المهم بالنسبة لنا أن ننظر إلى التجربة الإنسانية في الماضي، والمنظور العلمي والعالمي، وأن نولي الاهتمام للاتجاهات النموذجية. إذا ما انتبهنا إلي القضايا النموذجية، فلن ننشغل بجماعة وفصيل. التوظيف الواسع النطاق هو واحد من قدرات التاريخ الشفوي. يستخدم هذا المورد البشري الواسع في التاريخ الشفهي في تطوير الصناعة الوطنية ويخاطب الخبراء ويعبر عن آرائهم ويبلغهم بضرورة التنمية وأنماطها. القدرة الثانية هي مجال موضوع واسع من التاريخ الشفوي. اليوم يمكننا أن ندخل في قضايا التاريخ الشفوي التي لم تكن موجودة من قبل. على سبيل المثال، تساعدنا التكنولوجيا والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في تطوير البلد. القدرة الثالثة للتاريخ الشفهي هي وجود العنصر النسائي في المجتمع. حيث أن مجتمع النساء ذوات القدرات المتميزة في مجالات العلوم والصناعة والبناء موجود في التاريخ الشفهي الذي يمكن استغلاله. النقطة المهمة التالية هي لدينا فجوة بين الأجيال يمكن أن تملأ الفراغ بالتاريخ الشفهي وأن تنشئ علاقة بين الماضي والجيل الجديد. ينتمي الجهاديون في جهاد البناء في زمن الحرب إلى جيل سابق لعب دوراً تاريخياً في سنوات الدفاع المقدس الثمانية ويشكو الآن من سبب عدم قدرة الجيل الجديد على فهم قيمة هذه المادة. يجب اقتناعه من خلال الحوار المثمر ونقل المعلومات والبيانات المفيدة إلى الجيل الجديد. هناك العديد من الوثائق وجهات النظر حول التاريخ الشفوي والتي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر. لقد جهدنا خلال الحرب. لكن خلال عصر الصلح والسلام أهملنا مبدأ الجهاد ولم نسجل هذه التضحيات".

كما شرحت "الدكتورة سمانة لاجوردي" مقالتها بعنوان " شرح الخلفيات والظروف الاجتماعية لتشكيل جهاد البناء كالتالي: "التأريخ والتسلسل الزمني أدوات لتنظيم تصوراتنا. هذه هي أداة حيوية للتخطيط الاستراتيجي. يمكن أن يكون لتفسير تكوين  جهاد البناء تأثير على رأس المال البشري في المستقبل. فخر جهاد البناء هو أنه أول كيان عفوي وثوري تم تشكيله ولا ينبغي أن يكون دمجه مع جهاد البناء أن يكون في سبيل نسيانه وإهمال أدائه ودوره في إزالة الحرمان كما حدث إبان الحرب".

 

التاريخ الشفوي، مقدمة في إدارة المعرفة

وجاء المقال الثالث تحت عنوان "التاريخ الشفوي لمساعدية الحرب في الوزارات ومقر الدعم من الجبهة في المنظمات الحكومية" والتي قدمته السيدة بيمانة صالحي كالتالي: "لم تكن لدينا أي منظمة تنشر أنشطتها في مجال دعم الجبهات بشكل متمركز، سواء كان عن طريق المصادر المكتوبة أو عن طريق التاريخ الشفوي، وتحديد عناوينها. تعد مقابلات التاريخ الشفهي نوعاً من الأبحاث التاريخية التي تبدأ بأسئلة حول الأحداث الماضية التي ما زالت حية وبصحة جيدة. يواصل بحث التاريخ الشفوي تفسير ما يفعله الشهود ومرتكبوه. ينظر المؤرخون الشفهيون إلى فوائد التاريخ الشفهي بطريقتين رئيسيتين: الأولى هي العثور على معلومات جديدة، خاصة المعلومات المفقودة في التاريخ. النهج الثاني هو البحث عن الأحداث الماضية والنتائج التي تم الحصول عليها كـ "وثائق شفهية". إذا تم طرح نهج التاريخ الشفوي للأسئلة، وتم القيام به بشكل صحيح من البداية إلى النهاية، فستظهر أدلة جديدة وسيكون من الممكن فهم الأحداث بشكل شامل وكامل. المقابلات والتاريخ الشفوي شفهية وتسعى لاكتشاف الواقع. بالطبع، في مقابلات التاريخ الشفوي، هناك مشكلة شائعة تتمثل في اكتشاف الحقيقة بين القائم بإجراء المقابلة والذي تتم مقابلته.

الحرب هي واحدة من أقدم الموضوعات البشرية. مع نهاية كل حرب، لا يزال هناك دليل يوجه الباحثين إلى طبقاتها المخفية. أحد مواضيع الدفاع المقدس هو معالجة ودراسة روايات المدراء التنفيذيين والمسؤولين والخبراء الحكوميين خلال سنوات الحرب. في هذا المقال، حاولت أن أقدم ملخصًا للوضع الحالي، في ضوء الوثائق المكتوبة ومقابلات قليلة مع مختلف الوزارات. كما أنني لم أركز على وزارة معينة لمعرفة أين يمكن أن تحدث أنشطة التاريخ الشفهي. لدي عينة من الأسئلة في المقال. لقد ذكرت الموضوعات والعناوين حتى نتمكن من فحص أنشطة الوزارات الفردية خلال فترة الدفاع المقدس في المستقبل.

يمكن الإشارة إلي التخطيط ومراقبة نشر القوة في الجبهة في سجل سياسات الوزارات والمنظمات في فترة  الدفاع المقدس. بعد بدء الحرب، تم تأسيس مساعدية وزير الحرب في جميع الوزارات تحت إشراف الوزير المختص. منذ البداية، ساعد الجبهة، ثم اتخذ خطوات فعالة ومؤثرة خلال قصف المناطق السكنية لمساعدة الناس. بالإضافة إلى التخطيط لمساعدية وزير الحرب، كانت الوزارات والقواعد لتعبئة المكاتب والمنظمات، وتقوم بتدريب وابتعاث القوات. كذلك، من أجل عدم تعطيل الأنشطة المتخصصة لكل وزارة، لم يتم إرسال جميع القوى العاملة في القطاع إلى الجبهات. حتى مقابلات التاريخ الشفوي والوثائق المكتوبة أظهرت أنه عندما تم إرسال المدراء إلى الجبهات، كما كانوا يقيّمون النساء اللائي يتم استخدامهن بشكل مناسب لإدارة تلك الوزارة. يعد إرسال الآلات والمعدات إلى المقدمة مسألة أخرى يجب تسجيلها من خلال التاريخ الشفهي والمستندات المكتوبة. حدد المدراء والخبراء العناصر اللازمة بناءً على الطلبات الواردة من الجبهات. تم إهمال الإجابات على هذه الأسئلة. من هم الخبراء الذين شاركوا في تحديد احتياجات الخطوط الأمامية في الجبهات؟ ما هو التعاون الضروري مع المساعد الإداري وما هي الخلفيات؟ ما هي المؤسسات والمنظمات التي تعاونت أكثر من غيرها؟ هل كانت هناك ميزانية لشراء الآليات من  قبل رئاسة الجمهورية؟

المسألة التالية هي الدعم الفني للجبهات. من المؤكد أنّ تقديم المعدات لن يكون مفيداً دون إرسال متخصصين ملتزمين وفعالين. كانت الوزارات ترسل خبراء فنيين وفقاً لأنشطتهم المتخصصة. كان لوزارة البترول ووزارة الطاقة ووزارة البريد والتلغراف والاتصالات دور رئيسي فيما يتعلق بالوزارات الأخرى، وقد قاموا بالعديد من الأنشطة في مجال الدعم الفني للجبهات، والتي للأسف لم تقم بأبحاث مستقلة في هذا المجال. من المهم أيضاً تسجيل موقف مديري المنظمات بعد الحرب في مجال التاريخ الشفهي. يتم تشكيل "مقر دعم الجبهة المركزي" في المؤسسة الرئاسية. كان لكل محافظة من المحافظات مقر منفصل يحمل نفس الاسم في المحافظة، والذي دعم الجبهة تماشياً مع موقف المسؤولين في المقر. بالإضافة إلى دعم الموارد البشرية ومعدات الإرسال، حافظت أيضاً على السلامة العامة في المدن والمناطق السكنية. كما شعر نواب وزراء الحرب بالمسؤولية عن ضمان أمن الموظفين في المناطق المدنية. توثيق مواقف السلطات في هذا المجال سيفتح مجالات جديدة للباحثين بمساعدة التاريخ الشفهي. على سبيل المثال، إنشاء العديد من الملاجئ، التي تم بناء الكثير منها من قبل الوكالات الحكومية. قامت وزارة الداخلية ببناء ملجأ كان يستخدمه جميع الأشخاص وقت إطلاق الصواريخ. في هذا الصدد، قد تطرح الأسئلة التالية: "ما هي السياسات التي وضعت أصلاً لبناء مثل هذا المأوى؟ من هي الدول التي استخدمنا تجاربها في هذا المجال؟ ما هو المكان المناسب لبناء المأوى؟ ما هي المنظمات التي كانت الأكثر نشاطا في هذا المجال؟ وما هي ذكريات الذين لجئوا إلى الملجأ؟ ما هي التدابير التي اتخذت للحفاظ على سلامة الملاجئ عند استخدامها؟"

مما لاشك فيه، يمكن أن يؤدي استخدام السجل الشفهي إلى تحويل المعلومات الموجودة في ذهن المرء إلى معرفة مكتوبة. التاريخ الشفوي يمكن أن يكون مقدمة لإدارة المعرفة. يمكن طرح هذه الأسئلة من قبل المتقاعدين من مختلف المنظمات التي كانت موجودة في ذلك الوقت والتي أنتجت المزيد من المواضيع. كما أنه من المهم دراسة آراء أفراد الأسرة في زمن الحرب. في الواقع، الدفاع المقدس لا يقتصر فقط على تسجيل ذكريات القادة والمحاربين. ظلت ذكريات الناس والمعلومات حول الحرب ودور الوكالات الحكومية في أوقات الحرب دوراً مهملاً. الفرق في موقف الهيئات الحكومية التي لم تكن موجودة على جبهات الحرب هو السبب وراء كونها أقل وضوحاً. لكن دعم الجبهة يمكن أن ينتج رواية جديدة تكمل رواية المحاربين. القضية التالية هي مقر متابعة منكوبي الحرب آنذاك. تعد هذه المؤسسة واحدة من الوكالات الحكومية التي تم تأسيسها لاحقاً في إطار وزارة الداخلية لمساعدة وتلبية احتياجات لاجئي الحرب، والإشراف على برامج الرعاية والإسكان والتعليم. في هذا الصدد، أيضاً، هل لدينا أي عمل بحثي متماسك حول ما إذا كانت مؤسسة شؤون الحرب يمكنها تحقيق أهدافها المقصودة بحلول نهاية الحرب وبعدها؟

الموضوع التالي الذي تمت مناقشته قليلاً، هو الأنشطة الثقافية والفنية التي تقوم بها وزارة الإرشاد وبعض المنظمات خلال الحرب. عندما نقرأ ذكريات المحارب، نجد أنّ هذه الأنشطة كان لها تأثير كبير على معنويات المحارب. لا يزال هناك العديد من المجالات في الروايات الشعبية وأفراد أسر الحكومة بحاجة إلى أن تؤخذ في الاعتبار أنّ هذه المعلومات يمكن أن تصور بصورة غير مباشرة صورة الحرب العقلية والعاطفية.

لقد أقيم " المؤتمر الثاني عشر للتاريخ الشفوي الإيراني" في تاريخ 18 من ديسمبر 2019م، وذلك بهدف "شرح النسبة والضرورة، إلإعتراف بالدور وإعادة أولويات التاريخ الشفوي في مجال جهاد البناء والصناعة والهندسة والإسناد في الدفاع المقدس"، وذلك بهمّة وجهود  جمعية التاريخ الشفوي الإيراني وجامعة إصفهان ودائرة المحاربين التابعة لجهاد الزراعة وشركة صهر الحديد (ذوب آهن) إصفهان، حيث عقد المؤتمر في قاعة صائب بكلية الأدب والعلوم الإنسانية لجامعة إصفهان.

يُتبع...

الجزء الأول لـ "المؤتمر الثاني عشر للتاريخ الشفوي الإيراني"

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3424



http://oral-history.ir/?page=post&id=9007