مع مذكرات أمير ثامري-1

دور مجموعة أبو ذر خرمشهر في المدينة والحدود

فائزة ساساني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-12-03


صادفت بداية مراهقة أمير ثامري مع انتصار الورة الإسلامية ووقوع أحداق مهمة في خرمشهر. ورافقت هذه الاحداث مع حدث "خلق عرب" وبداية الحرب.

ولد ثامري في 1962 في مدينة آبادان وبعد الانتهاء من الابتدائية هاجروا إلى خرمشهر، وهو عضور مهم ونشط في مجموعة أبو ذر منذ بدايتها وحتى نهايتها. وقد وقفت هذه المجموعة الشعبية مع الثورة في أكثر الأوقات حساسية ودافعت عنها.

حاورت مراسلة موقع التاريخ الشفوي أمير ثامري مستفسرة عن ما بعد انتصار الثورة وأول أيام الحرب المفروضة. وهي ليست مذكرات محددة بشخص بل بمجموعة شعبية تشكلت بعد انتصار الثورة.

متى تأسست مجموعة أبو ذر؟

تأسست مجموعة أبو ذر الغفاري المعروفة بمجموعة أبو ذر في بداية انتصار الثورة الإسلامية على يد أبي عبد العلي ثامري وصاحب عبود زادة في خرمشهر. كان أبي معروفا جدا ولا يهاب شيئا، يعرفه الكثير من الناس ويحسبون له ألف حساب. ولأنّ أبي كان عربيا استطاع ادخال الكثير من العرب في المجموعة.

وفي اليوم الذي أخذ الناس الأسلحة من المعسكرات، كان منزلنا عبارة عن طابقين، وتحوّل إلى مخزن أسلحة. بالطبع منذ فترة الشاه، كان العشائر الساكنة في آبادان تمتلك أسلحة كلها. وكنا نعرف التعامل مع الأسلحة وأبي دائما لديه سلاح في البيت.

إضافة لمنطقتنا التي كانت كبيرة، جاءنا شباب منطقة كوت الشيخ الساكنين على الجانب الآخر من النهر واجتمعوا بنا. في الحقيقة توحدت مجموعة صاحب عبود زادة والذي كان من العرب، مع مجموعة أبي وكانت المجموعة تكبر مع كل يوم.وكان الكثير من شباب ومراهقي المدينة مثل حميد ريحاني وإخوته والشهيد مسعود باكي والشهيد بيجن طالبي وأبناء عمه الشيد رحيم واالشهيد رياض ثامري والشهيد مرتضى عمادي وأخوه مصطفى والشهيد تقي محسني فر وحميد وأحمد حسني فر وجبار بيكي وملك شاهي وىستكرزادة وشهبازي ومرتضى ومصطفى كلك وكاظم سعيد زادة وأخوه والسيد رسول والسيد عباس بحر العلوم ومحمد حسين كرامتي وعياد وعقيل بهرام زادة.

أي كان أساس مجموعة أبو ذر والدك وعبود زادة؟

نعم. وكان عبود زادة هو من يتخذ القرارات وأصبح صاحب نفوذ. حينها لم يتشكل الحرس الثوري. وحين أسس جهان آرا الحرس الثوري في خرمشهر، كانت قوة مجموعة أبو ذر، أكبر منهم ويتعاونون مع بعضهم. وكان أبي قد تعرف  قبل الثورة على الشهيد جهان آرا وكان له دور في تشكيل مجموعة منصورون.

لماذا اختاروا اسم أبو ذر؟

لا أعرف بالتحديد لماذا اختاروا هذه التسمية. كنت في السابعة عشر حين انتصار الثورة. قد يكون أحد الأسباب أنّ شارعنا الذي كان اسمه سابقا أربعين مترا غيروه إلى أبو ذر الغفاري بعد انتصار الثورة. لأنّ جزء كبير من المدينة كان في هذا الجانب مثل سوق الصفا وسوق السيف. كنا في شارع أربعين مترا في زقاق ستايش مقابل شارع دورقي المعروف. ويقع دكان أبي في الشارع ويقوم بتنفيذ أعمال شركة إيطالية للنقل والشحن.

ما هي مهام مجموعة أبو ذر؟

لم يمر إلا أشهر من انتصار الثورة طالب مجموعة من عرب خوزستان بدعم الحكومة العراقية بالتجزئة وأرادوا فصل خوزستان عن إيران وعرفت بأزمة خلق عرب. وقد ساهمت مجموعة أبو ذر في اخماد هذه الأزمة. يمكنني القول أنّ ثمانين بالمائة من أعضاء وطاقات مجموعة أبو ذر من العرب. انتظمت المجموعة منذ هذه اللحظة أفضل من السابق، يعني كان لدينا مراقبة منظمة. الأسلحة التي جمعناها في بداية الثورة حان وقتها الآن.

هل كنتم تراقبون في داخل المدينة أم الحدود؟

بدأت المواجهات داخل المدينة. وكنا أحيانا نتواجه مع داعمي خلق عرب ووصلت الأمور إلى أطلاق النار. كانوا يهجمون ونرد عليهم. ولأنّ قواتنا كبيرة كان مسؤلية أمن المدينة بعدتنا. وبسبب تفخيخ بعض الأمكان من قبل خلق عرب، كان أمن كل المظاهرات بعهدة مجموعة أبو ذر.

رموا في إحدى المرات قنبلة يدوية في مجسد جامع خرمشهر وكنت أقف هناك. وخرقت شضية قطعة نقدية وضعتها في جيب بنطلوني ولم أشعر بها. ومساء حين أردت النوم شعرتُ بألم. وضعت يدي في جيبي ووجدت شظية عالقة في القطعة النقدية. كان حجم قطعة التومانين كبيرة.

مع أزمة خلق عرب كان الوضع معقد. كان الكثير منهم أصدقاءك أو على الأقل تتبادلون التحية، أليس كذلك؟

نعم صحيح. أتذكر في أحد الأيام ذهبت إلى منطقة يسكنها العرب، لأزور صديقا. وعرفوا أني أتٍ. جاءني أحد أصدقائي وقال لي: "لا تخرج يا أمير. يريدون القبض عليك". وكان معي سلاح. قلت له: "ساخرج". قال: "لا تخرج سيطلقون عليك النار". قلت: "سأخرج". وخرجت من بيت صديقي. وبسرعة قبضت على أحدهم ووجهت المسدس اتجاههم وقلت: "قسم بالله، والله! لو تحرّك أحد منكم سأفجر رأسك". قال: "أنت عربي، يجب أن تكون معنا!". قلت: "لا يمكنني إخراج صديقي الفارسي وأخي من بيته. لو واجهتوني سأواجكم. إذاً أرجوكم وبما أنّ يدي لم تتلطخ بدمكم، ترجعوا. أنا أحرس الحدود، ولا شأن لي بكم. لو أخرج واحد منكم سلاحا، سأرفع في وجهه سلاحي. ارحلوا، ولا شأن لي بكم". واقتنعوا ورحلوا.

لماذا لم يوافقوا أبوك وعبود زادة وبصورة عامة العرب منكم مع فكرتهم؟

لم نحب تقسيم المدينة بين عرب وعجم. كلنا في خرمشهر مثل عائلة، نعرف بعضنا بعضا ولا نريد الانفصال عن بعض. كان الكثير من أصدقائنا من الفرس ومنذ الطفولة نعيش سويا. نعرف جيدا أنّ جملة خوزستان للعرب ويجب فصلها عن إيران ليست منطقية ولا دليل لوجود العرب فقط. وهل يمكن اخراج الأخ من بيته؟

ماذا كان دورك في مجموعة أبو ذر؟

كنت مع ابن عمي رحيم من التنفيذيين. كنا فريقان.

هل دخلت دورة عسكرية؟

نعم. دخلتُ عدّة دورات. دورة في خرمشهر ودورة في آبادان. ودورة مع الحرس الثوري في الأهواز ومدتها 45 يوما. كان اسم مدربنا كريم الفلسطيني. تعرفتُ في هذه الدورة على الاسلحة والاعداد العسكري. ورغم أنها دورة قصيرة ولكني تعرلمت استخدام الرشاش الثقيل و الآر بي جي وتدربتُ على كيفية المحاربة والتحمل. ونقلت كل ما تعلمته فيما بعد للشباب. وكان أحد التدريبات الجيدة التي دخلتها هي مع كريم الفلسطيني.

لماذا يُطلق عليه كريم الفلسطيني؟

لأنه كان فلسطينيا وجاء من فلسطين ليساعدنا.

من الأعمال التي قام بها خلق عرب هي التفجيرات. كمثال في منطقة كوت الشيخ وفي بازار السيف في العام 1980. هل تذكر ما حدث؟

نعم. قام أعداء الثورة بتفخيخ عدة نقاط من المدينة. كنا نذهب أحيانا لاعتقالهم. حينها كان الحرس في بداية تشكيله وكانوا يختبرون المنخرطين فيه. وكان الدخول للحرس صعب جدا. يتحققون من خلفية كل شخص متقدم. واختاروا بعضا من مجموعة أبو ذر. كان رئيس حرس الثورة في خرمشهر الشهيد محمد جهان آرا يحبني كثيرا ويود لو انضم لهم. ويقول دائما لأبي: "اعطني ابنك". ويجيبه أبي: "أعطيك الآخر". ويقول له جهان آرا: "لا، أريد أمير". ولكني أبي لم يقبل. كان أبي يلقب جهان آرا بالسيد. قال لي أبي في أحد الأيام: "غدا صباحا اذهب إلى السيد. يريدك في أمر". وكان من المقرر أن تقوم فرقة جهان آرا بمهمة. وقال لي خذ معك سلاحك. فقلت له: "هل آخذ معي السلاح الكبير أم الصغير؟" فقال الصغير. وذهبت. بالتحديد كان في عيد النوروز حين ذهبت إلى مكتب جهان آرا. دخلت الغرفة، وما إن رآني قال: "ما هذا الوضع؟ هل تريد أن تدخل حربا؟ عد للبيت وارتدي أفضل ما لديك. بنطلون جين وقميص نصف كُم. نريد الذهاب لمهمة ولا نريد أن يتعرف علينا أحد".

وحسب المعلومات يريد خلق العرب تفخيخ جسر خرمشهر وقد نجحوا في السابق في أمر مماثل. كنت في هذه المهمة والسيد رسول بحر العلوم وجواد بهرام أحمدي وأحمد فروزندة وآخرون. وكانت مهمتنا هي القبض على منفذي التفخيخ وقد قبضنا عليهم.

كيف تعرفتم عليهم؟

بعد مرور فترة قلنا: "لا فائدة ترجى من وجودنا في المدينة، يجب أن نراقب للحدود. فهم يحضرون الأسلحة من الحدود أو المتفجرات". فتقرر أن نغلق الحدود لكي لا يحضروا الاسلحة.

كان البعض من المجموعة مراهقين ويذهبون صباحا للمدرسة ثم يذهبون للعلب. وفي المساء يأخذهم أبي بسيارته للحدود ليسلتموا مسؤلية المراقبة. ونرجعهم صباحا لمنازلهم. الحقيقة هم وعوائلهم تعاونوا بكل إخلاص معنا.

هل اعتمد الناس بأبيك؟

نعم. يمكننا القول أنّ الناس في مدينة خرمشهر هم عائلة واحدة. كان لدينا الكثير من أمثال الشهيد بهنام محمدي يذهبون لحراسة الحدود ولكن البعض منهم الحقيقة لا تعرف اسماءهم.

هل يحمل كل مراقبو الحدود الأسلحة؟

لا. لم يكن لدينا الكثير من الأسلحة. تنقسم الاسلحة بين بندقية وعصى.

كان تاريخ شهادة موسى بختور وعباس فرحان أسدي في (21 خرداد 1359) وبدأت الحرب في 31 شهريور 1359.

نعم. طال هذا الوضع لثلاث أشهر. لا أذكر التاريخ بدقة. ولأنك على معرفة بالتاريخ وباحثة فأنتِ على معرفة بها أفضل مني.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3306



http://oral-history.ir/?page=post&id=8922