حوار مع راوي وكاتب "موجة 1160"

ماضي الاذاعة التي تحولت إلى صوت المقاومة


أحمد رضى أميري ساماني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-11-28


صدر كتاب "موجة 1160: هنا عبّادان، صوت المقاومة والصمود" في خريف 2019. للكاتب فضل الله صابري. وقد نشر الكتاب عن مركز الدراسات الملتزمة للمركز الفني في اصفهان وعن دار سورة مهر.

ركّز صابري عبر 424 صفحة على ذكرياته، وعلى استحضار زملائه في العمل منذ السنوات الأولى للدفاع المقدس. ولاكمال العمل قام الكاتب وعبدالله نعيم زادة، بأخذ حوارات في أكثر من مائة ساعة. وقد أشار الكاتب إلى أنّ بعض ذكرياته، كان قد تطرق إليها في مناسبات متفرقة وكذلك أثناء تدون كتاب "مقرٌ لا قرار له".

"موجة 1160" وكما هو واضح يتطرق إلى دور إذاعة آبادان في السنوات الأولى لفترة الدفاع المقدس من رؤية العاملن في الإذاعة. ومن عنواين فصول الكتاب "برامج وحوارات خاصة"، حوار مع بني صدر"، "الشيخ الشهيد شريف قنواتي"، "حماسة حيّ ذو الفقار"، "حوار مع وزير النفط محمد جواد تندكويان"، "عمليات تلال مَدنَ"، "آية الله جمي وصلاة جمعة لا نظير لها"، "المتحف الصغير في الإذاعة"، "عمليات ثامة الأئمة غ" (كسر حصار آبادان)"، "عملات طرق القدس"، "الزواج الحربي"، "إذاعة آبادان إذاعة النفط"، "عمليات والفجر التحضيرية"، "حرب الأمواج"، "دور إذاعة آبادان".

كان الكاتب راوي مقاومة إذاعة آبادان. الإذاعة التي كانت في البداية إذاعة النفط وبعد فتح خرمشهر أصبت إذاعة آبادان. وقد تلقى جيش صدام، عدة مرات صفعات وقصفه أيضا عدة مرات. وفي النهاية وفي شتاء 1986 قصفه وتوقف العمل في الاذاعة، ولكن الحرب تعبت وأكملت موجة 1160 إذاعة آبادان رسالتها. ولد فضل الله صابر (صابري) في آبادان ودخل الاذاعة منذ العام 1980 وبقي يعمل حتى قصفت الاذاعة. وقد تولى مسؤلية الاذاعة منذ شتاء 1984 وحتى 1986. ويحمل صابر الكير من ذكريات الحرب والقصف الذي مرّ به هو وزملائه.

  • متى ولدت؟

في إبريل 1959. أعتقد منذ الصفّ الخامس أو السادس الابتدائي، عرفت بين التلامذة بصابر وامتدّ هذا اللقب إلى عائلتي. في الحقيقة تعود أصوبنا إلى قرى إصفهان وولد بعض إخوتي وأخواتي هناك. لكني جئت للدنيا هنا في آبادان. يصبح الجو صيفا حار جدا في آبادان، فنذهب إلى إصفهان ونعود مع بداية المدارس.

حدثنا عن البيت وآبادان في تلك الفترة.

 كان أبي يمتلك دكانا صغيرا بالشراكة، يبيع فيه فحما وحطبا. لأني وحتى عمر التاسعة لم يكن عند جميع الناس كهرباء ويستخدمون الفحم للطبخ. كنا نسكن في منطقة فرح آباد مقابل حارة كيت 18 لشركة النفط وكانت منطقة فيها امكانيات جيدة. وعلى جانب حارات شركة النفط كانت المنازل والصالات والمحلات فيها كهرباء. أما الحارات المتوسطة فلم تكن تتمتع بهذه الرفاهية. هكذا كانت الحارات في آبادان إما أنها تابعة لشركة النفط أو غير تابعة. الحارات التابعة للشركة مخصصة للعاملين فيها وكانت بقة الحارات للناس وتعتبر أدنى مستوى. لم يكن لدينا ماء في البيت. وكان في بداية كل زقاق حنفية ماء يطلق عليها "بمبو". كانت أمي، رحمها الله، متدينة، وكانت تغسل الثياب والأواني صباحا لكي لا تلتقي بالغرباء. ولشرب الماء كنا نستخدم الجرار ويمر علينا اسمه سليمان من أهالي بندر عباس يملئ الجرار لنا ويقبض خمس ريالات. ومع تقدمنا في العمر ووصول بعض الرفاهية للحارات خبت نار بيع الفحم. انفصل ابي عن شريكه وفتح دكانا سوبرماركت. وبعد فترة قليلة حدثت الثورة وعاد لاصفهان.

يظهر أنّ اسماء الحارات في آبادان لافتة. كيف انتخبت هذه الأسماء؟

أكر أسماء مناطق شركة النفط، تأرت بالاسماء الانجليزية. لأنه وقبل تأميم النفط، كان الانجليز يسكنون هنا. ولكن كانت مناطق عمالية، مثل حي العمال. كانت المناطق العمالية أكثر. ولكن بعض المناطق مثل بوارده الشمالية والجنوبية، كانت مخصصة لنخبة العاملين في شركة النفط من الإيرانيين والانجليز. وكان يعيش في منطقة البريم كبار الموظفين. كانت لدينا منطقة باسم تانكي اثنين وفيها برميلان ماء كبيران يوزعانها على المنازل. أو منطقة الكفيشة المعروفة بالكافي شابات. ويطلقون على الشوراع اسم لين المؤخوذة من الانجليزية. ويطلقون على المستشفيات هاستبتال. ولكن المناطق المدنية ليست انجليزية، مثلا فرح آبادا وشاه آباد وحيّ الانتصار وجمشيد آباد وأحمد آباد. العجيب أنّ شركة النفط كان فيها كل شيء أي كانت دولة مستقلة. حتى أنّ فيها إذاعة. نفس الاذاعة التي تحولت إلى إذاعة النفط الوطنية ثم إذاعة آبادان. فريق النفط والذي مازال حتى الآن وملعب تختي، كلها كانت لشركة النفط. تقسم الحديث بين الناس على اثنى عشر محطة معروفة في المدينة. ورغم وجود العرب والفرس لكنهم كانوا يعيشون بحميمية.

درست مرحلة الثانوية في مدرستين. درست الاعوام الثلاث الأولى في مدرسة فرخ التي تفصلها عن بيتنا 10 دقائق والمدرسة الانية تخت جمشيد الواقعة في الكفيشه. وكان مسجدنا مقابل مدرسة فرخ. أقصد مسجد الصدر الذي أسسه آية الله السيد أسد الله صدر هاشمي الاصفهاني. وكان مرجع تقليد ومن تلامذة الخويي.

كيف دخلت للاذاعة؟

عُرفت إذاعة آبادان بأنه إذاعة النفط. ولأنّ بنيته التحتية قوية كانت موجته بعيدة المدى. وقد أوصلت بين 180 إلى 200 وصلة نحاسية باللاقط. وبما أنها قربة من الماء رفعت نسبة أمواج الاذاعة. مثلا وجدت في الأرشيف طلب اغنية من دول أوربية مثل فلندا. لم أتخيل أني في يوم سادخل للاذاعة. في فترة شبابي كنت أظن أنّ اسم الاذاعة هو اذاعة هفت (سبعة) وليس نفط! فما بالك باعداد تقرير وإدارة إذاعة!

إذاً ماذا حدث لتتغير الظروف؟

وجدت لي مكان عن طريق نفس مسجد الصدر. كان العام 1980 حيث ثبتت نفسي في مسجد الصدر ولأنّ السيد صدر هاشمي كان موظفا قديما في الاذاعة، كان من أعضاء مقر صلاة الجمعة وإمام جماعة مسجد آية الله جمي، وبعد فترة انخرطت في مقر صلاة الجمعة. أصبحت مؤذا في صلاة الجمعة. قال لي في أحد الأيام صديق باسم افشار وكان يحضر صلاة الجمعة: "يا صابر صوتك جيد. هل تأتي للإذاعة لتقديم برنامج محو الأمية؟" قلت له: "أنا؟ لا يدور بخلدي أن أصبح مذيعا. هل تجدني أناسب هذا العمل؟" قال: "نعم، وما دخلك أنت؟ تعال. وهناك سيدة ستحضر من مكان آخر. وهي المرة الأولى بالنسبة لها. تعال لتكونا كلاكما مذعي برنامج محو الامية".

سلمني النصوص في دفتر قديم من 40 صفحة وقرأته حتى حفظته. ذهبت في العام 1080 ومنذ ذلك الحين أصبح مكان عملي. ما إن دخلت للاستديو، رأيت السيد جعفر علي نجفي، وهو من نشطاء صلاة الجمعة. جاء وتابع برنامجنا. ومن ثم طلب مني البقاء في الاذاعة.

قد يكون السبب حدوث الثورة، ومغادرة قسم من الكادر والبحث عن طاقات جديدة...

بالطبع من ناحية الكادر، كان البعض مستمرا في العمل. مثلا سعيد رابعي الذي ذهب في بداية الحرب إلى المحطة العامة وعمل مذيعا. وكان الكادر الإداري مازال يعمل، ولكنهم يفتقدون مذيعا. ولأنه بعد الثورة تغيرت البرامج وأصبحت ذات صبغة دينية. جئنا من تجمعات دينية لنتعلم ولننوع البرامج. وكذلك كان الوضع مع إذاعة طهران، ولكن وضعهم أفضل منا.

هل كانت موجتكم 1160...

نعم. عصرا وعلى فترة ساعتين تعمل موجة محدودة لكي تستريح شبكة البث. الخلاصة من هنا بدأ عملي وفي كل يوم أذهب لقسم من الأقسام. في البداية لم يسمه لنا مهندسو الصوت بدخول الاستديو حين نكون خارج العمل ولا يسمحون بدخولي إلا أثناء قراءة بيان. لا يسمحون لي برؤية الاجهزة ونفس الحال من الأرشيف. ولم أكن أميل للتقديم بينما أحبّ رؤية الاجهزة والأرشيف. أي لو كان المذيع رضى علي خاني أو (الشهيد) غلام رضى رهبر، أترك لهما النص لقراءته. ولكن حين يتغير الخفر ولا يكون مسؤل الأرشيف، يسمح لي السيد نجفي بالدخول إلى الأرشيف. وكان موظفان- مثل السيد صبوري وكان من حارتنا ولديه توأم وتعلما عندي الصلاة- كان يساعدني ويعلمني كيف تعمل الاجهزة. بينما كان مهندس صوت ولديه ابنان من الشيوعيين النشطين في آبادان لا يسمح لي بتاتا بالدخول ويقفل الباب. ولكي أفهم كيف تعمل الاجهزة، كنتث مجبرا أن أنظر من فتحة قفل الباب. أتكلم عن 45 يوم تفصلنا عن الحرب. وكان منعي السبب حين لم يكونوا موجودين في الحرب أن أضغط على زر التشغيل بدل التسجيل.

حين اشتعلت الحربرحل الكير منهم. وكان أحدهم يدعم حزب البعث وكان يحد من عملي. فطن نجفي لأفكاره وقدمه للعلاقات العامة لشركة النفط. حين بدأت الحرب قلّ عدد العاملين في الاذاعة وكان نجفي موظفا في شركة النفط وأصبح مسؤل الاذاعة.

كيف كان شكل إذاعة آبادان؟

بناء من طابق واحد يحيطه سور وحديقة. البناية وسط منازل شركة النفط وتفصله 100 متر عن أروندرود. أتذكر أنّ منزلنا بجانب منزل السيد خاجاطوريان. كان أرمنيا واختصاصي ورئيس أحد فروع الشركة. كان لدينا غرفتا بثّ وثلا استديوهات وغرفة خبر وغرفة تحرير. وغرفة مدير الاذاعة وغرفة كبيرة جعلناها غرفة للصلاة. وأرشيف ثم مطبخ، وغرفة الضيافة ومخزن. وفي فترة الحرب كان دركي يحرس المبنى.

كانت قاعدة بثنا في جمشيد آباد ونطلق عليها نهاية الاسفلت.

كيف ثبت نفسك في إذاعة آبادان؟

لاحظ أني نجحت اجبارا. كنت في الواحد والعشرين وبعد دخولي رحل الكير من المذيعين. حفظت ما كانوا يقومون به. وحين لم يكن السيد نجفي كنت آخذ المفتاح. حتى دخول آخر جمعة قبل ( 31 شهريور  1359) 1980. كنت مؤذنها. وأُقيمت الصلاة في كلية النفط. حين رفعي للآذان وجدت شباب الحرس ينهضون من أماكنهم وبتادلون الاشارات. حين انتهيت الآذان سألت: "ما الذي يحدث؟ إلى أين تذهبون؟ ولماذا تتبادلون الاشارات؟" قالوا: "لقد قتل العراقيون بعض حرس الحدود. وحدث صدامات. نريد أن نعرف ما حدث". وهنا خطرت لي فكرة اعداد إذاعة آبادان لمواجهة حدودية. ودار في أذهاننا أن الوضع لن يستمر أكثر من شهر. وطلبع قبل ذلك بعض شباب التعبئة في المساجد أن أسجل لهم صوت الاذان والخطب الثورية. وطلب مني السيد نجفي أن أساعدهم. أحضرت كاسيتات لأسرع العملية. وقلت لنفسي لأسجل بعض المارشات من أجل الحرس الثوري. اخترت بعض المارشات الجدية الحماسية واعلانات تعكس الوضع الأحمر. ولكني لم اعرف أن الحرب ستشتعل وتطول لثمان أعوام. وكان أحد المارشات قد بثناه في عمليات الفتح المبين وطلبته الاذاعة المركزية وكان اعلان للوضع الرسمي لعمليات الحرب.

هل يعني هذا أنك تكهنت بالحرب؟

ليس بتلك القوة. اعتقدنا أنها مواجهة أيام. وكان يوم الحرب الأول الساعة الثامنة وكنا نعمل في الاذاعة وفجأة وقع القصف واهتزت الجداران. خفنا، ولأننا كنا نعلم بالمقدمات عرفنا أنها العراق. كنا قريبين من نهر اروندرود ومن الطبيعي أن القذائف تستهدف معامل النفط. ولم نكن على معرفة بمل هذه الاوضاع. لم نأخذ تدريبات على وضع مماثل لا في المدارس ولا في الجامعات ولا حتى في الهلال الأحمر. حتى أنّ الكير من الحرس لم يروا الآر بي جي إلا عن طريق الصور. لم يكن الناس على معرفة بالحرب. لم يعرف الناس حين يسمعون صوت الكاتيوشا أن يرموا انفسهم على الأرض. مع سماع صوت الطلقة كانوا ينتظرون ما سيحد. انطلق االنذار الأحمر من إذاعة آبادان ولكننا لم نعلن استقرار الوضع، إذ عادت الاذاعة في العام 1995.

ماذا حدث للاذاعة بعد بدأ الحرب؟

سببت الحرب أن تحتاج المستشفيات إلى مساعدة قبل أي جهة آخرى. كانوا يطلبون منا أن نطلب من الناس ارسال الشراشف والأدوية، أو نعلن عن الحاجة إلى التبرع بالدم. ويعلن مركز اطفاء النيران عدم تجمع الناس حتى يتمكنوا من العبور. أو اعلان توزين بطاقات التمويل واعلانات أخرى. وتحولنا من إذاعة دولية إلى إذاعة محلية. كان دورنا أساسيا. ولكن اكتشفنا أنه علينا وضع ابهاما على ما نعلنه،لأنّ العراقيين كانوا يفطنون لحجم تأثير قصفهم؛ فكنا نعلنها باسم المحلي. ومدينة آبادان هي مدينة حدودية.

بعد فترة خلت المدينة من الناس واستقرت فقط القوات العسكرية. هل كنت تعمل في الاذاعة في نفس الفترة؟

كنا صوت مقاومة آبادان. في اليوم الثاني من الحرب انقطعت الكهرباء. لأنّ طائرات العدو قصفتها. وكان صوت يعني أنّ المدينة تقاوم. مع انقطاع الكهرباء انقطع أمل الناس؛ ولم يغادر الناس بعد المدينة. طلبنا من عدة مؤسسات ماكنة كهرباء ولم نجد عندهم اجابة، حتى دلونا على مخبز فيه ماكنة. ذهب صديق باسم غلام علي قلمبر مع وانت حليبي وأحضره. ولم تشغل الماكنة سوى غرفة البث. وسرعانم ترتفع حرارتها ونضطر لايقافها كل ساعتين. ووجدنا أن فترة الاذان أفضل فرصة لنعلن عن انقطاع البث وعودته بعد ساعات لاسباب فنية. وكنا نبث الاذاعة الاعلانات عبر مسجل نضعه خلف المايكرفون. وبعد فترة احسّ المسؤولون بأهمية الاذاعة. وأحضروا لنا ماكنة كهرباء قوية.

كيف سار العمل من بعد ذلك؟

فهمنا الوضع ونظمنا انفسنا. مثلا بدأنا من مناطق خرمشر لأنها كانت تحت النار. وأضيفت حوارات مع القادة والجرحى. وفي هذه الأثناء كان حضور آية الله جمي، إمام جمعة آبادان، له وقع في كل المدينة. كان يزورنا كل يوم. ويحضر معه ضيوف وشخصيات ومسؤلين. وكلما تقاعد أحد أو رحل، نحضر صديق من الذين نعرفهم ونق بهم.

إلى متى بقيت الاذاعة تحت سلطة شركة النف؟

حتى تحرير مدينة خرمشهر، كانت إذاعة النفط. ثم تحول إلى إذاعة آبادان وبتنا من مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.

هل تذكر يوم هجوم العراقيين على آبادان؟

أتذكر أننا عدنا من حوار في سوسنكر. كنت أنا ومحمد مالكي، مراسلنا والسيد صدر هاشمي، وكنت مدير الاذاعة. م ذهبنا إلى الاهواز ووصلنا بعد ساعة ونصف إلى آبادان. أعتقد أنه كان يوم 17 مهر 1359 (1980). عبرنا من دارخوين وانتبهنا إلى أن الطريق خالي. اقتربنا من قرية محمدية وهي تبعد عن آبادان مان كيلو متر. رأيت وانت أحمر يفتح اضواءه لنا. كان قائم مقام شادكان. أخبرنا: أنّ هناك أحد عشر عنصر من الحرس في قرية محمدية ولا يحملون سوى الكلاشنكوف. ولو تقدمنا سأنسر. كنا نحمل مسدسا وعوزي وكاميرا بتامكس. أي لو قبضوا علينا لقلونا من أجل حمل السلاح والكاميرا. حاولنا الدوران والعودة وانكسر مبدل السرعات. دفعنا السيراة أربع ساعات حتى وصلنا إلى منقطة الطاقة النووية. صباحا ذهبنا مع شاحنة من طريق آخر للمدينة، ما إن وصلنا هجمت علينا طائرة عراقية. واضح انها أطلقت كل صواريخها وليس لديها سوى الرشاش. وصلنا للمدينة وبعد أربع أيام أخبرنا الحرس الثوري الساعة 4 صباحا بأنذ علينا تحذير الناس، لكن الوقت كان مبكرا جدا. ومع ساعات الصباح الأولى بثت اعلانا: "يا سكان آبادان الغيارى! دخل العدو من محطة 7. المدينة في أعناقكم. استخدموا كلذ شيئ للدفاع عنها". في الساعة 7:30 ذهبت لأرى وضع المدينة، فوجدت الناس تحضر سواتر ترابية ويقطعون الطريق. ثم هجم الحرس والتعبئة والناس على هذه الأماكن للدفاع عنها، وذلك ما سبب الخوف للعدو. وهذا كان من تأثير الإذاعة.

حدثنا عن الشهيد غلام رضى رهبر.

وجد له مكان بسرعة بين المحاربين. كان مراسل الاذاعة والتلفاز. كان أبو يعمل في شركة النفط وليس لديهم سوى سيارة جيان. وكان حكم كرة طائرة ومراسل مجلة اطلاعات الاسبوعية. كان مستعدا ليكون مراسلا. كنت مع الاصدقاء ننظر له على أنه عنصر متدين وملتزم وينمو مع كل يوم؛ في تلك الفترة كانت الكلمة الأولى للاذاعة. ولم يكن غلام رضى يحب أن يكون مشهورا. كان يتعبنا حتى يرضى أن يقدم كلمة خلف المايكرفون.

مَن هم متابعو الاذاعة في تلك الفترة؟

كانت لدينا برامج باللغة الفارسية والعربية. مستمعونا من المحاربين. القسم الثاني من بقي في المدينة، الثالث من خرجت عوائلهم من المدينة وبقوا هم فيها. والقسم العربي يوجه رسالة لدول الجوار ونخبرهم بأننا لا نسعى للحرب وصدام هم من بداها.

متى أصبحت مديرا للاذاعة؟

بدات كمذيع، ولكني لم أحب العمل كمذيع. ووجدت الارشيف يحتاج إلى تنظيم، فعملت فيه. وتعلمت الاخراج. وتعلمت الفنون الاذاعية الاخرى مما سبب في ارتفاع نسبة تعلمي. فقد كنت مدير البث والانتاج. وقد تقاعدت وأنا مخرج احترافي وراتبي حسب هذا الحكم. استلمت الادارة العام 1986 والسبب استلام السيد صدر هاشمي ادارة القافة في خوزستان. وأجبرت على أن أكون ميدرا.

 

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 3184



http://oral-history.ir/?page=post&id=8911