نقد التاريخ الشفوي للحرب، ما هي النواقص والاحتياجات؟
محمد دروديان
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2019-08-30
التاريخ الشفوي كطريقة، وعلى الرغم من أنه يرتبط بثقافة النقل في التاريخ الإيراني، إلا أنه تم الاهتمام به من خلال تطوير التاريخ الشفوي في الغرب منذ السبعينيات. بدأ الأشخاص الذين غادروا إيران بعد انتصار الثورة، مشروع التاريخ الشفوي للثورة تحت تأثير تطور ثقافة التاريخ الشفهي في الغرب من أجل الحفاظ على الهوية والحدود مع الثورة والنظام الذي انبثق عنها. وقد أدى هذا التطور إلى اعتبار التاريخ الشفوي وسيلة وتطبيق في مجال الثورة وتاريخ الحرب. وجدير بالذكر أنّ هذه القضايا مهمة إلي حد كبير لأنها تؤثّر على الطبيعة والتوجه وحتى طريقة التاريخ الشفهي.
مما لاشك فيه ظهور فكرة أنّ الآخرين سيصادرون تاريخ الثورة، أو أنّ الجيل الذي صنع التاريخ، سيفقد تدريجياً ذاكرته التاريخية أو سيموت، كان من شأنه أن يخلق موجة من حوارات التاريخ الشفوي للثورة. كما في مجال الحرب، يختلف النهج المتّبع في التاريخ الشفهي نوعاً ما. في هذا المجال، بدلاً من أن يكون جزءاً من أحداث التاريخ الشفهي، ينصب التركيز على الأدوار والنهج الثقافي والاجتماعي. لهذا السبب، بداية تم التركيز علي القاعدة الشعبية في المجتمع وأسرهم بدلاً من القادة البارزين. واستمراراً لهذه العملية، بدأت عملية التاريخ الشفهي للقادة من قبل مركز الأبحاث ووثائق الدفاع المقدس بمبادرة من المرحوم الدكتور حسين أردستاني، حيث تم نشر القليل من هذه الأعمال حتى الآن لانتقاد صحة الطريقة والفعاليات التي شهدتها. كان الغرض من هذه المقدمة هو إثارة مسألة ما هو تأثير طريقة التاريخ الشفوي على البحث التاريخي وتوضيح الحقائق التاريخية؟ سأبحث في إجابة السؤال في مجال تأريخ الحرب، لأنّ التاريخ الشفوي للحرب، بتأثيره على التاريخ الشفوي للثورة، له آثار لابد من انتقادها لأغراضها وأسلوبها كما يلي:
1) طريقة التاريخ الشفوي، هي موضوع ذلك التاريخ، على الرغم من التأكيد على صحة الطريقة الشفوية. دراسة المؤرخين للتاريخ، ونظراً لموقفها الشامل واهتمامها بجميع الوثائق، تؤدي إلى اكتشاف الحقائق التاريخية، بينما في التاريخ الشفوي، لم يتم التوصل إلى هذا الاستنتاج. لأنّ التاريخ الشفوي لا يعتمد على الموضوع فحسب، بل يعتمد على التفكير والسرد في أداء الأفراد.
2) سصبح التاريخ الشفهي تأريخياً من خلال الاعتماد على بيانات الفرد النقلية، دون أي أسئلة نقدية وبحثية. إنّ التصريحات غير الدقيقة والمبالغ فيها أحياناً حول دور الأفراد في الأحداث، دون انتقادها، تتعلق بالبناء التاريخي أكثر من كونها تكشف عن قضايا تاريخية.
3) تعدد روايات الأحداث والقضايا التاريخية، وبسبب الاختلافات في الأدوار، يلغي إمكانية توضيح الحقائق التاريخية لأولئك الذين لم يكونوا متواجدين في هذا الحدث. لأنه بدلاً من استخدام البحث المنهجي والعميق من قبل مؤرخ حيادي ومنصف للأحداث التاريخية، فإنّ البيانات المختلفة للأفراد ومرجعيته في سرد التاريخ ستجعل الأمر صعباً ليس فقط بالنسبة للأفراد فحسب، بل للمؤرخين أنفسهم.
مع هذا التوضيح، ما الذي يجب فعله؟
نظراً لأنّ التاريخ الشفهي كطريقة توسعية قد أتاحت فرصة جديدة للروايات التاريخية، فإنّ الاهتمام بها قد يفتح إمكانيات جديدة للبحث التاريخي تكون مشروطة على الأقل بثلاثة شروط أساسية:
1ـ سيتم متابعة التاريخ الشفوي للحرب الإيرانية العراقية بطريقة موضوعية ـ نقدية، مع غيرها من البيانات في هذا المجال، وذلك من أجل تجنب التقارير الأحادية أو المبالغ فيها أو المضللة لتوفير خاصية بحثية.
2ـ يجب العمل علي تقديم الأعمال المنشورة في مجال التاريخ الشفهي بحضور الأشخاص الذين كانوا حاضرين في الحدث من أجل نقدها ودراستها. مثل هذه الطريقة من شأنها تحسين الكلام وصقل العمليات والإتجاهات الجديدة.
3ـ تتغير مصادر المقابلات من ذهن الأفراد الذين أصيبوا بالنسيان أوالخطأ ،حيث ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يمكن تتبع المقابلات وفقاً للمذكرات أو المستندات والوثائق المتاحة.
6 أغسطس 2019م
عدد الزوار: 4271
http://oral-history.ir/?page=post&id=8768