مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

محمد علي فاطمي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2019-05-31


سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان.

إثنان من المعلّمين

ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة ودراسات الإستدامة التابع لدائرة الفنون في المحافظة المركزية وتم نشره عن طريق دار سورة مهر للنشر عام 2018م. كتبت السيدة طالبي مقدمة شيّقة لكتابها: "يحتوي الكتاب على 12 فصل ترويها زوجة الشهيد، وفيما يلي، يتم نقل ذكريات أخري حول الحاج عباس نجفي رواها آخرون. جاء هذا العمل بعد أربع سنوات من المتابعة الجادّة والمقابلات العديدة لأصدقاء جاؤوا يحملون معهم الحب وذهبوا بأمل كبير".

روت مجگان مجيدي، زوجة الشهيد عباس النجفي، معظم فصول الكتاب. وتحدثت هي و24 من الرواة الآخرين عن الشهيد وشخصيته وسلوكياته الساميّة. بالطبع، تحدّثت زوجة الشهيد حوله سيرة حياته قائلة: منذ السنوات الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية، ذهب إلى المناطق الكردية في إيران، حتى التعارف والزواج مع عباس النجفي، وكل السنوات التي مرّت بعد الحرب المفروضة عليهم واستشهاد زوجها وحتى المذكّرات التي  سُجلت بعد استشهاد عباس النجفي.

حاولت مؤلفة كتاب "" أدعو لي كي لا أنقص ". " استخدام قسم مختلف نوعاً ما، وكذلك إنشاء الصلة اللازمة بين جميع مذكرات الراوي الرئيسي ورواة الشهيد الآخرين، أن تضع القارئ في سيرة حياة الشهيد عباس النجفي بشكل تُجسّد مشهداً خاصاً من الشهيد وأسرته في أذهانهم. العائلات التي تتكون أساساً من معلمين، والرجل المعلم يعاني من جروح الحرب بالغة ، والتي في نهاية المطاف، استشهد علي إثر تلك الجراحات.

جهد آخر من قبل المؤلف هو الحفاظ على واقع الحياة في التعبير عن الذكريات وتماشياً مع تطلعات الشخصيات الرئيسية في الكتاب. يعبر الرواة، كالمعتاد، عن ذكرياتهم في مزيج من المثل العليا والوقائع، والكاتب ورئيس تحرير المذكرات، هم الذين يستطيعون الجمع بينها بمهارة عالية حتى لا يتم التضحية بأحد.

من الولادة حتي أهم منعطف

تكفّل السيد أمير حسين بور بإجراء المقابلات وكتابة كتاب "في فخّ الكوملة" وصدر  الكتاب الوقع في 223 صفحة عن دائرة الفنون التابعة لمحافظة كيلان ونشرته دار نيكوآفرين للنشر عام 2019م. وكتب السيد حسين بور في مذكراته قائلاً: أنّ عدد جلسات مقابلته مع السيد محمد أمين غفار بور استغرقت 30 ساعة، حيث كان الراوي أسيراً لفترة 15 شهراً بأيدي الكوملة ويعتبر أول شخص محرر من مدينة تالش وعاد عام 1986م إلي مدينته.

حاول مؤلف هذا الكتاب، ومن خلال تحويل الإطار الزمني للأقسام السردية البالغ عددها 27 قسماً قبل الأسر وأثناء أسر الراوي، إحداث فرق بين كتابه والكتب الأخرى التي تقدم ذكريات خطيّة من الولادة إلى الوقت الراهن أو من الولادة إلى الجزء الأكثر أهمية في حياة الراوي. لكن علي أية حال، يسير القارئ مع أحداث الراوي حتي نهاية أهمّ واقعة في حياته، أي الأسر الذي تعرّض له.

يُصنّف كتاب "في فخّ الكوملة" في فئة مذكرات المحررين من الأسر. عادة ما تكون مذكرات المحررين من مخيمات جيش صدام، لكن راوي هذا الكتاب، أصبح أسيراً من قبل مجموعة مناوئة للثورة وما شابها على الأراضي العراقية. كما تحدّث عن الفضاء ومكان الأسر والأشخاص الموجودين في ذلك المكان الذي، وأضاف أدلة على الكتب المتعلقة بذكريات الأسر في سجون الجماعات المعادية للثورة.

يتعلق جزء آخر من ملاحظات الراوي، الذي تمت إضافتها إلى مذكرات الستينيات الشمسية، بالدورات التدريبية التي قام بها  كتعبوي ومقاتل في الحرس الثوري، وقد أشارت هذه المذكرات إلى بعض الأنشطة في تلك السنوات التي ظهرت فيها قضايا ملحوظة بالنسبة إلى خطط التاريخ الشفوي.

الجانبان؛ التقليدي والشهير

يُصنّف كتاب "تكريت بنكهة خمسة خمسة" ضمن فئة مذكرات الأحرار أيضاً. إذ قام محمد علي زاده بتسجيل مذكرات أمين علي بور من خلال مقابلة أجراها معه وتم تجميعها وتحريرها في كتاب 216 صفحة. وقامت دائرة الفنون التابعة لمحافظة كيلان بدعم هذا العمل ونشرته عن طريق دار نيكوآفرين للنشر عام 2019م وعرضته في الأسواق.

في خمسة فصول و 33 جزءاً من الكتاب، يرتبط القارئ بذكريات أحد المقاتلين في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية. يصطحب الراوي القارئ معه إلى ذكريات كيفية القبض عليه في الأيام الأخيرة من الحرب التي فرضها جيش صدام حسين على جمهورية إيران الإسلامية: "كنت مسؤولاً عن وحدة مخابرات الكتيبة الأولي من اللواء الأول لفيلق 58 ذوالفقار..." ثم تطرّق إلى ماضيه، من الولادة وحتى لحظة أسره، ثم أسره لأكثر من عامين. تعلق نصف الكتاب بهذا المحور. خصص في جزء من مذكراته،  لأبناء بني مدينته (سياهكل) والذين واجهوا المجموعات المعادية والمناوئة للثورة آنذاك.

ذكريات أسر أمين علي بور هي الجوانب المألوفة والتقليدية لذكريات الأحرار: سلوك قوات العدو والتأكيد على سلوك البعض منهم الذين واجهوا الأسرى الإيرانيين بشدة وشراسة، وتفاعلات الأسرى الإيرانيين من أجل البقاء ضد العدو والتأكيد على الذين بقوا خالدين في ذاكرة الراوي، و طريقة الحياة المفروضة في الأسر، وكيفية التعامل معها، والتوافق معها، والإبداعات التي تظهر في هذه المواقف، و...إلخ.

في هذا النص، تعرفتم على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 7362



http://oral-history.ir/?page=post&id=8581