طرق التوصل للتفاصيل في مقابلة التاريخ الشفوي
مريم رجبي
ترجمة: حسين حيدري
2019-05-31
وفقاً لموقع تاريخ إيران الشفوي، عقد المؤتمرالوطني الثاني للتاريخ الشفهي للدفاع لمقدس في 3 مارس لعام 2019م في صالة أهل القلم بمنظمة الوثائق والمكتبة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية. وتعلقت الأجزاء الأولي حتي الرابعة من هذا التقرير، بخطابات إجتماع الإفتتاحية والأولي للمؤتمر وفي الجزء الخامس، كان تقرير إحدي اللوحات للمؤتمر تحت عنوان "الأسس النظرية وتاريخية التاريخ الشفهي للدفاع المقدس".
إستمراراً لهذا البرنامج، قدّم السيد مرتضي قاضي مقالته تحت عنوان"طرق التوصل للتفاصيل في مقابلة التاريخ الشفوي مع موضوع الدفاع المقدس". وأضاف قائلاً: "ما فعلناه في مكتب دراسات الجبهة الثقافية للثورة الإسلامية، المعنون "التاريخ الشفوي للجبهة الثقافية للثورية الإسلامية"، والذي يتضمن أنشطة الدعم الشعبي والثقافي والفني والحرب أثناء الدفاع المقدس. تمت دراسة حالتين ومشروعين محددين: كان أحدها نشاط المعلمين العاملين في الجبهة الثقافية الثورية للدفاع المقدس، بما في ذلك دعم الحرب وتشييع الشهداء والأناشيد والأنشطة الثقافية والمسرح وقائمة مفصلة بالبرامج في المدارس. في السنوات الأولى من الثورة، دار نقاش حول الكفاح ضد المنافقين في المدارس وعناوين من هذا النوع أيضاً، والتي كانت عموماً ثقافيا وفنيا، وكيفية التعامل مع الطلاب. المشروع التالي، والذي تم تحديده وتقييمه، هو مناقشة مشروع أخبار الشهادة. عندما ذهبت تُرسل جثمان الشهداء أو بعض جثامين الشهداء إلى المدينة، كانت هناك حاجة إلى مجموعة لتنفيذ جميع البرامج من تقديم أخبار الاستشهاد إلى تنفيذ النشيد، وتنفيذ مسيرة والقواعد العسكرية، وإعلان ورسم صورة الشهداء التي ركزت عليها في مشروع معين للشهادة. تعتمد الحلول التي أقدمها تماماً على الخبرة الشخصية. تحدثنا مع المديرين التنفيذيين للمشروع، وشاركنا في ورش عمل مختلفة، ولخصناها في هذه المقالة في قسمين نقدمها لحضراتكم. اسم الجزء الأول هو "الماضي الإستمراري والماضي البسيط" والجزء الثاني هو "تقاطع الأدوار".
قدّمت الجزء الأول بهذه الطريقة، في بعض الأحيان، ونظراً لأنّ الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات أو الراوي قاموا بعمل روتيني ومتكرر لفترة طويلة، لا يمكنهم التعبير عن التفاصيل. يعبرون عن الكثير من ذاكرتهم بشكل فعل ماضٍ إستمراري. يقولون إننا كنا نحلل، نقرأ الكتب ونحن في الصفوف الدراسية ونذهب لمراسيم الدعاء... ولايمكنهم أن يقولوا ذهبنا مرّة واحدة فقط وحدث هذا الأمر. معظم مذكراتهم عادة ما تكون عامة. هناك الكثير من الذكريات دون زمان ومكان محددين. وهذا يعني أنّ حدثا ما حدث للفرد لكنه لا يستطيع تحديد الوقت. فكيف يمكننا تحديد هذا الشخص من هذه التعميمات من العمل الذي مر به على مر السنين؟ أن أقول مرة ذهبت وحدث ما حدث. طبيعة المشروعين أقول هو أن لديهم هذا النموذج المذكور أعلاه. أنت تفترض أنّ الشخص الذي قدّم خبر الإستشهاد، من الجيد جداً بالنسبة لنا مقابلة الشاهد الذي قدم خبر الإستشهاد، ماذا حدث بعد الإعلان الأول عن خبر الشهادة التي قدمها؟ ويقول إنني ذهبت إلى هناك، وأعطيت الأخبار وبهذه الطريقة، ثم دعنا نسأل عن الخبرين الثاني والثالث. من كان يدلي بخبر الإستشهاد منذ ست سنوات، كيف يبقى في ذهنه فحوى الخبرين الأول والثاني؟ ذكرياتهم عموماً عبارة عن ذكريات ليس لها زمان ولا مكان محددين، ونحتاج لمسطرة لتصنيفها من حيث الزمكانية في الوقت المناسب وأن نتوصل إلي التفاصيل المنشودة. في الواقع، فعلنا أشياء من شأنها أن تبقي ذكرياتهم من الماضي الإستمراري إلى الماضي البسيط والذكريات الجزئية. نظراً لوجود ذكريات بسيطة يمكن أن تصنع تاريخاً شفهياً، وإلا فلن يكون هناك تاريخ واحد من الذكريات العامة.
أقدّم التجارب التي قابلتها في شريحة. عندما أتحدث مع الشباب في ورش العمل، أقدم لهم طريقة حل واحدة، مثل: زاوية الكاميرا. أقول أنه عندما يحدث شيء للفرد، يمكنك استخدام الكاميرا في أماكن مختلفة. يمكن أن تقف تلك الكاميرا أمام الشخص وتسجيل كل ما هو أمام الكاميرا، أي، لنفترض أن نقول إننا ذهبنا إلى معكسر مقداد واشترينا التذكرة، وركبنا علي متن قطار وذهبنا إلى مدينة انديمشك، تسجّل الكاميرا وتلتقط حركات وسلوكيات ذلك الشخص فقط، وترى العلاقة بين الشخص والأشخاص والأماكن والظواهر المحيطة به، ولكن يجب أن تنتقل الكاميرا نفسها إلى لحظة محددة عندما يُعبّر الشخص عن ذاكرته ويرى في ذهنه ما كان يحدث. كيف قررت؟ ما رأيك بالإيمان الذي قاده إلى هناك؟ كيف كانت مشاعره في تلك اللحظة؟ الحب، والكراهية، والأمل افترض أنك كنتَ خائفاً أم العكس؟ لكن الكاميرا فقط لا يجب أن تكتفي بهذه القضايا علي الإطلاق. يجب أن ترتفع الكاميرا وتكون قادرة على التقاط صور مفتوحة ورسم أجواء أفعاله وسلوكه تجاه ظاهرة الحرب في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني. في رأيي، إذا استطعنا ضبط زاوية الكاميرا على الباحث، فيمكنه أن يأخذ الراوي إلى سرد التفاصيل. أقول إنّ كلا الحلين سوف يتجهان إلى إحدى زوايا الكاميرا. على سبيل المثال، عندما يتحدث الشخص بشكل عام ويقول إننا ذاهبون ونقوم بأعمال تربوية، وسنؤدي المسرح والممارسة والإبلاغ عن الشهادة وإعداد جثمان الشهيد و ... عندما يتحدث ولا يستطيع تحديد التفاصيل، إحدى الطرق هي إحضاره إلى المعالم البارزة والمناسبات الخاصة، وهذا يعني أننا نقول للمدرس التربوي، عندما كان يعمل في المسرح، هل حدث أنّ ممثلك الرئيسي لم ينفذ دوره الريادي الخاص به؟ ماذا سيحدث له؟ ماذا فعلت في تلك اللحظة؟ الآن، وفي مساحة مكررة، يبحث الشخص عن تسليط الضوء. نفس المثال للإدلاء بنبأ الإستشهاد، هل كان من الممكن أن تصطدم سيارتك عندما تدلي بنبأ الإستشهاد للعائلات؟ على سبيل المثال، ورداً على ذلك، قلنا إننا ذاهبون إلى خرم آباد لنجد سيارتنا عالقة في الثلج. هذا يجعل من الممكن البحث عن النقاط البارزة والعادات المتباينة لماحدث من قبل. هناك طريقة أخرى هي ربط الأحداث والوقائع بأوقات محددة. على سبيل المثال، نقول إنه لا يوجد لدى أحد المقاييس لإخباره عن كيفية سقوط شيء ما، فنحن نصل إلى الأشياء التي تستغرق وقتاً طويلاً، ونحن ندخل في أشياء من وقت إلى آخر. على سبيل المثال، في عملية كربلاء الخامسة، سقط عدد كبير من الشهداء، ماذا فعلت للإبلاغ عن استشهادهم؟ في الواقع، نحن نستخدم أوقاتاً محددة حدثت لوصف الأحداث العامة والمكررة. أو القيام بتوصيل الأحداث والفعاليات بأماكن محددة، هل مثلت المسرح دائماً في المدرسة فقط؟ قد يمثلون المسرح مرة واحدة في صالة مسرح المدينة. هذا الاختلاف في الموقع يمكن أن يقود الشخص أيضاً إلى هذه النقطة. أما بالنسبة لأخبار الشهادة، فيمكننا القول إنها كانت دائماً في خرم آباد؟ هل كان بالإمكان إبلاغ عوائل الشهداء الذين هاجروا إلى شيراز واضطررت حينها للذهاب خارج المدينة؟
هناك طريقة أخرى لإضافة الذكريات وهي النقاط المصيرية في بعض الأحيان، وذلك عن طريق عملية روتينية ومتكررة، تحدث هذه المنعطفات أحياناً، وبعد ذلك يختلف سرد الراوي للحدث. لنفترض أنهم كانوا يؤدون نشيداً وليس لديهم الأورغن. في عام 1985م، دخل الأورغن إلي مجموعتهم، وهذا أدى إلى تغيير في العمل الثقافي. أو أنهم حصروا أداءهم في المدينة حتى الآن ويتوصلون إلى أننا يجب أن نذهب إلى الجبهة. من خلال القيام بذلك، تختلف عملية عملها. بالنسبة لأخبار الشهادة، افترض أنّ الشخص يدخل مجموعة ذات إمكانات معينة، ونوع الأخبار مختلف ويقدم طريقة جديدة للقيام بذلك. هناك طريقة أخرى للتجزئة بين الذكريات وهي مقاربة الطرق المختلفة. لنفترض أنّ لدينا هذه الحالة بالذات في مسرح كاشان. قال أحد المعلمين التربويين، إنه في المسرح الذي عقدناه في عام 1985م، قدمنا نوعاً معيناً من المسرح، وتغيرت وجهة نظري لمسرح الدفاع المقدس، وشهدت نوعاً آخر من العمل الثقافي حينها. هذا التعريف يمكن أن يقودنا إلى تفاصيل ما كان يدور في عرض ذلك المسرح؟ ما هي التفاصيل التي لدي؟ هناك طريقة أخرى وهي أنه عندما تكون الجماهير عبارة عن ذكريات ولا يمكننا منحهم الوقت والمكان، فلنربطهم بأشياء من وقت ومكان. حياتنا كلها لها وقت ومكان. نحن نعرف متى ذهبنا إلى عقد قران الخطوبة؟ متى تزوجنا؟ متى رُزقنا بأطفال؟ هل كان لديك عروض مسرحية في نفس الوقت الذي ولد فيه طفلك أم لا؟ قال أحد الأشخاص أنه كان منشغلاً بالمسرح في يوم عقد القران. حينها ذهبت وكانت لحية طويلة وذهبت للمراسيم علي متن دراجة نارية. تصبح تلك المساحة شخصية فجأة، لأنّ هذا الشخص يعرف حياته الشخصية تماماً ويربطها بتلك الأحداث. طريقة أخرى للعمل هي توصيله بأشخاص محددين. على سبيل المثال، هل قمت بإجراء مسرحية لإمام جمعة المدينة أو المسؤولين في تلك المدينة؟ بالنسبة لأخبار الشهادة، هل حدث وأن أخبرت بشهادة صديق مقرب لك؟ هناك طريقة أخرى لاستخدام المعلومات الجانبية. على سبيل المثال، عملنا على ذكريات معلم تربوي في تبريز ونعلم جيداً أنّ اليوم الثامن عشر من فبراير هو يوم تاريخي لتبريز، هل كان لك أداء مسرحي في ذلك اليوم، عندما كان لأهل تبريز مسيرة عظيمة؟ تعتبر هذه معلومات جانبية. حقيقة أنّ الباحث يجب أن يجمع كل المعلومات أمر طبيعي. لكن الأماكن البارزة التي حدثت في هذه الظروف يمكن أن تؤدي به إلى نقطة معينة. وقع قصف مدينة خرم أباد عام 1985 وكان هناك الكثير من الشهداء يقولون إنّ النهر كان مليء بالدم لأنهم غسلوا الشهداء في نهر خرم آباد. المسار التالي هو هامش الوقائع الروتينية. أي أننا اعتدنا دائماً على أداء عروض مسرحية وأنشودة، ويمكن أن يكون الهامش هو ما إذا كان هناك حدث شخصي لأحد الشباب بمجموعة الأناشيد وإجبارهم على مغادرة المجموعة؟ أما بالنسبة لأخبار الشهادة، فقد أخبرنا الشخص الذي أدلى بخبره عن الإستشهاد أنه كان يقف في مخبز وأنّ سيدتين اشتبكتا خلفه. كانا يقولان لبعضهما البعض، أدعو الله أن أسمع بنبأ موتك عاجلاً غير آجل. وكانوا يقصدون الشخص الذي يقف في طابور المخبز ويسمع ما يقولونه! كانت الكلمات تتبادل وراءه، وجعلته لا ينسي وساقته جهة الذكريات. الطريقة الأخرى هي الأسئلة الروتينية مثل المر، الأصعب، الأحلى، المشاكل، الإخفاقات، النجاحات، أوجه القصور، وما إلى ذلك. تعتبرهذه القضايا نمطية، لكن يمكنها أن تقودنا إلى التفاصيل. سيناريوهات الراوي في مواقف مختلفة، لقد استشهد على مدار السنوات الست الماضية، وكان متحمساً جداً له في السنوات الثلاث الأولى، لكن حدثت بعض الأمور التي أحبطت نفسياته بشكل تدريجي. يمكن أن تكون سيناريوهات الراوي خلال هذه الفترة إحدى الطرق التي يمكننا بها التوصل إلى التفاصيل. ما يحدث على عكس الروتين المعتاد،على سبيل المثال، كان من المفترض أن يكون لديك برنامج لإجراء نشيد في تلك الأيام، وقد تمّ إلغاء هذا البرنامج، فكيف أقنعت الشباب أن يعودوا؟ أو لم تأتِ السيارة في الموعد المقرر. خبر مثل هذا عن الشهادة ، لنفترض أنك أتيت لتدلي بشهادتك، وعندما وصلت، رأيت أنه كان حفل زفاف وفرح، ماذا فعلت في تلك اللحظة؟ واحدة من أكثر الطرق فعالية هي إجراء المقابلات في المكان. الشخص جالس في المنزل ولا يريد التحدث على الإطلاق. اصطحبه إلى مقر الشهداء في تلك المدينة أو اصطحب المعلم التربوي معك نحو مدرسته. استخدم أدوات مساعدة مثل المستندات والصور ... على سبيل المثال، اطلب من المعلم أن يوضح لماذا ضحك اثنين من تلامذته أثناء التقاط الصورة، ما هي القصة؟ يجب علينا أن نساعد للتحدث عن تلك التفاصيل. أو إذا لم تستطع ذلك، فأخبرنا بالمكان الذي كنت تؤدي فيه المسرح، لقد كنا هنا، وكانت مجموعة مارش هنا، وكان الإمام واقفاً هنا يوم الجمعة، وهذا قد يضعنا في التفاصيل. أو استخدم ذكريات الأشخاص الآخرين، لقد كنت أعمل في مركز الوثائق عن الدفاع المقدس منذ عدة أشهر وأجريت مقابلة مع السيد آهنكران. كان السيد آهنكران في ذلك الوقت يذهب لوحدات عديدة لإناشد الأناشيد. أين يعرف ماذا كان يفعل هناك أم ماذا حدث هنا؟ لكنني كمقاتل في الجبهة ولم أرَ سوى السيد آهنكران طيلة حياتي سوي مرة واحدة في الحرب بأكملها، وما حدث عندما جاء السيد آهنكران إلى المسجد. نتحدث بشكل كبير عن الموضوعات التي لها عملية محددة. يمكن سرد وطرح أسلوب عمل المعلم التربوي ونشيد ما، وكيفية شرح إمكانياته، وكيفية الإعلان عنه، وكيفية تدريبه، و .... لمناقشة أخبار الشهادة، يجب أن ننظر إلي الأمر أيضاً من الناحية الهيكلية. القيود المفروضة على هذا العمل هي أيضا مهمة جداً. بالرغم من كل هذه التقنيات، لكنها قد لا تستجيب أحياناً. إذا كانت هناك القليل من الذكريات، فهذا يعتبر مكسباً بالنسبة لنا. عندما لا يوجد شيء في يد القائم بإجراء المقابلة، إذا كنا نحصل علي شيء قليل، فهو مكسب بالتأكيد.
القضية التالية هي صناعة الذكريات وطريقة سردها. يجب أن تمتع الراوي والقائم بإجراء المقابلة بالذهنية العالية، ويمكن أن تكون الذاكرة المحددة ذات طابع ممتع، وسيحاول الراوي تحديد الذاكرة لنفسه أو تعريفها على هذا النحو . عندما كنّا نعمل علي رواية فتح، كانت كتب مثل (نيمه پنهان ماه) قد أبصرت النور،هناك عدد من رفاق الشهداء تذوقوا طعم منتصف القمر الخفي ويقولون، نريد أن تصبح كتبنا مثل كتب الشهيد باكري وهمت وتشمران وأن تُروي مثل هذه المجموعات الثلاث. البعض كان يقرأ كتابه ويقول لماذا تم تجسيدنا بهذا الشكل في هذا الكتاب؟! لماذا لم يكن كتابنا مثل كتاب الشهيد تشمران (نيمه پنهان ماه)؟ يسعون أن تكون ذكرياتهم تشبه ما ذكر عن ذكريات الشهداء في الكتب المنشورة. كينونة وجود الفرد، مثل أرض بها طرق مختلفة، وأنا أطلقت إسم الأدوار عليها. تتداخل هذه الأدوار معاً، ويمكننا رسم خريطة كينونة الشخص من تقاطع هذه الأدوار، سواء في الموضوعات الموجهة نحو الموضوع أو في الأعمال الموجهة نحو الشخص. من الواضح أنّ المشروع الذي كنا ننوي القيام به هو حول السيد محمد كلريز، منشد الحرب. ذهبنا للتحدث معه وتم إغلاق المشروع لأنه قال لديه عرض يومي، ولم نعرف الزمن المقرر! لايمكن تجزئة الذكريات علي الإطلاق. قلنا دعنا نذهب ونلعب دوراً ما. كان له أدوار مختلفة في الحرب ودور الوالد لأبنائه، ودور القتال، ودور التربية، ودور الجوار، ودور القرابة، ودور الصداقة مع أصدقائه. نظرنا في القضية. ذهبنا للقضية كالملف. قلنا له تحدث بداية عن الزواج والطفل والقتال، عندما يتم تشكيلها، سننظر إلى حياة الشخص ونطابق هذه الأدوار. قمنا بتكييف ومقارنة دور المقاتل مع دور الطالب. على سبيل المثال، كنا نسأله هل درست أثناء ذهابك إلي الجبهة؟ هل سبق لك أن ذهبت إلى الصف الدراسي بنية تفقد زملائك هناك؟ هل درست عندما ذهبت إلي الجبهة؟ هل تأخذ الكتب الجامعية معك عندما ذهبت إلي الجبهة؟ يتقاطع هذان الدوران، وقد يكون لديهم ذكريات تفصيلية. لا يوجد أي شيء بين يدي أنا القائم بالمقابلة وعليّ أن أتخذ مسارات مختلفة لإنجاز ذلك العمل".
وقال السيد أمير محمد عباس نجاد، خبير البرنامج: "السيد قاضي إذا قام بعمل، فهو ينهيه بأفضل صورة ممكنة، وعادة ما يعمل علي تلك المشاريع التي لم يراها أحداً أو نادراً ما يُلتفت إليها. من الواضح أنّ هذه المقالة التي قدمتها هي تجربتك الشخصية. من ناحية أخرى، فإنّ منهجية ونظريات التاريخ الشفوي على جانب، وهو أمر ممكن في المناقشة التجريبية والعمل الميداني، وقابلة للمس الباحث بشكل أكبر، حيث كانت تتخلل نقاط طريفة في مقالك. إذا كنت ترعى هذه المقالة، فيمكن أن يكون منهجاً للأصدقاء الذين يرغبون في العمل في مجال ثقافة ما خلف الجبهات. النقطة المهمة للغاية التي ذكرتها هي صنع الذكريات وسردها والتي عادة ما نراها في معظم مذكرات الحرب وللأسف إزدادت بشكل كبير".
كما قال السيد حسين فروتن نجاد، الخبير الثاني: " لقد أخبرتنا بتغيير موقعنا ومكاننا الذي نتحدث إليه، وتغيير المعدات، وجمع الأشخاص بجواره، مما يجعل إجراء مقابلة مفصلة أمراً صعباً للغاية".
عدد الزوار: 6996
http://oral-history.ir/?page=post&id=8580