مذكّرات خرمشهر ـ 1
الشهيد بهروز مرادي
ترجمة: حسين حيدري
2018-07-13
بدأ موقع تاريخ إيران الشفهي بعد كتاب سنوات الوحدة (سالهاي تنهايي) بنشر كتاب نجوم الشلمجة (ستاره هاي شلمجه) أسبوعيا. بعد نشر الجزء السابع، طلب كاتب هذا الكتاب ، السيد أحمد دهقان، التوقف عن نشر هذا الكتاب بالإعلان عن قرار إعداد هذا العمل لإعادة الطبع ثانية. لهذا في هذا الأسبوع، سيصدر كتاب «مذكرات خرمشهر: مذكرات ورسائل الشهيد بهروز مراد». هذا الكتاب هو العمل المئة والسادس والعشرين لمكتب الأدب وفن المقاومة و الكتاب الثامن المنتج في هذا المكتب و بالتركيز على المذكرات المتبقية من الحرب العراقية المفروضة على إيران. تم نشر «مذكرات خرمشهر» في شتاء عام 1991م من قبل مكتب الأدب وفن المقاومة.
إشارة:
تكرار اسم خرمشهر هو تكرار للجمال. وربما هذا هو العمل الرابع الذي كرر هذا الاسم الجميل على جبينه .تعتبر مدينة خرمشهر للشعب الإيراني بمثابة القلب الجريح الذي صنع شبابه دقّات قلبها للأبد.
كان السيد «بهروز مرادي» أحد هؤلاء الشباب الذين حمل السلاح علي كتفه منذ أولي لحظات الحرب علي مدينة خرمشهر حيث شارك في تحريرها من يد العدوان و لم يضع سلاحه أرضاً حتي مشاركته في عمليات كربلاء 5.
قمنا بجمع مذكراته و رسائله في هذا الكتاب الموجز لكي نكرر اسم مدينة خرمشهر الجميل ثانية، حيث سيبقي اسم الأبطال الذين قدموا أرواحهم قرباناً للدفاع عن هذه المدينة جميلاً للأبد.
الأدب وفن المقاومة
14/7/1991
المذكّرات
6/4/1982
أقيمت مراسيم تشييع جثمان الشهيد مجيد خياط زاده،عائلة الشهيد وكانت حاضرة. لقد استشهد الشهيد مجيد في عمليات فتح المبين (تحت شعار يا زهراء) ـ والتي كانت - في مدينتي الشوش ودزفول. ذهبنا إلي مقبرة مدينة آبادان و بعد تشييع الجثمان إلي مثواه الأخير عُدنا لمقر الحرس الثوري في الساعة 11 و 30 دقيقة. كما أقيمت صلاة الجماعة بإمامة السيد محمد صالح لواساني مندوب الإمام.
يقول :جباربيكي: "أحبّ أن أدفن في مدينة خرمشهر، أحب أجوائها الشرجية،أتمني لو يُدفن جسمي في هذه الأجواء الشرجية.»
ذهبت في تمام الساعة 3 و 45 دقيقة برفقة الحاج لواساني نحو خندق إطلاق قذيفة الهاون الواقعة في كوت الشيخ، بعد ما قام احاج لواساني بإطلاق قذيفة هاون، إلتقطت منه صور عديدة حينها. بعدها جئنا إلي مقر القيادة في كوت الشيخ.
في تمام الساعة 5 دخلنا أنفاق خنادق «تقي عزيزيان»، كانت الأجواء رائعة. إلهي! إجعل هذه الجهود في نهاية المطاف في ميزان حسنات هؤلاء المقاتلين...كانت أكثر القوات المتواجدة هناك من مدينة خُمين. كانت المياه قد اجتاحت الخنادق ولهذا لايمكن الدخول في الخنادق القريبة من النهر.
ألحقت القذائف دماراً شاملاً في البيوت. ذهبنا إلي سوق كوت الشيخ، كانت الأوضاع ليست علي مايرام في كل مكان، الحقيقة مشاهد لاتوصف...لكن في النهاية، كان النصر حليفاً للإسلام.
أقمنا صلاة المغرب و العشاء بإمامة مندوب الإمام في مقر القيادة الواقع في كوت الشيخ بمدينة خرمشهر. كان وجه الحاج لواساني يشعّ نوراً كوجه الإمام الراحل (رحمة الله عليه).
7-4-1982
قاذفات العدو من نوع 120، كانت تقصف منطقة كوت الشيخ حتي الصباح. نمنا في الليل في كوت الشيخ. أقيمت صلاة الصبح بإمامة الحاج لواساني في مقرّ القيادة في تلك المنطقة، بعدها ذهبنا لتناول الإفطار نحو «بريشين».
ذهبنا في الساعة الـ 8 لتفقّد الوحدة 106 التابعة للحرس الثوري حيث قام السيد «فرهاد ملايي» بتوضيح مايجري هناك للحاج لواساني و ألتقطت بعض الصور. بعدها انطلقنا في الساعة الـ 9 نحو منطقة «المحرزي» حيث كان أخينا السيد «حيدريان» (جيفتن) متواجد هناك. كان إطلاق النار من قبل العدو شديد جداً، لهذا مكثنا قليلاً في تلك المنطقة. عُدنا في تمام الساعة الـ 10 نحو مقر الحرس الثوري. كان السيد دهقان « رجل دين من ضواحي مدينة إصفهان معنا ، ثم رجعنا إلي «الفياضية».في الساعة الـ 3 و30 دقيقة ذهبنا لتفقد وحدة مدفعية إصفهان 105، كنت دليلاً أرافق الحاج لواساني. صلاة الظهر، كان السيد «إسلامي» في الحرس الثوري أيضاً. قال لي السيد إسلامي :« هل تريد الذهاب نحو خرمشهر؟ قلت له: نحن متواجدين هنا، لكن فكرنا منشغل في الجانب الآخر من النهر.»
قال السيد إسلامي : يجب أن نكون في الساعة الـ 4 بمدينة الأهواز. إنطلق في تمام الساعة الـ 3 من مقر الحرس الثوري في خرمشهر نحو الأهواز. سألته بهدوء:«ما الذي يجري هناك؟» قال :«سيعقد إجتماعاً هاماً حول مدينة خرمشهر». شعرت بالأمل للحظة. إلهي! هل سنبقي أحياء أنا و رفاقي لنشارك في فتح وتحرير خرمشهر؟ اليوم بشكل لايوصف اشتقت لخرمشهر، حين إقامة صلاة المغرب،كان فكري منهمكاً في تحرير المدينة فقط.
9-4-1982م
أردنا الذهاب اليوم مع إمام جمعة كاشان نحو الجبهة. قال أصغر وحيدي:«لاتذهب!» عندما كنت أحدث السيد حيدريان في الظهيرة، قال :« لقد استشهد محمد عبدالخاني الذي جاء برفقة إمام جمعة كاشان إلي «المحرزي كما تعرض حراسه لإصابات إثر القصف.» كان محمد عبدالخاني قد تزوج قبل شهادته بأيام قليلة.
ذهبنا الظهر نحو صلاة الجمعة و بعد عودتنا، ذهبنا الساعة الـ 3 برفقة 120 شخص لتفقد جبهة «منصورن» أي وحدة قذائف الهاون 120 التابعة للحرس الثوري و مدفعية 105 إصفهان. في «الفياضية» كان المقاتلين يرددون الشعارات علي الطريق. قلت لهم:« كان في يوم من الأيام، الكل يريد الهروب من الجبهة و لا يتجرأ أحد على البقاء هنا، لكن اليوم الجميع يسعي أن يسبق الآخر للإلتحاق بالجبهات». قام الزوار بإعطاء الهدايا التي جلبوها معهم من تلاميذ المدارس ووزعوها علي المقاتلين، بين الهدايا، كانت رسالة تثير إحاسيس الإنسان، سبحان الله ما هذا العالم الذي يمتلكه الأطفال. عُدنا في الساعة الـ 5 نحو مقر الحرس الثوري.
في المغرب قال أحد الطلبة الشباب الذي جاء من مدينة إصفهان: «لقد أتيت للجبهة بعدما رأيت حلماً بأننا هاجمنا خرمشهر و انتصرنا و قمت بزيارة حرم الإمام الحسين (عليه السلام) الطاهر». كل المقاتلين يشتاقون لهذا اليوم. في هذه الأيام، كان الجميع يتحدث عن مهاجمة العدو. كما رفعنا أيدينا بالدعاء لصاحب العصر والزمان الحجة المنتظر (عج الله تعالي فرجه الشريف). لقد استغرقت صلاة المغرب والعشاء وقتاً طويلاً.
عدد الزوار: 3833
http://oral-history.ir/?page=post&id=7912