ذكريتان عن الشهيد محمد علي رجائي

ممازحة مع وزير!

محمد حسين قدمي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-09-14


حين كان السيد زاهدي مسؤلاً للتربية في طهران، أقام ندوة كبيرة في ثانوية ألبرز والى جانبها معرضاً وقدم منتجات المناطق في المحافظة.

في إفتتاح المعرض الذي كانت مسؤليته على عاتق السيد خوش صحبتان، جاء كل من رجائي وباهنر لزيارة الغرف حتى وصل الدور الى غرفة التربية و التعليم منطقة 20( مدينة شهر ري). قدّم في الغرفة التلامذة أعمالاً لافتة ومبدعة وقد لاقت استحسان الجميع.

وصنع أحذ التلامذة مسدساً يلقم برصاصات بندقية الجي 3! حين وصل السيد رجائي الى صانع المسدس تأمله وأخذ التلميذ يشرح له وفي النهاية، رفع السلاح ولقّمه وقال: " و... وهكذا يطلق النار" وفجأة صدرَ صوت طلقة وعمّ المعرض صوت مهيب وهزّه. ورغم أننا كنا كلنا قلقين على سلامة الوزير وارتبك الجميع مما حدث، ابتسم رجائي بصلابته المعهودة وقال: "أتمنى لكم التوفيق يا شباب" ثم مدّ له يده وذهب الى غرفة أخرى. قلت للتلميذ: ما الذي فعلته لماذا لم تخبرنا أنّ السلاح فيه طلقة صوتية؟! قال بكل برود: "أردتُ أن أقترب من الوزير وأمزح معه!"

ثم جاء باهنر الى غرفتنا ولكي لا تتكرر الحادثة مرة أخرى، أخذت المسدس من يد التلميذ وقلتُ له: "عدني أن تقدم فنك لباهنر دون اطلاق نار."

أريد رؤية الوزير

كان الشهيد رجائي حين تصدى لوزارة التربية والتعليم يأخذ الجلسات بجدية ولكي يعرف المشاكل عن قرب كان ينسق لجلسات في المحافظات و المدن ويسافر لها. وجاء الدور لمدينة دماوند وذهبنا إليا. وكان مكان الجلسة بيت الأخ ألويري. حضر الوزير على رأس الساعة وبدأت الجلسة بقراءة القرآن. وفي أثناء حرارة الحديث ظهر بعض التلامذة وطلبوا رؤية الوزير. قلتُ لهم: "لدينا الآن جلسة مهمة وليس هناك مجال لرؤيته." ولكنهم أصروا وكانوا يقولون: "إذا لم تسمحوا لنا برؤية الوزير لن نرجع."

تحت اصرارهم دخلتُ ولاحت فرصة مناسبة لأوصل رسالة الشباب في أذن رجائي. فكّر وقال: "لا مشكلة، أخبرهم أن ينتظروني الساعة الحادية عشر في نهاية البستان قرب النهر."

حين أوصلتُ الخبر إليهم ركضوا دفعة واحدة الى النهر.

لم أكن أشكّ في وعود رجائي، ولكن كنتُ أفكر كيف سيترك الجلسة دون الإخلال بها. بقيت عشر دقائق على حلول الساعة الحادية عشر، إختلس النظر الى ساعته وحين كان السيد نوروزي في حرارة حديثه، خرج بكل هدوء وذهب الى موعده. كان الشباب مترددين هل سيأتي أم لا فجأة تناهى لهم صوت السيد رجائي: "أين أنتم يا شباب، لقد جئتُ."

وحانت ساعته لحظات حميمية بين التلامذة ومعلهم.

لم يطل الأمر دقائق حتى عاد رجائي الى الجلسة ولم تخفت حرارتها ودخل دون أن يلفت إنتباه أحد، جلس بسرعة في مكانه وأخذ يقرأ الأوراق ويستمع لما يدور.

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4937



http://oral-history.ir/?page=post&id=6593