مذكرات 50 سائقا
إلهام صالحي
ترجمة: أحمد حيدري مجد
2016-05-25
طوال أعوام الدفاع عن الوطن كان هناك فريق قلّما يُرى أو يُحكى عنه. و لكن مع مرور الوقت، باتوا محط أنظار الكتاب و الناس، لقد صدقوا جهودهم. "تحت جلد الطرق الجريحة"* يأخذنا جهة هذا الفريق، يتحدق السواق طوال ثمان سنوات من الدفاع عن طرق خطرة، قادوا سيارتهم فيها و ذلك في كتاب عن ذكرياتهم.
"تحت جلد الطرق الجريحة" يتحدث عن 50 سائق كانوا في الجبهات و المناطق الحربية و الخطوط الأمامية في حالة ذهاب و إياب.
يفتتح الكتاب بمقدمة ثم يدخل مباشرة في مذكرات السواق. بعض هذه الذكريات مؤلم جدا، بالتحديد مثل ذكرى علي نيكنام، الذي أصيبت عينه بالكيميائي، و رئته و جلده و جُرح أسفل رجله و ذراعه: " لا ترى عيناي جيدا. رأيت من بين ستارة مظلمة جنديا من مشهد. مع لحية طويلة و بطن كبير. كان يصرخ ساعة القصف، إمتلأ فمه بالشظايا و استشهد و هو جالس."
بعض الذكريات لا جديد فيها، مثل ذكرى ستار رضابور: " كنت نائما في ليلة داخل السيارة و للتو غفوت حين سمعت صوت قرمشة. فتحت عيني بصعوبة و نزلت. لم يكن هناك أحد. عدت للنوم مرة أخرى و عاد الصوت مرة أخرى. حين نظرت جيدا رأيت فأرا يأكل بسكويتا في أرضية السيارة. رميت كل البسكويت خارجها. إنشغل هو بالاكل و نمتُ أنا."
و قبل كل ذكرى، كتبت سيرة مختصرة عن السائق. بعض الذكريات مطولة و بعضها قصير.
و يحمل الكتاب تاريخا شفويا من رؤية أخرى لشخصيات قليلا ما التفت اليها طوال أعوام، ليروا عبر نظرتهم القصص التي سردتها الطرق في حرب مفروضة.
*"تحت جلد الطريق الجريحة": ذكريات سواق في 8 سنوات من الدفاع المقدس. الكاتبة: مريم حضرتي، حوار: مرتضى درآبادي، مهدي جدي، 208 صفحة،نشر: أربيل، 1394.
عدد الزوار: 4390
http://oral-history.ir/?page=post&id=6367