عن كتابين

ما لم يقله قائد عسكري و مذكرات آخرى

إلهام صالح
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-04-10


إنتصار الثورة الإسلامية و مواجهة المجموعات التي عملت ضد الثورة ثم الدخول في حرب مفروضة، لكل منها حكاية و أحداث تحدث الكثير عنها، و لكن هناك جانب بقي مسكوت عنه، و لم يشر إليه. و تحصل الأحداث على قيمتها حين يتحدث شخص مؤثر فيها. كتاب " ما لم يقل عن الحرب" يهدف الى ذلك. و نحاول أن نطرح بمناسبة شهادة الطيار الجنرال علي صياد شيرازي السابعة عشر البعض من ذكرياته.

قبل و بعد انتصار الثورة الإسلامية

يضم " ما لم يقل عن الحرب" 1 ست و عشرين حوارا، عارضا الكثير من قضايا الحرب. راوي الكتاب قائد القوات الأرضية و عضو شورى الدفاع العالي. و بعد خدمة دامت 32 عاما في عدة أماكن تمّ إغتياله في 10 إبريل 1999 أمام منزله في طهران على يد مجاهدين خلق.

يتحدث الشهيد صياد شيرازي، في هذا الكتاب، عن أحداث ما قبل الثورة الإسلامية. و قد كان في تلك الفترة في معكسر يقع في مدينة اصفهان يقول: " في المعسكر حيث أعرف بعض المؤمنين، عجنوا مع روح الثورة و يحملون جرأة العمل سويا، كنت أوصل لهم بيانات الإمام. ومن ليس لديه استعداد، كنا نحاول أن نمهد له الأرضية و نقوي الأجواء الثورية في الجيش بين كادره."

ثم يخصص الشهيد صياد شيرزاي الحديث عن المجموعات التي تتحرك ضد الثورة في كردستان و آذربايجان الغربي حيث سقوط مهاباد و القصف على لواء مهاباد: " وصل خبر قتل 52 من حرس الثورة في كردستان أمام الملئ العام.بقرب سردشت، هناك قرية اسمها ربط. كانت مهمتهم قد انتهت. و يسيرون الى بانه للوصول الى سقز و من هناك الى اصفهان. هناك قرية باسم ساوين، و قد كُمنَ لهم في تلك البقعة."

و ذكر الشهيد صياد شيرزاي الكثير من الأسماء المعروفة مثل الشهيد مصطفى جمران، حيث كان مشاركا في حرب الشوارع، يقول عنه: " كان اسلوب الشهيد جمران الحصول على المعلوامت بسرعة و العمل عليها على الخارطة. و كان محترفا في عمله. يعد بسرعة فريقا و يذهبون ضمن فرقة مجولقة الى المكان. كان جسورا. إستلهمنا منه المبادرة. ثم من بعده استخدمنا ما تعلمناه من فنون الحرب مثل العمليات غير المنظمة و الكامندو."

و الكتاب لا يروي فقط ما يحدث في داخل إيران بل يتعدي الحدود، كمثال جاء في الكتاب عن فكرة ارسال قوات لدعم حزب الله و محور المقاومة في لبنان في فترة الحرب: " إجتمعنا عدة مرات مع الرئيس حافظ الأسد، ضمت وزير الدفاع و رئيس الاركان. كان محور الحديث ما الذي نريد فعله؟ قلنا إننا نريد احضار قوات لتقوية حزب الله و القوات المقاومة في لبنان."

و يتحدث الكتاب عن بعض الفتن التي انساق فيها البعض حيث جاء: " كان طبيب جاء من اصفهان في عمليات محرم. و كان ابنه في الجبهة. فوجد ابنه بين الشهداء، تأثر كثيرا لكنه تماسك. رأى أن الزمن ليس مناسبا ليأخذ ابنه و يغادر. بقي 24 ساعة أو 48 ساعة. كان في غرفة العملياتيقوم بواجبه. بعد ذلك، وضع جثة ابنه في السيارة و عاد الى اصفهان."

و جاء في نهاية الكتاب مجوعة صور الشهيد صياد شيرزاي.

 

سيرة حياة الشهيد صياد شيرزاي العائلية و الاحترافية

 

كان للحرب المفروضة على إيران الكثير من القادة العسكريين. البعض منهم أحياء و آخرون نالوا الشهادة. و كان للبعض منهم مستقبل مغاير. و الشهيد علي صياد شيرازي كان من الفئة الأخيرة. فقد اغتيل أمام منزله على يد منظمة مجاهدين خلق. و يعرض كتاب " أراد الله أن تبقى حيا" 2 أن يقربنا القائد العسكري.

و يعرض الكتاب ذكريات ناصر آراسته و محمد كوششي و شهربانو شجاع و صديقة صياد شيرزاي و أحمد آرام و علي رضا حجتي و هادي رضا طبع و محمد خادم الحسيني و عطاء الله صالحي و آخرين، و كلها ذكريات تدور عن صياد شيرازي، و لكن أول من يعرض ذكرياته هي زوجته تقول: " تقرر أن يعود علي الى كرمانشاه و أقضي عاما في دره غر لاكمال دراستي. حين ذهب، ظننت أنه عام واحد و ينتهي كل شئ. لم أعلم أن كل حياتي الى جانب علي ستكون بالبعاد.كنت بعيدة عنه لاكمال دراستي، ثم كنا بعيدين عن بعض لأن عمله يستلزم ذلك. بعد الثورة، بدأت الحرب. و بعد الحرب كان عمله كثيرا لدرجة أني لا أراه، و بت بعدها مطمئة لأني لن انتظره بعد الآن."

كل ذكرى تروي جانب من صياد شيرازي و هناك بعض الذكريات التي تأكد على جانب يحمله معه منها ما قاله سيد جواد باكدل: " كان منظما جدا لدرجة أننا نضبط ساعاتنا على قدومه و خروجه. الحقيقة ننظمها أكثر على قدومه لأن خروجه لا نعلم متى يحين."

و تقول أمه شهربانو شجاع عنه: " كان يعيش منذ صغره كرجل كبير، نذهب الى مدرسته لنرى ما يفعله، نرى الأطفال يتبادلون اللكمات يلعبون، بينما نجده يقف في زاوية و كأن لا حاجة تحدث أمامه. كان طفلا مظلوما و قويا."

 

  1. ما لم يقل عن حرب: مذكرات الجنرال الشهيد علي صياد شيرازي، تدوين: أحمد دهقان،مكتب المركز الفني و دار سورة مهر، 1378، 357 صفحة.
  2. أراد الله أن تعيش: كتاب علي صياد شيرازي، تدوين فاطمة غفاري، دار رواية الفتح، الطبعة الأولى 1384، 248 صفحة.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4230



http://oral-history.ir/?page=post&id=6278